المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



إسحاق بن عمار بن حيان أبو يعقوب الكوفي  
  
2030   12:45 صباحاً   التاريخ: 27-9-2020
المؤلف : السيد حسن الأمين
الكتاب أو المصدر : مستدركات أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج 3- ص272
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني /

إسحاق بن عمار بن حيان أبو يعقوب الكوفي الصيرفي مولى بني تغلب.

أقوال علماء الرجال فيه :

ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم ع ووصفه بالصيرفي التغلبي.

وقال الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الصادق ع إسحاق بن عمار الكوفي الصيرفي وفي أصحاب الكاظم ع إسحاق بن عمار ثقة له كتاب.

وقال في الفهرست: إسحاق بن عمار الساباطي له أصل وكان فطحيا الا انه ثقة واصله معتمد عليه أخبرنا به الشيخ أبو عبد الله والحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمار بن يزيد أبو يعقوب الصيرفي الكوفي ذكره الطوسي في رجال جعفر الصادق وولده موسى بن جعفر وذكره ابن عقدة في رجال الشيعة وقال له مصنف وكان ثقة روى عنه عتاب بن كلوب بن قيس البجلي والحسن بن محبوب وعبد الله بن المغيرة وغيرهم انتهى وعتاب صوابه غياث. وقال النجاشي إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي شيخ من أصحابنا ثقة واخوته يوسف ويونس وقيس وإسماعيل وهو في بيت كبير من الشيعة وأبناء أخيه علي بن إسماعيل وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث روى إسحاق عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكر ذلك أحمد بن محمد بن سعيد في رجاله له كتاب نوادر يرويه عنه عدة من أصحابنا أخبرنا محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا سعيد عن محمد بن الحسين حدثنا غياث بن كلوب بن قيس البجلي عن إسحاق به انتهى قال السيد مهدي بحر العلوم في رجاله: الموثق لإسحاق فيما تقدم من عبارة النجاشي هو النجاشي لا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الزيدي والمشار اليه في قوله ذكر ذلك احمد هو رواية إسحاق عن الامامين ع دون ما تقدمه من الكلام مع احتمال إرادة الجميع فيبتني الحكم بتوثيقه من ذلك على قبول توثيق الموثق ويبعد اختلاف الأصحاب في ذلك مع اتفاقهم على توثيق إسحاق واستنادهم فيه إلى هذه العبارة وكذا قوله شيخ من أصحابنا وقوله وهو في بيت كبير من الشيعة فإنهما مسوقان للمدح المتعلق بالمذهب ولو كان من كلام ابن عقدة الزيدي لما أفاد ذلك.

وقال العلامة في الخلاصة: إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي كان شيخا من أصحابنا ثقة وروى عن الصادق والكاظم ع وكان فطحيا قال الشيخ الا انه ثقة واصله معتمد عليه وكذا قال النجاشي والأولى عندي التوقف فيما ينفرد به انتهى وفي المعالم إسحاق بن عمار ثقة من أصحاب الصادق ع وكان فطحيا له أصل انتهى .

وقال الكشي في رجاله في إسحاق وإسماعيل ابني عمار حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا أيوب عن ابن المغيرة عن علي بن إسماعيل بن عمار عن إسحاق قلت لأبي عبد الله ع ان لنا أموالا ونحن نعامل الناس وأخاف ان حدث حدث تفرق أموالنا قال اجمع أموالكم في كل شهر ربيع قال علي بن إسماعيل فمات إسحاق في شهر ربيع. نصر بن الصباح حدثني سجادة حدثني محمد بن وضاح عن إسحاق بن عمار قال كنت عند أبي الحسن ع جالسا حتى دخل عليه رجل من الشيعة فقال له يا فلان جدد التوبة واحدث عبادة فإنه لم يبق من عمرك الا شهر قال إسحاق فقلت في نفسي وا عجباه كأنه يخبرنا انه يعلم آجال شيعته أو قال آجالنا فالتفت إلي مغضبا وقال يا إسحاق وما تنكر من ذلك وقد كان الهجري مستضعفا وكان عنده علم المنايا والامام أولى بذلك من رشيد الهجري يا إسحاق انه قد بقي من عمرك سنتان أما انه يتشتت أهل بيتك تشتيتا قبيحا وتفلس عيالك افلاسا شديدا. ورواه في إعلام الورى عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عنه ورواه الكليني عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عنه وزاد فقلت استغفر الله مما عرض في صدري وأحمد بن طاوس رأى ضعف سند هذا الحديث بسجادة ثم قال الكشي: جعفر بن معروف حدثني أبو الحسين الرازي: حدثني إسماعيل بن مهران: حدثني محمد بن سليمان الديلمي قال: قال إسحاق بن عمار لما كثر مالي أجلست على بأبي بوابا يرد عني فقراء الشيعة فخرجت إلى مكة تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله ع فرد علي بوجه قاطب غير مسرور فقلت جعلت