أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2019
2397
التاريخ: 9-6-2021
1994
التاريخ: 26-10-2019
2835
التاريخ: 7-2-2017
1671
|
غزوة مؤتة:
فأقول: إن مؤتة جهة وجه إليها النبي ً طائفة من المسلمين، وأمرَّ عليهم زيد بن حارثة قال: ((فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فعبد الله بن رواحة الأنصاري)).
قالوا: وكان النعمان بن نهض اليهودي حاضراً، فقال: يا أبا القاسم، إن كنت نبيئاً فسيصاب من سميت قليلاً كانوا أو كثيراً، إن الأنبياء في بني إسرائيل كانوا إذا استعملوا الرجل على القوم، ثم قالوا: إن أصيب فلان فلو سموا مائة أصيبوا جميعاً، ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة: اعهد إلى أهلك فلا ترجع إلى محمد أبداً إن كان نبياً. فقال زيد بن حارثة: أشهد أنه نبي صادق.
قال الواقدي: ولما ودَّع عبد الله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: مرني بشيء أحفظه عنك، قال: ((إنك قادم غداً بلداً السجود فيه قليل، فأكثر السجود)) فقال عبد الله: زدني -يا رسول الله-، فقال: ((اذكر الله فإنه عون لك على ما تطلب)) فقام من عنده حتى إذا [ما] مضى [ذاهباً] رجع فقال: يا رسول الله، إن الله وتراً يحب الوتر فقال: ((يا ابن رواحة، ما عجزت فلا تعجز إن أسأت عشراً أن تحسن واحدة)). فقال ابن رواحة: لا أسألك عن شيءٍ بعدها.
قال الواقدي: ومضى المسلمون فنزلوا وادي القرى فأقاموا به أياماً فساروا حتى نزلوا بمؤتة، وبلغهم أن هرقل ملك الروم قد نزل بماء من مياه البلقاء[في بكر وبهراء ولخْم وجذام وغيرهم] في مائة ألف مقاتل[وعليهم رجل من بليّ] فأقام المسلمون [ليلتين] ينظرون في أمرهم، فقالوا : نكتب إلى رسول الله ً فنخبره الخبر، فإما أن يرَّدنا أو يزيدنا رجالاً، فبيناهم كذلك[إذ] جاءهم عبد الله بن رواحة فشجعهم، فقال: ما كنا نقاتل بكثرة عدد ولا كثرة سلاح، ولا [كثرة] خيل،[إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به] ولكن بهذا الدين فانطلقوا وقاتلوا.
فقد رأينا والله يوم بدر، ما معنا إلا فرسان إنما هي إحدى الحسنيين إما الظهور عليهم فذلك [ما وعدنا الله ورسوله، وليس لوعده خلف] وإما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان، فشجع الناس [على قول] ابن رواحة.
وروى أبو هريرة قال: شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قِبَل لنا به من العُدد والسلاح، والكراع، والديباج، والحرير، والذهب، والفضة، فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أرقم: مالك يا أبا هريرة؛ كأنك ترى جموعاً كثيرة.
قلت: نعم. فقال: لم تشهدنا ببدر، إنَّا لم نُنُصَرْ بالكثرة.
قال الواقدي: فالتقى القوم فأخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل [طعنوه بالرماح] ثم أخذها جعفر فطاعن ثم نزل عن فرسه فعرقبها فقاتل حتى قتل، فضربه رجل من الروم فقطعه نصفين، فوقع أحد نصفيه في كوته هناك فُوجِدَ فيه ثلاثون، أو بضع وثلاثون جرحاً.
قال الواقدي: وقد روى نافع عن ابن عمر، أنه وُجِدَ في بدن جعفر اثنتان وسبعون طعنة، أو ضربة بسيف وقال البلاذري: قطعت يداه، وكذلك قال رسول الله ً: [((لقد أبدله الله بهما] جناحين يطير بهما في الجنة)) [ولذلك سمي الطيار].
قال الواقدي: ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فنكل يسيراً، ثم حمل فقاتل حتى قتل، فانهزم المسلمون أسوأ هزيمة كانت في كل وجه، ثم تراجعوا فأخذ اللواء خالد بن الوليد وحمل به ساعة، وجعل المشركون يحملون عليه حتى دهمه منهم بشر كثير، وانحاز بالمسلمين، وانكشفوا راجعين.
قال الواقدي: إن النبي ً يوم التقى الناس بمؤتة جلس على المنبر، وكشف له ما بينه وبين الشام [فهو ينظر إلى معركتهم].
فقال: ((أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل [بها] ثم قتل، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل [بها] فقتل)) وسكت عن عبد الله بن رواحة؛ فتغير وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان من عبد الله بعض ما يكرهون، ثم قال: ((أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل شهيداً)) ثم قال ((لقد رفعوا إلى الجنة في ما يرى النائم، على سرر من ذهب، فرأيت في سرير ابن رواحة إزوراراً عن سريري صاحبيه، فقلت: لم هذا؟ فقيل: لأنهما مضياّ وتردد بعض التردد)).
قال الواقدي: إن خالد بن الوليد انكشف بالناس يومئذٍ حتى عير وعيروا بالفرار، وتشاءم الناس به.
قال: وروى أبو سعيد الخدري قال: أقبل خالد بالناس منهزمين فتلقاهم أهل المدينة يحثون في وجوههم التراب، ويقولون: يا فرَّار، أفررتم في سبيل الله. فقال رسول الله ً: ((ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرُّار)).
قالوا : وما لقي جيش بعثوا مبعثاً ما لقي أصحاب مؤتة من أهل المدينة لقولهم الشر حتى إن الرجل لينصرف إلى بيته وأهله فلا يفتحون له ويقولون: ألا تقدمت مع أصحابك فقتلت.
قال: وجلس الكبراء منهم في بيوتهم حياءً من الناس، حتى أمر إليهم النبي ً واحداً واحداً، يقول لهم: ((أنتم الكرَّار في سبيل الله)) فخرجوا وكانت سن جعفر يوم قتل إحدى وأربعين سنة.
وقال ابن هشام: [ابن] ثلاث وثلاثين، -والله أعلم- أيهما كان.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|