أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015
3191
التاريخ: 18-4-2019
11095
التاريخ: 8-04-2015
3638
التاريخ: 8-04-2015
3480
|
لما رأى العباس بن عليّ (عليهما السّلام) كثرة القتلى في أهل بيته قال لأخوته من أمّه و هم عبد اللّه ، و جعفر ، و عثمان ، ابناء امير المؤمنين (عليه السلام) من أمّ البنين : تقدموا بنفسي انتم فحاموا عن سيدكم حتى تموتوا دونه ، فتقدموا جميعا فصاروا امام الحسين (عليه السلام) يقونه بوجوههم و نحورهم، فحمل هاني بن ثبيت الحضرميّ على عبد اللّه بن عليّ (عليه السلام) فقتله، ثم حمل على أخيه جعفر بن عليّ فقتله أيضا و رمى يزيد الاصبحي عثمان بن عليّ (عليه السلام) فقتله ، ثم خرج إليه فاحتز رأسه و بقي العباس بن عليّ امام الحسين (عليهم السّلام) يقاتل دونه و يميل معه حيث مال حتى قتل (سلام اللّه عليه) .
يقول المؤلف : نقلت هذه الاسطر في مقتل أولاد امير المؤمنين (عليه السلام) عن كتاب أبي حنيفة الدينوري الذي كتب قبل الف عام و لكن في المقاتل الأخر انّ عبد اللّه بن عليّ تقدم و هو يرتجز و يقول:
انا ابن ذي النجدة و الافضال ذاك عليّ الخير ذو الفعال
سيف رسول اللّه ذو النّكال في كل يوم ظاهر الاهوال
فقاتل قتالا شديدا، فاختلف هو و هاني بن ثبيت الحضرمي في ضربتين فقتله هاني .
وقال أبو الفرج : انه كان يومئذ ابن خمس وعشرون سنة .
ثم تقدم بعده جعفر بن عليّ (عليه السلام) قائلا:
انّي انا جعفر ذو المعالي ابن علي الخير ذو النوال
حسبي بعمي جعفر و الخال أحمي حسينا ذي الندى المفضال
فشدّ عليه هاني بن ثبيت فقتله، و قال ابن شهرآشوب : رماه خولي الاصبحي (بسهم) فأصاب شقيقته أو عينه .
وروى أبو الفرج عن الباقر (عليه السلام) انّه قال : انّ خولي بن يزيد الاصبحي لعنه اللّه قتل جعفر بن عليّ .
ثم برز عثمان بن عليّ (عليه السلام) قائلا:
انّي انا عثمان ذو المفاخر شيخي عليّ ذو الفعال الطاهر
هذا حسين سيّد الاخاير و سيّد الصّغار و الاكابر
فقاتل حتى ضربه خولي الاصبحي بسهم على جنبه فسقط على فرسه و شدّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله و جاء برأسه، و كان آنذاك ابن احدى و عشرين سنة سماه عليّ (عليه السلام) بعثمان باسم صاحبه عثمان بن مظعون.
يقول المؤلف : انّ عثمان بن مظعون أحد أجلاء الصحابة و كبارهم و من خواص النبي (صلى الله عليه واله) وكان النبي (صلى الله عليه واله) يحبّه كثيرا و كان في غاية الجلالة والعبادة و الزهد، صائم النهار قائم الليل، و جلالته اكثر من أن تذكر، توفى في ذي الحجة في السنة الثانية للهجرة و دفن في المدينة المنوّرة و قيل انّه اوّل من دفن بالبقيع.
وفي رواية انّ النبي (صلى الله عليه واله) قبّله بعد موته و لما دفن ابراهيم قال : الحق بسلفك الصالح عثمان بن مظعون، و قال السيد السمهودي في تاريخ المدينة : و الظاهر أنّهنّ (أي بنات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) دفنّ جميعا عند قبر عثمان بن مظعون ، لما تقدم من ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عند ما دفن عثمان بن مظعون وضع حجر على قبره و قال : بهذا الحجر أعلم قبر اخي وأدفن إليه من مات من أهلي .