فداك وما الذي غير حالي عندك قال الذي غيرك للمؤمنين فقلت جعلت فداك والله اني لاعلم انهم على دين الله ولكن خشيت الشهرة على نفسي قال: يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا اجتمع بين ابهاميهما مائة رحمة تسعة وتسعون منها لأشدهما حبا لصاحبه فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فإذا التثما لا يريدان بذلك الا وجه الله قيل لهما غفر الله لكما فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا عنهما فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما. قلت: جعلت فداك وتسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال الله عز وجل: ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وهو يقول يا إسحاق ان كان الحفظة لا تكتبه ولا تسمعه فقد سمعه وعلمه الذي يعلم السر واخفى يا إسحاق خف الله كأنك تراه فان شككت في أنه يراك فقد كفرت وان أيقنت انه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك وفي موضع آخر من كتاب الكشي محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير حدثني محمد بن عيسى عن زياد القندي قال كان أبو عبد الله إذا رأى إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار قال وقد يجمعهما لأقوام يعني الدنيا والآخرة انتهى الكشي وفي باب النوادر من كتاب الحدود من الكافي بسنده إلى إسحاق بن عمار قلت له اي الصادق ع ربما ضربت الغلام في بعض ما يجرم فقال كم تضربه فقلت ربما ضربته مائة فقال مائة مائة ثم قال حد الزنا اتق الله فقلت جعلت فداك فكم ينبغي ان أضربه فقال واحدا فقلت والله لو علم اني لا أضربه الا واحدا ما ترك لي شيئا الا أفسده فقال اثنين فقلت جعلت فداك هو هلاكي إذا فلم أزل أماكسه حتى بلغ خمسة ثم غضب فقال يا إسحاق ان كنت تدري حد ما اجرم فأقم الحد فيه ولا تعد حدود الله عز وجل. قال البهبهاني في التعليقة لا يظهر من هذه الرواية جرحه بل ربما يظهر منها تدينه من حيث سؤاله عن ذلك وروايته ذلك لغيره والله يعلم انتهى.

وقال السيد مهدي الطباطبائي في رجاله: آل حيان التغلبي مولى بني تغلب بيت كبير في الشيعة كوفيون صيارفة معروفون بهذه الصنعة وبالنسبة إلى تغلب منهم إسحاق بن عمار بن حيان الصيرفي التغلبي واخوته إسماعيل وقيس ويوسف ويونس وأولادهم محمد ويعقوب ابنا إسحاق وبشر وعلي ابنا إسماعيل وعبد الرحمن بن بشر ومحمد بن يعقوب بن إسحاق وعلي بن محمد بن يعقوب وأبوهم عمار بن حيان من أصحاب الحديث روى عن الصادق ع وإسحاق بن عمار بن حيان من المشاهير الأعيان وكان هو واخوه إسماعيل وجهين مؤسرين ثم ذكر رواية الكشي السابقة كان أبو  عبد الله ع إذا رأى إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار يقول وقد يجمعهما لأقوام يعني الدنيا والآخرة ثم ذكر الحديث المروي في الصحيح عن إسحاق بن عمار دخلت على أبي عبد الله ع فخبرته انه ولد لي غلام فقال ألا سميته محمدا قلت قد فعلت قال فلا تضربن محمدا ولا تشتمه جعله الله قرة عين لك في حياتك وخلف صدق من بعدك فقلت جعلت فداك في اي الاعمال أضعه قال ما عدلت عن خمسة أشياء فضعه حيث شئت الحديث ويأتي بتمامه في ترجمة ولده محمد ثم ذكر خبر الصحيفة الآتي عن العيون ثم نقل عن ابن قولويه في كامل الزيارة بسنده عن إسحاق بن عمار انه رأى بمشهد الحسين ع ليلة عرفة نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة وجوههم شديدا بياض ثيابهم يصلون الليل اجمع وانه كان يريد أن يأتي القبر ويقبله ويدعو فلا يصل اليه من كثرة الخلق الحديث قال وفيه عن إسحاق بن عمار شكوت إلى أبي عبد الله ع جارا لي وما ألقى منه فقال لي ادع عليه ففعلت فلم أر شيئا قال فكيف دعوت عليه فقلت إذا لقيته دعوت عليه فقال ادع عليه إذا اقبل واستدبر ففعلت فلم ألبث حتى أراح الله منه.
إسحاق بن عمار واحد أو اثنان قال العلامة الطباطبائي في رجاله اما إسحاق فالكلام فيه طويل والوهم فيه وقع من جليل بعد جليل انتهى وقد تلخص مما مر ان الشيخ في رجاله ذكره في أصحاب الصادق ع بدون توثيق ووصفه بالكوفي الصيرفي وفي رجال الكاظم ع وثقه ولم يصفه بالكوفي الصيرفي وفي كليهما لم يصفه بالفطحية ولا بأنه ابن عمار الساباطي. وفي الفهرست وصفه بابن عمار الساباطي وبالفطحية ووثقه ولم يذكر ابن حيان والنجاشي جعله ابن حيان التغلبي بالولاء الصيرفي ووثقه ولم يصفه بالفطحية والكشي اقتصر على إسحاق بن عمار فانحصر وصفه بالفطحية وبانه ابن عمار الساباطي في الشيخ في الفهرست دون كتاب رجاله ودون سائر كتب الرجال.
