المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



مقتل العبد التركي واستشهاد عمرو بن قرظة  
  
3719   03:32 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص516-517.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016 3651
التاريخ: 8-04-2015 3519
التاريخ: 29-3-2016 3911
التاريخ: 18-10-2015 13534

قيل انّ الحسين (عليه السلام) كان له عبد تركي و كان قارئا للقرآن وفي غاية الصلاح والسداد، فهجم على صفوف العدو و هو يقول:

البحر من طعني و ضربي يصطلي‏        والجو من سهمي و نبلي يمتلي‏

اذا حسامي في يميني ينجلي‏               ينشق قلب الحاسد المبجّل‏

فقتل جماعة قيل كانوا سبعين ثم سقط صريعا فجاءه الحسين (عليه السلام) فبكى ووضع خدّه على خدّه ففتح عينه فرأى الحسين (عليه السلام) فتبسم ثم صار الى ربه.

ثم خرج عمرو بن قرظة فاستأذن الحسين (عليه السلام) و ذهب للقتال مرتجزا:

قد علمت كتيبة الانصار                   انّي ساحمي حوزة الذّمار

ضرب غلام غير نكس شار               دون حسين مهجتي و داري‏

فقاتل قتال الرجل الباسل وصبر على الخطب الهائل وكان يلتقي السهام بمهجته فلم يصل الى الحسين (عليه السلام) سوء حتى اثخن بالجراح فالتفت إليه و قال : أوفيت؟.

قال: نعم، أنت أمامي في الجنة فاقرأ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واعلمه أنّي في الأثر، فقاتل حتى‏ قتل‏ .

يقول المؤلف : قرظة (بفتحات ثلاث) والد عمرو من كبار الصحابة ومن أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) و كان رجلا شجاعا و قد فتح الري سنة (24) مع موسى، و قد أعطاه امير المؤمنين (عليه السلام) يوم صفين راية الانصار، وتوفى سنة (51) و كان له ابن آخر سوى عمرو، اسمه علي وقد شهد كربلاء وهو مع جيش عمر بن سعد، فلما استشهد أخوه عمرو نادى الحسين (عليه السلام) وقال : يا حسين يا كذاب بن الكذاب أضللت أخي وغررته حتى قتلته.

فقال الحسين (عليه السلام): «انّ اللّه لم يضل أخاك ولكنّه هدى أخاك و أضلك».

فقال اللعين : قتلني اللّه ان لم أقتلك الّا أن أقتل قبل وصولي إليك، فهجم على الحسين (عليه السلام) فاعترضه نافع بن هلال وضربه بالرمح فصرع فهجم اصحاب عمر بن سعد فخلصوه من المعركة، فعالج جرحه حتى برء .

وعمرو بن قرظة هو الذي أرسله الحسين (عليه السلام) الى عمر بن سعد كي يلقاه في الليل، و قيل انّه لما تلاقيا دعاه الحسين (عليه السلام) لنصرته فاعتذر عمر بن سعد وقال : اذن تهدم داري.

قال : أنا أبنيها لك.

قال : اذن تؤخذ صنيعتي.

قال : اذن أعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز، فأبى عمر ذلك‏ .

وأشار عمرو بن قرظة يوم عاشوراء في رجزه الى عمر بن سعد بقوله : «دون حسين مهجتي و داري» أي انّ عمر بن سعد لم ينصر الحسين (عليه السلام) خوفا من هدم داره لكن أنا أفدي الحسين بنفسي و داري و جميع ما أملك.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.