أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015
7667
التاريخ: 26-03-2015
7183
التاريخ: 25-03-2015
3257
التاريخ: 25-03-2015
9750
|
الإيجاز والإطناب والمساواة
(1) المساواة
الأمثلة :
(1) قال تعالى : «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله».
(2) وقال تعالى : (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (1)
(3) وقال النابغة الذبياني :
فإنك كالليل الذي هو مدركي |
|
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع (2) |
(4) وقال طرفة بن العبد :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا |
|
ويأتيك بالأخبار من لم تزود (3) |
البحث :
يختار البليغ للتعبير عما في نفسه طريقا من طرق ثلاث ؛ فهو تارة يوجز، وتارة يسهب، وتارة يأتي بالعبارة بين بين، على حسب ما تقتضيه حال المخاطب ويدعو إليه موطن الخطاب، ونريد هنا أن نشرح هذه الطرق الثلاث، وسنبدأ بالمساواة لأنها الأصل المقيس عليه.
تأمل الأمثلة المتقدمة تجد الألفاظ فيها بقدر المعاني، وأنك لو حاولت أن تزيد فيها لفظا لجاءت الزيادة فضلا، أو أردت إسقاط كلمة لكان ذلك إخلالا، فالألفاظ في كل مثال مساوية للمعاني، ولذلك يسمى أداء الكلام على هذا النحو مساواة.
القاعدة :
(75) المساواة أن تكون المعاني بقدر الألفاظ، والألفاظ بقدر المعاني، لا يزيد بعضها على بعض.
(2) الإيجاز
(1) قال تعالى : «ألا له الخلق والأمر».
(2) وقال صلى الله عليه وسلم : «الضعيف أمير الركب» (4).
(3) وقيل لأعرابي يسوق مالا (5) كثيرا : لمن هذا المال؟ فقال : لله في يدي.
* * *
(4) قال تعالى : «وجاء ربك والملك صفا صفا».
(5) وقال تعالى : «ق والقرآن المجيد، بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم».
(6) وقال تعالى : في حكاية موسى عليه السلام مع ابنتي شعيب : (فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقيرٌ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا».
البحث :
تأمل أمثلة الطائفة الأولى تجد أن ألفاظها في كل مثال على قلتها جمعت معاني كثيرة متزاحمة. فالمثال الأول تضمن كلمتين استوعبتا جميع الأشياء والشئون على وجه الاستقصاء. حتى لقد روى أن ابن عمر رضى الله عنه قرأها فقال : من بقى له شيء فليطلبه. والمثال الثاني آية في البلاغة والحسن، فقد جمع من آداب السفر والعطف على الضعيف ما لا يسهل على البليغ أن يعبر عنه إلا بالقول المسهب الطويل. وكذلك الحال في المثال الثالث. وهذا الأسلوب من الكلام يسمى إيجازا. ولما كان مدار الإيجاز هنا على اتساع الألفاظ القليلة للمعاني المتكاثرة والأغراض المتزاحمة، لا على حذف بعض كلمات أو جمل، سمى إيجاز قصر
تأمل أمثلة الطائفة الثانية تجد أنها موجزة أيضا، وإذا أردت أن تعرف سر الإيجاز فيها فانظر إلى المثال الأول تجد أنه قد حذف منه كلمة، إذ تقدير الكلام فيه وجاء أمر ربك، وانظر إلى المثال الثاني تجد أنه حذف منه جملة هي جواب القسم، إذ تقدير الكلام «ق والقرآن المجيد» لتبعثن. أما المثال الثالث فالمحذوف فيه جمل عدة، ونظم الكلام من غير حذف أن يقال : فذهبتا إلى أبيهما، وقصتا عليه ما كان من أمر موسى، فأرسل إليه، «فجاءته إحداهما تمشي على استحياء».
ولما كان سبب الإيجاز في هذه الأمثلة هو الحذف سمى إيجاز حذف ويشترط في هذا النوع من الإيجاز أن يقوم دليل على المحذوف، وإلا كان الحذف رديئا والكلام غير مقبول.
القاعدة :
(66) الإيجاز جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإبانة والإفصاح، وهو نوعان :
(ا) إيجاز قصر، ويكون بتضمين العبارات القصيرة معاني قصيرة من غير حذف.
