أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2020
24165
التاريخ: 15-8-2020
3765
التاريخ: 14-8-2020
2735
التاريخ: 11-8-2020
2944
|
قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوشَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل: 5، 9]
بين سبحانه نعمته في خلق الأنعام فقال { وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا } معناه: وخلق الأنعام من الماء كما خلقكم منه يدل عليه قوله { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ } وأكثر ما يتناول الأنعام الإبل ويتناول البقر والغنم أيضا وفي اللغة هي ذوات الأخفاف والأظلاف دون ذوات الحوافر { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } أي: لباس عن ابن عباس ومجاهد وقيل: ما يستدفا به مما يعمل من صوفها ووبرها وشعرها عن الحسن فيدخل فيه الأكسية واللحف والملبوسات وغيرها قال الزجاج: أخبر سبحانه أن في الأنعام ما يدفئنا ولم يقل ولكم فيها ما يكنكم من البرد لأن ما ستر من الحر ستر من البرد وقال في موضع آخر سرابيل تقيكم الحر فعلم أنها تقي البرد أيضا فكذلك هاهنا وقيل: إن معناه وخلق الأنعام لكم أي: لمنافعكم ثم ابتدأ وأخبر وقال { فيها دفء } عن الحسن وجماعة.
{ ومنافع } معناه ولكم فيها منافع آخر من الحمل والركوب وإثارة الأرض والزرع والنسل { ومنها تأكلون } أي: ومن لحومها تأكلون { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } أي: حسن منظر وزينة { حِينَ تُرِيحُونَ } أي: حين تردونها إلى مراحها وهي حيث تأوي إليه ليلا { وحين تسرحون } أي: حين ترسلونها بالغداة إلى مراعيها وأحسن ما يكون النعم إذا راحت عظاما ضروعها ممتلئة بطونها منتصبة أسنمتها وكذلك إذا سرحت إلى المراعي رافعة رءوسها فيقول الناس هذه جمال فلان ومواشيه فيكون له فيها جمال { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } أي: أمتعتكم { إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} أي: وتحمل الإبل وبعض البقر أحمالكم الثقيلة إلى بلد بعيدة لا يمكنكم أن تبلغوه من دون الأحمال إلا بكلفة ومشقة تلحق أنفسكم فكيف تبلغونه مع الأحمال لولا أن الله تعالى سخر هذه الأنعام لكم حتى حملت أثقالكم إلى أين شئتم وقيل: إن الشق معناه: الشطر والنصف فيكون المراد إلا بأن يذهب شطر قوتكم أي: نصف قوة الأنفس وقيل معناه: تحمل أثقالكم إلى مكة لأنها من بلاد الفلوات عن ابن عباس وعكرمة { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ} أي: ذورأفة { رحيم } أي: ذورحمة ولذلك أنعم عليكم بخلق هذه الأنعام ابتداء منه بهذه الأنعام .
ثم عطف سبحانه على ما عدده من صنوف أنعامه فقال { والخيل } أي: وخلق لكم الخيل { وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} في حوائجكم وتصرفاتكم { وزينة } أي: ولتتزينوا بها من الله تعالى على خلقه بأن خلق لهم من الحيوان ما يركبونه ويتجملون به وليس في هذا ما يدل على تحريم أكل لحومها وقد روى البخاري في الصحيح مرفوعا إلى أسماء بنت أبي بكر قال أكلنا لحم فرس على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
{ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} من أنواع الحيوان والنبات والجماد لمنافعكم { وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أي: بيان قصد السبيل عن ابن عباس ومعناه: واجب على الله في عدله بيان الطريق المستقيم وهو بيان الهدى من الضلالة والحلال من الحرام ليتبع الهدى والحلال ويجتنب الضلالة والحرام وهذا مثل قوله إن علينا للهدى { ومنها جائر } معناه: من السبيل ما هو جائر أي: عادل عن الحق { وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } إلى قصد السبيل بالإلجاء والقهر فإنه قادر على ذلك وقيل معناه: لهداكم إلى الجنة والثواب تفضلا عن الجبائي وأبي مسلم وقيل: إن معنى الآية وعلى الله الممر .