من قال إن إسحاق بن عمار شخص واحد فطحي فلما جاء المتأخرون عن الشيخ كالمحقق والعلامة وابن طاوس وغيرهم فوجدوا الشيخ يصفه في الفهرست بأنه ابن عمار الساباطي وبانه فطحي ثقة وفي غير الفهرست وغير الشيخ لا يصفونه بذلك بل بأوصاف أخر ويوثقونه جمعوا بين هذه الأوصاف وجعلوها لشخص واحد هو إسحاق بن عمار فجعلوه فطحيا موثقا. فمضى للأصحاب زمان بعد الشيخ يعدونه شخصا واحدا فطحيا ثقة وحديثه موثقا لا صحيحا جمعا بين الأقوال السابقة فجعلوا الصفات المذكورة فيها كلها مجتمعة فيه وأول من ذهب إلى ذلك السيد أحمد بن طاوس ومعاصره المحقق الحلي جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد قال الأول: في كتاب رجاله في رواية القندي السابقة يبعد ان يقول الصادق ع هذا لإسحاق بن عمار وكان فطحيا والرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وزياد لأن زياد بن مروان القندي واقفي وقد روي أن إسحاق تردد في شئ اخبر به أبو الحسن من الحوادث المستقبلة لكن الطريق فيه نصر بن الصباح وسجادة وهما مضعفان وروى حديثا آخر يقارب معناه في طريقه محمد بن سليمان بن زكريا الديلمي قال ومحمد بن سليمان الديلمي مضعف وبالجملة فالمشهور انه فطحي كما أسلفت انتهى وقال المحقق في إسحاق بن عمار وان كان ثقة إلا أنه فطحي وتبعهما على ذلك تلميذاهما العلامة في الخلاصة كما مر من كلامه وابن داود إلا أنه ذكره في البابين وحكى مذهبه عن الشيخ خاصة ونسبه في الأول إلى عمار بن حيان التغلبي الصيرفي كما قاله النجاشي فهو كالعلامة في البناء على الاتحاد.
من قال إن إسحاق بن عمار رجلان عدل امامي وموثق فطحي وبقي الحال على هذا إلى عصر الشيخ البهائي فحكم بان إسحاق بن عمار رجلان أحدهما ابن عمار بن حيان الثقة الامامي له كتاب والثاني ابن عمار الساباطي الثقة الفطحي له أصل قال العلامة الطباطبائي في كتاب رجاله: أول من تنبه للمغايرة وحكم بالاشتراك في هذا الاسم شيخنا المحقق البهائي فإنه قال في حاشية الخلاصة عند ذكر عبارة العلامة المتقدمة:
هذا وهم من المصنف وقد اقتفى اثره ابن داود والحق ان المذكور في كلام النجاشي امامي ثقة والمذكور في فهرست الشيخ فطحي ثقة وهو مما لا يشتبه على من له أدنى مسكة إذا تتبع الكلامين المذكورين وقال في مقدمات مشرق الشمسين قد يكون الرجل متعددا فيظن انه واحد كما اتفق ذلك للعلامة في إسحاق بن عمار فإنه مشترك بين اثنين أحدهما من أصحابنا والآخر فطحي كما يظهر على المتأمل وتبعه على ذلك تلامذته المحدثون المحققون الفاضل القاشاني صاحب الوافي والشيخ المولى أبو الحسن الشريف العاملي في حواشي هذا الكتاب يعني الوافي وجماعة من مشائخنا المحققين رضوان الله عليهم أجمعين انتهى ولا يخفى ان هذا القول أقل محذورا من القول بأنه رجل واحد ثقة فطحي وقد تنبه لذلك قبل البهائي المقدس الأردبيلي بعض التنبه لكنه لم يجزم بالتعدد واضطرب فيه كلامه بعض الاضطراب فقال في مجمعه وإسحاق قيل إنه فطحي ثقة ولكن افهم من النجاشي مدحا عظيما له وانه من أصحابنا ومن بيت كبير من الشيعة والشيخ قال أصله معتمد وان كان فطحيا والمصنف قال عندي التوقف فيما ينفرد به وبالجملة هذا الرجل لا باس به انتهى وممن قال بالتعدد السيد فيض الله التفريشي تلميذ الأردبيلي في حواشي المختلف فيما حكاه عنه صاحب تكملة الرجال فإنه كتب على قول العلامة وعندي في إسحاق قول: لا يخفى ان إسحاق بن عمار في الرواة اثنان أحدهما إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو فطحي ثقة وثانيهما إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب وهو إمامي ثقة كذا في بعض كتب الرجال والعلامة قد ذكر الأول دون الثاني بل اعتقد انه واحد انتهى وعن السيد عناية الله في حواشي الكشي انه صرح بنحو هذا.
