أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3331
التاريخ: 11-4-2016
3176
التاريخ: 5/10/2022
1510
التاريخ: 30-3-2016
3141
|
هو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ، و يكنى بأبي الحسن، و أمّه أمّ الحسن بنت الحسين بن عبد اللّه بن اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيار (رضى اللّه عنه)، خرج في ايام المتوكل بخراسان فأخذ و جيء به الى المتوكل فأمر به أن يضرب بالسوط و أن يحبس في حبس الفتح بن خاقان، فمكث في السجن برهة ثم أطلق.
فذهب الى بغداد و مكث فيها مدّة من الزمن، ثم ذهب الى الكوفة، و خرج في ايام المستعين باللّه، و لمّا أراد الخروج ابتدأ بزيارة قبر أبي عبد اللّه (عليه السلام) ثم أظهر عزمه على الخروج فوافقه جمع من الزوّار فخرجوا و جاءوا الى قرية شاهي فلمّا جنّ الليل دخلوا الكوفة فبدأ أصحابه بأخذ البيعة من أهل الكوفة قائلين : أيها الناس اجيبوا داعي اللّه ؛ فاجتمع إليه خلق عظيم و بايعوه فلمّا أصبحوا أخذ يحيى كل ما في بيت المال و انفقه على الناس، و كان يتعامل معهم بالعدل و القسط و الاحسان و كانوا يحبونه كثيرا، فجمع عبد اللّه بن محمود والي الكوفة جيشا و خرج لحرب يحيى، فهجم عليه يحيى و ضربه على وجهه فانهزم و انهزم جيشه و كان يحيى شجاعا قويّا.
ذكر أبو الفرج في قوته انّ يحيى كان له عمود حديد ثقيل يكون معه في منزله و كان ربما سخط على العبد أو الأمة من حشمه فيلوي العمود في عنقه فلا يقدر أحد أن يحلّه عنه حتى يحلّه يحيى (رضى اللّه عنه) ؛ و على أية حال، فقد شاع خبره في الامصار و البلدان، فلمّا وصل الخبر الى بغداد أرسل محمد بن عبد اللّه بن طاهر ابن عمّه الحسين بن اسماعيل في جيش لحرب يحيى، فخرج أهل بغداد معه بكره و اجبار لميلهم الباطني الى يحيى ؛ فلمّا تلاقى الجيشان حدثت حروب و حوادث بينهما في قرية (شاهي) و انهزم هيضم- أحد قواد جيش يحيى- بعد ما نشبت الحرب و حمى الوطيس، فتزعزع جيش يحيى و قوي جيش العدو، فلمّا رأى ذلك يحيى قاتل قتالا شديدا حتى أثخن بالجراح و وقع على الارض فجاء إليه سعد الضبابي فحزّ رأسه و جاء به الى الحسين بن اسماعيل و لم يعرف انّه رأسه لكثرة الجراحات في وجهه ثم أرسل الرأس الى بغداد لمحمد بن عبد اللّه بن طاهر ثم أرسل الى سر من رأى للمستعين ثم أرجع الى بغداد و نصب فيها، فضجّ أهل بغداد و تألّموا و انكروا قتله، لحبّهم ايّاه، و ذلك لما رأوا من حسن معاشرته و تورّعه عن أخذ الاموال و الكفّ عن الدماء و العدل و الاحسان، ثم دخل على محمد بن عبد اللّه بن طاهر جمع يهنئونه، و دخل عليه أيضا أبو هشام الجعفري و قال : أيها الأمير جئت لأهنّئك بقتيل لو كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حيّا لعزّيته فيه، فلم يجبه محمد فخرج أبو هشام من عنده و قال:
يا بني طاهر كلوه وبيّا انّ لحم النبي غير مريّ
انّ وترا يكون طالبه اللّه لوتر نجاحه بالحريّ
ثم أمر محمد بإرسال أهل بيت يحيى اسرى الى خراسان، و قال : انّ رؤوس أولاد الأنبياء في أيّ بيت كانت تكون سببا لزوال نعمة ذلك البيت و بركته.
