أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2018
2644
التاريخ: 23-11-2019
2703
التاريخ: 17-5-2021
2346
التاريخ: 2023-10-18
800
|
طرف من أخبار السقيفة:
وكان أول أمر بين أمته *** حيف جرى من أبي بكر ومن عمرِ
على إمامهما الهادي أبي حسن *** نفس الرسول كما قد جاء في السورِ
وبضعة المصطفى الزهراء فاطمة *** زوج الوصي وأم الأنجم الزهرِ
تقدما حيدراً في الأمر واغتصبا *** بالقهر نحلة ذات الفضل والخفرِ
اعلم أن أول خلاف وقع بين الأمة يوم السقيفة كما تقدم، وفيه ولي أبو بكر الأمر، وللناس في هذه الولاية وصحتها خلاف كثير، وخطب طويل كبير، وأنا أشير إلى طرف من ذلك على وجه الاختصار، ولا أنسب إلى أحد من كبار الصحابة [رضي الله عنهم] ما يوجب التفسيق والإكفار، بل أسلك في توليهم مسلك جل أهل البيت الأطهار.
[وقول سعد بن عبادة] قال أهل السير: لما بويع لأبي بكر بعد قول بعض الأنصار: منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب فكثر اللغط وازدحم الناس هناك، وقد كان الأنصار أرادوا البيعة لسعد بن عبادة، فحضر إلى السقيفة وهو مريض، فقال بعض الناس عند التزاحم بالسقيفة: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر بن الخطاب: [اقتلوا سعداً]: قتله الله.
وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام انحاز إلى بيته في جماعة منهم: الزبير والمقداد وجماعة من الصحابة، ولما بلغهم احتجاج المهاجرين على الأنصار، قال: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة.
وروي أنه قال: واعجباه!! أتكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة، وقال في ذلك:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم.... فكيف بهذا والمشيرون غيبَّ
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم.... فغيرك أولى بالنبي وأقرب
ثم اعلم: أن الناس مختلفون في حكم تقدَّم المشائخ على علي عليه السلام هل هو صواب أم خطأ؟ وكذلك في حكم أبي بكر في فدك، والعوالي؟ فقالت الإمامية، وبعض الزيدية: إنه خطأ يوجب الفسق، وقال بعض الزيدية: هو خطأ قطعي[لمخالفتهم القطعي] ولا يقطع بالفسق؛ لأن التفسيق بالقياس غير معمول به، وإذ لم تفعل الصحابة ذلك تمرداً بل لشبهة.
قال الإمام المهدي في (البحر): فلا تمتنع الترضية عنهم لتقدم القطع بإيمانهم.
قال أبو القاسم البستي في كتاب (التحقيق في الإكفار والتفسيق) ولأن الله قال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح:18] الآية وكان أبو بكر وعمر من المبايعين، ووضع النبي شماله على يمينه عن عثمان إذ كان غائباً، فكان يقول: شمال النبي خير من يميني؛ ولأن النبي قال: ((لعلَّ الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اذهبوا فقد عفوت عنكم)). ولأنه لم يتواتر عن علي -عليه السلام- وأولاده البراءة منهم، بل قد روي أنه -عليه السلام- قال يوم مات أبو بكر: أليس النبي ً قد بشرَّك بالجنة؟
وأنه قال: ما في الأرض من أحب أن يلقى الله بصحيفة مثل صحيفة هذا المسجى، وأنه ترحَّم عليه، وعلى عمر بعد الموت، وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.
وروي أن الحسن بن علي -عليهما السلام- كتب إلى أهل البصرة كتاب الدعوة، وترحم عليهما فيه، وقال: إن الله قد بعث محمداً ً وكان الناس على ضلالة فهدى به الخلق ثم قبضه، ونحن أحق الناس بمكانه غير أن قوماً تقدمونا فاجتهدوا في طلب الحق، فكففنا عنهم تحرياً لإطفاء نار الفتنة حتى قام قوم فغيروا وبدلوا فحاربناهم.
وروي عن زين العابدين أنه ترحم عليهما، وروى أبو مخنف عن زيد بن علي أنه سئل عنهما؟ فقال: لا أقول فيهما إلا خيراً؛ فكان ذلك سبب خذلان القوم له؛ فلذلك سماهم روافض في قصة طويلة.
وروي عن الصادق أنه قيل له: ما تقول في أبي بكر؟ فقال: ما أقول في رجل ولدني مرتين يعني من قبل الأمهات.
وكان الناصر الأطروش يترحم عليهما ويثني عليهما في كتبه.
قلت: ونقلت من كتاب (الرياض المستطابة) للفقيه يحيى بن أبي بكر العامري الحرضي المحدث ما لفظه: ومن كلام الإمام المنصور بالله في جواب المسائل التهامية فإنه -رضى الله عنه- يعني المنصور بالله أثنى عليهم يعني كبار الصحابة وعدد من آثارهم على غيرهم، قال فيهم: وهم خير الناس على عهد رسول الله ً وبعده فرضي الله عنهم وجزاهم عن الإسلام خيراً، ثم قال: فهذا مذهبنا لم نخرجه غلطة، ولم نكتم سواه تقية، ومن هو دوننا مكاناً وقدرة يسب ويلعن، ويذم ويطعن، ونحن إلى الله تعالى من فعله براء وهذا ما يقضي به علم آبائنا منَّا إلى علي -عليه السلام-، وفي هذه الجهة من يرى محض الولاء سبَّ الصحابة والبراءة منهم فيتبرأ من محمد ً من حيث لا يعلم، وأنشد:
إذا كنت لا أرمي وترمي كنانتي.... تصب جانحات النبل كشحي ومنكبي
انتهى كلام المنصور.
قلت أنا: وهذه حجج أهل البيت.
هذا القول الثاني: أعني الذين يقولون بأن خطأ الصحابة لم يبلغ كفراً ولا فسقاً، وأما البصرية من المعتزلة، والصالحية من الزيدية، وهو مذهب جميع أهل السنة والخوارج، فيقولون: لا خطأ، وتقدم الشيخين على ما هو مفصل في مواضعه.
فهذا الكلام على قوله: حيف جرى من أبي بكر ومن عمر، ويشبه هذا القول، ما روى ابن خلكَّان: أن علي بن يوسف صلاح الدين بن أيوب كان أبوه قد ولاه البلاد قبل موته، فلما مات أبوه وثب عليه أخواه أبو بكر وعثمان فنازعاه الأمر، فكتب إلى الخليفة العباسي الملقب بالناصر فقال:
مولاي إن أبا بكر وصاحبه *** عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقى *** من الآواخر ما لاقى من الأول
فجوب عليه الخليفة بقوله:
وافى كتابك يا ابن يوسف معلناً *** بالصدق يخبر أن أصلك طاهر
غصبوا علياً حقه إذ لم يكن *** عد النبي له بيثرب ناصر
فاصبر فإن غداً عليه حسابهم *** وابشر فناصرك الإمام الناصر
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|