ومن الطرق التي الممر فيها على الله جائر وكلاهما على الله لا يخرج أحدا عن قبضته وحكمه كقوله { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} وقيل: على الله ممر ذي السبيل القصد والسبيل الجائر وإليه مرجع كل واحد منهما لا يخرج واحد عن سلطانه ولو أراد أن يحمل الجميع على الحق لفعل ومن عدل عن الطريق المستقيم فليس ذلك لعجز من الله تعالى.
_____________
1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص139-143.
{ والأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ ومَنافِعُ ومِنْها تَأْكُلُونَ } . نزل القرآن في عصر لا تنتظم فيه الحياة الزراعية وغير الزراعية الا بالحيوان ، وقد ذكر سبحانه أصنافا من الحيوان وفوائدها في العديد من آياته بقصد التذكير باللَّه ونعمه على عباده ليتقوه في أعمالهم وأقوالهم ، من ذلك ما تقدم في سورة الأنعام الآية 142 وما بعدها ج 3 ص 273 ، وذكر في الآية التي نفسرها ثلاث فوائد للأنعام : الدفء والمراد به اتقاء البرد بما يتخذ من جلود الأنعام وأصوافها وأوبارها وأشعارها . .
وذكر سبحانه بعد الدفء كلمة منافع بدون الألف واللام ، وتنطبق على اللبن والسمن وإثارة الأرض أي حرثها ، أما قوله : ومنها تأكلون فيشمل الأكل من لحومها ولحوم أولادها بالإضافة إلى درها الذي أشارت إليه كلمة منافع .
{ ولَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وحِينَ تَسْرَحُونَ } . المراد بالجمال هنا جمال الأنعام في منظرها رائحة غادية ، وبالخصوص إذا كانت سمينة وكثيرة ، وقوله : حين تريحون معناه حين تردّون الأنعام مساء من المرعى إلى المراح ، وحين تسرحون أي تخرجونها صباحا من المراح إلى المرعى ، وهذا المنظر الجميل للأنعام الثلاث ، وهي غادية رائحة يبعث الانس والانشراح في نفوس أصحابها ، ويغبطهم الناظر إليها .
{ وتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ } . بعد أن ذكر سبحانه ان من فوائد الأنعام المأكل والملبس ذكر انها وسيلة للمواصلات ، ونقل الأثقال والأحمال من بلد إلى بلد ، ولولاها لتحمل الإنسان المتاعب والمشاق { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ } ومن رأفته ورحمته تسخير الأنعام لتيسير المصالح وتخفيف الآلام .
{ والْخَيْلَ والْبِغالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً } بعد ان ذكر سبحانه منافع الأنعام الثلاث أشار إلى منافع الخيل والبغال والحمير ، وأهمها الركوب والزينة في ذاك العصر { ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ } . وقد فسر هذه الجملة كل عالم من خلاله عصره وحياته ، فبعض القدامى قال : المراد ان اللَّه يخلق من أنواع الحيوان والنبات والجماد الكثير الكثير مما لا يعلمه الناس . وقال الطبري : المعنى ان اللَّه يخلق لأهل الجنة من أنواع النعيم ، ولأهل النار من أنواع العذاب ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . . وقال بعض المفسرين الجدد ، ومنهم الشيخ المراغي ، قالوا : « هذه إشارة إلى الطيارة والسيارة ونحوهما » . والمعنى المناسب للسياق - فيما نرى - ان اللَّه سبحانه بعد ان ذكر هذه المنافع وامتن بها على عباده قال : ان هذا قليل من كثير ، وان هناك منافع لا تعلمونها ولا يبلغها الإحصاء ، ومنها الطيارة والسيارة ، وبكلمة ان قوله : ويخلق ما لا تعلمون أشبه بقوله : وان تعدوا نعمة اللَّه لا تحصوها .
ونقل الشعراني في ميزانه عن أبي حنيفة تحريم لحوم الخيل ، وعن الشافعي ومالك وابن حنبل التحليل ، أما عن لحوم البغال والحمير فنقل تحريمها عن الشافعي وأبي حنيفة وابن حنبل ، وكراهيتها عن مالك . وقال الشيعة الإمامية : تحل لحوم الخيل والبغال والحمير على كراهية .
{ وعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ } . على هنا للوجوب ، مثلها في الآية 12 من الليل :
{ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى } . والمعنى ان اللَّه سبحانه كتب على نفسه أن يبين للناس على لسان رسله طريق الحث والهداية { ومِنْها جائِرٌ } ضمير منها يعود إلى السبيل لأن السبيل تؤنث وتذكر ، أي ان من الطرق ما هو مستقيم كالاسلام . ومنها ما هو مائل معوج كغيره من الأديان { ولَوشاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ } أي لوأراد اللَّه ان يلجئ الناس إلى الايمان قهرا عنهم لما كفر واحد منهم ، ولكنه تعالى ترك الإنسان
وما يختار بعد ان هداه النجدين حرصا على إنسانيته ، وليستحق الثواب ان اختار الخير ، والعقاب ان اختار الشر . انظر تفسير الآية 118 من هود .
______________
1- التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية،ج4، صفحه 498-500.
قوله تعالى:{والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون} الأنعام جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم سميت بذلك لنعمة مسها بخلاف الحافر الذي يصلب كذا في المجمع، وفي المفردات: الدفء خلاف البرد. انتهى.
وكأن المراد بالدفء ما يحصل من جلودها وأصوافها وأوبارها من الحرارة للاتقاء من البرد، أوالمراد بالدفء ما يدفأ به.
والمراد بالمنافع سائر ما يستفاد منها لغير الدفء من أصوافها وأوبارها وجلودها وألبانها وشحومها وغير ذلك، وقوله:{لكم} يمكن أن يكون متعلقا بقوله:{خلقها} ويكون قوله:{فيها دفء ومنافع} حالا من ضمير{خلقها} ويمكن أن يكون{لكم} ظرفا مستقرا متعلقا بالجملة الثانية أي في الأنعام دفء كائنا لكم.
قوله تعالى:{ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} الجمال الزينة وحسن المنظر، قال في المجمع: الإراحة رد الماشية بالعشي من مراعيها إلى منازلها والمكان الذي تراح فيه مراح، والسروح خروج الماشية إلى المرعى بالغداة، يقال: سرحت الماشية سرحا وسروحا وسرحها أهلها. انتهى.
يقول تعالى: ولكم في الأنعام منظر حسن حين تردونها بالعشي إلى منازلها وحين تخرجونها بالغداة إلى مراعيها.
قوله تعالى:{ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } الأثقال جمع ثقل وهوالمتاع الذي يثقل حمله والمراد بقوله:{بشق الأنفس} مشقة تتحملها الأنفس في قطع المسافات البعيدة والمسالك الصعبة.
والمراد أن الأنعام كالإبل وبعض البقر تحمل أمتعتكم الثقيلة إلى بلد ليس يتيسر لكم بلوغها إلا بمشقة تتحملها أنفسكم فرفع عنكم المشاق بخلقها وتسخيرها لكم إن ربكم رءوف رحيم.
قوله تعالى:{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} معطوف على الأنعام فيما مر أي والخيل والبغال والحمير خلقها لكم لتركبوها، وزينة أي إن في خلقها ارتباطا بمنافعكم وذلك أنكم تركبونها وتتخذونها زينة وجمالا، وقوله:{ويخلق ما لا تعلمون} أي يخلق ما لا علم لكم به من الحيوان وغيره، وسخرها لكم لتنتفعوا بها، والدليل على ما قدرناه هو السياق.
قوله تعالى:{ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } القصد - على ما ذكره الراغب وغيره - استقامة الطريق وهو كونه قيما على سالكيه أوصلهم إلى الغاية، والظاهر أن المصدر بمعنى الفاعل والإضافة من إضافة الصفة إلى موصوفها والمراد السبيل القاصد بدليل مقابلته بقوله:{ومنها جائر} أي ومن السبيل ما هو جائر أي مائل عن الغاية يورد سالكيه غيرها ويضلهم عنها.
