المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قذف (قصف) bombardment
28-5-2017
تاريخ مدينة بغداد
31-1-2016
المخدرات السائلة الطيارة ( فئة الهالوجينات) Volatile liquid anaesthetic
14-1-2022
تواضع الامام الحسن ( عليه السّلام ) وزهده
2-6-2022
Goat Problem
14-4-2020
إرواء عطش القدرة
2024-05-16


المعلّى بن خنيس البزاز الكوفي وهشام بن السائب الكلبي  
  
4632   03:20 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص232-233.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

المعلّى بن خنيس مولى أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) ويظهر من الروايات انّه من أولياء اللّه ومن أهل الجنة، وكان الامام يحبّه، وكان وكيلا وقيما للامام‏ على نفقات عياله.

قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ومنهم أي الممدوحين المعلى بن خنيس وكان من قوام أبي عبد اللّه (عليه السلام) وإنمّا قتله داود بن عليّ بسببه وكان محمودا عنده ومضى على منهاجه، وأمره مشهور، فروي عن أبي بصير قال : لما قتل داود بن عليّ المعلى بن خنيس فصلبه، عظم ذلك على أبي عبد اللّه (عليه السلام) واشتد عليه وقال له : يا داود على ما قتلت مولاي وقيّمي في مالي وعلى عيالي؟

واللّه انّه لأوجه عند اللّه منك ؛ وفي آخر الخبر انّه قال : اما واللّه لقد دخل الجنة .

يقول المؤلف : يظهر من الاخبار انّ أبا عبد اللّه (عليه السلام) كان بمكة لما قتل المعلى فجاء (عليه السلام) من مكة إلى داود بن عليّ فقال له : قتلت رجلا من أهل الجنة، فقال : ما أنا قتلته؟ قال : فمن قتله؟ قال : قتله السيرافي وكان صاحب شرطته فقتله (عليه السلام) قصاصا، وروي عن معتب قال : فلم يزل أبوعبد اللّه ليلته ساجدا وقائما، فواللّه ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة، فقالوا : مات داود بن عليّ.

فقال أبوعبد اللّه (عليه السلام)  : انّي دعوت اللّه عليه بدعوة، بعث اللّه إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة  انشقت منها مثانته‏ .

روى الشيخ الكليني والطوسي بسند صحيح عن الوليد بن صبيح قال : جاء رجل إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) يدّعي على المعلى بن خنيس دينا عليه، فقال : ذهب بحقّي، فقال : ذهب بحقّك الذي قتله ثم قال للوليد : قم إلى الرجل فأقضه من حقّه فانّي أريد أن أبرد عليه جلده وإن كان باردا أي من حرّ جهنم .

وروى الكليني أيضا عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه قال : دخلت عليه يوما فألقى إليّ ثيابا وقال : يا وليد ردّها على مطاويها فقمت بين يديه، فقال أبوعبد اللّه (عليه السلام)  : رحم اللّه المعلّى بن خنيس، فظننت انّه شبّه قيامي بين يديه بقيام المعلّى بين يديه، ثم قال : أفّ للدنيا إنّما الدنيا دار بلاء يسلّط اللّه فيها عدوّه على وليّه‏ .

 وروي أيضا عن عقبة بن خالد إنّه قال : دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) مع المعلّى وعثمان بن عمران فلمّا رأنا الامام رحّب بنا وقال : مرحبا بكم وجوه تحبّنا ونحبّها، جعلكم اللّه معنا في الدنيا  والآخرة.

وروى الشيخ الكشي انّه : كان المعلّى بن خنيس (رحمه اللّه) إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف، فاذا صعد الخطيب المنبر مدّ يديه نحو السماء ثم قال : اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك وموضع أمنائك خصصتهم بها ابتزوها ... الخ .

 اما هشام بن محمد بن السائب الكلبي، أبو المنذر، العالم المشهور بالفضل والعلم والعارف بالأيّام والأنساب، ومن علماء مذهبنا، قال : اعتللت علّة عظيمة نسيت علمي، فجلست إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) ، فسقاني العلم في كأس فعاد علمي‏.

وكان الامام يتفقّده ويجلسه إلى جنبه ويبرّه و يبشّه، وله كتب كثيرة في الأنساب والفتوحات والمثالب والمقاتل وغيرها، وهذا هو الكلبي النسابة، المعروف، وكان أبوه محمد بن السائب الكلبي الكوفي من اصحاب الامام محمد الباقر (عليه السلام) ومن العلماء وصاحب التفسير، وقال السمعاني في ترجمته : إنّه صاحب التفسير، كان من أهل الكوفة وقائلا بالرجعة وابنه هشام ذا نسب عال وفي‏ التشيّع غال.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.