أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2021
1877
التاريخ: 23-8-2016
1592
التاريخ: 27-3-2019
8154
التاريخ: 2024-02-22
965
|
لقد بين القرآن الكريم آثارا كثيرة للتقوى ، ومن جملتها إزالة الحجب عن فكر الإنسان وقلبه.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ارتباط "الايمان والتقوى " مع " البصيرة" منها قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال : 29].
إن هذه الجملة الموجزة والكبيرة في معناها قد بينت إحدى اهم المسائل المؤثرة في مصير الإنسان، وهي ان درب الانسان نحو النصر محفوف دائما بالمصاعب والحفر فإذا لم يبصرها جيدا ويحسن معرفتها واتقاءها فسيسقط فيها لا محالة ، فأهم مسألة في هذا الطريق هي معرفة الحق والباطل ، معرفة الحسن والقبيح ، معرفة الصديق والعدو ، معرفة الفوائد والاضرار ، معرفة عوامل السعادة والضياع ، فإذا استطاع الإنسان معرفة هذه الحقائق جيدا فيسهل عليه الوصول إلى الهدف.
إن المشكلة التي تعترض الإنسان غالبا هي خطأه في تشخيص الباطل واختياره على الحق ، وانتخاب العدو بدل الصديق ، وطريق الضلال بدل طريق الهداية ، وهنا يحتاج الإنسان إلى بصر وبصيرة قوية ، ووضوح رؤية . إن هذه الآية المباركة تقول : إن هذه البصيرة ثمرة لشجرة التقوى .
أما كيف تعطي هذه التقوى البصيرة للإنسان ؟ فقد يكون الامر مبهما لدى البعض ، لكن قليلا من الدقة والتأمل كافية لتوضيح العلاقة الوثيقة بين هذين الاثنين ، ولإيضاح ذلك نقول :
أولا : ان قوة عقل الانسان تستطيع إدراك الحقائق بقدر كاف ، ولكن ستائر من الحرص والطمع والشهوة وحب النفس والحسد ، والحب المفرط للمال والازواج والاولاد والجاه والمنصب كل ذلك يغدو كالدخان الاسود امام بصيرة العقل ، او كالغبار الغليظ الذي يملأ الآفاق ، وهنا لا يمكن للإنسان معرفة الحق والباطل في اجواء مظلمة ، أما إذا غسل تلك الغشاوة بناء التقوى وانقشع ذلك الدخان الاسود ، عند ذلك تسهل عليه رؤية نور الحق.
ثانيا : اننا نعلم ان كل كمال في اي مكان انما هو قبس من كمال الحق، وكلما اقترب الإنسان من الله فإن نور الكمال المطلق سينعكس في وجوده اكثر ، وعلى ذلك فإن اي علم ومعرفة فهو نبع من علمه ومعرفته تعالى ، وكلما تقدم الإنسان في ظلال التقوى وترك المعاصي من الله ، ذابت قطرة وجوده في بحر وجود العظيم اكثر ، وسيحصل على مقدار اكثر من العلم والمعرفة.
وبعبارة اخرى فإن قلب الإنسان كالمرأة ، ووجود الله كالشمس الساطعة على الوجود ، فإذا تلوثت مرآة قلبه من الاهواء حتى اسودت ، فسوف لا تعكس النور ، فإذا تم جلاؤها بالتقوى وزال الدرن عنها ، فإن تلك الشمس الوضاءة الساطعة ستنعكس فيها وتنير كل مكان.
ولذلك فإننا نرى على مدى التأريخ بعض النساء والرجال المتقين يملكون وضوحا من الرؤية لا يمكن بلوغه بوسائل العلم والمعرفة ابدا ، فهم يرون اسباب الكثير من الحوادث التي تعصف بالمجتمع غير المرئية ، ويرون وجود اعداء الحق وان حجبتها آلاف الستائر الخادعة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|