والمراد بكون قصد السبيل على الله وجوب جعل سبيل قاصد عليه تعالى يسلكه عباده فيوردهم مورد السعادة والفلاح وإذ لا حاكم غيره يحكم عليه فهو الذي أوجب على نفسه أن يجعل لهم طريقا هذا نعته ثم يهديهم إليه أما الجعل فهو ما جهز الله كل موجود ومنها الإنسان من القوى والأدوات بما لواستعملها كما نظمت أدته إلى سعادته وكماله المطلوب قال تعالى:{ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }: طه: 50، وقال في الإنسان خاصة:{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ }: الروم: 30.
وأما الهداية فهي التي فعلها من ناحية الفطرة وتناهى بما من طريق بعث الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع قال تعالى:{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }: الشمس: 8، وقال:{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورً}: الدهر: 3.
وإنما أدرج سبحانه هذه الآية بين هذه الآيات التي سياقها عد النعم العلوية والسفلية من السماء والأرض والأنعام والخيل والبغال والحمير والماء النازل من السماء والزرع ونظائرها لما أن الكلام انجر في آيتي الأنعام والخيل إلى معنى قطع الطرق وركوب المراكب فناسب أن يذكر ما أنعم به من الطريق المعنوي الموصل للإنسان إلى غايته الحقيقية يبتغيها في مسير الحياة كما أنعم بمثله في عالم المادة ونشأة الصورة.
فذكر سبحانه أن من نعمه التي من بها على عباده أن أوجب على نفسه لهم سبيلا قاصدا يوصلهم إلى سعادة حياتهم فجعله لهم وهداهم إليه.
وقد نسب سبحانه قصد السبيل إلى نفسه دون السبيل الجائر لأن سبيل الضلال ليس سبيلا مجعولا له وفي عرض سبيل الهدى وإنما هو الخروج عن السبيل وعدم التلبس بسلوكه فليس بسبيل حقيقة وإنما هو عدم السبيل.
وكيف كان فالآية ظاهرة في نسبة قصد السبيل إليه تعالى وترك نسبة السبيل الجائر المؤدي بسبب المقابلة إلى نفي نسبته إليه تعالى.
وإذ كان من الممكن أن يتوهم أن لازم جعله قصد السبيل أن يكون مكفورا في نعمته مغلوبا في تدبيره وربوبيته حيث جعل السبيل ولم يسلكه الأكثرون وهدى إليه ولم يهتد به المدعوون دفعه بقوله تعالى:{ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } أي إن عدم اهتداء الجميع ليس لعجز منه سبحانه عن ذلك أوغلبة من هؤلاء المتخلفين وظهورهم عليه بل لأنه تعالى لم يشأ ذلك ولو شاء لم يسعهم إلا أن يهتدوا جميعا فهو القاهر الغالب على كل حال.
وبعبارة أخرى السبيل القاصد الذي جعله الله تعالى هو السبيل المبني على اختيار الإنسان يقطعه بإتيان الأعمال الصالحة واجتناب المعاصي عن اختيار منه، وما هذا شأنه لم يكن مما يجبر عليه ولا عاما للجميع فإن الطبائع متنوعة والتراكيب مختلفة ولا محالة تتنوع آثارها، ويختلف الأفراد بالإيمان والكفر والتقوى والفجور والطاعة والمعصية.
والآية مما تشاجرت فيها الأشاعرة والمعتزلة من فرق المسلمين فاستدلت المعتزلة بأن تغيير الأسلوب بجعل قصد السبيل على الله دون السبيل الجائر للدلالة على ما يجوز إضافته إليه تعالى وما لا يجوز كما ذكره في الكشاف.
وتكلفت الأشاعرة في الجواب عنه فمن مجيب بأن السبيلين جميعا منه تعالى وإنما لم ينسب السبيل الجائر إليه تأدبا، ومن مجيب بأن المراد بقوله:{ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أن عليه تعالى بيان السبيل الحق فضلا وكرما منه دون بيان السبيل الجائر وأما أصل الجعل فهما جميعا مجعولان له تعالى، ومن منكر أن يكون تغيير الأسلوب في الآية لأمر مطلوب.
