أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2020
3646
التاريخ: 7-8-2020
3398
التاريخ: 5-8-2020
8033
التاريخ: 9-8-2020
4052
|
قال تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُو كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [النحل: 56 - 60].
ذكر سبحانه فعلا آخر من أفعال المشركين دالا على جهلهم فقال: { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ } والواو في يعلمون تعود إلى المشركين أي: لما لا يعلمون أنه يضر وينفع { نصيبا مما رزقناهم } يتقربون بذلك إليه كما يجب أن يتقرب إلى الله تعالى وهو ما حكى الله عنهم في سورة الأنعام من الحرث وغير ذلك وقولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا عن مجاهد وقتادة وابن زيد ثم أقسم تعالى فقال: { تالله لتسئلن } في الآخرة { عما كنتم تفترون } أي: تكذبون به في دار الدنيا لتلتزموا به الحجة وتعاقبوا بعد اعترافكم على أنفسكم.
ثم ذكر سبحانه نوعا آخر من جهالاتهم فقال: { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ} أي: ويثبتون لله البنات ويضيفون إليه البنات وهو قولهم الملائكة بنات الله كما قال سبحانه: { وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا } ثم نزه سبحانه نفسه عما قالوا فقال: { سبحانه } أي: تنزيها له عن اتخاذ البنات { وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} أي: ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون ويحبونه من البنين دون البنات وعلى الوجه الآخر ولهم ما يحبونه يعني البنين { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى } أي: وإذا بشر واحد منهم بأنه ولد له بنت { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا } أي: صار لون وجهه متغيرا إلى السواد لما يظهر فيه من أثر الحزن والكراهة فقد جعلوا لله ما يكرهونه لأنفسهم وهذا غاية الجهل.
{ وَهُوَ كَظِيمٌ} أي: ممتلىء غيظا وحزنا { يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} يعني أن هذا الذي بشر بالبنت يستخفي من القوم الذين يستخبرونه عما ولد له استنكافا منه وخجلا وحياء من سوء ما بشر به من الأنثى وقبحه عنده { أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} يعني يميل نفسه ويدبر في أمر البنت المولودة له أ يمسكه على ذل وهو ان أم يخفيه في التراب ويدفنه حيا وهو الوأد الذي كان من عادة العرب وهو أن أحدهم كان يحفر حفيرة صغيرة وإذا ولد له أنثى جعلها فيها وحثا عليها التراب حتى تموت تحته وكانوا يفعلون ذلك مخافة الفقر عليهن فيطمع غير الأكفاء فيهن.
{ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} أي: بئس الحكم ما يحكمونه وهو أن يجعلوا لنفوسهم ما يشتهون ولله ما يكرهون وقيل: معناه ساء ما يحكمونه في قتل البنات مع مساواتهن للبنين في حرمة الولادة ولعل الجارية خير من الغلام وروي عن ابن عباس أنه قال: لوأطاع الله الناس في الناس لما كان الناس لأنه ليس أحد إلا ويحب أن يولد ذكر ولو كان الجميع ذكورا لما كان لهم أولاد فيفنى الناس ثم قال سبحانه: { لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} أي: لهؤلاء الكفار الذين وصف الله بالولد صفة السوء أي: الصفة القبيحة التي هي سواد الوجه والحزن ولله الصفة العليا من السلطان والقدرة وقيل: له صفات النقص من الجهل والكفر والضلال والعمى وصفة الحدوث والضعف والعجز والحاجة إلى الأبناء وقتل البنات خوف الفقر ولله صفات الإلهية والاستغناء عن الصاحبة والولد والربوبية وإخلاص التوحيد.
ويسأل فيقال: كيف يمكن الجمع بين قوله سبحانه وتعالى: { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} وقوله: {فلا تضربوا لله الأمثال}؟ والجواب: أن المراد بالأمثال هناك الأشباه أي: لا تشبهوا الله بشيء والمراد بالمثل الأعلى هنا الوصف الأعلى الذي هو كونه قديما قادرا عالما حيا ليس كمثله شيء وقيل: إن المراد بقوله { المثل الأعلى } المثل المضروب بالحق وبقوله فلا تضربوا لله الأمثال الأمثال المضروبة بالباطل { وَهُوَ الْعَزِيزُ} أي: القادر الذي لا يمتنع عليه شيء { الحكيم } الذي يضع الأشياء مواضعها على ما هو حكمة وصواب.