(ب) إيجاز حذف، ويكون بحذف كلمة (6) أو جملة أو أكثر مع قرينة تعين المحذوف.
نموذج
لبيان نوع الإيجاز في العبارات الآتية :
(1) قال تعالى : «أولئك لهم الأمن».
(2) وقال تعالى : «تالله تفتؤا تذكر يوسف».
(3) وقال تعالى : «أخرج منها ماءها ومرعاها».
(4) وقال تعالى : «فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم».
(5) وقال تعالى : «ولو أن قرآنا سيرت به الجبال، أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى، بل لله الأمر جميعا».
(6) وقال أبو الطيب :
أتى الزمان بنوه في شبيبته |
|
فسرهم وأتيناه على الهرم (7) |
(7) أكلت فاكهة وماء.
الإجابة
(1) في الآية إيجاز قصر ؛ لأن كلمة «الأمن» يدخل تحتها كل أمر محبوب، فقد انتفى بها أن يخافوا فقرا، أو موتا، أو جورا، أو زوال نعمة، أو غير ذلك من أصناف المكاره.
(2) في الآية إيجاز حذف، لأن المعنى «تالله لا تفتأ تذكر يوسف» فحذف حرف النفي.
(3) في الآية إيجاز قصر ؛ فقد دل الله سبحانه بكلمتين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للناس من العشب والشجر والحطب واللباس والنار والماء.
(4) في الآية إيجاز حذف، فقد حذف جواب أما، وأصل الكلام «فيقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم».
(5) في الآية إيجاز بحذف جواب لو، إذ تقدير الكلام لكان هذا القرآن.
(6) في البيت إيجاز بحذف جملة : والتقدير وأتيناه على الهرم فساءنا.
(7) في العبارة إيجاز بحذف جملة، إذ التقدير وشربت ماء.
تمرينات
(1)
بين نوع الإيجاز فيما يأتي ووضح السبب :
(1) قال تعالى : «وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض».
(2) وقال تعالى : (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(8).
(3) وقال عليه الصلاة والسلام : «إن من البيان لسحرا»
(4) وقال تعالى في وصف الجنة : «فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين».
(5) وقال تعالى : (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت)(9).
(6) وقال تعالى : «وإن يكذبوك فقد كذبت رسلٌ من قبلك».
(7) وقال صلى الله عليه وسلم : «الطمع فقر واليأس غنى».
(8) وقال على كرم الله وجهه : «آلة الرياسة سعة الصدر».
(9) وينسب للسموءل :
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها |
|
فليس إلى حسن الثناء سبيل (10) |
(10) وقال تعالى في وصف انتهاء حادثة الطوفان :
(وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين)(11).
(2)
بين جمال الإيجاز فيما يأتي واذكر من أي نوع هو :
(1) كتب طاهر بن الحسين إلى المأمون وكان واليه على عماله بعد هزمه عسكر علي بن عيسى بن ماهان (12) وقتله إياه :
كتابي إلى أمير المؤمنين، ورأس على بن عيسى بن ماهان بين يدي، وخاتمه في يدي، وعسكره مصرف تحت أمري والسلام.
(2) وخطب زياد (13) فقال :
أيها الناس لا يمنعنكم سوء ما تعلمون عنا أن تنتفعوا بأحسن ما تسمعون منا.
(3)
بين ما في التوقيعات (14) الآتية من جمال الإيجاز :
(1) وقع أبو جعفر المنصور في شكوى قوم من عاملهم :
كما تكونوا يؤمر عليكم (15).
(2) وكتب إليه صاحب مصر بنقصان النيل فوقع :
طهر عسكرك من الفساد يعطك النيل القياد (16).
(3) ووقع على كتاب لعامله على حمص وقد كثر فيه الخطأ :
استبدل بكاتبك، وإلا استبدل بك (17).
(4) وكتب إليه صاحب الهند أن جندا شغبوا عليه (18) وكسروا أقفال بيت المال، فوقع : لو عدلت لم يشغبوا، ولو وفيت لم ينتهبوا (19).
(5) ووقع هرون الرشيد إلى صاحب خراسان : داو جرحك لا يتسع.
(6) ووقع في قصة البرامكة : أنبتتهم الطاعة، وحصدتهم المعصية.
