كنية الحسين بن زيد أبو عبد اللّه و أبو عاتقة، و لقبه ذو الدمعة و ذو العبرة، و كان عمره لمّا قتل أبوه سبع سنين، فأخذه الامام الصادق (عليه السلام) الى بيته و ربّاه و علّمه العلوم و الآداب و السنن و زوّجه بنت محمد بن الأرقط بن عبد اللّه الباهر، و كان سيدا عابدا زاهدا و لقب بذي الدمعة لكثرة بكائه في آناء الليل و في صلاة الليل خوفا من اللّه تعالى، و لقب بالمكفوف أيضا لانّه‏ عمي في آخر عمره.

و روى عن الامام الصادق و موسى بن جعفر (عليهما السّلام) و يروي عنه ابن عمير و يونس بن عبد الرحمن و غيرهما، و قال تاج الدين بن زهرة في ذكر بيت زيد الشهيد : و من أعاظمهم الحسين ذو الدمعة و العبرة، و هو سيد جليل القدر، شيخ أهله و كريم قومه و من رجال بني هاشم من حيث البيان و العلم و الزهد و الفضل و الاحاطة بالانساب و ايام الناس، و يروي عن الصادق (عليه السلام) و توفي سنة (134) هـ انتهى.

و قال أبو الفرج : شهد الحسين بن زيد حرب محمد و ابراهيم بني عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ثم توارى، و قال يحيى بن الحسين بن زيد : قالت أمّي لأبي : ما أكثر بكاؤك، فقال : و هل ترك السهمان و النار سرورا يمنعني من البكاء، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد و أخوه يحيى‏.

و توفي سنة (135) أو (140) هـ على قول، و تزوج المهدي العباسي ابنته، و له أعقاب كثيرون منهم أبو المكارم محمد بن يحيى بن النقيب أبي طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الزاهد بن أبي الحسين يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد الحافظ للقرآن، و كذلك كان جميع آبائه حفظة القرآن الى أمير المؤمنين (عليه السلام) .

و يحيى بن الحسين ذي الدمعة هو الذي توفي سنة (207) أو (209) هـ ببغداد و صلّى عليه المأمون، و من أعقاب الحسين ذي الدمعة ، يحيى بن عمر الذي قتل في زمن المستعين باللّه الخليفة الثاني عشر العباسي.