أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-23
1123
التاريخ: 5-6-2016
3052
التاريخ: 21-04-2015
1805
التاريخ: 2023-11-23
1182
|
لقد استعمل القرآن الكريم كلمة الوحي في معان عديدة ، وهذه الاستعمالات هي :
1- استعمل القرآن الكريم كلمة وحي بمعناها الاصطلاحي كما أشرنا إليه آنفا.
2- استعمل القرآن الكريم كلمة وحي بمعنى الإلقاء في نفوس بعض العباد من غير الأنبياء ، كإلقاء اللّه سبحانه ما أراد إلقاءه في نفس ام موسى وإلهامها.
قال تعالى : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص : 7].
وقد نقل الشيخ المفيد تفسير هذا اللون من الوحي بقوله عند تفسير الآية الآنفة الذكر : (فاتفق أهل الإسلام على أن الوحي كان رؤيا ، أو كلاما سمعته أم موسى في منامها على الاختصاص) (1).
وكإلقائه سبحانه في نفوس الحواريين ليؤمنوا بعيسى الذي صوّره بقوله : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي } [المائدة : 111].
ونقرأ تفسيرا آخر لكلمة الوحي بمعنى إلهام بعض الناس أو توجيه بعض الخلائق ، فقد نقل العلّامة المجلسي من تفسير النعماني ما نصه :
[و أما وحي الإلهام فهو قوله عز وجل : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68] . ومثله :
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص : 7] ... (2)].
وقد أشار الشيخ المفيد الى أن هذا اللون من الإلقاء يحصل لأئمة أهل البيت الهداة عليهم السّلام لما اتصفوا به من طهارة الذات ، وصفاء النفس ، وكمال التقوى ، والتوجه الى اللّه سبحانه ، على أن هذا الإلقاء كما يوضح الشيخ المفيد ليس هو إلقاء أحكام أو تشريع ، فإن ذلك منقطع بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا يصح القول به.
قال رحمه اللّه : (وعندنا أن اللّه يسمع الحجج بعد نبيه كلاما يلقيه إليهم في علم ما يكون ، لكنه لا يطلق عليه اسم الوحي ، لما قدمناه من إجماع المسلمين على أنه لا وحي الى أحد بعد نبينا ، وأنه لا يقال في شيء مما ذكرناه أنه وحي الى أحد) (3).
فهذا الصنف من الإلقاء الذي أشار إليه الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأجمع المسلمون على حصوله لغير الأنبياء يتحقق للأولياء في المنام والإلهام والرؤيا ، وغير ذلك من المبشرات التي ذكرها الحديث النبوي الشريف.
3- استعمل القرآن كلمة (الوحي) بمعنى الوسوسة والإلقاء الخبيث في النفس ، وقد جاء هذا الاستعمال في قوله تعالى : {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام : 121].
وبقوله : {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } [الأنعام : 112]....
4- واستعمل القرآن كلمة الوحي بمعنى الإشارة المفهمة إفهاما خفيا للمراد.
فقد جاء هذا الاستعمال في وصفه تعالى لإشارة النبي يحيى عليه السّلام الى أصحابه ، قال تعالى : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} [مريم : 11].
5- الإيحاء بمعنى التسخير ووضع النظام التكويني من قبل اللّه تعالى لتسير وفقه عوالم الطبيعة والمادة والأحياء. ويوضح هذا المعنى قوله تعالى : {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت : 12].
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68].
____________________
(1) تصحيح الاعتقاد : ص 231.
(2) المجلسي ، بحار الأنوار : 18/ 254- 255.
(3) تصحيح الاعتقاد ، ص 231.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|