المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الرمز المقروء
2023-04-01
أبرز التفاسير العقليّة والاجتهاديّة
2024-09-20
مكانة الروايات في التفسير
14-10-2014
{وقفينا من بعده بالرسل}
2024-03-24
حكم ما لو قال الثقة حدثني الثقة.
2023-06-28
Arnold Johannes Wilhelm Sommerfeld
31-3-2017


فضائل ومناقب الامام الباقر (عليه السلام)  
  
4234   03:50 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص383-386.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

اخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد، قال : حدثني جدى، قال : حدثنا محمد بن القاسم الشيباني قال : حدثنا عبدالرحمن بن صالح الازدى، عن أبى مالك الجهني عن عبدالله بن عطاء المكي قال : ما رأيت العلماء عند أحد قط أصفر منهم عند أبى جعفر محمد بن على بن الحسين عليهم السلام، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبى بين يدى معلمه .

وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن على (عليهما السلام) شيئا قال : حدثني وصى الاوصياء ووارث علوم الانبياء محمد بن على بن الحسين (عليهم السلام).

وروى مخول بن ابراهيم عن قيس بن الربيع، قال : سئلت أبا اسحق السبيعي عن المسح على الخفين؟ فقال : ادركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلا من بنى هاشم لم أر مثله قط  , محمد بن على بن الحسين (عليهم السلام)، فسئلته عن المسح فنهاني عنه، وقال : لم يكن على أمير المؤمنين (عليه السلام) يمسح، وكان يقول : سبق الكتاب المسح على الخفين.

قال ابواسحاق : فما مسحت منذ نهاني عنه.

قال قيس بن الربيع وما مسحت أنا منذ سمعت ابا اسحق.

أخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد قال : حدثني جدى عن يعقوب بن يزيد، قال : حدثنا محمد بن أبى عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال : ان محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى ان مثل على بن الحسين (عليهما السلام) يدع خلفا لفضل على بن الحسين (عليهما لسلام) حتى رأيت ابنه محمد بن على، فأردت ان أعظه فوعظني.

فقال له أصحابه : بأي شيء وعظك؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة، فلقيت محمد بن على (عليهما السلام) وكان رجلا بدينا وهو متكئ على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسى شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لأعضنه؟ فدنوت منه، فسلمت عليه فسلم على بنهر وقد تصبب عرقا، فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة عليه على هذه الحال في طلب الدنيا لوجائك الموت وأنت على هذه الحال؟

قال : فخلى الغلامين من يده ثم تساند وقال : لو جاءني والله الموت وانا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله، أكف بها نفسى عنك وعن الناس، وانما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله.

فقلت : يرحمك الله اردت ان أعظك فوعظتنى.

اخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد قال : حدثني جدى، قال : حدثني شيخ من أهل الري قد علت سنه، قال : حدثني يحيى بن عبدالحميد الحمانى عن معاوية بن عمار الدهني، عن محمد بن على بن الحسين (عليهم السلام) في قوله جل اسمه : { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون} [النحل : 43] قال : نحن اهل الذكر.

 قال الشيخ الرازي : وسئلت محمد بن مقاتل عن هذا؟ فتكلم فيه برأيه وقال : اهل الذكر العلماء كافة، فذكرت ذلك لابي زرعة فبقى متعجبا من قوله، وأوردت عليه ما حدثني به يحيى بن عبدالحميد، قال : صدق محمد بن على (عليهما السلام) انهم أهل الذكر، ولعمرى ان أبا جعفر (عليه السلام) لمن أكبر العلماء.

وقد روى ابوجعفر (عليه السلام) اخبار المبتدأ واخبار الانبياء، وكتب عنه المغازي، وأثروا عنه السنن واعتمدوا عليه في مناسك الحج التى رواها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكتبوا عنه تفسير القرآن، وروت عنه الخاصة والعامة الاخبار، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء، وحفظ عنه الناس كثيرا من علم الكلام.

أخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد، قال : حدثني الزبير بن أبى بكر، قال : حدثني عبدالرحمن بن عبدالله الزهري، قال : حج هشام بن عبدالملك فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه، ومحمد بن على بن الحسين عليهم السلام جالس في المسجد، فقال له سالم : يا أمير المؤمنين هذا محمد على بن الحسين؟ قال هشام : المفتون به أهل العراق؟ قال : نعم قال : اذهب إليه، فقل له : يقول لك أمير المؤمنين ما الذى يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال له ابوجعفر (عليه السلام) : يحشر الناس على مثل قرص النقي فيها انهار منفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب، قال : فرأى هشام انه قد ظفر به فقال : الله اكبر !

اذهب إليه، فقل له : يقول لك : ما أشغلهم عن الاكل والشرب يومئذ؟

فقال له ابوجعفر (عليهما السلام) : هم في النار أشغل ولم يشغلوا عن أن قالوا : { أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } [الأعراف : 50] فسكت هشام لا يرجع كلاما.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.