أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3487
التاريخ: 28-3-2016
3698
التاريخ: 8-04-2015
3775
التاريخ: 28-3-2016
3311
|
أن معاوية لما استخلف ولده يزيد ثم مات كتب يزيد كتابا إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو يومئذ والي المدينة يحثه فيه على أخذ البيعة من الحسين (عليه السلام) فرأى الحسين أمورا اقتضت خروجه من المدينة قاصدا إلى مكة وأقام بها ووصل الخبر إلى الكوفة بموت معاوية وولاية يزيد مكانه فاتفق منهم جمع جم وكتبوا كتابا إلى الحسين يدعونه إليهم ويبذلون له فيه القيام بين يديه بأنفسهم وأموالهم وبالغوا في ذلك و تتابعت إليه الكتب نحوا من مائة وخمسين كتابا من كل طائفة وجماعة كتاب يحثونه فيها على القدوم وآخر ما ورد عليه كتاب من جماعتهم على يد قاصدين من ثقاتهم و صورته :
بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه علي أمير المؤمنين سلام الله عليك أما بعد فإن الناس منتظروك ولا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يا ابن رسول الله و السلام عليك و رحمه الله.
فكتب (عليه السلام) جوابهم و سير إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فوصل إليهم وجرت له قضايا ووقائع لا حاجة إلى ذكرها و آل الأمر إلى أن الحسين توجه بنفسه وأهله وأولاده إلى الكوفة ليقضي الله أمرا كان مفعولا وكان عند وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة واجتماع الشيعة إليه وأخذه البيعة للحسين بن علي (عليه السلام) كتب والي الكوفة و هو النعمان بن بشير إلى يزيد بذلك فجهز عبيد الله بن زياد إلى الكوفة فلما قرب منها تنكر ودخلها ليلا وأوهم أنه الحسين و دخلها من جهة البادية في زي أهل الحجاز فصار يجتاز بجماعة جماعة فيسلم عليهم ولا يشكون في أنه هو الحسين (عليه السلام) فيمشون بين يديه و يقولون مرحبا يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم فرأى عبيد الله من تباشرهم بالحسين ما ساءه و كشف أحوالهم و هو ساكت لعنه الله.
فلما دخل قصر الإمارة و أصبح جمع الناس و قال وأرعد و أبرق وقتل وفتك وسفك وانتهك و عمله وما اعتمده مشهور في تحيله حتى ظفر بمسلم بن عقيل و قتله.
وبلغ الحسين (عليه السلام) قتل مسلم و ما اعتمده عبيد الله بن زياد و هو متجهز للخروج إلى الكوفة فاجتمع به ذوو النصح له و التجربة للأمور و أهل الديانة و المعرفة كعبد الله بن عباس وعمر بن عبد الرحمن بن الحرث المخزومي و غيرهما و وردت عليه كتب أهل المدينة من عبد الله بن جعفر و سعيد بن العاص و جماعة كثيرين كلهم يشيرون عليه أن لا يتوجه إلى العراق و أن يقيم بمكة هذا كله و القضاء غالب على أمره و القدر آخذ بزمامه فلم يكترث بما قيل له و لا بما كتب إليه و تجهز و خرج من مكة يوم الثلاثاء و هو يوم التروية الثامن من ذي الحجة و معه اثنان و ثمانون رجلا من أهله و شيعته و مواليه فسار فلما وصل إلى الشقوق و إذا هو بالفرزدق الشاعر و قد وافاه هنالك فسلم عليه ثم دنا منه و قبل يده فقال له الحسين (عليه السلام) من أين أقبلت يا أبا فراس فقال من الكوفة فقال له كيف تركت أهل الكوفة فقال خلفت قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية عليك و قد قل الديانون و القضاء ينزل من السماء و الله يفعل ما يشاء و جرى بينهما كلام قد تقدم ذكره في آخر الفصل الثامن. ثم ودعه الفرزدق في نفر من أصحابه و مضى يريد مكة فقال له ابن عم له من بني مجاشع يا أبا فراس هذا الحسين بن علي قال له الفرزدق نعم هذا الحسين بن علي و ابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى (صلى الله عليه واله) هذا و الله ابن خيرة الله و أفضل من مشى على وجه الأرض الآن و قد كنت قلت فيه قبل اليوم أبياتا غير متعرض لمعروفه بل أردت بذلك وجه الله و الدار الآخرة فلا عليك أن تسمعها فقال ابن عمه إن رأيت أن تسمعنيها أبا فراس فقال قلت فيه و في أمه و أبيه و جده (عليه السلام) .
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا حسين رسول الله والده أمست بنور هداه تهتدي الأمم
هذا ابن فاطمة الزهراء عترتها في جنة الخلد مجريا به القلم
إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
بكفه خيزران ريحه عبق بكف أروع في عرنينه شمم
يغضي حياء و يغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم
ينشق نور الدجى عن نور غرته كالشمس تنشق عن إشراقها الظلم
مشتقة من رسول الله نبعته طابت أرومته و الخيم و الشيم
من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم منجى و معتصم
يستدفع الضر و البلوى بحبهم ويستقيم به الإحسان و النعم
إن عد أهل الندى كانوا أئمتهم أوقيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع مجار بعد غايتهم ولا يدانيهم قوم و إن كرموا
بيوتهم في قريش يستضاء بها في النائبات و عند الحكم إن حكموا
فجده من قريش في أرومتها محمد و علي بعده علم
بدر له شاهد و الشعب من أحد والخندقان و يوم الفتح قد علموا
و خيبر و حنين يشهدان له وفي قريظة يوم صيلم قتم
مواطن قد علت أقدارها ونمت آثارها لم تنلها العرب و العجم
آخر كلامه.
قلت وأظنه نقل هذا الكلام و القصيدة من كتاب الفتوح لابن أعثم فإني طالعته في زمان الحداثة ونسب هذه القصيدة إلى الفرزدق في الحسين (عليه السلام) و الذي عليه الرواة مع اختلاف كثير في شيء من أبياتها و أنها للحر بن الليثي قالها في قثم بن العباس رضي الله عنه و أن الفرزدق أنشدها لعلي بن الحسين و لها قصة تأتي في أخباره إن شاء الله تعالى و لو كان هذا و أمثاله من موضوع هذا الكتاب لذكرت القصيدة و نسبت كل بيت منها إلى قائله و لكنه وضع لغير هذا.
وفي مسير الحسين (عليه السلام) من المدينة إلى مكة ومنها إلى العراق أحوال و أمور اختصرها الشيخ كمال الدين و هي مشهورة معلومة منقولة لا يكاد يخلو مصنف في هذا الشأن منها و الله تعالى يعلم أني لا أحب الخوض في ذكر مصرعه (عليه السلام) و ما جرى عليه و على أهل بيته و تبعه فإن ذلك يفتت الأكباد و يفت في الأعضاد و يضرم في القلب نارا وارية الزناد فإنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|