المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



ما هو الفرق بين العرفان والتصوف ؟ ولماذا يعترض بعض العلماء على العرفان ؟  
  
3047   08:39 صباحاً   التاريخ: 14-9-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج5 - ص 263- 267
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أديان وفرق ومذاهب / الصوفية والتصوف /

الجواب : إن العرفان على قسمين:

 

أحدهما: العرفان النظري، وهو يُعْنى بتفسير الوجود ويبحث عن الله، وعن العالم وعن الإنسان، ولكنه يعتمد في الوصول إلى الحقيقة وفي الاستدلال عليها على الكشف، ثم يوضح بلغة العقل، ما يشاهده بالقلب.

ويرى العارف أن وجود الله هو الأساس، وكل ما عداه ما هو إلا أسماء، وصفات، وشؤون، وتجليات له تعالى..

الثاني: العرفان العملي وهو الجانب الذي يتعلق بعلاقة الإنسان مع نفسه، ومع ربه، ومع العالم. وهذا ما يسمى بالسير والسلوك، الموصل إلى قمة الإنسانية، وهو التوحيد التام، الذي يطوي إليه المنازل والمراحل في سلوكه هذا..

والتوحيد الحقيقي عند العارف هو أن يدرك، أو فقل أن يصل إلى مرحلة لا يرى فيها إلا الله، أو أن الوجود الحقيقي هو لله، وكل ما عداه فليس سوى مظهر، وليس بوجود.

وإنما يصل العارف إلى هذه المرحلة بالمجاهدة، وتصفية النفس، وتهذيب الأخلاق، لا بالاستدلال العقلي، والعارف يربي نفسه على التزام حدود الشريعة، وعلى أن يستفيد منها في ترتيب برنامج رياضته الروحية، من خلال اهتمامه بالعبادات والمستحبات، وبعد الالتزام التام بأحكام الشرع، لكي يصل من خلال ذلك إلى الله سبحانه..

أما الصوفية، فهم أناس يعرفون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم بلبس الصوف إظهاراً منهم للتقشف والزهد في الدنيا..

ولهم تأويلات عجيبة للآيات القرآنية، وتنسب إليهم اعتقادات باطلة، وأقاويل سقيمة.

ولعل من جملة ما يميزهم كثيراً عن أهل العرفان: أنهم لا يهتمون كثيراً بالرياضة والسلوك ولا يهتمون بالعبادة، ولا يجهدون أنفسهم فيها، ولعل ذلك بسبب أنهم يرون أن الجذب الإلهي، ونيل المراتب، قد يشمل حتى من لم يطو أي مرحلة من مراحل السير والسلوك إلى الله، فيصل من خلال ذلك الجذب إلى درجة المعرفة والشهود، من دون بذل أي مجهود(1)..

ويسمي الصوفية طريقة السالك إلى الله؛ بالترقي لأنها سير من الأدنى إلى الأعلى، وطريقة المتصوفة بالتدلي، والسالك العارف يصل إلى الله بدلالة آثاره، وأسمائه وصفاته، والصوفي يصل إلى الله بالجذب، والكشف، وينتقل منه إلى شهود صفاته، ومعرفة أسمائه وآثاره، وهذا هو الذي يستحق أن يكون شيخاً وولياً..

وإن كان بعض الصوفية يرى أن العارف أيضاً السالك قد يصل إلى درجة الولاية والشيخية..

وهم يعتقدون في أنفسهم ـ كما يقول السراج الطوسي ـ: «أنهم أمناء الله عز وجل في أرضه، وخزنة أسراره وعلمه، وصفوته من خلقه، فهم عباده المخلصون، وأولياؤه المتقون، وأحباؤه الصادقون الصالحون، منهم الأخيار والسابقون، والأبرار والمقربون، والبدلاء والصديقون، هم الذين أحيى الله بمعرفته قلوبهم، وزين بخدمته جوارحهم، وبهج بذكره ألسنتهم، وطهر بمراقبته أسرارهم، سبق لهم منه الحسنى، بحسن الرعاية، ودوام العناية، فتوجهم بتاج الولاية».

ثم يستمر في كلامه: «إلى أن طبق عليهم قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}..»(2).

فتجد أنهم يجعلون لأوليائهم نفس المقامات التي جعلها الله لأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع: كتاب فلسفة وعرفان ص54.

(2) راجع: اللمع في التصوف ص3.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.