(7) وكتب إبراهيم بن المهدى في كلام للمأمون : إن عفوت فبفضلك، وإن أخذت فبحقك. فوقع المأمون : القدرة تذهب الحفيظة (20).
(8) ووقع زياد بن أبيه في قصة متظلم : كفيت.
(9) ووقع جعفر بن يحيى (21) لعامل كثرت الشكوى منه :
كثر شاكوك، وقل شاكروك، فإما عدلت، وإما اعتزلت.
(10) ووقع في قصة محبوس : العدل أوقعه، والتوبة تطلقه.
(4)
اقرأ الحكاية الآتية وبين وجه الإيجاز ونوعه فيما يعرض فيها من أمثال :
كان لرجل من الأعراب اسمه ضبة ابنان. يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنفرت إبل لضبة فتفرق ابناه في طلبها، فوجدها سعد فردها، ومضى سعيد في طلبها، فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بردان ؛ فسأله الحارث إياهما فأبى عليه فقتله وأخذ برديه ؛ فكان ضبة إذا أمسى ورأى تحت الليل سوادا قال : أسعد أم سعيد؟ فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة، ثم مكث ضبة بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه حج فوافى عكاظ فلقى بها الحارث بن كعب، ورأى عليه بردى ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له : هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال لقيت غلاما وهما عليه فسألته إياهما فأبى علي فقتلته وأخذتهما، فقال ضبة : بسيفك هذا؟ قال : نعم، قال : أرنيه فإني أظنه صارما ؛ فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخذه هزه وقال : الحديث ذو شجون (22) ثم ضربه به فقتله، فقيل له يا ضبة : أفي الشهر الحرام؟ فقال : سبق السيف العذل (23). فهو أول من سارت عنه هذه الأمثال الثلاثة
(5)
(1) هات ثلاثة أمثلة لإيجاز القصر وبين وجه الإيجاز في كل منها.
(2) هات ثلاثة أمثلة لإيجاز الحذف. بحيث يكون المحذوف في المثال الأول كلمة وفي الثاني جملة، وفي الثالث أكثر من جملة، وبين المحذوف في كل مثال.
(6)
بين ما في قول أبي تمام في المديح من بلاغة وإيجاز :
ولو صورت نفسك لم تزدها |
|
على ما فيك من كرم الطباع |
(3) الإطناب
البحث :
(1) قال تعالى : (تنزل الملائكة والروح فيها)(24).
* * *
(2) وقال تعالى : «رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات».
(3) وقال : «وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين».
* * *
(4) وقال عنترة بن شداد في بعض روايات معلقته :
يدعون عنتر والرماح كأنها |
|
أشطان بئر في لبان الأدهم (25) |
يدعون عنتر والسيوف كأنها |
|
لمع البوارق في سحاب مظلم |
* * *
(5) وقال النابغة الجعدي (26) :
ألا زعمت بنو سعد بأنى |
|
ـ ألا كذبوا ـ كبير السن فاني |
(6) وقال الحطيئة :
تزور فتى يعطى على الحمد ماله |
|
ومن يعط أثمان المحامد يحمد |
(7) وقال ابن نباتة السعدى :
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله |
|
تركتني أصحب الدنيا بلا أمل |
* * *
(8) وقال ابن المعتز يصف فرسا :
صببنا عليها ـ ظالمين ـ سياطنا |
|
فطارت بها أيد سراع وأرجل |
البحث :
عرفت فيما سبق معنى الإيجاز ؛ ونريد هنا أن نشرح لك نوعا آخر من الأساليب يقابله ويضاده فتزيد فيه الألفاظ على المعاني لغرض بلاغي.
تأمل المثال الأول تجد لفظ «الروح» فيه زائدا، لأن معناه داخل في عموم اللفظ المذكور قبله وهو الملائكة، وانظر في المثال الثاني تجد أن لفظ «لي ولوالدي» زائد أيضا، لدخول معناه في عموم المؤمنين والمؤمنات، وكذلك يشتمل كل مثال من الأمثلة الباقية على زيادة لفظية ستعرفها فيما يأتي، وسترى أيضا أن هذه الزيادة لم تجئ عبثا، وإنما جاءت للطيفة من اللطائف البلاغية التي تزيد قيمة الكلام وترفع من معانيه، وأداء الكلام على هذا الوجه يسمى إطنابا.
