المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



اول كتابا التنزيل‏ في اسباب النزول  
  
14896   04:05 مساءاً   التاريخ: 24-04-2015
المؤلف : حسن حيدر
الكتاب أو المصدر : أسباب النزول القرآني تاريخ وحقائق
الجزء والصفحة : ص 69-74.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

السائد عند السنّة القول بأنّ أوّل من صنّف في أسباب النزول بشكل مستقلّ هو عليّ بن المديني (234 هـ) ، «1» كما يرى بعض الباحثين أنّ كتاب التنزيل المذكور في الذريعة «2» منسوبا إلى محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقنديّ ، المعروف بالعيّاشي صاحب التفسير ، قد صنّف في نفس هذا الموضوع. «3»

وهذه النسبة تبدو بعيدة جدا عن الوقائع ، كما يتبيّن ذلك بعد تسجيل الملاحظات التاليّة :

أوّلا : عدم ورود هذا المعنى في المصدر

إذا عدنا إلى المصدر الأصليّ الذي نسب كتابي التنزيل للمدينيّ والعيّاشيّ ، وهو كتاب الفهرست لابن النديم ، والذي نقل عنه الذريعة ، نجد أنّه لم يزد عن‏ أن ينسب إليهما كتابا باسم التنزيل من غير أن يعرّف بمضمون الكتابين. «4»

على أنّ ابن النديم نفسه في الفهرست قد عنون فصلا ب : «الكتب المؤلّفة في نزول القرآن» ، وهذا العنوان قد يكون أقرب إلى احتمال كون المضمون فيها هو أسباب النزول «5» ومع ذلك لم يأت فيه ذكر لكتابي المدينيّ والعيّاشيّ.

ثانيا : التصنيف باسم «التنزيل»

لم تكن تسمية «التنزيل» معروفة لأسباب النزول ، فقد ورد عنوان التنزيل في مختلف المواضيع التي ترتبط بتنزيل القرآن : كالتحريف ، والنسخ ، والمكّي والمدنيّ ... ، «6» والتعبير به وحده يكون بحذف المضاف ، فنحن وإن احتملنا أن يكون المضاف المحذوف كلمة «أسباب» ، إلّا أنّ احتمال أن يكون أمرا آخر ممّا نال الرواج الكثير في تلك العصور أقرب.

ثالثا : معاني التنزيل

إذا أردنا أن ندرس كلمة «التنزيل» فإنّنا نجد لها عدّة معان مصطلحة :

فالتنزيل في أصله هو «مصدر مزيد فيه ، وأصله النزول ، وقد يستعمل ويراد به ما نزل ، ومن هذا القبيل إطلاقه على القرآن في آيات كثيرة ...) { لَتَنْزِيلُ‏ رَبِّ الْعالَمِينَ} «7». «8»

وذكر في الذريعة أنّ «التنزيل تفعيل من النزول ، وقد جعل اسما للقرآن الشريف وأريد منه «القرآن» في بضعة عشر موضعا منه (...) وقد أضاف كثير من مفسري الخاصة والعامة تفاسيرهم إلى هذا الاسم المبارك مثل أسرار التنزيل ، أنوار التنزيل ، شواهد التنزيل ، مدارك التنزيل ، معالم التنزيل». «9»

كما اصطلحوا أن يراد به : «إيضاح معنى الآية واللفظ ، في مقابل التأويل المشتقّة من مادّة «أول» بمعنى ما يرجع إليه الشي‏ء» ، «10» فيكون من قبيل بيان مفردات الألفاظ القرآنيّة ، ككتاب مفردات الأصفهانيّ ، أو غريب القرآن لزيد بن عليّ.

وقد مرّ في الروايات التي تعرّضت لمصحف عليّ عليه السّلام ، احتمالات ثلاث لما يحتمل أن يريدوه من «التنزيل». «11»

ومع كلّ هذه الاحتمالات ، فبأيّ منطق يستطيع الإنسان أن يصرّ على أنّ المراد من كتابي التنزيل اللذين لم يصل إلينا منها شي‏ء هو جمع أسباب النزول ،

وهل هذا إلّا رجم بالغيب؟!

رابعا : العيّاشيّ وتغيير اصطلاح أسباب النزول

إنّنا لو سلّمنا بأنّ العيّاشي أراد أن يصنّف مؤلّفا في أسباب النزول ، التي وردت بهذا المصطلح على لسان الأئمّة عليهم السّلام وبسؤال الرواة عنها في بعض الروايات ، «12» فلا معنى لأن يغيّر العيّاشيّ اسمها من «أسباب النزول» إلى «التنزيل».

خامسا : بين المدينيّ والبخاريّ

من المفارقات أن نقول بأنّ المدينيّ قام بعمليّة تجعل أسباب النزول تتفرّد بباب لخصوصيّاتها ، ثمّ يأتي تلميذه البخاريّ فيهدم ما بناه وقسّمه أستاذه ، ثم يعيد جمع الأسباب إلى بقيّة المنقولات في عالم التفسير. «13»

سادسا : عدم تمايز «أسباب النزول» حتّى زمان متأخّر

قد تقدّم أنّ إفراد أسباب النزول عن بقيّة روايات التفسير ، لم تظهر بوادره قبل الطبريّ ، وقد تعرّضنا لحالة التردّد والارتباك التي ظهر عليها هذا الباب مع الطبريّ ؛ بحيث لم تستقرّ عنده وفق مصطلح وصيغة واحدة.