وفي الآية دلالة على أنه لا يضاف إلى الله تعالى الأ دون فإن الله سبحانه قد عاب المشركين بإضافتهم إليه ما لا يرضونه لأنفسهم فإذا كره الإنسان إضافة القبيح إلى نفسه للنقص الذي فيه فكيف يجوز أن يضيفه إلى الله تعالى .
___________
1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص167-169.
{ ويَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } .
واوالجماعة في يجعلون للمشركين . ولما لا يعلمون ( ما ) اسم موصول ، والمراد بها الأصنام ، والواوفي لا يعلمون تعود إلى الأصنام تنزيلا لها منزلة العاقل ، كالواوو( هم ) في قوله تعالى : « والَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وهُمْ يُخْلَقُونَ - 20 النحل » ، وجاء هذا التنزيل والاستعمال وفقا لعقيدة المشركين ، والمعنى ان المشركين جعلوا نصيبا من أموالهم للأصنام التي هي جماد لا علم له ولا شعور ، ويجوز أن تكون واو يعلمون للمشركين مثل واو يجعلون ، ويكون المعنى ان المشركين جعلوا نصيبا من أموالهم للأصنام ، وهم يجهلون ان الأصنام لا نصيب لها في أموالهم ولا في غير أموالهم . . ولكن في إرادة هذا المعنى شيء من التكلف لحاجته إلى تقدير كلام محذوف . . ومر نظير هذه الآية في سورة الأنعام الآية 136 ج 3 ص 269 .
{ ويَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ ولَهُمْ ما يَشْتَهُونَ } . سمعوا ان للَّه ملائكة ، فتوهموها إناثا بل بناتا للَّه تعالى عما يصفون ، فأضافوا إليه ما يكرهونه لأنفسهم ، ولهم البنون الذين يحبون ، قال تعالى : « أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ واتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً - 40 الاسراء » . وفي بعض التفاسير ان العرب الذين اعتقدوا هذا هم خزاعة وكنانة .
{ وإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وهُو كَظِيمٌ } . هذا كناية عن شدة همه وحزنه بالبنت ، وتقول العرب لمن لقي مكروها : اسود وجهه . وعلى الرغم من أن هذه عادة جاهلية ، وقد ندد بها القرآن وسفّه أهلها - فإن كثيرا من المسلمين يكرهون البنات ، وتسود وجوههم إذا بشروا بالأنثى .
{ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ } . كان الرجل في الجاهلية إذا ظهرت آثار الطلق بامرأته اختفى إلى أن يعلم بالمولود ، فإن كان ذكرا ظهر وابتهج وان كان أنثى حزن ، وفكّر ما ذا يصنع بهذا المولود المشؤوم : { أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ } ؟ . فيبقيه متحملا المذلة والمهانة { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ } حيا ؟ . ويروى ان بعض العرب كانوا يدفنون البنات وهن أحياء ، وبعضهم كانوا يرمونها من شاهق ، وآخرون يذبحونها ، ومنهم من كانوا يغرقونها ، إما للغيرة والحمية ، وإما خوفا من الفقر والاملاق كما أشارت الآية 151 من سورة الأنعام : « ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم » . أنظر ج 3 ص 271 و283 .
وروي ان رجلا قال : يا رسول اللَّه : ما أجد حلاوة الإسلام منذ أسلمت ، فقد كانت لي في الجاهلية ابنة ، فأمرت امرأتي أن تزينها ، فأخرجتها إليّ ، فانتهيت بها إلى واد بعيد القعر ، فألقيتها فيه ، فقالت : يا أبتي قتلتني ، فكلما ذكرت قولها لم ينفعني شيء . .
وقد يظن أن الدافع على هذه القسوة الجهل وتخلَّف البيئة عن الحضارة والمدنية ، ولكن نحن الآن في عصر الفضاء ، ومع هذا يلقي المستعمرون والصهاينة قنابل النابالم في فيتنام وفلسطين على الشيوخ والأطفال والنساء . . يلقونها لا للغيرة والحمية ولا خوفا من الفقر والاملاق ، بل لزيادة الأرباح ، وتكديس الثروات وتراكمها ، فأي الفريقين أقبح وأسوأ ؟ أهل الجاهلية ، أو المستعمرون والصهاينة في عصر العلم والاشعاع ؟ . { أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ } ويخترعون ويفعلون . ونحن على يقين ان كل من لجّ وتمادى في الغي ستدور عليه في النهاية دائرة السوء .
{ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ولِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلى وهُو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
المثل الصفة ، وللطغاة صفة السوء ، وهي الظلم والسلب والفساد ، وقتل الأطفال والأبرياء ، وللَّه الصفة العليا ، وهي الوحدانية والعدل والعظمة ، وجميع صفات الجلال والكمال . وتجدر الإشارة إلى أن الغرض من ذكر اللَّه تعالى مع ذكرهم هو الرد على قولهم : للَّه البنات ولهم البنون .
______________
1- التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية،ج4، صفحه 522-524.
قوله تعالى:{ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} ذكروا أنه معطوف على سائر جناياتهم التي دلت عليها الآيات السابقة والتقدير أنهم يفعلون ما قصصناه من جناياتهم ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا والظاهر أن{ما} في{لما لا يعلمون} موصولة والمراد به آلهتهم وضمير الجمع يعود إلى المشركين ومفعول{لا يعلمون} محذوف والمعنى ويجعل المشركون لآلهتهم التي لا يعلمون من حالها أنها تضر وتنفع نصيبا مما رزقناهم.
والمراد من هذا الجعل ما ذكره سبحانه في سورة الأنعام بقوله:{ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}: الأنعام: 136، هذا ما ذكروه ولا يخلو عن تكلف.
ويمكن أن يكون معطوفا على ما مر من قوله:{يشركون} والتقدير إذا فريق منكم بربهم يشركون ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم، والمراد بما لا يعلمون الأسباب الظاهرة التي ينسبون إليها الآثار على سبيل الاستقلال وهم جاهلون بحقيقة حالها ولا علم لهم جازما أنها تضر وتنفع مع ما يرون من تخلفها عن التأثير أحيانا.
وإنما نسب إليهم أنهم يجعلون لها نصيبا من رزقهم مع أنهم يسندون الرزق إليها بالاستقلال من غير أن يذكروا الله معها ومقتضاه نفي التأثير عنه تعالى رأسا لا إشراكه معها لأن لهم علما فطريا بأن الله سبحانه له تأثير في الأمر وقد ذكر عنهم آنفا أنهم يجأرون إليه عند مس الضر وإذا اعتبر اعترافهم هذا مع إسنادهم التأثير إلى الأسباب أنتج ذلك أن الأسباب عندهم شركاء لله في الرزق ولها نصيب فيه ثم أوعدهم بقوله:{ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ }.
قوله تعالى:{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} عتاب آخر لهم في حكم حكموا به جهلا من غير علم فاحترموا لأنفسهم وأساءوا الأدب مجترئين على الله سبحانه حيث اختاروا لأنفسهم البنين وكرهوا البنات لكنهم نسبوها إلى الله سبحانه.
فقوله:{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ } هو أخذهم الآلهة دون الله أوبعض الآلهة إناثا، وقولهم: إنهن بنات الله، وقد قيل: إن خزاعة وكنانة كانوا يقولون: إن الملائكة بنات الله.
وكانت الوثنية البرهمية والبوذية والصابئة يثبتون آلهة كثيرة من الملائكة والجن إناثا وهن بنات الله، وفي القرآن الكريم:{ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا}: الزخرف: 19، وقال تعالى:{ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا }: الصافات: 158.
وقال الإمام في تفسيره في وجه ذلك: أظن أنهم سموها بنات لاستتارها عن العيون كالنساء كما أنهم أخذوا الشمس مؤنثا لاستتار قرصها بنورها الباهر وضوئها عن العيون كالمخدرات من النساء ولا يلزم الاطراد في التسمية حتى يلزم مثل ذلك في الجن لاستتارهم عن العيون مع عدم التأنيث. انتهى ملخصا.
وذكر بعضهم: أن الوجه في التأنيث كونها مستترة عن العيون مع كونها في محل لا يصل إليه الأغيار فهي كالبنات التي يغار عليهن الرجل فيسكنهن في محل أمين ومكان مكين، والجن وإن كانوا مستترين عن العيون لكنه على غير هذه الصورة انتهى.
