المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

من معاني (وجه)
18-11-2015
المتطلبات البيئية والمناخية المناسبة لشجرة الزيتون
20-6-2016
مبادئ انحلال الإمبراطورية وعهد إخناتون.
2024-06-03
ضد حب المدح‏
7-10-2016
معنى كلمة حمد
2-4-2022
الصفات الشخصية للقائد الإعلامي- الايمان (الثقة) بعملية الجماعة
4-9-2020


ظلم المنصور للامام الصادق  
  
3600   03:10 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص200-202.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

روى بسند معتبر عن صفوان بن مهران الجمال انّه قال : رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور و ذلك بعد قتله لمحمد و ابراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن، انّ جعفر بن محمد بعث مولاه المعلّى بن خنيس بجباية الأموال من شيعته و انّه كان يمدّ بها محمد بن عبد اللّه، فكاد المنصور أن يأكل كفّه على جعفر غيظا، و كتب إلى عمّه داود، و داود إذ ذاك أمير المدينة أن يسيّر إليه جعفر بن محمد و لا يرخص له في التلوّم‏  و المقام ؛ فبعث إليه داود بكتاب المنصور و قال : اعمل في المسير إلى أمير المؤمنين في غد و لا تتأخّر.

قال صفوان : و كنت بالمدينة يومئذ فأنفذ إلي جعفر (عليه السلام) فصرت إليه فقال لي : تعهّد راحلتنا فانّا غادون في غد إن شاء اللّه إلى العراق، و نهض من وقته و انا معه إلى مسجد النبي (صلى الله عليه واله) و كان ذلك بين الأولى و العصر، فركع فيه ركعات ثم رفع يديه فحفظت يومئذ من دعائه : يا من ليس له ابتداء .

قال صفوان : سألت أبا عبد اللّه الصادق (عليه السلام) بأن يعيد الدعاء عليّ فأعاده و كتبته، فلمّا أصبح أبو عبد اللّه (عليه السلام) رحّلت‏  له الناقة، و سار متوجّها إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر و أقبل حتّى استأذن فأذن له.

قال صفوان : فأخبرني بعض من شهد عن أبي جعفر، قال : فلمّا رآه أبو جعفر قرّبه و أدناه، ثم استدعى قصّة الرافع على أبي عبد اللّه (عليه السلام) يقول في قصّته : انّ معلّى بن خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال.

فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : معاذ اللّه من ذلك يا أمير المؤمنين، قال له : تحلف على براءتك من‏ ذلك؟ قال : نعم أحلف باللّه انّه ما كان من ذلك شي‏ء، قال أبو جعفر : لا بل تحلف بالطلاق و العتاق، فقال أبو عبد اللّه : أ ما ترضى يميني باللّه الذي لا إله الّا هو؟ قال أبو جعفر : فلا تفقّه عليّ، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام)  : فأين يذهب بالفقه منّي يا أمير المؤمنين.

 فقال : دع عنك هذا فانّي أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك حتى يواجهك، فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر (عليه السلام) فقال : نعم هذا صحيح و هذا جعفر بن محمد و الذي قلت فيه كما قلت، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : تحلف أيّها الرجل انّ هذا الذي رفعته صحيح؟ قال : نعم، ثم ابتدأ الرجل باليمين، فقال : و اللّه الذي لا إله الّا هو الطالب الغالب الحيّ القيوم.

فقال له جعفر : لا تعجل في يمينك فانّي أنا استحلف، قال المنصور : و ما أنكرت من هذه اليمين؟ قال : انّ اللّه تعالى حيّ كريم يستحي من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له، و لكن قل يا أيّها الرجل : أبرأ إلى اللّه من حوله و قوّته و ألجأ إلى حولي و قوّتي انّي لصادق برّ فيما أقول.

فقال المنصور للقرشي : احلف بما استحلفك به أبو عبد اللّه، فحلف الرجل بهذه اليمين، فلم يستتم الكلام حتّى أجذم و خرّ ميّتا، فراع أبا جعفر ذلك و ارتعدت فرائصه، فقال : يا أبا عبد اللّه سر من غد إلى حرم جدّك إن اخترت ذلك، و إن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك و برّك، فو اللّه لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا .

و روى أيضا عن محمد بن عبيد اللّه الاسكندري انّه قال : كنت من جملة ندماء أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر و خواصه و كنت صاحب سرّه من بين الجميع، فدخلت عليه يوما فرأيته مغتمّا و هو يتنفّس نفسا باردا، فقلت : ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين، فقال لي : يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة و قد بقي سيّدهم و إمامهم.

فقلت له : من ذلك؟ قال : جعفر بن محمد الصادق، فقلت له : يا أمير المؤمنين انّه رجل أنحلته العبادة و اشتغل باللّه عن طلب الملك و الخلافة، فقال : يا محمد و قد علمت انّك تقول به‏ و بامامته و لكنّ الملك عقيم، و قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيّتي هذه أو أفرغ منه.

قال محمد : و اللّه لقد ضاقت عليّ الأرض برحبها ثم دعا سيّافا و قال له : إذا أنا أحضرت أبا عبد اللّه الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهي العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه، ثم أحضر أبا عبد اللّه (عليه السلام) في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنّه سفينة في لجج البحار، فرأيت أبا جعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس، قد اصطكّت أسنانه و ارتعدت فرائصه، يحمرّ ساعة و يصفرّ أخرى، و أخذ بعضد أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) و أجلسه على سرير ملكه، و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه.

 ثم قال له : يا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ قال : جئتك يا أمير المؤمنين طاعة للّه عز و جل و لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) و لأمير المؤمنين أدام اللّه عزّه، قال : ما دعوتك و الغلط من الرسول، ثم قال : سل حاجتك، فقال : أسألك أن لا تدعوني لغير شغل.

قال : لك ذلك و غير ذلك ؛  ثم انصرف أبو عبد اللّه (عليه السلام) سريعا و حمدت اللّه عز و جل كثيرا و دعا أبو جعفر المنصور الدوايج‏  و نام و لم ينتبه الّا في نصف الليل، فلمّا انتبه كنت عند رأسه جالسا فسرّه ذلك، و قال لي : لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدّثك بحديث، فلمّا قضى صلاته أقبل عليّ و قال لي : لمّا أحضرت أبا عبد اللّه الصادق و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنّينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلّمني بلسان طلق، ذلق، عربيّ، مبين : يا منصور انّ اللّه تعالى  قد بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكّت أسناني.

قال محمد بن عبد اللّه الإسكندري : قلت له : ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين و عنده من الأسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار، و لو قرأها على النهار لأظلم، و لو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت.

قال محمد : فقلت له بعد أيّام : أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد اللّه الصادق؟ فأجاب و لم يأب، فدخلت على أبي عبد اللّه و سلّمت و قلت له : أسألك يا مولاي بحقّ جدّك محمد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أن تعلّمني الدعاء الذي تقرأه عند دخولك إلى أبي جعفر المنصور، قال : لك ذلك، ثم علّمه (عليه السلام) الدعاء .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.