أدلة من قال إن إسحاق بن عمار رجلان قال المحقق البهبهاني في تعليقته على رجال الميرزا الكبير: الفطحي كما في الفهرست هو إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو غير ابن حيان ولا منشا للاتحاد غير أن النجاشي لم يذكر ابن موسى وفي الفهرست لم يذكر ابن حيان والحكم به بمجرد هذا مشكل مع أن عبارة النجاشي في غاية الظهور في كون ابن حيان غير ابن موسى وانه إمامي معروف مشهور هو واخوته وأبناء أخيه وانهم طائفة على حدة لا طائفة عمار الساباطي المشهور المعروف في نفسه وفي كونه فطحيا بل وطائفته أيضا كذلك كما ستعرف ومن ثم ذهب جمع من المحققين إلى التغاير وكون ابن حيان ثقة وابن موسى موثقا ومنهم المصنف في رجاله الوسيط ومما يؤيده عدم اتصاف أحد من اخوة ابن حيان بالساباطية ولم يذكر هذا الوصف لهم في الرجال ولا في غيره وكذلك لم ينسب إلى موسى وكذلك ابنا أخيه علي وبشير بل في كل موضع ذكروا بالوصف والنسبة فالصيرفي والكوفي وابن حيان كما أن الصباح وقيسا أخوي  عمار الساباطي لم يوصفا قط كأخيهما بالكوفية والتغلبية ولم ينسبا كذلك إلى ابن حيان بل بالساباطية وابن موسى ومر أحمد بن بشير بن عمار الصيرفي عن رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه ابن بشر بن إسماعيل وعلى اي تقدير فيه شهادة أخرى على المغايرة من حيث ملاحظة الطبقة فتأمل ومما يؤيده رواية القندي والديلمي كما أشار اليهما المصنف في آخر هذا العنوان. أقول قد مر ان السيد أحمد بن طاوس قال عن رواية القندي التي فيها ان الصادق ع قال لإسحاق وأخيه إسماعيل وقد يجمعهما الله لأقوام في رواية الكشي المتقدمة يبعد ان يقول الصادق هذا لإسحاق بن عمار مع كونه فطحيا وان ابن طاوس اعتذر عن ذلك بان الرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وبزياد لان زياد بن مروان القندي واقفي انتهى ولكن هذا الاعتذار غير صحيح فالعبيدي ثقة على الأصح كما يأتي في ترجمته والقندي موثق وثقه المفيد في ارشاده وقيل إنه رواها قبل الوقف ثم قال في التعليقة والصدوق في ثبت رجاله قال وما كان فيه عن يونس بن عمار فقد رويته إلى أن قال عن أبي الحسن يونس بن عمار بن الفيض الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمار وسيجئ في باب علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الكيساني الكوفي العجلي الذي هو شيخ إجازة وفي باب الميم محمد بن إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي الصيرفي الثقة من أصحاب الكاظم ع وخاصته ويظهر من هذين أيضا ما ذكرنا سيما من الأخير فان عمار بن موسى من أصحاب الكاظم ع فكيف ابن ابنه يكون من أصحابه وثقاته وخاصته وأهل الورع والفقه والعلم من شيعته مضافا إلى أنه روي في الكافي وأصحاب الرجال في هشام بن سالم ان طائفة عمار وأصحابه بقوا على الفطحية وأيضا يكون الأب والجد فطحيين بل ومن أعيانهم وأركانهم بل واصلهم وهو يخالفهم في زمانهما إلى حيث صار من ثقات الكاظم ع وخواصه ولم يشر إلى هذا مشير ربما لا يخلو عن بعد وغرابة وأيضا علماء الرجال بل وغيرهم لم ينسبوا أحدا من اخوة ابن حيان ولا من أبناء أخيه إلى الفطحية بل ظاهرهم عدم كونهم منهم سيما إسماعيل وقيس فتأمل بل سيجئ في إسماعيل ما يشير إلى التغاير من وجوه فتأمل وأيضا في الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال سمعت الكاظم ع ينعي إلى رجل نفسه إلى أن قال يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فان عمرك قد فني وانك تموت إلى سنتين وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك الا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم الحديث وهذا لا يلائم كون محمد ابنه من ثقاته وخاصته وكذا لا يلائم حال أخويه بل وابن أخيه أيضا وسند الحديث معتبر مع أنه روي مكررا بغير هذا الطريق وفي غير الكافي ولا يلائم هذا الحديث رواية علي بن إسماعيل بن عمار في موت إسحاق فتأمل ومن القرائن أيضا ان إسماعيل ويونس ذكرا من أصحاب الصادق وعمار من أصحاب الكاظم. وفي العيون رواية عن عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن الصادق ع أنه قال يا إسحاق ألا أبشرك قلت بلى جعلني الله فداك فقال وجدنا صحيفة باملاء رسول الله ص وخط علي ع بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم وذكر الحديث يعني مضمون لوح فاطمة ع.
ثم قال ع يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ومن دان بهذا أمن من عذاب الله.
ويظهر من روايته هذه مضافا إلى عدم فطحيته كونه من خاصة الصادق ع وكونه ممن يثق ع به ويعتمد عليه.
ومما يؤيد أيضا ما قلناه من التغاير وعدم فطحيته آخر رواية زياد القندي في هذه الترجمة.
وقال جدي اي المجلسي محمد تقي مع أن قوله ع يمكن ان يكون بناء على الظاهر فان الله جمعهما له ولكنه ضيع الدنيا والآخرة وفيه ما لا يخفى.
