المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

من سياسة الدولة العباسية
20-6-2017
Lightning and Thunder
10-10-2016
ميعاد زراعة البسلة (البازلاء)
22-3-2016
SI Units
21-2-2019
الجهد الداخلي inner potential
4-6-2020
co-operative principle
2023-07-27


الظروف السياسية والاجتماعية  
  
3503   03:35 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص275-276.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2016 2687
التاريخ: 15-04-2015 3066
التاريخ: 12-8-2016 2915
التاريخ: 11-8-2016 4717

إنّ الإمام الباقر (عليه السَّلام) كان معاصراً لخمسة من الخلفاء الأمويين، ولكلّ واحد منهم خصوصياته في الحكم وإدارة المجتمع في الظروف السياسية والاجتماعية التي كان يعيش في ظلها.

الوليد بن عبد الملك كان الوليد بن عبد الملك أوّل من عاصر الإمام الخامس من الخلفاء ؛ انّ عهد خلافة الوليد كان فترة فتوحات وانتصارات المسلمين في حروبهم مع الكفّار، ففي عهده اتّسع نطاق الحكم الأموي من الشرق إلى الغرب، ونتيجة للاستقرار الذي كان سائداً في البلاد أبّان حكمه , استطاع أن يواصل الفتوحات التي بدأها الخلفاء السابقون، ولذلك اتّسعت دائرة سلطته من ناحية الشرق والغرب والتحقت مناطق من الهند وكابل وكاشغر وطوس ومناطق مختلفة واسعة أُخرى بالبلاد الإسلامية الشاسعة، وامتدت رقعة فتوحاته إلى الأندلس وانهزمت جيوش امبراطورية الأندلس أمام القوات التي تحت قيادة موسى بن نصير قائد الجيش الإسلامي وأصبحت هذه البلاد بيد المسلمين.

كانت فترة خلافة سليمان بن عبد الملك قصيرة حيث إنّها لم تدم أكثر من ثلاث سنوات وقد أبدى سليمان ليونة في بداية عهده ، وما أن سيطر على الأُمور فتح أبواب السجون في العراق وأطلق سراح الآلاف من السجناء الأبرياء الذين سجنهم الحجاج بن يوسف، وعزل الولاة و جباة الخراج الذين نصبهم الحجاج، وألغى الكثير من سياساته الظالمة والقمعية.

كان قرار سليمان في إطلاق سراح سجناء العراق الأبرياء قراراً سريعاً وعاجلاً، فقد غيّر سياسته هذه فيما بعد واعتماداً على تقديرات شخصية وتأثراً بمشاعر الانتقام لطخّ يده بالظلم والجرائم، فقد ضايق المضريّين ودعم منافسيهم من القبائل اليمنية القحطانيّين كلّ ذلك بدافع العصبية، وقتل بعض قادة الجيش والشخصيات البارزة، وأهمل موسى بن نصير وطارق بن زياد وهما من الأبطال الشجعان الذين فتحوا الأندلس.

وكتب مؤلف تاريخ الإسلام السياس : كان سليمان يتعامل مع ولاته حسب وجهة نظر خاصة، فقد كان يهتم ببعض ويخطط لبعض آخر للقضاء عليه، وممّن عاداهم سليمان محمد بن مسلم والي الهند، وقتيبة بن مسلم عامله على ما وراء النهر، وموسى بن نصير واليه على الأندلس.

وقد انبثق كلّ هذا العداء من دوافع شخصية ومنافسات قبلية ولا يسعنا التطرق إليها بشكل أعمق.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.