أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-6-2019
2990
التاريخ: 8-04-2015
3479
التاريخ: 28-3-2016
3527
التاريخ: 19-10-2015
3309
|
لما رأى أبو ثمامة عمرو بن عبد اللّه انّه قد حان وقت الزوال قال للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد اللّه نفسي لك الفداء انّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ولا واللّه لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء اللّه وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها.
فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه ثم قال : ذكرت الصلاة جعلك اللّه من المصلين الذاكرين ، نعم هذا أول وقتها ، ثم قال : سلوهم أن يكفوا عنّا حتى نصلّي.
فقال لهم الحصين بن تميم : انّها لا تقبل.
فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت الصلاة من آل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وتقبل منك يا حمار.
فحمل عليهم الحصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه وحمله أصحابه واستنقذوه وأخذ حبيب يقول:
اقسم لو كنّا لكم أعدادا أو شطركم ولّيتم الاكتادا
يا شرّ قوم حسبا و أدّا
و جعل يقول أيضا:
انا حبيب و أبي مظهّر فارس هيجاء و حرب تسعر
انتم أعدّ عدّة و اكثر و نحن أوفى منكم و أصبر
ونحن أولى حجة وأظهر حقا و أتقى منكم و أعذر
وقاتل قتالا شديدا (وحكي انّه قتل اثنين و ستين رجلا) فحمل عليه رجل من بني تميم (يقال له بديل بن صريم) فضربه بالسيف على رأسه ، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع وذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه .
فقال له الحصين : انّي لشريكك في قتله ، أعطنيه اعلقه في عنق فرسي كيما يرى الناس و يعلموا انّي شركت في قتله ثم خذه أنت بعد فامض به الى عبيد اللّه بن زياد وخذ جائزتك منه فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر فجال به في العسكر وقد علقه في عنق فرسه ثم دفعه بعد ذلك إليه.
ما رجعوا الى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه في لبان فرسه ثم أقبل به الى ابن زياد في القصر، فبصر به ابنه قاسم بن حبيب وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه واذا خرج خرج معه ، فارتاب به فقال : ما لك يا بني تتبعني .
قال : لا شيء .
قال : بلى يا بني أخبرني.
قال له : انّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي أفتعطينيه حتى أدفنه.
قال : يا بني لا يرضى الامير أن يدفن و أنا أريد أن يثيبني الامير على قتله ثوابا حسنا.
قال الغلام : لكن اللّه لا يثيبك على ذلك الّا أسوأ الثواب ، أما واللّه لقد قتلته خيرا منك وبكى فمكث الغلام حتى اذا أدرك لم يكن له همة الا اتباع أثر قاتل ابيه ليجد منه غرة فيقتله بأبيه فلما كان زمان مصعب بن الزبير ، فوجده في مكان فقتله.
وروى أبو مخنف عن محمد بن قيس انّه قال : لما قتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك حسينا (عليه السلام) و قال عند ذلك : أحتسب نفسي وحماة أصحابي .
وفي بعض المقاتل قال (عليه السلام) : للّه درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة.
ولا يخفى انّ حبيب من الذين حملوا علوم أهل البيت (عليهم السّلام) وهو من خواص اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام).
وفي رواية انّه مرّ ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الاسدي فتحدثا .
فقال حبيب : لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق قد صلب في حب أهل بيت نبيه (صلى الله عليه واله) ويبقر بطنه على الخشب ، و كان يعني ميثما فكان كما قال.
وجاء في آخر الرواية : انّ حبيب كان من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (عليه السلام) ولقوا جبال الحديد ، واستقبلوا الرماح بصدورهم والسيوف بوجوههم وهم يعرض عليهم الامان والاموال فيأبون و يقولون : لا عذر لنا عند رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ان قتل الحسين و منّا عين تطرف ، حتى قتلوا حوله ، رحمة اللّه وبركاته عليهم اجمعين .
..وأشار الكميت الاسدي في قصيدته الى استشهاده بقوله:
سوى عصبة فيهم حبيب معفر قضى نحبه و الكاهلي مرمّل
ومراده من الكاهلي، أنس بن الحرث الاسدي الكاهلي الذي كان من كبار الصحابة و قد كتب في حقّه أهل السنة : انّه سمع النبي (صلى الله عليه واله) يقول : و الحسين (عليه السلام) في جنبه: الا سيقتل ابني هذا بأرض من أراضي العراق ، فلينصره من أدركه ، فكان أنس حتى استشهد يوم عاشوراء في نصرة الحسين (عليه السلام).
يقول المؤلف : انّ البعض قد عدّ حبيب بن مظاهر و مسلم بن عوسجة و هاني بن عروة وعبد اللّه بن يقطر ، من صحابة النبي (صلى الله عليه واله) وجاء في شرح قصيدة ابي فراس : انّ جابر بن عروة الغفاري الذي أدرك النبي وشهد بدرا وحنينا وكان شيخا كبير السن حضر كربلاء لنصرة ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فشد ظهره بعمامته وشدّ حاجبيه المتدليين على عينيه من كبر السن ، بخرقة ، و بدأ بالقتال و قتل ستين نفرا فكان الحسين (عليه السلام) يراه و يقول : شكر اللّه سعيك يا شيخ ، فقاتل حتى قتل ، رحمة اللّه عليه و رضوانه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|