المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



عبد قيس بن خُفاف البُرجمي  
  
14880   10:44 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص193-194
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 8535
التاريخ: 13-08-2015 2105
التاريخ: 30-12-2015 3429
التاريخ: 9-04-2015 2100

هو أبو جبيل عبد قيس بن خفاف البرجمي من بني عمرو بن حنظلة، من البراجم وهو قوم من بني تميم.
كان عبد قيس بن خفاف شريفا عظيما في قومه وشجاعا، وقد كان معاصرا لحاتم الطائي وللنابغة الذبياني وللنعمان بن المنذر. ويبدو أنه عاش حتّى طعن في السنّ.
كان عبد قيس بن خفاف شاعرا حكيما كثير التجارب. ومن أغراض شعره الفخر والمدح والحكمة، وكان يفتخر بالحماسة وبالخلق النبيل ويوصي بهما.
- المختار من شعره:
قال عبد قيس بن خفاف البرجمي ينصح ابنه جبيلا ويوصيه بمكارم الأخلاق:
أجبيل، إنّ أباك كارب يومه... فاذا دعيت إلى العظائم فافعل (1)
أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح... طبن بريب الدهر غير مغفّل (2)
اللّه فاتّقه وأوف بنذره... وإذا حلفت مماريا فتحلّل (3)
والضيف أكرمه فإنّ مبيته... حقّ، ولا تك لعنة للنّزّل
واعلم بأن الضيف مخبر أهله... بمبيت ليلته وان لم يسأل
وصل المواصل ما صفا لك ودّه... واحذر حبال الخائن المتبذّل
واترك محلّ السوء لا تحلل به... وإذا نبا بك منزل فتحوّل
وإذا هممت بأمر شرّ فاتّئد... وإذا هممت بأمر خير فافعل (4)
وإذا افتقرت فلا تكن متخشّعا... ترجو الفواضل عند غير المفضل
واستغن ما أغناك ربّك بالغنى... وإذا تصبك خصاصة فتجمّل (5)
وإذا تشاجر في فؤادك مرّة... أمران فاعمد للأعفّ الأجمل
وقال يمدح حاتما الطائيّ:
يعيش الندى ما عاش حاتم طيّئ... وان مات قامت للسخاء مآتم
ينادين: مات الجود معك فلا نرى... مجيبا له ما حام في الجوّ حائم
وقال رجال: أنهب العام ماله... فقلت لهم: إنّي بذلك عالم
_____________________
1) كارب (اقترب) يومه: حان موته. العظائم: الأمور العظيمة (الكريمة).
2) طبن: فطن، خبير.
3) حلفت مماريا: أقسمت يمينا (مجادلا وأنت تعرف أنك لست على الحق). تحلل: تخلص من تلك اليمين الكاذبة بأن تتوب من مثلها وتنفق شيئا من مالك كفارة.
4) اتئد: تمهل (فلعلك لا تفعله). فافعل: فافعل أمر الخير بسرعة.
5) الخصاصة: الفقر والحاجة.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.