وفي شرح الارشاد للمحقق الأردبيلي ان في المنتهى قال بصحة رواية الحلبي في مطهرية الأرض وفي سندها إسحاق بن عمار هذا ويظهر من بعض الأخبار تكني إسحاق بأبي هاشم واعلم أن جدي رحمه الله قال الظاهر أنهما متغايران ولما أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثق كالصحيح وفيه ما لا يخفى والله يعلم انتهى التعليقة.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: منشا الشهرة في أن إسحاق بن عمار فطحي هو كلام الشيخ في الفهرست والمذكور فيه إسحاق بن عمار الساباطي وفي بعض النسخ إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو غير إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي الكوفي والمغايرة بينهما ظاهرة من جهة النسب والبلد والاخوة والأولاد والعشيرة وادخال ابن حيان في بني موسى يقتضي ان يكون اخوته إسماعيل ويوسف وموسى وقيس وأولاده وأولاد أولاده واخوته محمد ويعقوب وعلي وبشير وغيرهم كما تقدم ذكرهم بأسرهم أولاد عمار الساباطي وفيه تحويل هذا البيت كله إلى بيت بني موسى بل جعل حيان وموسى رجلا واحدا وفساده واضح جلي كيف وبنو حيان كوفيون صيارفة من موالي بني تغلب معروفون في الاخبار وفي كلام علماء الرجال بذلك وبالانتساب إلى حيان ولا كذلك بنو موسى عمار واخوته قيس وصباح.
وعمار الساباطي منسوب إلى ساباط قرية بالمدائن ولم يذكر فيه ولا في اخوته انهم تغلبيون أو صيارفة ولا كان لعمار الساباطي من يسمى بإسماعيل ويونس ويوسف ولا في أولاد أولاده بقية إلى زمان التلعكبري كما أنه ليس لعمار بن حيان من يسمى بقيس وصباح ومن ثم ذهب جماعة من المتأخرين إلى أن إسحاق بن عمار اثنان أحدهما إسحاق بن عمار بن حيان الكوفي التغلبي الصيرفي والآخر إسحاق بن عمار الساباطي الأول ثقة من أصحابنا كما قاله النجاشي والثاني فطحي موثق كما قاله الشيخ ومما يشير إلى المغايرة اختلافهما في المذهب ونسبة الكتاب إلى الأول والأصل إلى الثاني وهما متغايران في اصطلاح علماء الرجال كما يدل عليه كلام الشيخ في أول الفهرست وغيره وان الراوي عن الأول غياث بن كلوب وعن الثاني ابن أبي عمير وكذا ما قاله الشيخ في أصحاب الكاظم ع من كتاب الرجال ان إسحاق بن عمار ثقة له كتاب فان الظاهر أن هذا هو ابن حيان الذي ذكره النجاشي وعده من أصحابنا وأثبت له كتابا والذي في الفهرست هو الساباطي صاحب الأصل انتهى.
ومن الأدلة على التعدد ما ذكره الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل في تكملة الرجال من الاختلاف بين الأوصاف فان عمارا أبا الفطحي بن موسى وأبا الاخر حيان وعمار بن حيان موجود في الرجال والاخبار هو وابنه إسماعيل ففي الكافي عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن مسكان وصححه المصنف عن عمار بن حيان قال أخبرت أبا عبد الله ع ببر إسماعيل ابني بي فقال لقد كنت أحبه وقد ازددت له حبا فهذا يعني ان عمارا هذا ليس ابن موسى وان ابنه إسماعيل وقد ذكر ان إسحاق له أخ اسمه إسماعيل ومن الأوصاف المختلفة ان أحدهما الصيرفي وله اخوة وكنيته بأبي يعقوب إلى غير ذلك مع اختلاف اسم الجد فإذا كانا مختلفين بهذه الصفات فكيف يحكم بان الذي ذكره النجاشي هو الذي ذكره الشيخ في الفهرست مع الاختلاف العظيم قال: ومما يدل على ذلك أنه وقع في الاخبار كثيرا عمار الصيرفي وهو ابن حيان وعمار الساباطي وكذلك وهو يقتضي ان يكون متعددا. ومما يدل واضحا على ذلك قول النجاشي من أصحابنا فإنه يدل على أنه امامي والساباطي فطحي فلا يقال هو من أصحابنا الا ان يكون اماميا وأيضا بالغ النجاشي في شهرة هذا الرجل وطائفته وأهل بيته ويدل عليه رواية في كتاب الكشي فإذا كان بهذه ففطحيته لا تخفى على النجاشي وغيره فكيف لم يذكر انه فطحي وأيضا تعهد النجاشي انه إذا لم يذكر مذهب الرجل فهو امامي فلا بد ان يكون هذا الرجل اماميا والمفروض ان الساباطي فطحي بلا خلاف كما يدل عليه ان والده كذلك انتهى ونقول: هذه الأدلة كلها صحيحة، لو وجد إسحاق بن عمار الفطحي، لكن مع عدم وجوده كما ستعرف فهي أدلة على أنه واحد ثقة امامي.
