أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015
10363
التاريخ: 24-03-2015
10846
التاريخ: 24-03-2015
4187
التاريخ: 24-03-2015
7054
|
مميزات الشعر في هذا العصر:
1- ظهرت في هذا العصر شكوى الشعراء من ذهاب دولة الشعر وانقضاء العصر الذي كان الشعر فيه يثير النفوس ويستنهض الهمم بذهاب الخلفاء والامراء الذين كانوا يعرفون قدر الشعر ويقدمون اصحابه بالسخاء. وقد عبر ابن الرومي عن ذلك (وهو من اهل ذلك العصر) بقوله:
ذهب الذين نهزهم مداحهم هز الكماة عوالي المران
كانوا إذا امتدحوا رأوا ما فيهم فالأريحية منهم بمكان (1)
2- كثر فيه ذكر المعاني الفلسفية وتعبيراتها لتفشي علوم الاقدمين بين المسلمين على إثر ترجمة الكتب في العصر الماضي وفي هذا العصر. وظهر جماعة من الشعراء عدوا بين الفلاسفة لتغلب العلوم الطبيعية على نفوسهم. على ان الآراء الفلسفية ظهرت ناضجة في شعراء العصر العباسي الآتي ذكره.
3- ظهر فيه البديع ولم يكن منه قبلا الا نزر يسير. على ان البديع قديم في العربية حتى في النثر فضلا عن الشعر، لان هذه اللغة تمتاز بقبولها للاستعارات والكنايات (2). ولكن المشهور ان اول من فتق البديع بشار بن برد وابن هرمة، ثم اتبعهما مقتديا بهما كلثوم بن عمرو العتابي ومنصور النمري ومسلم بن الوليد وأبو نواس واتبع هؤلاء ابو تمام والبحتري، ثم ابن المعتز فانتهى البديع اليه (3) فانه ألطف اصحابه شعرا واكثرهم بديعا وهو من شعراء العصر العباسي الثاني.
4-نبغت طبقة من الكتاب انتقدوا الشعر وروايته، وكانوا ينقلونه في العصر السابق بلا تمحيص. فصاروا في هذا العصر ينظرون فيه ويتدبرون معانيه وأساليبه بعين النقد. ولا سيما بعد اطلاعهم على ترجمة كتاب ارسطو في نقد الشعر الذي نقله ابو بشير من السريانية الى العربية. وأكثر الذين اشتغلوا في ذلك من الادباء. وسيأتي ذكرهم في باب الأدب. أما النقد التاريخي فلم يجرأوا عليه في هذا العصر.
5- وفي هذا العصر تقدم الشعراء خطوة اخرى في الزهريات والتغزل بها كقول ابن المعتزل يصف قضيبا من الريحان:
قضيب من الريحان شابه لونه إذا ما بدا للعين لون الزمرد
وشبهته لما تأملت حسنه عذارا تدلى في عوارض امرد
وقول البحتري:
ورق تغنى على خضر مهدلة تسمو بها وتمس الارض أحيانا
تخال طائرها نشوان من طرب والغصن من هزه عطفيه نشوانا
وقد رأيت كثرة الشعراء في عصر بني أمية للأغراض السياسية التي اقتضاها مسلك الامويين في السياسة بين العصبيات والاحزاب مع تغلب البداوة على أنفسهم. ورأيت كثرة الشعراء في العصر العباسي الاول بانتقال الدولة من البداوة الى الحضارة مع رغبة الخلفاء ورجال الدولة في الشعر وسائر فنون الأدب، وهو الباعث الاقوى على ظهور قرائح الشعراء كل عصر.
اما في العصر العباسي الثاني الذي نحن في صدده، فقد ضعفت تلك الاسباب واشتغل الخلفاء بأنفسهم ورجالهم .. فلم ينبغ من فحول الشعراء فيه الا الذين قويت شاعريتهم. وهم نفر لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين، ولشعرهم صيغة تلائم ذلك العصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يتيمة الدهر ج1
(2) البيان ج1
(3) العمدة ج1
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|