ارجع إلى الأمثلة وابحث فيها واحدا واحدا تجد طرق الإطناب فيها
مختلفة : فطريقه في المثال الأول ذكر الخاص بعد العام، فقد خص الله سبحانه وتعالى الروح بالذكر وهو جبريل مع أنه داخل في عموم الملائكة تكريما له وتعظيما لشأنه كأنه جنس آخر، ففائدة الزيادة هنا التنويه بشأن الخاص.
وطريقه في المثال الثاني ذكر العام بعد الخاص، فقد ذكر الله سبحانه المؤمنين والمؤمنات وهما لفظان عامان يدخل في عمومهما من ذكر قبل ذلك، والغرض من هذه الزيادة إفادة الشمول مع العناية بالخاص لذكره مرتين، مرة وحده، ومرة مندرجا تحت العام.
وطريقه في المثال الثالث الإيضاح بعد الإبهام فإن قوله تعالى : (أن دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين) إيضاح للإبهام الذي تضمنه لفظ «الأمر» وذلك لزيادة تقرير المعنى في ذهن السامع بذكره مرتين، مرة على طريق الإجمال والإبهام، ومرة على طريق الإيضاح والتفصيل.
وطريقه في بيتي عنترة التكرار لتقرير المعنى في نفس السامع وتثبيته، ويظهر هذا الغرض في الخطابة، وفي موطن الفخر والمدح والإرشاد والإنذار، وقد يكون التكرار لدواع أخرى، منها التحسر كما في قول الحسين بن مطير (27) يرثي معن بن رائدة :
فيا قبر معن أنت أول حفرة |
|
من الأرض خطت للسماحة موضعا (28) |
ويا قبر معن كيف واريت جوده |
|
وقد كان منه البر والبحر مترعا |
ومنها طول الفصل كما في قول الشاعر :
لقد علم الحى اليمانون أنني |
|
إذا قلت أما بعد أنى خطيبها (29) |
وطريقه في المثال الخامس الاعتراض، وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لغرض يقصد إليه البليغ، فجملة «ألا كذبوا» قد جاءت في بيت النابغة بين اسم إن وخبرها للإسراع إلى التنبيه على كذب من رماه بالكبر، وقد يكون من أغراض الاعتراض الإسراع إلى التنزيه، نحو : إن الله ـ تبارك وتعالى ـ لطيف بعباده، وقد يكون للدعاء نحو إني ـ وقاك الله ـ مريض.
وطريقه في المثالين السادس والسابع التذييل، وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا لها، فإن المعنى في كلا البيتين قد تم في الشطر الأول، ثم ذيل بالشطر الثاني للتوكيد. وإذا تأملت التذييل في المثالين وجدت بينهما بعض الخلاف. وذلك أن التذييل في المثال الأول مستقل بمعناه لا يتوقف فهمه على فهم ما قبله، ويقال له إنه جار مجرى المثل، أما في المثال الثاني فهو غير مستقل بمعناه إذ لا يفهم الغرض منه إلا بمعونة ما قبله، ويقال لهذا النوع إنه غير جار مجرى المثل.
تأمل المثل الأخير تجد أننا لو أسقطنا منه كلمة «ظالمين» لتوهم السامع أن فرس ابن المعتز كانت بليدة تستحق الضرب، وهذا خلاف المقصود، وتسمى هذه الزيادة في البيت احتراسا، وكذلك كل زيادة تجيء لدفع ما يوهمه الكلام مما ليس مقصودا.
القاعدة :
(67) الإطناب زيادة اللفظ على المعنى لفائدة (30) ويكون بأمور عدة منها :
(ا) ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص.
(ب) ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص.
(ح) الإيضاح بعد الإبهام، لتقرير المعنى في ذهن السامع.
(د) التكرار لداع : كتمكين المعنى من النفس، وكالتحسر، وكطول الفصل.
(ه) الاعتراض، وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب (31).
(و) التذييل، وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا لها، وهو قسمان :
(1) جار مجرى المثل إن استقل معناه واستغنى عما قبله.
(2) غير جار مجرى المثل إن لم يستغن عما قبله.