والحق أن دلالة الآية على كون قصد السبيل مضافا إليه تعالى دون السبيل الجائر مما لا ريب فيه لكن ذلك لا يستلزم كون السبيل الجائر مخلوقا لغيره تعالى لما تقدم أن سبيل الضلال ليس بسبيل حقيقة بل حقيقته عدم سلوك سبيل الهدى كما أن الضلال عدم الهدى فليس بأمر موجود حتى ينسب خلقه وإيجاده إليه تعالى وإنما ينسب الضلال إليه تعالى فيما ينسب بمعنى عدم هدايته للضال أي عدم إيجاده الهدى في نفسه.
ومع ذلك فالذي ينسب إليه من الضلال كما في قوله:{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }: فاطر: 8، وقوله:{ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}: البقرة: 26، هو الضلال بطريق المجازاة دون الضلال الابتدائي، كما يفسره قوله:{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ }: البقرة: 26، فإذا فسق الإنسان وخرج بسوء اختياره عن زي العبودية بأن عصى ولم يرجع وهو ضلاله الابتدائي من قبل نفسه جازاه الله بالضلال بأن أثبته على حاله ولم يقض عليه الهدى.
وأما الضلال الابتدائي من الإنسان فإنما هو انكفاف وقصور عن الطاعة وقد هداه الله من طريق الفطرة ودعوة النبوة.
____________
1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج12،ص172-175.
ثمّ يشير القرآن الكريم إِلى نعمة خلق الحيوانات وما تدر من فوائد كثير للإِنسان فيقول: { وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}.
فخلق الأنعام الدال على علم وقدرة الباري سبحانه، فيها من الفوائد الكثيرة للإِنسان، وقد أشارت الآية إِلى ثلاث فوائد:
أوّلاً: «الدفء» ويشمل كل ما يتغطى به (بالإِستفادة من وبرها وجلودها) كاللباس والأغطية والأحذية والأخبية.
ثانياً: «المنافع» إِشارة إِلى اللبن ومشتقاته.
ثالثاً: «منها تأكلون» أيْ، اللحم.
ويلاحظ تقديم الملابس والأغطية والمسكن، في عرض منافع الأنعام دون المنافع الأخرى، وهذا دليل على أهميتها وضروريتها في الحياة.
ويلاحظ أيضاً مجيء كلمة «الدفء» قبل «المنافع» إِشارة إلى أنّ ما تدفع به الضرر مقدم على ما يجلب لك فيه المنفعة.
ويمكن للبعض ممن يخالفون أكل اللحوم أن يستدلوا بظاهر هذه الآية، حيث لم يعتبر الباري جل شأنه مسألة أكل لحومها ضمن منافعها، ولهذا نرى قد جاءت {ومنها تأكلون} بعد ذكر كلمة «المنافع»، وأقل ما يستنتج من الآية اعتبارها لأهمية الألبان أكثر بكثير من اللحوم.
ولم يكتف بذكر منافعها المادية، بل أشار إِلى المنافع النفسية والمعنوية كذلك حين قال: { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }.
«تريحون»: (من مادة الإِراحة) بمعنى إِرجاع الحيوانات عند الغروب إِلى محل إستراحتها، ولهذا يطلق على ذلك المحل اسم (المراح).
و «تسرحون»: (من مادة السروح) بمعنى خروج الحيوانات صباحاً إِلى مراعيها.
عبّر القرآن بكلمة «جمال» عن تلك الحركة الجماعية للأنعام حين تسرع إِلى مراعيها وتعود إِلى مراحها، لما لها من جمال ورونق خاص يغبط الإِنسان، والمعبر عن حقيقة راسخة في عمق المجتمع.
فحركة الإِبل إِضافة إلى روعتها فإِنّها تطمئن المجتمع بأنّ ما تحتاجه من مستلزمات حياتك ها هو يسير بين عينيك، فتمتع به وخذ منه ما تحتاجه، ولا داعي لأن ترتبط بهذا أو ذاك فتسضعف، وكأنّها تخاطبه: فأنت مكتف ذاتياً بواسطتي.
فـ «الجمال» جمال استغناء واكتفاء ذاتي، وجمال إنتاج وتأمين متطلبات أُمّة كاملة، وبعبارة أوضح: جمال الإِستقلال الإِقتصادي وقطع كل تبعية للغير!
