المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

تطور التأليف في فقه اللغة عند العرب
11-7-2016
عطف البيان
2024-02-17
الإنفاق على التعليم
20-10-2016
ثواب زيارة الامام الرضا(عليه السلام)
19-05-2015
سجن السندي
10-8-2016
الحسابـات الإجـماليـة القـومـيـة ودورها في الاقتصـاد
2024-06-11


التلميح  
  
2221   04:55 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : جلال الدين القزويني
الكتاب أو المصدر : الإيضاح في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص388-389
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2015 2082
التاريخ: 26-09-2015 1545
التاريخ: 24-09-2015 1320
التاريخ: 26-03-2015 1715

وأما التلميح فهو أن يشار إلى قصة أو شعر من غير ذكره فالأول كقول ابن المعتز

 ( أترى الجيرة الذين تداعوا ... عند سير الحبيب وقت الزوال )

 ( علموا أنني مقيم وقلبي ... راحل فيهم أمام الجمال )

 ( مثل صاع العزيز في أرحل القوم ... ولا يعلمون ما في الرحال ) وقول أبي تمام

 ( لحقنا بأخراهم وقد حوم الهوى ... قلوبا عهدنا طيرها وهي وقع )

 ( فردت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع )

 ( نضا ضوءها صبغ الدجنة وانطوى ... لبهجتها ثوب السماء المجزع )

 ( فوالله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع )

 أشار إلى قصة يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام واستيقافه الشمس فإنه روي أنه قاتل الجبارين يوم الجمعة فلما أدبرت

الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فدعا لله فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم والثاني كقول الحريري وإني والله لطالما تلقيت الشتاء بكافاته وأعددت له الأهب قبل موافاته

 أشار إلى قول ابن سكرة

 ( جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا )

 ( كن وكيس وكانون وكأس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا )

 وقوله أيضا بت بليلة نابغية وأومأ به إلى قول النابغة

 ( فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع ) وقول غيره

 ( لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظى ... أرق وأحفى منك في ساعة الكرب ) أشار إلى البيت المشهور

 ( المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار )

 ومن التلميح ضرب يشبه اللغز كما روي أن تميميا قال لشريك النميري ما في الجوارح أحب إلي من البازي

 فقال إذا كان يصيد القطا أشار التميمي إلى قول جرير

 ( أنا البازي المطل على نمير ... أتيح من السماء لها انصبابا )

 وأشار شريك إلى قول الطرماح

 ( تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت طرق المكارم ضلت )  

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.