(ز) الاحتراس، ويكون حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه منه.
نموذج
بين نوع الإطناب فيما يأتي :
(1) قال تعالى : «أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ،
أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون، أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون».
(2) وقال تعالى : «وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون، كل نفس ذائقة الموت».
(3) وقال أبو الطيب :
إني أصاحب حلمي وهو بي كرم |
|
ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن |
(4) وقال النابغة الجعدي يهجو :
لو ان الباخلين وأنت منهم |
|
رأوك تعلموا منك المطالا |
(5) وقالت أعرابية لرجل : كبت الله كل عدو لك إلا نفسك.
(6) وقال تعالى : «أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين».
الإجابة
(1) في الآية إطناب بالتكرار في معرض الإنذار لتقرير المعنى في نفوس السامعين.
(2) في الآية إطناب بالتذييل في موضعين : أولهما قوله تعالى : (أفإن مت فهم الخالدون)، وهذا تذييل لم يجر مجرى المثل، والثاني قوله تعالى : «كل نفس ذائقة الموت» وهو جار مجرى المثل.
(3) في البيت إطناب بالاحتراس في موضعين : أولهما في الشطر الأول بذكر وهو بي كرم، وثانيهما في الشطر الثاني بذكر وهو بي جبن.
(4) في البيت إطناب بالاعتراض. فقد جاءت جملة : «وأنت منهم» معترضة بين اسم إن وخبرها للإسراع إلى ذم المخاطب.
(5) هنا إطناب بالاحتراس، لأن نفس الإنسان تجرى مجرى العدو له، فإنها تدعوه إلى ما يوبقه.
(6) في الآية إطناب بالإيضاح بعد الإبهام فإن ذكر الأنعام والبنين توضيح لما أبهم قبل ذلك في قوله : «بما تعلمون».
تمرينات
(1)
وضح الغرض من التكرار في كل مثل من الأمثلة الآتية :
(1) قال بعض شعراء الحماسة :
إلى معدن العز المؤثل والندى |
|
هناك هناك الفضل والخلق الجزل (32) |
(2) وقالت أعرابية ترثي ولديها :
يا من أحس بنيي اللذين هما |
|
كالدرتين تشظى عنهما الصدف (33) |
يا من أحس بنيي اللذين هما |
|
سمعي وطرفي فطرفي اليوم مختطف (34) |
(3) وقال عمرو بن كلثوم (35) في معلقته :
بأي مشيئة عمرو بن هند (36) |
|
نكون لقيلكم فيها قطينا (37) |
بأي مشيئة عمرو بن هند |
|
تطيع بنا الوشاة وتزدرينا (38) |
(4) قال تعالى : «فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا».
(2)
بين مواطن الاعتراض وفائدته في الأمثلة الآتية :
(1) قال العباس بن الأحنف :
إن تم ذا الهجر يا ظلوم ولا |
|
تم فما لي في العيش من أرب (39) |
(2) وقال أبو الفتح البستي (40) :
إذا حمد الكريم صباح يوم |
|
وأنى ذاك لم يحمد مساءه (41) |
(3) وقال أبو خراش الهذلي (42) يذكر أخاه عروة :
تقول أراه بعد عروة لاهيا |
|
وذلك رزء لو علمت جليل |
فلا تحسبي أني تناسيت عهده |
|
ولكن صبري يا أميم جميل (43) |
(4) واعلم فعلم المرء ينفعه |
|
أن سوف يأتي كل ما قدرا (44) |
(3)
بين مواطن التذييل ونوعه في كل مثال من الأمثلة الآتية :
(1) قال أبو تمام يعزي الخليفة في ابنه :
تعز أمير المؤمنين فإنه |
|
لما قد ترى يغذى الصبى ويولد (45) |
هل ابنك إلا من سلالة آدم |
|
لكل على حوض المنية مورد |
(2) وقال إبراهيم بن المهدي في رثاء ابنه :
تبدل دارا غير دارى وجيرة |
|
سواي وأحداث الزمان تنوب |
(3) فإن أك مقتولا فكن أنت قاتلي |
|
فبعض منايا القوم أكرم من بعض |
(4) قال تعالى : «ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور».
