المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ليلة عاشوراء ليلة عبادة واختبار  
  
3579   03:33 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص335-338.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015 3546
التاريخ: 29-3-2016 3533
التاريخ: 8-04-2015 3785
التاريخ: 29-3-2016 3483

جمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء قال على بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وأنا اذ ذاك مريض فسمعت أبى يقول لأصحابه : اثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء ، اللهم انى احمدك على أن كرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن، وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وافئدة فاجعلنا من الشاكرين ، اما بعد فاني لا أعلم أصحابا أو في ولا

يرامن أصحابى ، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتى، فجزاكم الله عنى خيرا ، اوانى لا اظن يوما لنا من هؤلاء، ألا وانى قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم منى ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.

 فقال له اخوته وأبناؤه وبنوا أخيه وأبناء عبدالله بن جعفر : لم نفعل ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا ، بدأهم بهذا القول العباس بن على (عليه السلام) واتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه .

 فقال الحسين (عليه السلام) : يا بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم؟ قالوا: سبحان الله فما يقول الناس؟ يقولون انا تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خيرا لأعمام، ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندرى ما صنعوا لا والله ما نفعل، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا، ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك

وقام اليه مسلم بن عوسجة فقال: أنحن نخلى عنك وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدى، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، أما والله لوقد علمت أنى أقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامى دونك، وكيف لا أفعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.

وقام زهير بن القين رحمة الله عليه فقال: والله لوددت انى قتلت ثم نشرت، ثم قتلت حتى اقتل هكذا ألف مرة، وان الله عزوجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك، وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم الحسين (عليه السلام) خيرا وانصرف إلى مضربه.

قال على بن الحسين (عليهما السلام): انى جالس في تلك العشية التي قتل أبى في صبيحتها وعندي عمتي

زينب تمرضني، إذ اعتزل أبى في خباء له وعنده جوين مولى ابى ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبى يقول:

              يا دهر اف لك من خليل      *    كم لك بالإشراق والاصيل

             من صاحب او طالب قتيل     *    والدهر لا يقنع بالبديل

                 وإنما الامر إلى الجليل    *    وكل حي سالك سبيلي

فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت وعلمت ان البلاء قد نزل، واما عمتي فأنها سمعت ما سمعت وهى امرأة ومن شان النساء الرقة الجزع فلم تملك نفسها أن وثبت تجرثوبها، وانها لحاسرة حتى انتهت اليه، فقالت:

 

واثكلاه ليت الموت أعدمني الحيوة، اليوم ماتت امى فاطمة وأبى علي وأخى الحسن عليهم السلام يا خليفة الماضين وثمال الباقين، فنظر اليها الحسين (عليه السلام) فقال لها: 
يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان وتر قرقت عيناه بالدموع، وقال: لو ترك القطا لنام ! فقالت: يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا،فذاك أقرح لقلبي وأشد على نفسى، ثم لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقته، وخرت مغشيا عليها، فقام اليها الحسين (عليه السلام) فصب على وجهها الماء وقال لها:

 

ايها يااختاه اتقى الله وتعزى بعزاء الله، واعلمى أن أهل الارض يموتون وأهل السماء لا يبقون، وان كل شيء هالك إلا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته، ويبعث الخلق ويعيدهم، وهو فرد وحده، جدى خير منى، وأبى خير منى وامي خيرمنى، وأخى خيرمنى، ولى ولكل مسلم برسول الله (صلى الله عليه واله) أسوة، فعزاها بهذا ونحوه، وقال لها: يااخية انى اقسمت عليك فابرى قسمى، لا تشقى علي جيبا، ولا تخمشى علي وجها، ولاتدعى علي بالويل والثبور اذا أنا هلكت، ثم جاء بها حتى أجلسها عندى، ثم خرج إلى اصحابه فأمر هم أن يقرب بعضهم بيوتهم من بعض، وان يدخلوا الا طناب بعضها في بعض، وان يكونوا بين البيوت، فيستقبلون القوم من وجه واحد، والبيوت من ورائهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم قد حفت بهم إلا الوجه الذي يأتيهم منه عدو هم ورجع (عليه السلام) إيي مكانه، فقال الليل كله يصلى ويستغفر ويدعو ويتضرع، وقام أصحابه كذلك يصلون ويدعون ويستغفرون.

قال الضحاك بن عبدالله: ومربنا خيل لابن سعد تحرسنا، وان حسينا (عليه السلام) ليقرأ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [آل عمران : 178، 179] فسمعها من تلك الخيل رجل يقال له عبدالله بن سمير، وكان مضحاكا وشجاعا بطلا فارسا فاتكا شريفا، فقال : نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم ! فقال له برير بن خضير : يا فاسق أنت يجعلك الله من الطيبين؟ فقال له: من أنت ويلك؟ فقال له : برير بن خضير، فتسابا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.