المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الأسرة هي المنطلق الذي ينطلق فيه الفرد إلى المجتمع  
  
1741   01:17 صباحاً   التاريخ: 10-4-2020
المؤلف : السيد نذير الحسيني
الكتاب أو المصدر : فلسفة التربية في الاسلام
الجزء والصفحة : .......
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

الأسرة هي المنطلق الذي ينطلق فيه الفرد إلى المجتمع، وهي أولى المؤسسات التربوية التي يأخذ الطفل ما فيها من مفاهيم ومعايير فان كانت هذه المؤسسة خيراً فقد نما الطفل ونشأ بما يحاكيها وان كانت شرا فكذلك والمهم هنا والاخطر في هذه المؤسسة ان الطفل ليست لديه القدرة على محاكمة ما في الاسرة من معايير ومفاهيم فيأخذها على ما فيها ولهذا نجد الرسول (صلى الله عليه وآله) يركز على دور الأسرة في بناء شخصية الطفل ويقول (صلى الله عليه واله): (كل مولود يولد على الفطرة وابواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه) (1).

فالطفل له قابلية واستعداد الى كل الجانبين الخير والشر:

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7، 8] .

فعند الولادة يبدأ دور الأبوين في صياغة وتكوين شخصية الطفل ولهذا فضل الرسول (صلى الله عليه وآله) التأدب على التصدق فقال (صلى الله عليه وآله) (لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع) (2).

وقال (رحم الله والداً أعان ولده على بره) (3). ولهذا نجد ان الاسلام تدخل في تربية الاسرة للطفل وأوجب على الأبوين حقوقاً معينة وصلت إلى حد التسمية أي يجب أن يختار له أسماً حسناً، وحثهم على أمر الطفل بالعبادات في سن معين وتعويده على الفضائل الأخلاقية والاهتمام بالعقيدة السليمة: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132]

وقول لقمان لابنه: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16].

فالأسرة هي المدرسة التربوية الأولى في الاسلام التي يجب أن تكون بمستوى المسؤولية لتعلم الابناء والبنات أساسيات المنهج الاسلامي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ العلامة الحلي ، مختلف الشيعة، ج1، ص108

2ـ جلال الدين السيوطي، الجامع الصغير، ج2، ص399

3ـ الشيخ الصدوق الأمالي، ص363




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.