(4)
بين مواطن الاحتراس وسبب الإتيان به في الأمثلة الاتية :
(1) قال أبو الحسين الجزار (46) في المديح :
ويهتز للجدوى إذا ما مدحته |
|
كما اهتز حاشا وصفه شارب الخمر |
(2) وقال آخر :
وما بي إلى ماء سوى النيل غلة |
|
ولو أنه أستغفر الله زمزم |
(3) وقال عنترة :
يخبرك من شهد الوقيعة أنني |
|
أغشى الوغى وأعف عند المغنم (47) |
(4) وقال كعب بن سعيد الغنوي
حليم إذا ما الحلم زين أهله |
|
مع الحلم في عين الرجال مهيب (48) |
(5)
بين مواقع الإطناب والغرض منه فيما يأتي :
(1) قال تعالى : «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي».
(2) وقال أيضا : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى».
(3) وقال الشاعر :
والسعي في الرزق والأرزاق قد قسمت |
|
بغى ألا إن بغي المرء يصرعه |
(4) وقال تعالى : «وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين».
(5) وقال تعالى : «وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد، يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاعٌ، وإن الآخرة هي دار القرار».
(6) وقال تعالى : «اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء».
(7) وقال الحماسي :
أسجنا وقيدا واشتياقا وغربة |
|
ونأى حبيب؟ إن ذا لعظيم |
وإن امرأ دامت مواثيق عهده |
|
على مثل هذا إنه لكريم |
(8) وقال تعالى :
«فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد».
(9) وقال إبراهيم بن المهدي في رثاء ابنه :
وإني وإن قدمت قبلي لعالم |
|
بأني وإن أخرت منك قريب |
(10) قال تعالى : «ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون».
(11) وقال أوس بن حجر (49) :
ولست بحابئ أبدا طعاما |
|
حذار غد لكل غد طعام |
(12) وقال تعالى : «ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر».
(13) وقال تعالى : «إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم، وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفورٌ رحيمٌ».
(14) وقال تعالى : «وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارةٌ بالسوء».
(15) قال تعالى : «يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين».
(6)
بين ما تراه في الأبيات الآتية من العيوب البلاغية :
(1) قال أبو نواس :
أقمنا بها يوما ويوما وثالثا |
|
ويوما له يوم الترحل خامس (50) |
(2) وقال النابغة في وصف دار :
تبينت آيات لها فعرفتها |
|
لستة أعوام وذا العام سابع |
(3) وقال أبو العتاهية :
مات والله سعيد بن وهب |
|
رحم الله سعيد بن وهب |
يا أبا عثمان أبكيت عيني |
|
يا أبا عثمان أوجعت قلبي |
(7)
تدبر الكلام الموجز الآتي ثم ضعه في أسلوبين من إنشائك يكون في أحدهما مساويا لمعناه، وفي الآخر زائدا على معناه :
أما بعد فعظ الناس بفعلك، واستحى من الله بقدر قربه منك، وخفه بقدر قدرته عليك.
(8)
لماذا كان كل مثال به فصل لكمال الاتصال ضربا من الإطناب؟ مثل بأمثلة مختلفة، وبين نوع الإطناب في كل مثال.
(1) هات مثالين للإطناب بذكر الخاص بعد العام، وآخرين للإطناب بذكر العام بعد الخاص، وبين فائدة الزيادة التي تضمنها الكلام في كل مثال.
(2) هات مثالين للاعتراض، وبين فائدته في المثالين.
(3) هات أربعة أمثلة للتكرار الحسن، وبين غرضك منه في كل مثال، واستوف أغراض التكرار التي عرفتها.
(4) هات مثالين للتذييل الجاري مجرى المثل، وآخرين للتذييل الذي لم يجر مجرى المثل.
(5) هات مثالين للاحتراس.
(9)
اشرح بيتي المتنبي في وصف شعب بوان (51)، وبين نوع الإطناب فيهما :
ملاعب جنة لو سار فيها |
|
سليمان لسار بترجمان (52) |
طبت فرساننا والخيل حتى |
|
خشيت وإن كرمن من الحران (53) |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يحيق : من قولهم حاق به الشيء إذا أحاط به.
