المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الكمون
19-3-2017
بعض المشاكل التي تتعلق بقطاع النقل والمرور في المدن العربية - تلوث الهواء
1-5-2019
الجرذ الهندي Nesokia indica
2024-01-16
الوالدان واهتمامهم بمراحل النمو لدى ابنائهم
14-5-2017
الملونات الغذائية Food Colorants
11-5-2018
Constant Polynomial
19-1-2019


الحرّ بن يزيد الرياحي في الميدان (رضي اللّه عنه)  
  
3707   03:43 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي.
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص498-499.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

[قال الشيخ القمي : ] حمل الحر بن يزيد على اصحاب عمر بن سعد كالليث الغضبان ، متمثلا

بشعر عنترة:

ما زلت أرميهم بثغرة  نحره‏                 و لبانه حتّى تسربل بالدّم‏

و كان يرتجز أيضا:

انّي أنا الحرّ و مأوى الضّيف‏                أضرب في أعناقكم بالسيف‏

عن خير من حلّ بأرض الخيف‏              أضربكم و لا أرى من حيف‏

يقول الراوي : رأيت حرا وانّ فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبه ، وانّ دماءه لتسيل ، فقال الحصين بن تميم ليزيد بن سفيان : هذا الحر بن يزيد الذي كنت تتمنى قتله؟.

قال : نعم.

فخرج إليه فقال له : هل لك يا حرّ في المبارزة ؟.

قال : نعم قد شئت، فبرز له.

فقال الحصين : و اللّه لبرز (الحر) له فكأنّما كانت نفسه بيده فما لبثه الحرّ حين خرج إليه أن قتله‏ .

ودعا عمر بن سعد، الحصين بن تميم، فبعث معه خمسمائة من المرامية ، فاقبلوا حتى اذا دنوا من الحسين (عليه السلام) وأصحابه رشقوهم بالنبل فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم و صاروا رجالة كلّهم.

وروى أبو مخنف عن ايوب بن مشرح الخيواني انّه قال : أنا و اللّه عقرت بالحر بن يزيد فرسه حشأته سهما  فما لبث أن أرعد الفرس و اضطرب و كبا .

يقول المؤلف : كأنّ حسان بن ثابت قال في هذا المقام:

و يقول للطّرف اصطبر لشبا القنا         فهدمت ركن المجد إن لم تعقر

وما أحلى ذكر هذا الحديث المروي عن الصادق (عليه السلام) في هذا المقام حيث قال:

«الحرّ حرّ على جميع أحواله ان نابته نائبة صبر لها وان تداكت عليه المصائب لم تكسره وان أسر وقهر واستبدل باليسر عسرا» .

قال الراوي : لما عقر فرسه نزل عنه فجعل يقول:

ان تعقروا بي‏  فانا ابن الحر               أشجع من ذي لبد هزبر

فما رأيت احدا مثله يفري فريه‏ .

ونقل أهل السير والتاريخ انّ الحر وزهير تعاهدا بالهجوم على الجيش معا وأن يقاتلا قتالا شديدا ويقتلا نفرا كثيرا واذا حوصر احدهما جاء الآخر وخلّصه، فقاتلا كذلك ساعة والحرّ يرتجز و يقول:

آليت لا أقتل حتى أقتلا                    و لن أصاب اليوم الّا مقبلا

اضربهم بالسيف ضربا مقصلا          لا ناكلا منهم و لا مهلّلا

و كان بيده سيف يلوح منه الموت وكأنّ ابن المعتز قال في حقه:

ولي صارم فيه المنايا كوامن‏              فما ينتضى الا لسفك دماء

ترى فوق منبته الفرند  كأنّه‏               بقيّة غيم رقّ دون سماء

فهجم عليه جمع من أصحاب عمر بن سعد فقتلوه و قيل : أتى الحسين (عليه السلام) الى الحر و دمه يشخب وفيه رمق من الحياة فقال له : بخ بخ يا حر أنت حر كما سميت في الدنيا والآخرة ثم أنشأ (عليه السلام) يقول :

لنعم الحر حر بني رياح‏                    و نعم الحرّ عند مختلف الرّماح‏

و نعم الحرّ اذ نادى حسينا                 فجاد بنفسه عند الصّباح‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.