المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مراحل عمل المونتاج
29-10-2020
الشكر على النِّعم الإلهيّة التي اعطاها الله لرسوله (ص)
11-10-2014
ما ينبغي للمؤمن في الطهارة
22-9-2016
تفسير الآيات [24، 25] من سورة البقرة
12-06-2015
Approximants L
2024-05-31
انكسار التناظر بعد الانفجار العظيم مباشرة
2023-03-19


المبالغة في المدح  
  
6919   03:03 مساءاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص350-351
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر العباسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 6195
التاريخ: 30-7-2019 5211
التاريخ: 24-03-2015 2767
التاريخ: 24-03-2015 2020

لم يخل الشعر من المدح في عصر من العصور، لكنه كان في الجاهلية أقرب الى الواقع وابعد عن المبالغة، ثم اخذ يزداد مبالغة بازدياد الحضارة والركون الى الرخاء واضطرار الشعراء الى التزلف والتملق، ولا سيما بعد الاختلاط بالفرس. فبعد ان كان زهير بن أبي سلمى يقول في مدح كريم حازم:

تراه إذا ما جئته متهللا     كأنك تعطيه الذي أنت سائله

صار منصور النمري يقول في الرشيد:

ان المكارم والمعروف أودية     أحلك الله منها حيث تجتمع

إذا رفعت امرءا فالله رافعه     ومن وضعت من الاقوام متضع

من لم يكن بأمين الله معتصما    فليس بالصلوات الخمس ينتفع

ان أخلف الغيث لم تخلف انامله     او ضاق امر ذكرناه فيتسع

وقول رجل من ولد زهير بن أبي سلمى في مدحه: (فكأنه بعد الرسول رسول). وقول العكوك في مدح أبي دلف:

أنت الذي تنزل الايام منزلها      وتنقل الدهر من حال الى حال

وما مددت مدى طرف الى أحد      الا قضيت بأرزاق وآجال

على ان المبالغة زادت بعد هذا العصر من كل وجه بزيادة أسباب الزلفى والانغماس في الرخاء كما ستراه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.