المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

أهمية القراءة
1/11/2022
التفسير في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
13-10-2014
الحركة النقابية بين المهنية والسياسة
19-10-2016
تربية سمك المشط (البلطي)
12-2-2016
Hydration of Alkenes: Addition of H2O by Oxymercuration
21-7-2016
تكوين علائق الدواجن
21-4-2016


معرفة اللّه تعالى أول المعارف الانسانية  
  
1014   08:38 صباحاً   التاريخ: 2-07-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص28-31
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / النظر و المعرفة /

نقل عن بعض العلماء أنه قال : اعلم أن أظهر الموجودات و أجلاها هو اللّه ، فكان‌ هذا يقتضي أن تكون معرفته أول المعارف و أسبقها إلى الافهام و أسهلها على العقول ، ونرى الأمر بالضد من ذلك فلا بد من بيان السبب فيه .وإنما قلنا إن أظهر الموجودات ‌وأجلاها هو اللّه تعالى لمعنى لا نفهمه إلا بمثال ، وهو أنا إذا رأينا إنسانا يكتب أو يخيط مثلا كان كونه حيا من أظهر الموجودات فحياته و علمه و قدرته للخياطة أجلى عندنا من‌ سائر صفاته الظاهرة و الباطنة ،إذ صفاته الباطنة كشهوته وغضبه و خلقه و صحته و مرضه كل ‌ذلك لا نعرفه ، وصفاته الظاهرة لانعرف بعضها و بعضها نشك فيه ، كمقدار طوله و اختلاف ‌لون بشرته و غير ذلك من صفاته ،أما حياته و قدرته و إرادته و علمه و كونه حيوانا فإنه جلي‌ عندنا من غير أن يتعلق حسّ البصر بحياته و قدرته و إرادته ، فإن هذه الصفات لا تحس ‌بشي‌ء من الحواس الخمس ،ثم لا يمكن أن تعرف حياته و قدرته و إرادته إلا بخياطته ‌و حركته. فلو نظرنا إلى كل ما في العالم سواه لم نعرف به صفاته فما عليه إلا دليل واحد وهو مع ذلك جلي واضح. ووجود اللّه تعالى و قدرته و علمه و سائر صفاته يشهد له بالضرورة كما نشاهده‌ وندركه بالحواس الظاهرة و الباطنة من حجر و مدر و نبات و شجر و حيوان و سماء و أرض ‌وكوكب و بر و بحر و نار و هواء و جوهر و عرض ، بل أول شاهد عليه أنفسنا و أجسامنا و أصنافنا و تقلب أحوالنا و تغير قلوبنا و جميع اطوارنا في حركاتنا و سكناتنا و أظهر الأشياء في علمنا أنفسنا ، ثم محسوساتنا بالحواس الخمس ، ثم مدركاتنا بالبصيرة والعقل ، و كل ‌واحد من هذه المدركات له مدرك واحد و شاهد واحد و دليل واحد ،وجميع ما في العالم‌ شواهد ناطقة و أدلة شاهدة بوجود خالقها و مدبرها و مصرفها و محركها و دالة على علمه‌ و قدرته و لطفه و حكمته، والموجودات المدركة لا حصر لها ،فإن كانت حياة الكاتب‌ ظاهرة عندنا و ليس يشهد له إلا شاهد واحد و هو ما أحسسنا من حركة يده ، فكيف لا يظهر عندنا من لا يتصور في الوجود شيئا داخل نفوسنا و خارجها إلا و هو شاهد عليه وعلى‌ عظمته و جلاله ، إذ كل ذرة فإنها تنادي بلسان حالها أنه ليس وجودها بنفسها ولا حركتها بذاتها، وإنما تحتاج إلى موجد و محرك لها، ويشهد بذلك:

أولا: تركيب أعضائنا و ائتلاف عظامنا و لحومنا و أعصابنا و نبات شعورنا و تشكل ‌أطرافنا و سائر أجزائنا الظاهرة و الباطنة ،فإنا نعلم أنها لم تأتلف بنفسها كما نعلم أن يد الكاتب لم تتحرك بنفسها ،ولكن لما لم يبق في الوجود مدرك و محسوس و معقول و حاضر وغائب إلا و هو شاهد و معرف فعظم ظهوره فابتهرت العقول و دهشت عن إدراكه فإذا ما يقصر عن فهمه عقولنا له سببان :

الأول : خفاؤه في نفسه و غموضه و ذلك لا يخفى مثاله.

