أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2015
3857
التاريخ: 15-11-2015
4558
التاريخ: 13-12-2014
3576
التاريخ: 12-5-2016
3247
|
كان الاجتماع الذي شهده المسجد الحرام يوم فتح مكة اجتماعا عظيما جدا .. المسلمون والمشركون، والصديق والعدو حضروا بأجمعهم في ذلك الاجتماع، وكانت تجلل هالة من عظمة الاسلام وعظمة نبيه الكريم (صلى الله عليه واله) رحاب ذلك المكان المبارك، وكان الصمت والهدوء، وحالة من الانتظار والترقب، تخيم على اجواء مكة.
لقد آن الأوان ـ الآن ـ لأن يكشف رسول الله (صلى الله عليه واله) للناس عن الملامح الحقيقية لدعوته المباركة ويوقف ذلك الحشد الهائل المتعطش على معالم رسالته العظمى، ومبادى دينه الحنيف، وبالتالي أن يكمل حديثه الذي بدأه قبل عشرين عاما ولكنّه لم يوفق لإتمامه بسبب مضايقات المشركين، ومعارضتهم، وبسبب ما أوجدوه من عقبات وعراقيل في طريقه ، لقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ابن تلك المنطقة، وتلك البيئة، ولهذا كان عارفا ـ تمام المعرفة ـ بأمراض المجتمع العربي، وأدوائه، وعلاج تلك الأدواء ودوائها.
لقد كان يعرف (صلى الله عليه واله) علل انحطاط المجتمع المكيّ واسباب تخلفه عن ركب الحضارة والمدنية، وعن اللحاق بقافلة التكامل البشري الصاعد.
من هنا رأى أن يضع يده على مواضع الداء في ذلك المجتمع المريض، وأن يعالج امراض البيئة العربية بشكل كامل، وكأي طبيب حاذق، وحكيم ماهر، ونحن هنا ندرج أبرز المقاطع في الخطاب التاريخي الذي ألقاه سيد المرسلين (صلى الله عليه واله) على الحشود الكبيرة المتجمعة في ذلك اليوم عند بيت الله المعظم ، تلك المقاطع التي يعالج كل واحد منها مرضا اجتماعيا خاصا من أمراض المجتمع في ذلك العصر وحتى في عصرنا الحاضر.
لقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعلم جيدا أن هذه الجماعة من البشر تعتبر ( العربية ) والانتساب الى العرق العربي من المفاخر الكبرى، وكانت النخوة العربية قد ترسخت في قلوب تلك الجماعة وعروقها كداء دفين ومرض مزمن، فقال في خطابه لمعالجة هذا الداء الخبيث وتحطيم هذا الصرح الموهوم : إن العربية ليست بأب والد، ولكنه لسان ناطق، فمن قصر عمله لم يبلغ به حسبه.
وهل نجد كلاما أعمق مغزى، وأوضح مرادا، وأقوى وقعا في النفوس من هذا الكلام؟!
لقد قال داعية الحرية الحقيقية، ورائد حقوق الانسان الواقعي بهدف تقوية ودعم مبدأ المساواة بين الافراد والجماعات البشرية : إنّ الناس من آدم الى يومنا هذا مثل اسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى.
وقد ألغى رسول الانسانية الاعظم بهذا البيان الصريح كل انواع التمييز الظالمة، وكل ألوان التشدد مع الآخرين، وفعل وبيّن في ذلك العصر ما لم يفعله ولم يبينه ميثاق حقوق الانسان مع كل هذه الضجة الاعلامية التي نشهدها في عالمنا الحاضر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|