وهذان الوجهان لا يتعديان طور الاستحسان وأنت لو راجعت آراء الوثنية على اختلافهم - وقد تقدم شطر منها في الجزء العاشر من هذا الكتاب - عرفت أن العرب لم تكن مبتكرة في هذه العقيدة بل لها أصل قديم في آراء قدماء الوثنية في الهند ومصر وبابل واليونان والروم.
والإمعان في أصول آرائهم يعطي أنهم كانوا يتخذون الملائكة الذين ينتهي إليهم وجوه الخير في العالم والجن الذين يرجع إليهم الشرور آلهة يعبدونهم رغبا ورهبا، وهذه المبادىء العالية والقوى الكلية التي هم يحملونها، وبعبارة أخرى هم مظاهر لها تنقسم إلى فاعلة ومنفعلة وهم يعتبرون اجتماع الفاعل والمنفعل منها نكاحا وازدواجا والفاعل منها أبا والمنفعل منها أما، والمتحصل من اجتماعهما ولدا وينقسم الأولاد إلى بنين وبنات فمن الآلهة ما هن أمهات وبنات ومنها ما هم آباء وبنون.
فلئن كان بعض وثنية العرب قالت: إن الملائكة جميعا بنات الله فقول أرادوا أن يقلدوا فيه من قبلهم جهلا ومن غير تثبت.
وقوله:{ولهم ما يشتهون} ظاهر السياق أنه معطوف على{لله البنات} والتقدير ويجعلون لهم ما يشتهون، أي يثبتون لله سبحانه البنات باعتقاد أن الملائكة بناته ويثبتون لأنفسهم ما يشتهون وهم البنون بقتل البنات ووأدها والمحصل أنهم يرضون لله بما لا يرضون به لأنفسهم.
وقيل: إن{ما يشتهون} مبتدأ مؤخر و{لهم} خبر مقدم والجملة معطوفة على{يجعلون} وعلى هذا فالجملة مسوقة للتقريع أو الاستهزاء.
وقد وجهوا ذلك بأن عطف الجملة على{لله البنات} غير جائز لمخالفته القاعدة وهي أن الفعل المتعدي إلى المفعول بنفسه أو بحرف جر إذا كان فاعله ضميرا متصلا مرفوعا فإنه لا يتعدى إلى نفس هذا الضمير بنفسه أوبحرف جر إلا بفاصل مثلا إذا ضرب زيد نفسه لم يقل: زيد ضربه وأنت ضربتك وإذا غضب على نفسه لم يقل: زيد غضب عليه، وإنما يقال: زيد ضرب نفسه أو ما ضرب إلا إياه، وزيد غضب على نفسه أوما غضب إلا عليه إلا في باب ظن وما ألحق به من فقد وعدم فيجوز أن يقال: زيد ظنه قويا أي نفسه.
وعلى هذا فلو كان قوله:{ولهم ما يشتهون} معطوفا على قوله:{لله البنات} كان من الواجب أن يقال:{ولأنفسهم ما يشتهون} انتهى محصلا.
والحق أن التزام هذه القاعدة إنما هو لدفع اللبس وأن تخلل حرف الجر بين الضميرين من الفصل، وفي القرآن الكريم:{ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}: مريم: 25{واضمم إليك جناحك}: القصص: 32، ومنهم من رد القاعدة من رأس لانتقاضها بالآيتين، وأجابوا أيضا بوجوه أخر لا حاجة بنا إلى ذكرها من أرادها فليراجع التفاسير.
قوله تعالى:{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ } اسوداد الوجه كناية عن الغضب، والكظيم هو الذي يتجرع الغيظ، والجملة حالية أي ينسبون إلى ربهم البنات والحال أنهم إذا بشر أحدهم بالأنثى فقيل: ولدت لك بنت اسود وجهه من الغيظ وهو يتجرع غيظه.
قوله تعالى:{ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } إلى آخر الآية، التواري الاستخفاء والتخفي وهو مأخوذ من الوراء، والهون الذلة والخزي، والدس الإخفاء.
والمعنى: يستخفي هذا المبشر بالبنت من القوم من سوء ما بشر به على عقيدته ويتفكر في أمره: أ يمسك ما بشر به وهي البنت على ذلة من إمساكه وحفظه أم يخفيه في التراب كما كان ذلك عادتهم في المواليد من البنات كما قيل: إن أحدهم كان يحفر حفيرة صغيرة فإذا كان المولود أنثى جعلها في الحفيرة وحثا عليها التراب حتى تموت تحته وكانوا يفعلون ذلك مخافة الفقر عليهن فيطمع غير الأكفاء فيهن.