«مقتل ابي بكر بن عليّ (عليه السلام)»
قال البعض انّه محمد الاصغر أو عبد اللّه و لم يعرف اسمه، و أمه ليلى بنت مسعود بن خالد، و في المناقب انّه : ثم برز أبو بكر بن عليّ (عليه السلام) قائلا:
شيخي عليّ ذو الفقار الاطوال من هاشم الخير كريم المفضل
هذا حسين بن النبي المرسل عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجّل
فلم يزل يقاتل حتى قتله زحر بن بدر الجحفي و يقال عقبة الغنوي ، و قال المدائني وجدت جثته في ساقية ، و لم يعلم قاتله.
قال السيد بن طاوس : انّ الحسن بن الحسن المثنى قتل بين يدي عمه الحسين (عليه السلام) في ذلك اليوم سبعة عشر نفسا و أصابه ثمانية عشر جراحة فوقع فأخذه خاله اسماء بن خارجة
فحمله الى الكوفة و داواه حتى برء و حمله الى المدينة .
«مقتل طفلين من آل الامام الحسين (عليه السلام)»
قال ارباب المقاتل انّه : خرج طفل من خيام الحسين (عليه السلام) مدهوشا في أذنه قرطان، ينظر تارة الى اليمين و تارة الى الشمال فزعا و خوفا، فشدّ عليه لعين قسيّ القلب يسمى هاني ابن ثبيت فقتله ، و قيل كانت شهربانو تنظر الى مقتل ذلك الطفل و هي مدهوشة لم تقدر على الكلام، و لا يخفى انّ هذه غير شهربانو والدة الامام زين العابدين (عليه السلام) فانها توفيت في ايام ولادته (عليه السلام).
وذكر أبو جعفر الطبري مقتل هذا الطفل بنحو مبسط فانّه روى عن هشام الكلبي قال حدّثني أبو هذيل رجل من السكون عن هاني بن ثبيت الحضرميّ قال:
رأيته جالسا في مجلس الحضرميين في زمان خالد بن عبد اللّه و هو شيخ كبير، قال:
فسمعته و هو يقول: كنت ممن شهد قتل الحسين (عليه السلام) قال: فو اللّه انّي لواقف عاشر عشرة ليس منّا رجل الا على فرس و قد جالت الخيل و تصعصعت اذ خرج غلام من آل الحسين (عليه السلام) و هو ممسك بعود من تلك الابنية عليه ازار و قميص و هو مذعور يلتفت يمينا و شمالا فكأنّي انظر الى درّتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت اذ اقبل رجل يركض حتى اذا دنى منه مال عن فرسه ثم اقتصد الغلام بالسيف، قال هشام : قال السكوني: هاني بن ثبيت هو صاحب الغلام فلما عتب عليه كنى عن نفسه .
«مقتل ابي الفضل العباس (عليه السلام)»
وهو اكبر أولاد أمّ البنين و الرابع من ابناء امير المؤمنين (عليه السلام) و كنيته أبو الفضل و ملقب بالساقي ، و هو صاحب لواء الحسين (عليه السلام)، و قيل له قمر بني هاشم لجماله و حسن طلعته الشريفة ، و كان جسيما طويلا بحيث لو ركب الفرس المطهم، خطت رجلاه على الارض ، و له ثلاثة اخوة من أمه و ابيه و لم يكن لهم أولاد.
فأرسلهم أبو الفضل (عليه السلام) واحدا بعد واحد للقتال ، كي يشاهد مقتلهم و يثاب بأجر مصابهم، فلما قتلوا جاء الى اخيه الحسين (عليه السلام)- كما قال بعض ارباب المقاتل- فقال له :
يا أخي هل من رخصة؟.
فبكى الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا ثم قال : يا أخي أنت صاحب لوائي و اذا مضيت تفرق عسكري.