روى أبو الفرج عن ابن عمار قال : و أدخل الأسارى من أصحاب يحيى الى بغداد و لم يكن فيما رؤي قبل ذلك من الأسارى أحد لحقه ما لحقهم من العسف و سوء الحال، و كانوا يساقون و هم حفاة سوقا عنيفا فمن تأخر ضربت عنقه، فورد كتاب المستعين بتخلية سبيلهم فخلّوا الّا رجلا يعرف باسحاق بن جناح كان صاحب شرطة يحيى بن عمر، فانّه لم يزل محبوسا حتى مات ؛ فأخرج (رحمه اللّه) بثيابه ملفوفا في كساء قومسي على نعش حتى جاءوا به الى خربة فطرح على الأرض و ألقي عليه حائط (رحمة اللّه عليه) ؛ على أية حال كان يحيى رجلا شريفا ورعا متديّنا كثير الخير و الاحسان عطوفا رءوفا محام عن الطالبيين محبا لهم محسنا إليهم، فلذا أثّر قتله في قلوب الناس و تألّموا كثيرا صغيرهم
و كبيرهم، و كان استشهاده سنة (250) هـ و رثاه جمع كثير و من المراثي:
بكت الخيل شجوها بعد يحيى و بكاه المهنّد المصقول
و بكاه العراق شرقا و غربا و بكاه الكتاب و التنزيل
و المصلّى و البيت و الركن و الحجر جميعا له عليه عويل
كيف لم تسقط السماء علينا يوم قالوا أبو الحسين قتيل
و بنات النبي يندبن شجوا موجعات دموعهنّ همول
و يرثين للرزيّة بدرا فقده مفظع عزيز جليل
قطعت وجهه سيوف الأعادي بابي وجهه الوسيم الجميل
قتله مذكر لقتل عليّ و حسين يوم أوذي الرسول
صلوات الاله وقفا عليهم ما بكى موجع و حنّ ثكول
و من أعقاب الحسين ذي الدمعة السيد الاجل النسابة العلامة النحرير بهاء الدين عليّ بن غياث الدين عبد الكريم النيلي النجفي ابن عبد الحميد بن عبد اللّه بن احمد بن الحسين بن عليّ بن غياث الدين العالم التقي (و هو الذي هجم عليه جمع من اعراب شط «سواره» فأخذوا ثيابه و أرادوا أخذ سرواله فمنعهم فقتلوه) ابن السيد جلال الدين عبد الحميد الذي يروي عنه محمد بن جعفر المشهدي في المزار الكبير ابن العالم الفاضل المحدث عبد اللّه التقي النسابة، ابن نجم الدين اسامة نقيب العراق ابن النقيب شمس الدين أحمد بن النقيب ابي الحسن عليّ بن السيد الفاضل النسابة ابي طالب محمد بن عليّ عمر الشريف الرئيس الجليل مير الحاج سنة (339) و الذي وضع الحجر الأسود مكانه بعد ما جاء القرامطة الى مكة و نزعوا الحجر عن مكانه و جاءوا به الى الكوفة و وضعوه في الاسطوانة السابعة في المسجد، و أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) الى هذه الواقعة في اخباره بالمغيبات حيث قال و هو بالكوفة : لا بد أن يصلب على هذه السارية و أشار الى الاسطوانة السابعة و لهذه الوقعة حكاية طويلة، و هذا السيد الجليل هو الذي بنى قبّة جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) من خالص ماله ابن يحيى النسابة نقيب النقباء القائم بالكوفة ابن الحسين النسابة النقيب الطاهر ابن أبي عاتقة احمد المحدّث ابن أبي عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الامام زين العابدين (عليه السلام) .
و اعلم انّ بهاء الدين عليّ المذكور ذو مناقب كثيرة و فضائل حميدة، و من تأليفاته الشريفة التي اعتمد عليها نقدة الاخبار و سدنة الآثار و نقلوا عنها : كتاب «الأنوار المضيئة»، و «الدرّ النضيد» و كتاب «سرور أهل الايمان في علامات ظهور صاحب الزمان عجل اللّه فرجه» و كتاب «الغيبة و الانصاف في الرد على صاحب الكشاف» و «شرح المصباح الصغير للشيخ» و غيرها من الكتب.
و هو استاذ الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي صاحب «مختصر البصائر»، و ابن فهد الحلّي، و تلميذ الشيخ الشهيد و فخر المحققين و السيد عميد الدين، و جدّه محمد الشريف الجليل ابن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة بن ابي عاتقة احمد المحدث.
و قال صاحب عمدة الطالب في حقه : و كان وجيها متموّلا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الأملاك و الأموال و التنايا ، قيل انّه زرع في سنة واحدة ثمانية و سبعين ألف جريبا ، و من أغرب حكاياته انّه كان جالسا في الديوان و المطهر بن عبد اللّه وزير عضد الدولة ابن بويه في الديوان، فورد عليه توقيع فيه : انّ رسول القرامطة يصل الى الكوفة فينبغي أن تكتب الى الكوفة في تهيئة أسبابه، فأرى الوزير الشريف ذلك التوقيع و أشار إليه بأن يرسل الى الكوفة من يقيم برسم الخدمة مع ذلك الرسول و يهيّئ له منزلا ينزله و ما يحتاج إليه.
ثم اشتغل الوزير ببعض مهمات الديوان ساعة و التفت فرأى الشريف جالسا، فقال : أيّها الشريف انّ هذا الامر ليس مما يتهاون به و لا يتكاسل فيه، فقال الشريف : قد أرسلت الى الكوفة بالخبر و أتى الجواب بتهيئة الاسباب، فتعجّب الوزير من ذلك و سأله، فأخبره انّ عنده ببغداد طيورا كوفية و بالكوفة طيورا بغداديّة، فلمّا أمر الوزير بما أمر به أشرت بان يكتب الى الكوفة على الطير بذلك و جاء الخبر بوصول الكتاب و امتثال الاشارة .
و من أعقاب الحسين ذي الدمعة، السيد الأجل بهاء الشرف نجم الدين أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد المحدّث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة، الذي جاء اسمه في اوّل الصحيفة الكاملة، و يروي عنه عميد الرؤساء، و يروي أيضا عنه جمع آخر غيره كابن سكون و جعفر بن عليّ والد الشيخ محمد ابن المشهدي و الشيخ هبة اللّه بن نما و غيرهم عليهم الرضوان.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|