والحقيقة التي يدركها القرويون وأبناء الريف أكثر من غيرهم، هي ما تعطيه حركة تلك الأنعام من راحة نفسية للإِنسان، راحة الإِحساس بعدم الحاجة والإِستغناء، راحة تأدية إِحدى الوظائف الإِجتماعية الهامة.
ومن لطيف الإِشارة أنْ بدأت الآية أعلاه بذكر عودة الأنعام إِلى مراحها، حيث الملاحظ عليها في هذه الحال أثديتها ملأى باللبن، بطونها ممتلئة، يشاهد على وجوهها علائم الرضا والإِرتياح ولا يُرى فيها ذلك الحرص والولع والعجلة التي تظهر عليها حين خروجها في الصباح، بل تسير هادئة مطمئنة نحو محل استراحتها، ويكفيك الشعور بالغنى من خلال رؤية أثدائها.
ثمّ يشير تعالى في الآية التي تليها إِلى إحدى المنافع المهمّة الأُخرى فيقول: { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ } وهذا مظهر من مظاهر رحمة الله عزَّوجلّ ورأفته حيث سخر لنا هذه الحيوانات مع ما تملك من قدرة وقوّة { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }.
«الشق»: (من مادة المشقة)، ولكنّ بعض المفسّرين احتمل أنّها بمعنى الشق والقطع، أيْ أنّكم لا تستطيعون حمل هذه الأثقال وإِيصالها إِلى مقاصدكم إِلاّ بعد أنْ تخسروا نصف قوتكم.
ويبدو أنّ التّفسير الأوّل أقرب من الثّاني.
فالأنعام إِذَنْ: تعطي للإِنسان ما يلبسه ويدفع عنه الحر والبرد. وكذلك تعطيه الألبان واللحوم ليتقوت بها. وتترك في نفس الإِنسان آثاراً نفسية طيبة. وأخيراً تحمل أثقاله.
وبالرغم ممّا وصل إِليه التقدم التقني في مدنية الإِنسان وتهيئة وسائل النقل الحديثة، إِلاّ أن سلوك كثير من الطرق لا زال منحصراً بالدواب.
ثمّ يعرج على نوع آخر من الحيوانات، يستفيد الإِنسان منها في تنقلاته، فيقول: { وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}.
و«زينة» هنا ليست كلمة زائدة أو عابرة بقدر ما تعبر عن واقع الزينة في مفهومها الصحيح، وما لها من أثر على ظاهر الحياة الإجتماعية.
ولأجل الإِيضاح بشكل أقرب نقول: لو قطع شخص طريقاً صحراوياً طويلا مشياً على الأقدام، فكيف سيصل مقصده؟ سيصله وهو متعب خائر القوى، ولا يقوى على القيام بأي نشاط.
أمّا إذا ما استعمل وسيلة مريحة سريعة في سفره، فإنّه ـ والحال هذه ـ سيصل إِلى مقصده وقد كسب الوقت، ولم يهدر طاقاته، وحافظ على النشاط والقدرة على قضاء حوائجه ... بعد كل هذا، أوَ ليس ذلك زينة؟!
وتأتي الإِشارة في ذيل الآية إِلى ما سيصل إِليه مآل الإِنسان في الحصول على الوسائط النقلية المدنية من غير الحيوانات، فيقول: { وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}من المراكب ووسائل النقل.
وبعض قدماء المفسّرين اعتبر هذا المقطع من الآية إِشارة إِلى حيوانات ستخلق في المستقبل ليستعملها الإِنسان في تنقلاته.
وورد في تفسير (المراغي) وتفسير (في ظلال القرآن) أنّ درك مفهوم هذه الجملة أسهل لنا ونحن نعيش في عصر السيارة ووسائل النقل السريعة الأُخرى.
وعند ما تعبّر الآية بكلمة «يخلق» فذلك لأنّ الإِنسان في اختراعه لتلك الوسائل ليس هو الخالق لها، بل إنّ المواد الأولية اللازمة للإِختراعات، مخلوقة وموجودة بين أيدينا وما على الإِنسان إِلاّ أنْ يستعمل ما وهبه اللّه من قدرة على الإِختراع لما أودع فيه من استعداد وقابلية بتشكيل وتركيب تلك المواد على هيئة يمكن من خلالها أن تعطي شيئاً آخر يفيد الإِنسان.