فقال العباس : قد ضاق صدري و سئمت من الحياة و أريد أن أطلب ثاري من هؤلاء المنافقين.
فقال الحسين (عليه السلام): فاطلب لهؤلاء الاطفال قليلا من الماء ، فذهب العباس (عليه السلام) ووعظهم و حذرهم فلم ينفعهم، فرجع الى أخيه فأخبره، فسمع الاطفال ينادون:
العطش العطش ، فركب فرسه و أخذ رمحه و القربة و قصد نحو الفرات، فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات ورموه بالنبال فكشفهم و قتل منهم على ما روى ثمانين رجلا وهو يقول:
لا أرهب الموت اذ الموت زقا حتى أوارى في المصاليت لقا
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا انّي انا العباس أغدو بالسقا
و لا أخاف الشرّ يوم الملتقى فقاتل حتى دخل الماء فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين و أهل بيته فرمى الماء و ملأ القربة و حملها على كتفه الايمن و توجه نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق و أحاطوا به من كل جانب و هو يقاتل كالليث الغضبان، فكمن له نوفل بن الازرق أو زيد بن ورقاء على رواية وراء نخلة و أعانه و شجّعه حكيم بن الطفيل، فلما وصل العباس إليه خرج من وراء النخلة و ضربه على يمينه فقطعها، فحمل القربة على كتفه الايسر و أخذ السيف بيده اليسرى و قاتل و هو يرتجز:
و اللّه ان قطعتم يميني انّي أحامي أبدا عن ديني
و عن امام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الامين
فقاتل حتى غلبه الضعف فهجم عليه نوفل اللعين مرة اخرى ، و على رواية كمن له حكيم بن الطفيل وراء نخلة فضربه على شماله فقطعها ، فقال العباس (عليه السلام):
يا نفس لا تخشي من الكفار و ابشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختار قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا ربّ حرّ النار
فحمل القربة بأسنانه وكان همّه ايصال الماء الى الخيام فجاء سهم فأصاب القربة و أريق ماؤها ، ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره فسقط عن فرسه .
عموه بالنبل و السمر العواسل و ال بيض الفواصل من فرق الى قدم
فخر للأرض مقطوع اليدين له من كل مجد يمين غير منجذم
و نادى أخاه الحسين (عليه السلام): أخي أدركني.
وعلى رواية المناقب انّه : ضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فقتله (عليه السلام) ، فلما جاء إليه الحسين (عليه السلام) رأى العباس مرملا بالدماء مقطّع الاعضاء ، فبكى و قال : الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي، و على رواية أنشأ هذه الابيات:
تعديتم يا شر قوم ببغيكم و خالفتموا دين النبي محمد
اما كان خير الرسل وصاكم بنا اما نحن من نسل النبي المسدد
اما كانت الزهراء امّي دونكم اما كان من خير البرية أحمد
لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم فسوف تلاقوا حرّ نار توقد
وفي رواية عن السجاد (عليه السلام) انّه قال : رحم اللّه العباس فلقد آثر و أبلى و فدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله اللّه عز و جل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن ابي طالب (عليه السلام)، و انّ للعباس عند اللّه تبارك و تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة .
وقيل انّ العباس (عليه السلام) قتل و هو ابن أربع و ثلاثين سنة، و كانت أمه أمّ البنين تأتي و تبكي عليه وعلى أخوته الثلاثة و تندبهم ، بحيث يبكي من صوتها كل من سمعها و مرّ بها حتى مروان بن الحكم مع شدّة عداوته لأم البنين كان اذا مرّ بها بكى لبكائها، وهذه الاشعار نقلت عنها (رضي اللّه عنها):
يا من رأى العباس كرّ على جماهير النقد و وراه من ابناء حيدر كلّ ليث ذي لبد
انبئت انّ ابني أصيب برأسه مقطوع يد و يلي على شبلي امال برأسه ضرب العمد
لو كان سيفك في يديك لما دنا منه أحد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|