ما يميز به بينهما على فرض التعدد قال المحقق البهبهاني في تعليقته مع التعدد يعين أحدهما بالامارات ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيان على ما يظهر من النجاشي ومن القرائن رواية أحد اخوته وأولاد أخيه إسماعيل أو أحد من نسب اليه عنه أو روايته عن عمار بن حيان إلى غير ذلك من الامارات. ومن القرائن المعينة للصيرفي رواية زكريا المؤذن عنه أو غياث بن كلوب أو صفوان بن يحيى أو عبد الرحمن بن أبي نجران أو علي بن إسماعيل وكذا بشر وكذا أحد اخوته أو أحد من نسبائه أو روايته عن عمار بن حيان إلى غير ذلك من الامارات التي تظهر على المجتهد المتتبع المتأمل في الرجال وغيره وربما يحصل الظن بان الراوي عن الصادق ع مطلقا هو والله يعلم انتهى.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: بناء على التغاير متى ورد في الحديث إسحاق بن عمار ولم يعلم أنه ابن حيان بنسبته اليه أو بوصفه بالصيرفي أو التغلبي أو برواية من يختص به أو يلائمه في الروايات وقفت الرواية لثبوت الاشتراك مع انتفاء المايز فيتبع الأدنى كما هو المقرر وقيل بل يتعين انه ابن حيان الثقة بروايته عن أحد الامامين الصادق والكاظم ع لان الأصل في ثبوت الساباطي هو الشيخ في الفهرست ولم يذكر فيه انه من أصحابهما أو من أصحاب أحدهما وهو وان كان في طبقتهم الا انه لا يلزم من ذلك اللقاء فضلا عن الرواية ومنهم من قطع بذلك إذا كانت الرواية عن الصادق ع والوجه فيه غير ظاهر وقد يضعفهما عدم ذكر الشيخ له في باب من لم يرو عنهم ع انتهى.

وكذا ما تقدم عن السروي ابن شهرآشوب من أن إسحاق بن عمار الفطحي من أصحاب الصادق ع وربما قيل بتعيين ابن حيان برواية صفوان بن يحيى وعنه وكذا برواية يونس بن عبد الرحمن وعبد الله بن سنان وحماد بن عيسى وحماد بن عثمان والحسن بن محبوب وداود بن النعمان ومعاوية بن وهب ويحيى بن عمر الحلبي وعلي بن رئاب وسيف بن عميرة وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن المغيرة وأبي أيوب الخزاز وثعلبة بن ميمون وحفص البختري وغيرهم ممن في طبقتهم بناء على أنهم أعلى طبقة واقدم زمانا من إسحاق بن عمار الساباطي ويضعفه رواية ابن أبي عمير عنه وهو في طبقة يونس وصفوان وكثير ممن ذكر وكذا رواية صفوان عن محمد بن إسحاق بن عمار وقد روى الشيخ أصل الساباطي عن المفيد عن الصدوق عن شيخه محمد بن الحسن عن الصفار عن محمد بن أبي الحسين عن ابن أبي عمير عنه وقد تقدم رواية النجاشي كتاب ابن حيان عن محمد بن علي عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد سعيد بن محمد بن الحسين عن غياث بن كلوب عنه وقد روى الصدوق في الفقيه عن أبيه عن الحميري عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار والطرق متقاربة بل طريق الشيخ ابعد ولا يبعد رواية هؤلاء عن الساباطي ولا يتعين ابن حيان بروايتهم عنه وبذلك تخرج أكثر اخبار إسحاق بن عمار عن الصحة انتهى.
من قال إسحاق بن عمار رجل واحد ثقة امامي لا فطحي أول من ذهب إلى ذلك العلامة الطباطبائي واستدرك على من تقدمه فقد عرفت انه إلى زمان البهائي كان المعروف انهما شخص واحد فطحي ثم صار المعروف انهما رجلان امامي ثقة وفطحي ثقة واستمر هذا إلى زمن بحر العلوم الطباطبائي فجاء بالقول الفصل وبرهن على أنه شخص واحد امامي لا فطحي وأبوه عمار بن حيان الكوفي الصيرفي التغلبي مولاهم لا عمار الساباطي الفطحي ولا علاقة له بالساباطي بوجه من الوجوه وان منشا توهم انه ابن عمار الساباطي هو عبارة الشيخ في الفهرست وهي من سهو القلم وتبعه على ذلك كل من تأخر عنه إلى اليوم فقال في رجاله: الوجه عندي ان إسحاق بن عمار رجل واحد وهو إسحاق بن عمار بن حيان الامامي الثقة لخلو الاخبار عن إسحاق بن عمار الساباطي بالمرة وعدم ذكره فيها مطلقا أو مقرونا بما يدل على أنه ابن حيان ولو كان في رجال الحديث إسحاق بن عمار الساباطي لذكر بمقتضى العادة