المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

إدراك النفس
1-07-2015
سوء الخُلق يُسبِّب ضغطة القَبر
27-11-2016
The reaction of hexaaquacopper(II) ions with carbonate ions
7-12-2018
منتجات الحوامض الامينية Amino Acids Producers
4-5-2017
أمريكا الجنوبيّة
17-5-2017
سرعة اجراء التحقيق
11-5-2017


القافية  
  
3621   05:28 مساءاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : أبو يعلى التنوخي
الكتاب أو المصدر : القوافي
الجزء والصفحة : ص1-2
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 11245
التاريخ: 25-03-2015 14611
التاريخ: 25-12-2015 19149
التاريخ: 25-03-2015 13650

سميت القافية قافية لكونها في آخر البيت مأخوذة من قولك: قفوت فلاناً، إذا تبعته. وقفا الرجل أثر الرجل إذا قصه. وقافية الرأس مؤخره. ومنه الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم..... ثلاث عقد، فإذا قام من الليل فتوضأ انحلت عقدة.... " .

والقافية من الأسماء المنقولة من العموم إلى المخصوص. فإذا أريد بها الشعر لم يقع عليها هذا الاسم حتى تقارن كلاماً موزوناً. وإذا أريد بها الاشتقاق اتسعت فيها العبارة.

مثل ذلك الصيام. وهو في الشرع محصور، وفي اللغة يعبر به من الإمساك والوقوف في كل موضع. يقال: صام النهار، إذا دومت الشمس في السماء، ثبتت وسط السماء وصام الفرس إذا قام.

قال النابغة:

خَيلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صَائمةٍ ... تَحْتَ العَجاجِ وَخَيلٌ تَعلُكُ اللُّجُمَا

ومن ذلك الحج. هو في الشرع محصور، وفي اللغة يعبر به عن القصد إلى كل شيء. قال الشاعر:

يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبرقانِ المُزَعْفَرا

يريد صفرة عما منه. وقال آخر:

يَحُجُّ مَأمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ

وقال آخر:

فَدُونَكُمْ حَجُوا العيونَ بِأثْمِدٍ ... مَعَ العَانِيَاتِ البِيضِ فَوْقَ الأرَائِكِ

ومن ذلك الإيلاء هو في الشرع أن يقسم الرجل لا يطأ زوجته أربعة أشهر فصاعداً. وهو في اللغة اليمين على كل شيء.

قال الشاعر:

وأَكذبُ ما يكون أبو المُثَنَّى ... إذا آلى يَميناً بالطَّلاقِ

وقال آخر:

رَفَعُوا رايةَ الضِّرَابِ وآلو ... لَيَذُودُونَ سَامِرَ المَلْحَاءِ

فصل: قال أبو بكر محمد بن دريد: سميت قوافي لأن بعضها يتلو بعضا. وهذا المعنى غير موجود في القافية الأولى، إلا أن يراد بقسميتها قافية، أنها تصلح أن تكون في موضع ما بعدها، مثل هذا الثوب مدفئ، وطعام مشبع طهور، أي يصلح أن يكون منه ذلك.

وقال قوم: سميت قافية لأنها فاعلة بمعنى مفعولة، كما يقال راضية بمعنى مرضية. كان الشاعر يقفوها، أي يتبعها ويطلبها. وأصل ذلك الاتباع. قال الله تعالى: " وقفينا على آثارهم ".

واحتج من رأى الحكم بالعلم بقوله " ولا تقف ما ليس لك به علم " لأن فيه دليل خطاب أجاز له أن يقفو ما له به علم ويتبعه.

فصل: وقد اختلف الناس في القافية فقال بعضهم هي القصيدة بهذا البيت:

وَقَافِيَةً مِثْلِ حَدِّ السِّنَا ... نِ نَبْقَى وَيَذْهَبُ مَنْ قَالَهَا

وقال بعضهم: القافية البيت، واحتج بقول سحيم عبد بني الحسحاس:

أشَارِتْ بِمِدْرَاهَا وَقَالَتَّ لِتِرْبِهَا أَعَبْدُ بَنِي الحَسْحَاسِ يُزْجى القَوَافِيَا

ويقول حسان:

فَنُحْكِمُ بالقَوَافِي مَنْ هَجَانا ... وَنَضْرِبُ حَتَّى تُخْتَلِطُ الدِّمَاءُ

وقال قوم: القافية الكلمة الأخيرة وشيء قبلها، واحتج بأن أعرابياً سئل عن القافية في قوله:

بَنَاتُ وِطَاءِ عَلَى خَدِّ اللَّيْلْ

وقال سعيد بن مسعدة: القافية الكلمة الأخيرة. واحتج بأن قائلاً لو قال لك: اجمع لي قوافي تصلح مع كتاب لأتيت له بشباب ورباب.

وقال أبو موسى الحامض: القافية ما يلزم الشاعر تكريره في كل بيت من الحروف والحركات وهذا قول جيد. ويأتي بيان ما ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وقال قطرب: القافية حرب الروى وأدخلت الهاء عليه كما أدخلت على علامة ونسابة ولأن القائل يقول قافية هذه القصيدة دال أو ميم.