الثاني : ما يتناهى وضوحه . وهذا كما أن الخفاش يبصر في الليل و لا يبصر في النهار لا لخفاء النهار و استتاره‌ و لكن لشدة ظهوره ، فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرق، فتكون قوة ظهوره مع ضعف بصره سبيلا لامتناع أبصاره ، فلا يرى شيئا إلا إذا امتزج الظلام بالضوء وضعف ظهوره. فكذلك عقولنا ضعيفة و جمال الحضرة الإلهية في نهاية الإشراق ‌والاستنارة و في غاية الاستغراق و الشمول حتى لا يشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت ‌السماوات و الأرض فصار ظهوره سبب خفائه ،فسبحان من احتجب بإشراق نوره ،و اختفى‌ عن الأبصار و البصائر بظهوره .ولا تتعجب من إخفاء ذلك بسبب الظهور فإن الأشياء تستبان بأضدادها و ما عم وجوده حتى لا ضد له عسر إدراكه. فلو اختلفت الأشياء فدل‌ بعضها دون البعض أدرك التفرقة على قرب ،ولما اشتركت في الدلالة على نسق واحد أشكل الأمر و مثاله نور الشمس المشرق على الأرض ، فإنا نعلم أنه عرض من الأعراض ‌يحدث في الأرض و يزول عند غيبة الشمس ، فلو كانت الشمس دائمة الإشراق لا غروب ‌لها لكنا نظن أن لا هيئة في الأجسام إلا ألوانها و هي السواد و البياض و غيرهما ،فإنا لا نشاهد في الأسود إلا السواد و في الأبيض إلا البياض فأما الضوء فلا ندركه وحده. و لكن ‌لما غابت الشمس و أظلمت المواضع أدركت تفرقة بين الحالتين ،فعلمنا أن الأجسام كانت‌ قد استضاءت بضوء و اتصفت بصفة فارقتها عند الغروب ،فعرفنا وجود النور بعدمه و ما كنا نطلع عليه لو لا عدمه إلا بعسر شديد، وذلك لمشاهدتنا الأجسام متشابهة غير مختلفة في ‌الظلام. والنور هذا مع أن النور أظهر المحسوسات إذ به يدرك سائر المحسوسات فما هو ظاهر في نفسه و هو مظهر لغيره ،أنظر كيف تصور أمره بسبب ظهوره لو لا طريان ضده ، فإذا الرب تعالى هو أظهر الأمور و به ظهرت الأشياء كلها ،ولو كان له عدم أو غيبة أو تغير لانهدت السماوات و الأرض و بطل الملك و الملكوت و لأدركت التفرقة بين الحالتين ، ولوكان بعض الأشياء موجودا به و بعضها موجودا بغيره لأدركت التفرقة بين الشيئين في الدلالة ولكن دلالته عامة في الأشياء على نسق واحد و وجوده دائم في الأحوال يستحيل خلافه فلا جرم أورث شدة الظهور خفاء ،فهذا هو السبب في قصور الأفهام عن معرفة اللّه تعالى .وانضم إليه ان المدركات التي هي شاهدة على اللّه تعالى إنما يدركها الإنسان في‌ الصبا عند فقد العقل قليلا قليلا و هو مستغرق الهم بشهواته و قد أنس بمدركاته ومحسوساته ‌وألفها فسقط وقعها عن قلبه بطول الانس ، ولذلك إذا رأى على سبيل الفجأة حيوانا غريبا أو فعلا من أفعال اللّه خارقا للعادة انطلق لسانه بالمعرفة طبعا ،فقال سبحانه و هو يرى طول‌ النهار نفسه و أعضاءه و سائر الحيوانات المألوفة و كلها شواهد قاطعة و لا يحس بشهادتها لطول الانس بها ، ولو فرض أكمه بلغ عاقلا ثم انقشع غشاؤه عن عينه فامتد بصره إلى‌ السماء و الأرض و الأشجار و النبات و الحيوان دفعة واحدة على سبيل الفجأة يخاف على ‌عقله أن ينبهر لعظم تعجبه من شهادة هذه العجائب على خالقها. فهذا و أمثاله من الأسباب ‌مع الانهماك في الشهوات التي هي سدت على الخلق سبيل الاستضاءة بأنوار المعرفة والسباحة في بحارها الواسعة و الجليات إذا صارت مطلوبة صارت معتاصة.

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد ***** الا على اكمه لا يعرف القمرا

لكن بطنت بما أظهرت محتجبا ***** وكيف يعرف من بالعارف استترا

أقول و يشهد لذلك قول سيد الشهداء عليه السّلام في دعاء عرفة: كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك و متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي‌ توصل إليك ، عميت عين لا تراك و لا تزال عليها رقيبا ، و خسرت صفقة عبد لم تجعل له ‌من حبك نصيبا.

و قال أيضا: تعرفت لكل شيء فما جهلت شيئا.

وفي الحديث ما رأيت شيئا إلا و رأيت اللّه قبله و بعده و معه. و عن الصادق عليه السّلام أنه‌

سئل عن اللّه عز و جل هل يراه المؤمنون يوم القيامة قال: نعم و قد رأوه قبل يوم القيامة. فقيل متى فقال: حين قال لهم ألست بربكم قالوا بلى ثم سكت ساعة ثم قال و إن المؤمنين‌ ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ألست تراه في وقتك هذا، قال: فأحدث بهذا الحديث ‌عنك، فقال لا فإنك إذا حدثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقول ثم قدر أن هذا تشبيه ‌و كفر و ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين تعالى اللّه عما يصفه المشبهون‌ و الملحدون. و في كلام أمير المؤمنين عليه السّلام : ظاهر في غيب و غائب في ظهور لا تجنه‌

البطون عن الظهور و لا يقطعه الظهور عن البطون قرب فنأى و علا فدنا و ظهر فبطن و بطن‌ فعلن.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.