كما يذكر فيها عمار الساباطي غالبا ولان الشيخ والنجاشي رحمهما الله قد وضعا فهرستيهما لاستقصاء أصحاب الأصول والكتب كما صرحا به في خطبة الكتابين وكررا ذلك في أثنائهما ولو كان إسحاق بن عمار مشتركا بين اثنين كل منهما مصنف له أصل وكتاب لذكراهما معا ولم يهمل الشيخ إسحاق بن عمار بن حيان الثقة الامامي الجليل صاحب الكتاب المعتمد عند الأصحاب ولا أهمل النجاشي إسحاق بن عمار الموثق صاحب الأصل المشهور المروي عن مثل ابن أبي عمير ولو كان فطحيا فاسد المذهب فان كتابه مشحون بذكر الفطحية و الواقفية وغيرهم من أصحاب الأصول والكتب وقد قال في ترجمة محمد بن عبد الملك بن محمد التبان قد ضمنا ان نذكر كل مصنف ينتمي إلى هذه الطائفة وقد وضع الشيخ رحمه الله كتاب الرجال لذكر أصحاب النبي ص والأئمة ع ومن لم يرو عن أحد سواء عاصرهم أو لم يعاصرهم ولم يذكر إسحاق بن عمار الساباطي لا في الأول ولا في الثاني وانما ذكر في أصحاب الصادق ع إسحاق بن عمار الكوفي الصيرفي واخوته إسماعيل ويونس وجملة من أهل هذا البيت مصرحا فيهم بأنهم كوفيون صيارفة كما تقدم وكذا البرقي فإنه قال إسحاق بن عمار الصيرفي مولى بني تغلب كوفي وذكر نحو ذلك في إسماعيل ويونس وذكر الكشي إسحاق وإسماعيل ابني عمار وساق الروايات فيهما والمعلوم من العنوان والروايات الموردة فيه ان إسحاق هذا هو أخو إسماعيل بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي واما الساباطي فلم يذكره ولم يشر اليه بوجه من الوجوه وروى الصدوق في الفقيه وسائر كتبه عن إسحاق بن عمار حديثا كثيرا وذكر في مشيخة الفقيه ان ما كان فيه عن   إسحاق بن عمار فقد رواه عن أبيه عن الحميري عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار ولم يذكر الا رجلا واحدا وطريقا واحدا ولو كان مشتركا بين اثنين لذكر الطريق اليهما أو ميز الذي روى عنه بهذا الطريق حتى يعلم أنه أيهما مع بعد اهماله الآخر وتركه الرواية عنه في جميع كتابه وان كان الساباطي الفطحي فقد روى عن كثير من الفطحية وأورد الطريق إليهم في المشيخة ومنهم عمار الساباطي فإنه قد افتتح المشيخة بذكر الطريق اليه وذكر بعده إسحاق بن عمار بفاصلة علي بن جعفر فهؤلاء أساطين العلماء المتقدمين العارفين بهذا الفن لم يذكر أحد منهم حيث ذكر إسحاق بن عمار الا رجلا واحدا ولم يثبت الساباطي منهم الا الشيخ خاصة في خصوص هذا الموضع من الفهرست وقد قال في غياث بن كلوب له كتاب عن إسحاق بن عمار وهذا يشير إلى أنه هو ابن حيان الذي روى النجاشي كتابه عن غياث واما المتأخرون كابن طاوس والعلامة وغيره فذكروا العنوان إسحاق بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي مولى بني تغلب وأوردوا ما قاله النجاشي والشيخ فيه وجمعوا بين كلاميهما على المعهود في الرجل الواحد إذا اختلف فيه أقوال علماء الرجال واسقط الفاضلان وشيخهما لفظ الساباطي المذكور في كلام الشيخ وهو مناط المغايرة وكأنهم حملوه على الوهم في ذلك لعدم ثبوت الساباطي في الاخبار والرجال وأبقوا ما ذكره من كونه فطحيا وان حصل الوهم في كونه ساباطيا والظاهر أن الوهم نشا عن اشتهار عمار الساباطي وكثرة روايته في الاخبار والرجال وانصراف الاطلاق اليه فيهما فظن الشيخ في هذا الموضع ان إسحاق هذا هو ابن عمار الساباطي وحكم عليه بالفطحية والحقه بأبيه في المذهب لما روي أنه لم يبق على الفطحية الا عمار الساباطي وأصحابه وطائفة عمار وأصحابه كما في الكافي أقول بل الظاهر أن الشيخ لألف ذهنه بعمار الساباطي المشهور بالفطحية لما وصل إلى إسحاق بن عمار سبق ذهنه وقلمه إلى لفظ الساباطي ووصف الفطحية والوثاقة المعروفة بهما عمار الساباطي فاثبت الثلاثة لإسحاق بن عمار، ومثل هذا يقع كثيرا. وجلالة قدر الشيخ ومعرفته بالرجال وحسن الظن به منعت من حمل كلامه على السهو ولو وقع ذلك من غير الشيخ لم يكن له هذا الأثر بل كان يحمل على السهو بعد أقل تأمل.