وأول ما بدا لهم ذلك أن بني تميم غزوا كسرى فهزمهم وسبى نساءهم وذراريهم فأدخلهن دار الملك واتخذ البنات جواري وسرايا ثم اصطلحوا بعد برهة واستردوا السبايا فخيرن في الرجوع إلى أهلهن فامتنعت عدة من البنات فأغضب ذلك رجال بني تميم فعزموا لا تولد لهم أنثى إلا وأدوها ودفنوها حية ثم تبعهم في ذلك بعض من دونهم فشاع بينهم وأد البنات.
وقوله:{ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } هو حكمهم أن له البنات ولهم البنون لا لهوان البنات وكرامة البنين في نفس الأمر بل معنى هذا الحكم عندهم أن يكون لله ما يكرهون ولهم ما يحبون، وقيل: المراد بالحكم حكمهم بوجوب وأد البنات وكون إمساكهن هونا، وأول الوجهين أوفق وأنسب للآية التالية.
قوله تعالى:{ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } المثل هو الصفة ومنه سمي المثل السائر مثلا لأنه صفة تسير في الألسن وتجري في كل موضع تناسبه وتشابهه.
والسوء - بالفتح والسكون - مصدر ساء يسوء كما أن السوء بالضم اسمه وإضافة المثل إلى السوء تفيد التنويع فإن الأشياء إنما توصف إما من جهة حسنها وإما من جهة سوئها وقبحها فالمثل مثلان: مثل الحسن ومثل السوء.
والحسن والقبح ربما كانا من جهة الخلقة لا صنع للإنسان ولا مدخل لاختياره فيهما كحسن الوجه ودمامة الخلقة، وربما لحقا من جهة الأعمال الاختيارية كحسن العدل وقبح الظلم، وإنما يحمد ويذم العقل ما كان من القسم الثاني دون القسم الأول فيدور الحمد والذم بحسب الحقيقة مدار العمل بما تستحسنه وتأمر به الفطرة الإنسانية من الأعمال التي توصله إلى ما فيه سعادة حياته وترك العمل بها وهو الذي يتضمنه الدين الحق من أحكام الفطرة.
ومن المعلوم أن الطبع الإنساني لا رادع له عن اقتراف العمل السيىء إلا أليم المؤاخذة وشديد العقاب وإذعانه بإيقاعه وإنجازه، وأما الذم فإنه يتبدل مدحا إذا شاع الفعل وخرج بذلك عن كونه منكرا غير معروف.
ومن هنا يظهر أن الإيمان بالآخرة والإذعان بالحساب والجزاء هو الأصل الوحيد الذي يضمن حفظ الإنسان عن اقتراف الأعمال السيئة ويجيره من لحوق أي ذم وخزي وهو المنشأ الذي يقوم أعمال الإنسان تقويما يحمله على ملازمة طريق السعادة، ولا يؤثر أثره أي شيء آخر من المعارف الأصلية حتى التوحيد الذي إليه ينتهي كل أصل.
وإلى ذلك يشير قوله تعالى:{ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }: ص: 26.
فعدم الإيمان بالآخرة واستخفاف أمر الحساب والجزاء هو مصدر كل عمل سيىء ومورده، وبالمقابلة الإيمان بالآخرة هو منشأ كل حسنة ومنبع كل خير وبركة.
فكل مثل سوء وصفة قبح يلزم الإنسان ويلحقه فإنما يأتيه من قبل نسيان الآخرة كما أن كل مثل حسن وصفة حمد بالعكس من ذلك.
وبما تقدم يظهر النكتة في قوله:{ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ} فقد كان يصفهم في الآيات السابقة بالشرك فلما أراد بيان أن لهم مثل السوء بدل ذلك من وصفهم بعدم إيمانهم بالآخرة.
فالذين لا يؤمنون بالآخرة هم الأصل في عروض كل مثل سوء وصفة قبح فإن ملاكه وهو إنكار الآخرة نعتهم اللازم لهم.
ولولحق بعض المؤمنين بالآخرة شيء من مثل السوء فإنما يلحقه لنسيان ما ليوم الحساب والمنكرون هم الأصل في ذلك.
