المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28

طرائق تقدير النيكل
2024-07-18
الاستراتيجيات التنافسية
30-6-2016
مصحف فاطمة ومصحف عائشة
18-11-2014
Quinines
28-10-2019
افضلية النبي محمد (صل الله عليه واله ) على سائر الأنبياء
2023-05-21
Keratins Genes
16-10-2020


سوء التصرف مع الأطفال  
  
836   09:13 صباحاً   التاريخ: 2024-02-18
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 103 ــ 105
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 2282
التاريخ: 21/9/2022 1390
التاريخ: 2-9-2016 2334
التاريخ: 2023-10-11 1283

هناك آباء وأمهات لا يتورعون، لسوء تصرفهم عن ضرب الأطفال، ورغم ذلك فإن بعض الضربات، أحياناً، ليست مضرة للجسم كضرر التشدد على القلب والنفس.

إن بعض الأولياء يضعون الطعام لأطفالهم في أوان تشبه أواني طعام الحيوانات، بل إن بعض الآباء والامهات غير العاديين يقدمون الطعام للأطفال في مغرفة الأوساخ، أو ما يشبهها، أو أن الأب يبصق في وجه طفله، أو يعريه في الشارع. إن أمثال هؤلاء الأطفال، يصبحون عادة حادي المزاج ويكونون ذوي أخلاق سيئة، وأعمالهم تكون بلا روية ومحيرة. ومن جهة إنهم ليسوا في الواقع سيئون إلآ أن الكراهية، وعدم الرغبة في شيء، تسوقهم نحو الإنحراف، وغالباً يظهرون كمجرمين، لأن هؤلاء الأطفال كنوع من الفخر الأخلاقي يريدون الانتقام من الأشخاص الذين يعذبونهم. لذا فإنهم، ربما، لم يهتموا بالترحم الذي يلاقونه كما لا ينفع معهم أي تنبيه (1).

(إن مشاهدة الأطفال الصغار من جهة، ودراسة عدد كبير من البالغين الذين لم يستطيعوا أن يكونوا لأنفسهم شخصية قوية من جهة ثانية، لا تبقيان شكاً أن هناك علاقة مباشرة لا يمكن إنكارها بين تصرفاتهم عند البلوغ، والصدمات النفسية والحرمان العاطفي في فترة طفولتهم..

إن جميع الدراسات والمشاهدات والتحقيقات أدت إلى نتيجة أن الضعف والعجز لدى البالغين، في تحمل المشاكل والآلام العادية في الحياة اليومية 0 يعود إلى أنهم في فترة الطفولة قد اصيبوا بحرمان شديد. ولهذا السبب نمت لديهم روح التمرد والحقد أكثر فأكثر) (2).

الغذاء الجسدي والروحي للطفل:

إن احترام الطفل بمثابة الغذاء الروحي والبناء النفسي له، وإن لم يكن أهم من غذاء الجسم، فإنه بالتأكيد لا يقل عنه أهمية. إن قلة الغذاء تقلل من النمو الطبيعي للطفل. ونقص غذاء الروح يبعث على نقص في نمو نفس الطفل والطفل الذي يصاب بنقص في التغذية الكاملة للجسم والروح، في فترة الطفولة، يصاب بعوارض مختلفة في مرحلة الشباب، مع فارق، وهو أن أعراض نقص تغذية الجسم، تتعلق بالشخص نفسه، وتظهر آثارها عليه هو. ولكن النقص في الغذاء الروحي، يعني عدم احترام الطفل، ليس فقط أن (نفسه) لا تنمو نمواً صحيحاً ويصاب بأعراض مشؤومة، بل إن من يحيطون به يتألمون ويتعذبون من سوء تصرفاته وأخلاقه السيئة.

إن الأشخاص الذين عانوا في مرحلة الطفولة من التحقير وجرح المشاعر والإهانة، أو نشأوا في حرمان في ظل اختلاف وشجار دائمين بين الوالدين. وأصيبوا خلال نموهم الفاشل بالغضب والأمراض العصبية. فإنهم يكونون في مرحلة شبابهم ذوي طباع عدائية وغير متفاهمين. ويسيئون الظن بالجميع وبكل شيء، وتعج أذهانهم بالأفكار الهجومية والانتقامية، ويقفون دائماً على شفا ارتكاب الجرائم. ومن المحتمل أن يصاب أشخاص، من جراء تعرض هؤلاء لهم، بمصائب كبيرة لا يمكن تلافيها.

تصرفات غير متساوية للآباء:

إن بعض الآباء والأمهات الجاهلين يتصرفون مع ابنائهم بشكل غير متساو، فيهتمون بأحدهم دون غيره، ويخصونه بالعطف والمحبة والملابس والطعام أكثر من الآخرين. وبتصرفهم الخاطئ يحقرون طفلاً ويبذرون في باطنه بذور الحقد والعداء. إن هذا الطفل عندما يصل إلى مبلغ الشباب يصبح في معرض المخالفات والاعتداء نظراً للإختلالات العاطفية والذكريات المرة لفترة الطفولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم؟ تربية الأطفال الصعبين، ص 30.

2ـ اعجاز التحليل النفسي، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.