قال العلامة الطباطبائي: ثم سرى هذا الوهم إلى السروي وزاد ان إسماعيل بن عمار كان فطحيا فجعله كأبيه وأخيه مع القطع بفساد الوهم ويشهد لما قلناه ان الشيخ قد ذكر في رجاله في أصحاب الكاظم ع إسحاق بن عمار كما تقدم وقال إنه ثقة له كتاب ولم يذكر انه ساباطي ولا فطحي مع ظهور كلامه فيه وفي غيره في الاتحاد فهذا عدول منه عما قاله في الفهرست متأخر التصنيف لإحالته على الفهرست كثيرا ومنه يظهر ان مصنف إسحاق بن عمار كتاب لا أصل مع سهولة الخطب في ذلك وان الكتاب قد يشتبه بالأصل وقد يطلق اسم أحدهما على الآخر ولا ريب ان الأخذ بما قاله الشيخ هنا وهو المطابق لكلام الجماعة أولى من الاخذ بما انفرد به في الفهرست مع ظهور كلامه فيه كغيره في اتحاد هذا الرجل وعدم اشتراكه وبالجملة فالمستفاد من تتبع الاخبار وكلام علماء الرجال كافة عدا من شذ اتحاد إسحاق بن عمار وقد ثبت إسحاق بن عمار بن حيان الثقة الامامي الجليل من كلام الشيخ فانتفى الساباطي الفطحي وبذلك ظهر صحة روايات إسحاق بن عمار حيث سقط الفطحي من البين واتضح اتضاح الصبح لذي عينين وعليك بامعان النظر في هذا المقام فقد زلت فيه اقدام كثيرة من الاعلام انتهى ما ذكره العلامة الطباطبائي في رجاله وهو الحق الذي لا محيد عنه. وفي مستدركات الوسائل: اما إسحاق فهو ابن عمار بن حيان أبو يعقوب الصيرفي من شيوخ أصحابنا الثقات وأرباب الأصول المعروفة والحق الذي لا مرية فيه انه غير مشترك وغير فطحي بل واحد ثقة امامي وكان العلماء منذ بني امر الحديث على النظر في آحاد رجال سنده يعتقدون أنه واحد الا انه فطحي لما ذكره الشيخ في الفهرست من قوله إسحاق بن عمار الساباطي له أصل وكان فطحيا الا انه ثقة فجعلوا الخبر من جهته موثقا إلى أن وصلت النوبة إلى شيخنا البهائي فجعله اثنين امامي ثقة وهو ما في رجال النجاشي وفطحي ثقة وهو ما في الفهرست فصار مشتركا واحتاج السند إلى الرجوع إلى أسباب التمييز وتلقى منه ذلك بالقبول كل من تأخر عنه فوقعوا في مضيق التمييز إلى أن وصلت النوبة إلى المؤيد السماوي العلامة الطباطبائي فاستخرج من الخبايا قرائن واضحة جلية تشهد بأنه واحد ثقة امامي وان ما في الفهرست من سهو القلم وعثرنا بعده على قرائن أخرى كذلك ولو أردنا الدخول في هذا الباب لخرج الكتاب عن وضعه ولا أظن أحدا وقف عليها فاحتمل غير ما ذكرناه انتهى.
وفي مشتركات الطريحي: يعرف إسحاق بأنه ابن عمار الموثق برواية غياث بن كلوب وابن أبي عمير وعلي بن إسماعيل بن عمار ومحمد بن وضاح ومحمد بن سليمان الديلمي عنه وروايته هو عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع. وفي مشتركات الكاظمي: وروى عنه محمد بن أبي حمزة الثمالي وعثمان بن عيسى وعبد الرحمن بن سالم انتهى هكذا في نسختين عندي من المشتركات وزاد أبو علي في رجاله نقلا عن المشتركات انه يروي عنه الحسن بن حماد بن عديس وعبد الله بن جبلة وأبو عبد الله المؤمن زكريا بن محمد ويونس بن عبد الرحمن وابن محبوب وحماد بن عيسى وأبو جميلة والحسين الرؤاسي ومحمد بن وضاح انتهى وزاد بعضهم نقلا عن المشتركات انه يروي عنه أيضا صفوان بن يحيى ويروي هو عن معتب انتهى وليس ذلك في النسخ التي عندي ولعلها زيادات حصلت بعد ذلك فان نسخ المشتركات مختلفة جدا وزاد بعضهم انه يروي عن سماعة عن الكاظم ع وعن أبي العطار والخياط عن الصادق ع وعن المسمعي عنه ع وعن منصور الصيقل عنه وعن أبي بصير عنه وعن حفص بن قرط عنه وعن عبد الملك بن عمرو عنه وانه اتفقت روايته عن الصادق ع بواسطتين مثل روايته عن بعض أصحابه عن مصادف عنه ع وروايته عن ابن أبي يعفور عن معلى بن خنيس عنه ع وعن جامع الرواة انه زاد على ما في المشتركات فيمن روى عن إسحاق بن عمار رواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وعلي بن النعمان ومحمد بن سنان وعبد الله بن سنان وصباح الحذاء وأبي المعزا وحمزة بن عبد الله والحسين بن أبي العلاء وسيف بن عميرة والحسن بن علي بن فضال والحسين بن عثمان وحماد بن عثمان وعلي بن رئاب والحسين الجمال وداود بن النعمان والعباس بن موسى وجعفر بن بشير ومحمد بن اسلم الطبري والحسين بن حماد وحميد بن زياد وبكر بن محمد وسعدان بن مسلم وخلف بن حماد وعبد الله بن المغيرة وعقبة بن محرز وحفص بن البختري والحسين بن خالد وحريز الحجال ومعاوية بن وهب ويعقوب بن سالم انتهى.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)