أما الخليل، فله في القافية قولان. أحدهما: أنها الساكنان الآخران من البيت وما بينهما مع حركة ما قبل الساكن الأول منهما. فعلى هذا القول تكون القافية في قول الشاعر:

إذَا مَا أَتَتْ من صاحِبٍ لك زَلَّةٌ ... فَكُنْ أنْتَ مُحْتَالاً لِزَلَّتِهِ عُذْراً

تكون القافية حركة العين والذال والراء والألف. وفي قول الآخر:

وليسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ شِيمَةِ الفَتى ... ولكن حُظوظُ قُسِّمَتْ وَجُدُودُ

حركة الدال الأولى والواو والدال والواو.

والقافية على قول الخليل الآخر ما بين الساكنين الأخيرين من البيت مع الساكن الأخير فقط.

والقوافي على هذا تنقسم خمسة أضرب:

فالأول: المتكاوس، وهو أن يجتمع أربعة حروف متحركات بعدها ساكن. كقول العجاج:

قد جبر الدَّينَ الإله فَجَبْر

وكقوله أيضاً:

هَلاّ سَأَلْتَ طَلَلاً وَحَمَمَا

فقوله هفجبر هو القافية، وكذلك وحمما. وقيل: إن اشتقاق المتكاوس من قولك: تكاوس الشيء، إذا تراكم، فكأن الحركات لما تكاثرت فيه تراكمت. ولو قيل إنه من كاس البعير يكوس كوساً، إذا فقد إحدى قوائمه فحبا على ثلاث، لكان ذلك وجهاً، لأن الكوس أصله النقص. ذكر ذلك أبو إسحاق الزجاج، وغيره.

وقيل ذلك في الدابة لنقص قوائمها. وأنشد:

فظلَّت تَكُوسُ زماناً على ... ثَلاثٍ وكان لها أَرْبَعُ

وهذه القافية قد دخلها النقص لأن أصلها مستفعلن بحذف ثانيه، وطوى بحذف رابعة، فبقي متعلن، فنقل إلى فعلتن وهو المخبول. والغريزة تنفر منه. ولا يكون ذلك في شيء من ضروب العروض إلا فيما ضربه مستفعلن من البسيط. وهو الرابع من ضروبه. وجميع ضروب الرجز ما خلا الضرب الثاني منه.

وأما القافية الثانية فهي المتراكب. وذلك أن يجتمع ثلاثة حروف متحركة بعدها ساكن. وهو مأخوذ من تراكب الشيء، إذا ركب بعضه بعضاً.

وهو مثل قول الشاعر:

وَما نَزَلْتُ من المَكْرُوه مَنْزِلةً ... إلاَّ وَثِقْتُ بِأَنْ أَلقَى لَهَا فَرَجاً

والضرب الثالث من القوافي يقال له المتدارك وهو أن يجتمع متحركان بعدهما ساكن مثل قول الشاعر:

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيبْخَلِ بِفَضْلِهِ عَلَى قَوْمِه يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَّمُ

كأن الحركتين تدراكتا فيه.

والضرب الرابع المتواتر وهو حرف واحد متحرك بعده ساكن، كقول الهذلي:

حَمِدْتُ إلهي بَعْدَ عُرْوَةَ إذْ نَجَا خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ

وهو مأخوذ من الوتر وهو الفرد.

والضرب الخامس أن يجتمع في آخر البيت ساكنان ويقال له المترادف لأنه ترادف فيه ساكنان ويجوز أن يكون سمي بذلك لأنه أكثر ما يستعمل بحرف لين، وربما أتى بغير لين فيسمى مصمتاً. فالذي بحرف لين كقوله:

مَنْ عَائِدي اللَّيْلَةَ أَمْ مَنْ نَصِيحْ ... بِتُّ يَهمّ فَفُؤَادِي قَرِيحْ

والمصمت كالمسموع يوم فتح مكة من بعض العرب وهو خامس السريع

رَفَّعْتَ أَذْيالَ الحَفِّي وَأَرْبَعْنْ ... مَشى حَيِيِّاتٍ كَأَن لَمْ يَفْزَعْنْ

إن يُمْنَعْ اليومَ نِساءٌ تَمْنَعْنْ

فالتقييد والردف لا زمان له. فلما عدم الردف ها هنا سمي مصمتاً.

فصل: سألت الشيخ أبا العلاء -رحمه الله -ما يسمى القصد من الرجز تجتمع فيها القافية المتكاوسة والمتراكبة والمتداركة.

وذلك لأن ضروب الرجز مستفعلن على ما تقدم إلا الثاني. فمستفعلن متدارك: وكذلك إن نقله الخبن إلى مفاعلن وبنقله الطي إلى مفتعلن فيكون متراكباً، وينقله الخبل إلى فعلتن فيكون متكاوساً.

فقال: ما علمت أن أحداً قاله. ذكر هذا.

وأنا أسمي هذه القصيدة المثفاة يذهب بذلك إلى ثفية. ومنه المرأة المثفاة، وهي التي نكحت ثلاثة أزواج.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.