(2) المنتأى : موضع البعد وهو اسم مكان من انتأى عنه أي بعد : يخاطب النابغة الذبياني النعمان بن المنذر ويشبهه في حال سخطه بالليل في أنه يعم كل موطن، وذلك لسعة ملك النعمان وبسطة نفوذه فلا يفلت منه أحد.
(3) من لم تزود : أي من لم تعطه زادا، والزاد : طعام المسافر، يقول : إن عشت فستعلمك الأيام ما لم تكن تعلم، ويأتيك بالأخبار من لم توجهه في طلبها.
(4) الركب : جماعة المسافرين.
(5) المال : كل ما ملكته، ويطلق عند الأعراب على الإبل.
(6) الكلمة المحذوفة إما حرف، وإما فعل، وإما اسم، والاسم المحذوف قد يكون مضافا، أو موصوفا، أو صفة.
(7) يقول : إن بني الزمان من الأمم السالفة جاءوا في حداثة الدهر فسرهم، ونحن أتيناه وقد هرم فلم يبق عنده ما يسرنا به.
(8) خذ العفو : أي خذ الميسور من أخلاق الرجال ولا تستقص عليهم.
(9) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. يقول له : لو ترى حال الكفار عند الموت لرأيتها مزعجة. ومعنى قوله فلا فوت : فلا مهرب لهم من العذاب.
(10) يقول : إذا كان المرء لا يصبر النفس على مكارهها لم يكن هناك سبيل إلى اكتسابه الحمد.
(11) أقلعي : كفى عن المطر، وغيض الماء : نضب، والجودى : جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام عند انتهاء الطوفان.
(12) علي بن عيسى بن ماهان من كبار القادة في عصر الرشيد والأمين، وهو الذي حرض الأمين على خلع المأمون من ولاية العهد، وسيره الأمين لقتال المأمون بجيش كبير فقتله طاهر بن الحسين قائد جيش المأمون سنة 195 ه.
(13) أمير خطيب مصقع، وهو من القادة الفاتحين، والولاة الدهاة، أسلم في عهد أبي بكر رضى الله عنه، ثم ألحقه معاوية بنسبه فكان عضده الأقوى، وولاه البصرة والكوفة وسائر العراق، وتوفى سنة 53 ه.
(14) التوقيع : رأى الحاكم يكتبه على ما يعرض عليه من شئون الدولة.
(15) أمره عليهم : جعله أميرا.
(16) القياد : حبل يقاد به.
(17) أي اتخذ مكان كاتبك كاتبا آخر. وإلا أقيم مكانك عامل آخر.
(18) الشغب : تهييج الشر.
(19) الانتهاب : النهب والأخذ.
(20) الحفيظة : الحمية والغضب.
(21) هو أحد مشهوري البرامكة ومقدميهم، ولد في بغداد ونشأ بها، ثم استوزره هرون الرشيد وألقى إليه مقاليد الدولة. فانقادت له الأمور، وما زال كذلك حتى غضب الرشيد على البرامكة فقتله في جملتهم سنة 178 ه وهو أحد الموصوفين بفصاحة المنطق وبلاغة القول وكرم اليد والنفس.
(22) أي ذو طرق، الواحد شجن، يضرب هذا المثل في الحديث يتذكر به غيره.
(23) العذل : الملامة.
(24) الروح : جبريل عليه السلام.
(25) أشطان البئر : حباله، ولبان الأدهم : صدر الفرس.
(26) هو حسان بن قيس الجعدي، شاعر قديم معمر أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم وحسن إسلامه وأنشد النبي صلى الله عليه وسلم فأعجب به وقال له : لا يفضض الله فاك.
(27) شاعر عاش في الدولتين الأموية والعباسية، وله مدائح في رجالهما، وكان من أحسن أهل البادية زيا وكلاما، توفى سنة 169 ه بعد معن زائدة وله رثاء فيه.
(28) خطت للسماحة موضعا : أي اتخذت لتكون موضعا للكرم والجود.
(29) اليمانون : المنسوبون إلى اليمن.
(30) فإذا لم تكن في الزيادة فائدة سميت «تطويلا» إن كانت الزيادة غير متعينة، «وحشوا» إن كانت متعينة، فالتطويل كما في قول عنترة بن شداد :
حييت من طلل تقادم عهده |
|
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم |
والحشو كما في قول زهير بن أبي سلمى :
وأعلم علم اليوم والأمس قبله |
|
ولكنني عن علم ما في غد عمي |
(31) ويجب أن يكون للبليغ في الاعتراض غرض يرمى إليه غير دفع الإيهام، فإن كان الغرض دفع الإيهام كان احتراسا.