هذا في صفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمها وهناك صفات سوء لا يستقبحها العقل وإنما يكرهها الطبع كالأنوثة عند قوم وإيلاد البنات عند آخرين والفقر المالي والمرض وكالموت والفناء والعجز والجهل تشترك بين المؤمن والكافر وصفات أخرى تحليلية كالفقر والحاجة والنقص والعدم والإمكان لا تختص بالإنسان بل هي مشتركة بين جميع الممكنات سارية في عامة الخلق، والكافر يتصف بها كما يتصف بها غيره فالكافر في معرض الاتصاف بكل مثل سوء منها ما يختص به ومنها ما يشترك بينه وبين غيره كما بين تفصيلا.
والله سبحانه منزه من أن يتصف بشيء من هذه الصفات التي هي أمثال السوء أما أمثال السوء التي تتحصل من ناحية سيئات الأعمال مما يستقبحه العقل ويذمه ويجمعها الظلم فلأنه لا يظلم شيئا قال تعالى:{ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }: الكهف: 49، وقال:{ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ }: الزخرف: 84، فما قضاه من حكم أوفعله من شيء فهوالمتعين في الحكمة لا يصلح بالنظر إلى النظام الجاري في الوجود إلا ذاك.
وأما أمثال السوء مما يستكرهه الطبع أو يحلله العقل فلا سبيل لها إليه تعالى فإنه عزيز مطلق يمتنع جانبه من أن تسرب إليه ذلة فإن له كل القدرة لا يعرضه عجز، وله العلم كله فلا يطرأ عليه جهل، وله محض الحياة لا يهدده موت ولا فناء منزه عن كل نقص وعدم فلا يتصف بصفات الأجسام مما فيه نقص أوفقد أو قصور أو فتور، والآيات في هذه المعاني كثيرة ظاهرة لا حاجة إلى إيرادها.
فهو سبحانه ذو علو ونزاهة من أن يتصف بشيء من أمثال السوء التي يتصف بها غيره، ولا هذا المقدار من التنزه والتقدس فحسب بل منزه من أن يتصف بشيء من الأمثال الحسنة والصفات الجميلة الكريمة بمعانيها التي يتصف بها غيره كالحياة والعلم والقدرة والعزة والعظمة والكبرياء وغيرها، فإن الذي يوجد من هذه الصفات الحسنة الكمالية في الممكنات محدودة متناه مشوب بالفقر والحاجة مخلوط بالفقدان والنقيصة لكن الذي له سبحانه من الصفات محض الكمال وحقيقته غير محدودة ولا متناه ولا مشوب بنقص وعدم، فله حياة لا يهددها موت، وقدرة لا يعتريها عي وعجز، وعلم لا يقارنه جهل، وعزة ليس معها ذلة.
فله المثل الأعلى والصفة الحسنى، قال تعالى:{وله المثل الأعلى في السماوات والأرض: الروم: 27، وقال:{ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }: طه: 8، فالأمثال منها دانية ومنها عالية والعالية منها أعلى ومنها غيره، والأعلى مثله تعالى والأسماء سيئة وحسنة والحسنة منها أحسن وغيره ولله منها ما هوأحسن فافهم ذلك.
فقد تبين بما تقدم معنى كون مثله أعلى، وأن قوله:{ولله المثل الأعلى} مسوق للحصر أي لله المثل الذي هو أعلى دون المثل الذي هو سيىء دان ودون المثل الذي هوحسن عال من صفات الكمال الذي تتصف به الممكنات وليس بأعلى.
وتبين أيضا أن المثل الأعلى الذي يظهر له تعالى من البيان السابق هو انتفاء جميع الصفات السيئة عنه كما قال:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }: الشورى: 11، ومن الصفات الثبوتية كل صفة حسنة منفيا عنه الحدود والنواقص.
وقوله:{ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } مسوق لإفادة الحصر وتعليل ما تقدمه أي وهو الذي له كل العزة فلا تعتريه ذلة أصلا لأن كل ذلة فهو فقد عزة ما وليس يفقد عزة ما، وله كل الحكمة فلا يعرضه جهالة لأنها فقد حكمة ما وليس يفقد شيئا من الحكمة.
