المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06



دنو وقت الصلاة و مقتل حبيب بن مظاهر  
  
4286   03:37 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص505-507.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

لما رأى أبو ثمامة عمرو بن عبد اللّه انّه قد حان وقت الزوال قال للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد اللّه نفسي لك الفداء انّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ولا واللّه لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء اللّه وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها.

فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه ثم قال : ذكرت الصلاة جعلك اللّه من المصلين الذاكرين ، نعم هذا أول وقتها ، ثم قال : سلوهم أن يكفوا عنّا حتى نصلّي.

فقال لهم الحصين بن تميم : انّها لا تقبل.

فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت الصلاة من آل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وتقبل منك يا حمار.

فحمل عليهم الحصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه وحمله أصحابه واستنقذوه وأخذ حبيب يقول:

اقسم لو كنّا لكم أعدادا            أو شطركم ولّيتم الاكتادا

                    يا شرّ قوم حسبا و أدّا           

و جعل يقول أيضا:

انا حبيب و أبي مظهّر             فارس هيجاء و حرب تسعر

انتم أعدّ عدّة و اكثر               و نحن أوفى منكم و أصبر

ونحن أولى حجة وأظهر         حقا و أتقى منكم و أعذر

وقاتل قتالا شديدا (وحكي انّه قتل اثنين و ستين رجلا) فحمل عليه رجل من بني تميم (يقال له بديل بن صريم) فضربه بالسيف على رأسه‏ ، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع وذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه .

فقال له الحصين : انّي لشريكك في قتله ، أعطنيه اعلقه في عنق فرسي كيما يرى الناس و يعلموا انّي شركت في قتله ثم خذه أنت بعد فامض به الى عبيد اللّه بن زياد وخذ جائزتك منه  فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر فجال به في العسكر وقد علقه في عنق فرسه ثم دفعه بعد ذلك إليه.

ما رجعوا الى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه في لبان فرسه ثم أقبل به الى ابن زياد في القصر، فبصر به ابنه قاسم بن حبيب وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه واذا خرج خرج معه ، فارتاب به فقال : ما لك يا بني تتبعني .

قال : لا شي‏ء .

قال : بلى يا بني أخبرني.

قال له : انّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي أفتعطينيه حتى أدفنه.

قال :  يا بني لا يرضى الامير أن يدفن و أنا أريد أن يثيبني الامير على قتله ثوابا حسنا.

قال الغلام : لكن اللّه لا يثيبك على ذلك الّا أسوأ الثواب ، أما واللّه لقد قتلته خيرا منك وبكى  فمكث الغلام حتى اذا أدرك لم يكن له همة الا اتباع أثر قاتل ابيه ليجد منه غرة فيقتله بأبيه فلما كان زمان مصعب بن الزبير ، فوجده في مكان فقتله.

وروى أبو مخنف عن محمد بن قيس انّه قال : لما قتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك حسينا (عليه السلام) و قال عند ذلك : أحتسب نفسي وحماة أصحابي‏ .

وفي بعض المقاتل قال (عليه السلام) : للّه درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة.

ولا يخفى انّ حبيب من الذين حملوا علوم أهل البيت (عليهم السّلام) وهو من خواص اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام).

وفي رواية انّه مرّ ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الاسدي فتحدثا .

فقال حبيب : لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق قد صلب في حب أهل بيت نبيه (صلى الله عليه واله) ويبقر بطنه على الخشب ، و كان يعني ميثما فكان كما قال.

وجاء في آخر الرواية : انّ حبيب كان من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (عليه السلام) ولقوا جبال الحديد ، واستقبلوا الرماح بصدورهم والسيوف بوجوههم وهم يعرض عليهم الامان والاموال فيأبون و يقولون : لا عذر لنا عند رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ان قتل الحسين و منّا عين تطرف ، حتى قتلوا حوله ، رحمة اللّه وبركاته عليهم اجمعين‏ .

..وأشار الكميت الاسدي في قصيدته الى استشهاده بقوله:

سوى عصبة فيهم حبيب معفر            قضى نحبه و الكاهلي مرمّل‏

ومراده من الكاهلي، أنس بن الحرث الاسدي الكاهلي الذي كان من كبار الصحابة و قد كتب في حقّه أهل السنة : انّه سمع النبي (صلى الله عليه واله) يقول : و الحسين (عليه السلام) في جنبه: الا سيقتل ابني هذا بأرض من أراضي العراق ، فلينصره من أدركه ، فكان أنس حتى استشهد يوم عاشوراء في نصرة الحسين (عليه السلام).

يقول المؤلف : انّ البعض قد عدّ حبيب بن مظاهر و مسلم بن عوسجة و هاني بن عروة وعبد اللّه بن يقطر ، من صحابة النبي (صلى الله عليه واله) وجاء في شرح قصيدة ابي فراس : انّ جابر بن عروة الغفاري الذي أدرك النبي وشهد بدرا وحنينا وكان شيخا كبير السن حضر كربلاء لنصرة ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فشد ظهره بعمامته وشدّ حاجبيه المتدليين على عينيه من كبر السن ، بخرقة ، و بدأ بالقتال و قتل ستين نفرا فكان الحسين (عليه السلام) يراه و يقول : شكر اللّه سعيك يا شيخ ، فقاتل حتى‏ قتل ، رحمة اللّه عليه و رضوانه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.