(32) معدن العز : موطنه ومركزه، والمؤثل : المؤصل والمعظم، والخلق الجزل : الطبع القوي الكريم.
(33) تشظى الصدف : تطاير شظايا، والشظايا جمع شظية : وهي الفلقة من العصا ونحوها.
(34) الطرف : البصر.
(35) شاعر جاهلي وهو من فحول الشعراء في الجاهلية ومن فرسانهم وأشرافهم، وهو صاحب المعلقة التي أولها «ألا هبي بصحنك فاصبحينا».
(36) هو ملك الحيرة وكان جبارا عنيدا لا يرى في الناس من يدانيه في الشرف والمنزلة، وقد أراد أن يستذل عمرو بن كلثوم باتخاذ أمه وصيفة لأمه، فثارث الحمية في قلب عمرو بن كلثوم فجرد سيفا وضرب الملك فقتله.
(37) القيل : الملك دون الملك الأعظم وجمعه أقيال، والقطين : الخدم، يقول : كيف تطمع أن نكون خدما لمن وليت علينا من الأمراء على ما تعلم من عزنا.
(38) يقول : كيف تطيع الوشاة فينا وتحتقرنا على ما تعلم من قلة صبرنا على احتمال الضيم.
(39) ظلوم : اسم امرأة.
(40) شاعر عصره وكاتبه، نسب إلى بوست (قرب سجستان) وقد ولى كتابة ديوانها، ثم انتقل إلى بخاري فمات فيها سنة 400 ه، وله ديوان شعر.
(41) يقول : إن الدهر قلب لا يدوم على حال، فإذا سر إنسانا في صباح يومه أساء إليه في مسائه، ومن سره زمن ساءته أزمان.
(42) هو خويلد بن مرة أحد بني هذيل، وهو من فرسان العرب وفتاكهم، شاعر مخضرم، أسلم وهو شيخ كبير يوم حنين، وكان عداء، وخراش ابنه، وعروة أخوه.
(43) الصبر الجميل : هو الذي لا شكوى فيه.
(44) أن في البيت مخففة من الثقيلة، وضمير الشأن محذوف، يقول : إن المقدور آت لا محالة وإن تأخر، وفي هذا تسلية وتسهيل للأمر.
(45) تعز : تصبر، يقول : تصبر يا أمير المؤمنين، فإن الموت سبيل كل حي، والصبي لا يولد ولا يغذى إلا استعدادا للموت.
(46) شاعر مصري رقيق، تظهر في شعره خفة الروح المصرية، ولد سنة 601 ه ومات سنة 672 ه.
(47) الوقيعة : القتال، والوغى في الأصل : صوت المقاتلة في الحرب ثم استعمل في الحرب نفسها، يقول : إنه يغشى الحرب شجاعة، فإذا كانت الغنيمة كف عفة ؛ لأنه لا يقاتل لأجلها.
(48) يقول : هو حليم في المواطن التي يحمد فيها الحلم، وهو مع حلمه مهيب في أعين الرجال.
(49) من شعراء الجاهلية وفحولها يجيد في شعره ما يريد، وهو من الطبقة الثانية، وعمر طويلا وكانت وفاته أول ظهور الإسلام.
(50) يريد أنهم أقاموا ثمانية أيام، عد منها ثلاثة في الشطر الأول، ثم أضاف إليها خمسة في الشطر الثاني، لأنه يقول إننا أقمنا بعد الثلاثة الأيام الأولى يوما له يوم الرحيل خامس، أي خمسة أيام أخرى.
(51) شعب بوان : موضع عند شيراز، كثير الشجر والمياه ويعد من جنان الدنيا.
(52) الجنة : الجن، جعل الشعب لغرابة مناظره كأنه منزل للجن، ويقول : إن لغة أهله بعيدة عن الأفهام حتى لو أتاهم سليمان مع علمه بلغات الجن لاحتاج إلى من يترجم له.
(53) طباه : دعاه واستماله، والحران في الدابة : أن تقف مكانها فلا تبرح.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|