كما يظهر من خلال مراجعة كلمات الواحديّ ، أنّه حتّى زمانه لم يكن قد سبقه من جمع الأسباب ، يقول : «.. أمّا اليوم ، فكلّ أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ، ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكّر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية ، وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب ، لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلّمون في نزول القرآن ...» ، «(14).

عدا عن أنّنا لا نجده ولا غيره من المصنّفين في تلك العصور يرجعون إلى كتب سابقة قد ألّفت في أسباب النزول.

وبالتالي لا معنى لأن نقول بأنّ كتابي التنزيل كان موضوعهما جمع أسباب النزول.

________________________

(1). يقول الزركشي : «و قد اعتنى بذلك المفسّرون في كتبهم وأفردوا فيه تصانيف ، منهم عليّ بن المدينيّ شيخ البخاري» (البرهان ، ص 22) ، ويقول السيوطيّ أنّ المدينيّ : «أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المدينيّ شيخ البخاري» (الإتقان في علوم القرآن ، ج1 ، ص 40) ، وكذا ذكر كثير من الباحثين ؛ لاحظ : د. الرشيد ، أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص ، ص 106 ؛ خالد خليفة السعد ، علم أسباب النزول وأهميّته في تفسير القرآن ، ص 20 ، الهامش 2 ؛ أ. د. فهد بن عبد الرحمن الرومي ، دراسات في علوم القرآن ، ص 134؛ د. فرشوخ ، المدخل إلى علوم القرآن والعلوم الإسلاميّة ، ص 32 ؛ الشيخ حسن أيّوب ، الحديث في علوم القرآن والحديث ، ص 10 ؛ بهرامي وسجّادي ، مجلة پژوهشهاي قرآني (1) ، ص 44؛ مجلّة پژوهشهاي قرآني (2) ، ص 125؛ ولكنّهم جعلوا اسمه المدايني بإضافة ألف ، والمدائنيّ شخص آخر اسمه ، عليّ بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف المدائنىّ (راجع : فهرست ابن النديم ، 161) !؛ عبد الحكيم الأنيس ، مقدّمة العجاب في بيان الأسباب ، ص 80؛ الجلالي ، تراثنا ، ج4 ، ص 46؛ الزرقاني ، مناهل العرفان ، ج1 ، ص 101؛ السيّد حجّتي ، أسباب النزول ، ص 20؛ فواز أحمد زمرلي ، مقدّمة العجاب ، ص 18 ....

(2). الذريعة ، ج4 ، ص 454.

(3). تراثنا ، ج4 ، ص 48؛ ولا بأس من التأكيد بأنّ المصنّف لهما هو عنوان «التنزيل» وليس بعنوان «أسباب النزول» كما يجري على ألسن بعض الباحثين ، (لاحظ مثلا : عبد الحكيم الأنيس ، مقدّمة العجاب ، ص 80)؛ ولعلّ الخطأ ناشئ ممّا ذكره البعض بأنّ للمديني والعيّاشي كتابين في أسباب النزول ، فتوهّموا أنّ اسم المصنّفين ، «أسباب النزول» ، ونحن لم نجد أحدا من المحقّقين قد نسب إليهما المصنّف باسم «أسباب النزول» فضلا عن ابن النديم الذي اقتصر في ذكر مصنّفاتهما على كتابي ، «التنزيل».

(4). فهرست ابن النديم ، ص 334 ، 335 ، 380.

(5). بأن يكون ذلك بحذف المضاف (أسباب) ، مع أنّ في هذا العنوان (النزول) احتمالات أخرى كثيرة ، كأن يكون في ترتيب النزول الذي كان علما معروفا في تلك العصور ، بل لعلّه الأقرب.

(6). التنزيل من القرآن والتحريف ، لأبي الحسن علي بن الحسن بن فضال الكوفي» ، (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج4 ، ص 454 ، 455) ؛ «التنزيل والتحريف ، للسياري» ، (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج4 ، ص 454 ، 455) ؛ كما ورد في غير ذلك من الموضوعات ، ككتاب ، «التنزيل والتعبير ، لأبي عبد اللّه محمد بن خالد بن عبد الرحمن البرقي» (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج4 ، ص 454 ، 455) ....

(7). الواقعة ، 80؛ الحاقة ، 43 ، و«ورد في سورتين (تنزيل من رب العالمين) ، وفي ثالثة (و إنه لتنزيل رب العالمين) ، وقال : (تنزيل من الرحمن الرحيم) و(تنزيل من حكيم حميد) و(تنزيل العزيز الرحيم) ، وقال : (تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم) في الزمر والجاثية والأحقاف ، (و تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم) في المؤمن ، (و تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) في الم السجدة» (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج4 ، ص 454).

(8). السيّد الخوئيّ ، البيان ، ص 222.

(9). الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج4 ، ص 454.

(10). ترجمة عن : د. رجبعلي مظلومي ، پژوهشي بيرامون آخرين كتاب إلهي ، ج1 ، جزء 3 ، ص 93.

(11). فقد مرّ أنّهم إمّا أن يريدوا ، «كما نزل من غير أن ينقص حرف أو يزيد» ، وإمّا «الترتيب الذي نزل عليه أيّام الوحى» ، وإمّا «التفاسير التي أنزلها اللّه على رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم».

(12) كما عند الحديث عن دور الأئمّة عليهم السّلام على مستوى دراية ورواية هذا العلم.

(13). لاحظ : صحيح البخاريّ ، كتاب تفسير القرآن ، ج5 ، ص 146 وما بعد.

(14). الواحدي ، ص 11.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .