المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Uses of selenium
16-12-2018
استراتيجيات العلاقات مع الاخر
5-6-2017
Rules and constraints
17-3-2022
التقليد والسخرية في نظر الدين الإسلامي
2023-02-14
الاستراتيجية والقرار الاستراتيجي
28-7-2016
صدق الخبر وكذبه
28-8-2016


الإمام مع مسلم بن عقبة  
  
3816   10:45 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص383-384.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016 3506
التاريخ: 10-04-2015 3610
التاريخ: 11-4-2016 3214
التاريخ: 10-04-2015 3551

اوجس الإمام زين العابدين (عليه السلام) خيفة من هذا المجرم الدنس فقد رأى حرمة المدينة المنورة قد انتهكت و دماء المسلمين أريقت بغير حق و كان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء : رب كم من نعمة انعمت بها علي قلّ لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قلّ عند بلائي بها صبري فلا تخذلني يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا صلّ على محمد و آل محمد و ادفع عني شره فإني أدرأ بك في نحره و استعيذ بك من شره .

و لما غزا هذا المجرم الخبيث مدينة النبي (صلى الله عليه واله) كان الإمام (عليه السلام) قد فزع إلى قبر جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مستجيرا به فألقي عليه القبض و جي‏ء به إلى الطاغية فلما رآه ارتعدت فرائصه من هيبته و قام إليه تكريما و قال له: سلني حوائجك فاخذ يتشفع بمن حكم عليه بالإعدام فأجابه إلى ذلك و لما انصرف عنه قيل للإمام رأيناك تحرك شفتيك فما الذي قلت:؟ قال: قلت: اللّهم رب السموات السبع و ما أظللن و الأرضين السبع و ما أقللن و رب العرش العظيم رب محمد و آله الطاهرين أعوذ بك من‏ شره و أدرأ بك في نحره اسألك أن تؤتيني خيره و تكفيني شره.

و قيل للطاغية السفاح رأيناك تسب هذا الغلام و سلفه فلما أتى إليك رفعت منزلته؟ فقال: ما كان ذلك لرأي مني و لكن قد ملئ قلبي منه رعبا  و لم يبايع الإمام ليزيد كما لم يبايع علي بن عبد الله بن العباس فقد انبرى الحصين بن نمير فقال: لا يبايع ابن اختنا إلا ما بايع عليه علي بن الحسين على أنه ابن عم أمير المؤمنين و إلا فالحرب بيننا فأعفي عن البيعة و في ذلك يقول علي بن عبد الله معتزا بأخواله الذين حموه من هذا الطاغية:

أبى العباس قوم بني قصي‏                 و أخوالي الملوك بنو وليعة

هم منعوا ذماري يوم جاءت‏               كتائب مسرف و بنو اللكيعة

أراد بي التي لا عز فيها           فحالت دونه أيد منيعة




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.