أهمية الزراعة والثروة الحيوانية:
على الرغم من انتشار الآلات الإِنتاجية في جميع مرافق الحياة، كما هو حاصل في يومنا، إِلاّ أن الزراعة وتربية الحيوانات تبقى متصدرة لقائمة المنتوجات من حيث الأهمية في حياة الإِنسان، لأنّهما مصدر الغذاء، ولا حياة بدونه.
حتى أنّ الإِكتفاء الذاتي في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية يعتبر الدعامة الرئيسية لضمان الإِستقلالين الإِقصادي والسياسي إِلى حدّ كبير.
ولذلك نرى شعوب العالم تسعى جاهدة لإِيصال زراعتها وثروتها الحيوانية لأعلى المستويات مستفيدة من التقدم التقني الحاصل.
والحاجة لأي من هذين الإِنتاجين الأساسيين من الخطورة والأهمية البالغة ما يجعل دولة عظمى كروسيا تمد يد العوز وتعطي بعض التنازلات السياسية لدول متباينة معها في الخط السياسي العقائدي لإضطرارها لتأمين احتياجاتها!
وأعطت التعاليم الإِسلامية أهمية خاصة للإِنتاج الحيواني والزراعة بالحث والترغيب لغور غمار هذه العملية المعطاءة.
فقد رأينا كيف عرضت الآيات السابقة وبلحن مشوق حركة الأنعام ومنافعها للترغيب فيها.
وسيأتي الحديث إِنّ شاء اللّه في الآيات القادمة عن أهمية الزراعة ومنافع الثمار المختلفة.
ونورد هنا (ومن مصادر مختلفة) بعض الرّوايات التي تخص موضوعنا وما جاءت به من تعبيرات جميلة.
1 ـ عن أبي جعفر(عليه السلام) أنّه قال: «قال النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمته: ما يمنعك من أن تتخذي في بيتك ببركة؟
فقالت: يا رسول اللّه ما البركة؟
فقال: شاة تحلب، فإِنّه مَنْ كانت في داره شاة تحلب أو نعجة أو بقرة فبركات كلّهن»(2).
2 ـ وروي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال في الغنم: «نعم المال الشاة»(3).
3 ـ وفي تفسير نور الثقلين، في تفسير الآيات مورد البحث، روي عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام) أنّه قال: «أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزله شاة قدست عليه الملائكة مرّتين في كل يوم».
ولا ينبغي الغفلة عن أنّ الكثير من بيوت المدن غير صالحة لتربية الأغنام، والهدف الأصلي من إِشارة الرّوايات هو إِنتاج ما يحتاج إِليه الناس على الدوام ـ فتأمل.
4 ـ ويكفينا ما قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في أهمية الزّراعة: «مَنْ وجد ماءً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده اللّه»(4).
وبديهي انطباق هذا الحديث على الفرد والأُمّة معاً، فالشعب الذي لديه مستلزمات الزراعة بشكل كاف ومع ذلك يمد يده لطلب المساعدة إِلى الآخرين، فهو مَبعد عن رحمة اللّه بلا إِشكال.
5 ـ روي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «عليكم بالغنم والحرث فإِنّهما يروحان بخير ويغدوان بخير»(5).
6 ـ وروي عن الإِمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «ما في الأعمال شيء أحبّ إِلى اللّه من الزراعة»(6).
7 ـ وأخيراً نقرأ في حديث روي عن الإِمام الصادق(عليه السلام) ما يلي: «الزارعون كنوز الأنام يزرعون طيباً أخرجه اللّه عزَّوجلّ، وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاماً وأقربهم منزلة، يدعون المباركين»(7).
كل شيء في خدمة الإِنسان!
بعد ذكر مختلف النعم في الآيات السابقة، تشير هذه الآيات إلى نعم أُخرى... فتشير أوّلاً إِلى نعمة معنوية عاليةً في مرماها { وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أيْ عليه سبحانه سلامة الصراط المستقيم وهو الحافظ له من كل انحراف، وقد وضعه في متناول الإِنسان.