وإذ لا سبيل لذلة ولا جهالة إليه فلا يتصف بشيء من صفات النقص، ولا ينعت بشيء من نعوت الذم وأمثال السوء، لكن الكافر ذليل في ذاته جهول في نفسه فتلحقه وتلازمه صفات النقص ويتصف بصفات الذم وأمثال السوء فللذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء.
والمؤمن وإن كان ذليلا في ذاته جهولا في نفسه كالكافر إلا أنه لدخوله في ولاية الله أعزه ربه بعزته وأظهره على الجهالة بتأييده بروح منه قال تعالى:{ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }: آل عمران: 68، وقال:{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}: المنافقون: 8، وقال:{ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ }: المجادلة: 22.
___________
1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج12،ص223-229.
عندما كانت ولادة البنت عاراً!
بعد أن عرضت الآيات السابقة بحوثاً استدلالية في نفي الشرك وعبادة الأصنام، تأتي هذه الآيات لتتناول قسماً من بدع المشركين وصوراً من عاداتهم القبيحة، لتضيف دليلا آخراً على بطلان الشرك وعبادة الأصنام، فتشير الآيات إِلى ثلاثة أنواع من بدع وعادات المشركين:
وتقول أوّلاً: { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ}(2).
وكان النصيب عبارة عن قسم من الإِبل بقية من المواشي بالإِضافة إِلى قسم من المحاصيل الزراعية، وهو ما تشير إِليه الآية (136) من سورة الأنعام: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }.
ثمّ يضيف القرآن الكريم قائلا: { تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ }.
وسيكون بعد السؤال اعتراف لا مفر منه ثمّ الجزاء والعقاب، وعليه فما تقومون به له ضرر مادي من خلال ما تعملونه بلا فائدة، وله عقاب أخروي لأنّكم أسأتم الظن بالله واتجهتم إِلى غيره.
أمّا البدعة الثّانية فكانت: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ } من التجسم ومن هذه النسبة. { وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ } أيْ: إنّهم لم يكونوا ليقبلوا لأنفسهم ما نسبوا إِلى اللّه، ويعتبرون البنات عاراً وسبباً للشقاء!
وإكمالا للموضوع تشير الآية التالية إِلى العادة القبيحة الثّالثة: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}(3).
ولا ينتهي الأمر إِلى هذا الحد بل { يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ}.
ولم ينته المطاف بعد، ويغوص في فكر عميق: { أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ}.
وفي ذيل الآية، يستنكر الباري حكمهم الظالم الشقي بقوله:{ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }.
وأخيراً يشير تعالى إِلى السبب الحقيقي وراء تلك التلوثات، ألا هو عدم الإِيمان بالآخرة: { لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
فكلّما اقترب الإِنسان من العزيز الحكيم انعكس في روحه نور صفاته العليا من العلم والقدرة والحكمة وابتعد عن الخرافات والبدع والأفعال القبيحة.
وكلما ابتعد عنه تعالى غرق بقدر ذلك البعد في ظلمات الجهل والضعف والذلة والقبائح.
فالسبب الرئيسي لكل انحراف وقبح وخرافة هو الغفلة عن ذكر اللّه وعن محكمته العادلة في الآخرة، أمّا ذكر اللّه والآخرة فدافع أصيل للإِحساس بالمسؤولية ومحاربة الجهل والخرافة، وعامل قدرة وقوة وعلم للإِنسان.
____________
1- تفسير الامثل،مكارم الشيرازي،ج7،ص81-82.
2 ـ ذكر المفسّرون رأيين في تفسير «ما لا يعلمون» وضميرها:
الأوّل: أن ضمير «لا يعلمون» يعود إِلى المشركين أيْ أنّ المشركين يجعلون للأصنام نصيباً وهم لا يعلمون لها خيراً وشراً (وهذا ما انتخبناه من تفسير).
والثّاني: إِنّ الضمير يعود إِلى نفس الأصنام، أيْ يجعلون للأصنام نصيباً في حين أنّها لا تدرك، لا تعقل، لا تعلم!
والتّفسير الثّاني يظهر نوعاً من التضاد بين عبارات الآية، لأنّ «ما» تستمعل عادة لغير العاقل و«يعلمون» تستعل للعاقل عادةً.
أمّا في التّفسير الأوّل فـ «ما» تعود على الأصنام و«يعلمون» على عبدتها.
3 ـ الكظيم: تطلق على الإِنسان الممتليء غضباً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|