«القصد»: بمعنى صفاء واستواء الطريق، فيكون معنى «قصد السبيل» الصراط المستقيم الذي ليس فيه ضلال ولا انحراف(8).
ولكن أي النحوين من الصراط المستقيم هو المراد، التكويني أم التشريعي؟
اختلف المفسّرون في ذلك، إِلاّ أنّه لا مانع من قصد الجانبين معاً.
توضيح:
جهّزَ اللَّهُ الإَنسان بقوى متنوعة وأعطاه من القوى والقابليات المختلفة ما يعينه على سلوكه نحو الكمال الذي هو الهدف من خلقه.
وكما أنّ بقية المخلوقات قد أُودعت فيها قوىً وغرائز توصلها إِلى هدفها، إِلاّ أنّ الإِنسان يمتاز عليها بالإِرادة وبحرية الإِختيار فيما يريده، ولهذا فلا قياس بين الخط التصاعدي لتكامل الإِنسان وبقية الأحياء الأُخرى.
فقد هدى اللّهُ الإِنسان بالعقل والقدرة وبقية القوى التكوينية التي تعينه للسير على الصراط المستقيم.
كما أرسل له الأنبياء والوحي السماوي وأعطاه التعليمات الكافية والقوانين اللازمة للمضي بهدي التشريع الرّباني في تكملة مشوار المسيرة، وترك باقي السبل المنحرفة.
ومن لطيف الأسلوب القرآني جعل الأمر المذكور في الآية فريضةً عليه جل شأنه فقال: (على اللّه)، وكثيراً ما نجد مثل هذه الصيغة في الآيات القرآنية، كما في الآية (12) من سورة الليل {إِنّ علينا الهدى}، ولو دققنا النظر في سعة مدلول { عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} وما أُودع في الإِنسان من هدي تكويني وتشريعي لأجل ذلك لأدركنا عظمة هذه النعمة وما لها من الفضل على بقية النعم.
ثمّ يحذر الباري جل شأنه الإِنسانَ من وجود سبل منحرفة كثيرة: {ومنها جائر}(9).
وبما أن نعمة الإِرادة وحرية الإِختيار في الإِنسان من أهم عوامل التكامل فيه، فقد أشارت اليها الآية بجملته قصيرة: { وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } ولا تستطيعون عندها غير ما يريد اللّه.
إِلاّ أنّه سبحانه لم يفعل ذلك، لأنّ الهداية الجبرية لا تسمو بالإِنسان إِلى درجات التكامل والفخر، فأعطاه حرية الإِختيار ليسير في الطريق بنفسه كي يصل لأعلى ما يمكن الوصول إِليه من درجات الرفعة والكمال.
كما تشير الآية إِلى حقيقة أُخرى مفادها أنّ سلوك البعض للطريق الجائز والصراط المنحرف ينبغي أن لا يوجد عند البعض توهماً أنّ اللّه مغلوب (سبحانه وتعالى) أمام هؤلاء، بل إِنّ مشيئته جل اسمه ومقتضى حكمته دعت لأن يكون الإِنسان حراً في اختياره ما يريد من السبل.
____________
1- تفسير الامثل ،مكارم الشيرازي،ج7،ص13-20.
2 ـ بحار الأنوار، ج64، ص130. ورد ذكر النعجة (في هذا الحديث) إِضافة إِلى الشاة والبقرة، وهي في اللغة: البقر الوحشي والأغنام الجبلية وأنثى الغنم.
3- بحار الأنوار، ج61، ص129.
4- بحار الأنوار، ج97، ص65.
5 ـ بحار الأنوار، ج17، ص41.
6 ـ المصدر السابق.
7 ـ وسائل الشيعة، ج13، ص194.
8 ـ ذكر بعض كبار المفسّرين كالعلاّمة الطباطبائي في الميزان أن «القصد» بمعنى (القاصد) في قبال «الجائر) أيْ المنحرف عن الحق.
9- ـ ضمير «منها» يعود الى السبيل. والسبيل مؤنث مجازي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|