أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-11
245
التاريخ: 2024-09-06
305
التاريخ: 17-10-2016
1691
التاريخ: 17-10-2016
1501
|
وكان من دعائه (عليه السلام) في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب:
اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، وَلا يَسْـأَمُـونَ مِنْ تَقْـدِيْسِكَ، وَلا يَسْتَحسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ، وَلا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إلَيْكَ (1) وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الاذْنَ، وَحُلُولَ الامْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى (2) رَهَائِنِ الْقُبُورِ، وَمِيكَآئِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ، وَالْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَجِبْريلُ الامِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلائِكَةِ الْحُجُبِ، وَالرُّوحُ (3) الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ، فَصَلِّ عليهم وَعَلَى الْمَلاَئِكَـةِ الَّـذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكَّـانِ سَمَاوَاتِكَ، وَأَهْلِ الامَانَةِ عَلَى رِسَالاَتِكَ، وَالَّذِينَ لا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دؤُوب، وَلاَ إعْيَاءٌ مِنْ لُغُوب وَلاَ فُتُورٌ، وَلاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ، وَلا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَـلاَتِ، الْخُشَّعُ الابْصارِ فلا يَرُومُونَ النَّظَرَ إلَيْكَ، النَّواكِسُ الاذْقانِ، الَّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ، الْمُسْتَهْتِرُونَ (4) بِذِكْرِ آلائِكَ، وَالْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَجَلاَلِ كِبْرِيآئِكَ، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ إذَا نَظَرُوا إلَى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ (5) عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَـادَتِكَ، فَصَـلِّ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الرَّوْحَانِيِّينَ (6) مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأهْلِ الزُّلْفَةِ عِنْدَكَ، وَحُمَّالِ الْغَيْبِ إلى رُسُلِكَ، وَالْمُؤْتَمَنِينَ على وَحْيِكَ وَقَبائِلِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَأَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ بِتَقْدِيْسِكَ، وَأسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أطْبَـاقِ سَمَاوَاتِكَ، وَالّذينَ عَلَى أرْجَآئِهَا (7) إذَا نَزَلَ الامْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ، وَخزّانِ الْمَطَرِ، وَزَوَاجِرِ السَّحَابِ، وَالّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ ألرُّعُوْدِ، وَإذَا سَبَحَتْ بِهِ حَفِيفَةُ السّحَـابِ (8) الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ، وَمُشَيِّعِيْ الْثَلْجِ وَالْبَرَدِ، وَالْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَر إَذَا نَزَلَ، وَالْقُوَّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرّيَاحِ وَالمُوَكَّلِينَ بِالجِبَالِ فَلا تَزُولُ، وَالَّذِينَ عَرَّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِياهِ (9) وَكَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الامْطَارِ (10) وَعَوَالِجُهَا، وَرُسُلِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إلَى أهْلِ الارْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلاءِ وَمَحْبُوبِ الرَّخَآءِ، والسَّفَرَةِ الْكِرَامِ اَلبَرَرَةِ، وَالْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، وَمَلَكِ (11) الْمَوْتِ وَأعْوَانِهِ، وَمُنْكَر وَنَكِير، وَرُومَانَ فَتَّانِ الْقُبُورِ (12) وَالطَّائِفِينَ بِالبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَمَالِك، وَالْخَزَنَةِ وَرُضْوَانَ، وَسَدَنَةِ الْجِنَانِ، وَالَّذِيْنَ لاَ يَعْصُوْنَ اللّهَ مَا أمَرَهُمْ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الـدّارِ» والزّبانيةُ (13) الذّينَ إذَا قِيْـلَ لَهُمْ: «خُذُوهُ فَغُلُّوْهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوْهُ»، ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً وَلَمْ يُنْظِرُوهُ، وَمَنْ أوْهَمْنَا (14) ذِكْرَهُ، وَلَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ، وَبأيِّ أمْر وَكَّلْتَهُ، وَسُكّانُ الْهَوَآءِ وَالارْضِ وَالمآءِ وَمَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ (15) فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ تَأْتي كُلُّ نَفْس مَعَهَا سَائِقٌ (16) وَشَهِيدٌ، وَصَلّ عَلَيْهِمْ صَلاةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلى كَرَامَتِهِمْ، وَطَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ. اللّهُمَّ وَإذَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ وَرُسُلِكَ، وَبَلَّغْتَهُمْ صَلاَتَنَا عَلَيْهِمْ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فِيْهِمْ، إنَّكَ جَوَاْدٌ كَرِيمٌ.
ذكر (عليه السلام) في هذا الدعاء أنواع الملائكة وأصنافها، مجرّداتها الأمريّة المفارقة بطبقاتها المختلفة بالنوع من العقول القاهرة الفعّالة القدسيّة، والنفوس العاقلة المدبّرة الملكوتيّة، والعقول القوّامة العمّالة، التي هي أرباب الأنواع العلويّة والسفليّة والأثيريّة والعنصريّة. وهم جميعاً أنوار عقليّة إلهيّة، طعامهم التسبيح، وشرابهم التقديس، وجسمانيّاتها الموكّلة على التدبير والتقديم والإمساك والتحريك من النفوس المنطبعة، والقوى النوريّة الروحانيّة، والطبائع الجوهريّة الحافظة المحرّكة {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}.
(1) قوله عليه السلام: عن الوله إليك
الوله ـ بالتحريك ـ كمال التحيّر في بهاء نور المعشوق الحقّ، وذهاب مسكة العقل من اشتداد الشوق وشدّة الوجد.
(2) قوله عليه السلام: صرعى
مضافة إلى رهائن المضافة إلى القبور.
(3) قوله عليه السلام: الحجب والروح
إمّا المعنى بهم موالينا الطاهرون صلوات الله عليهم، وبالملائكة الملائكة الموكّلون عليهم ولهم، وإمّا صفة للملائكة المضافة إليها، أو على طريقة إضافة البيان. والأوّل أولى؛ لما في الأحاديث عنهم عليهم لسلام إنّ الحجج صلوات الله عليهم يتجلّون لمن يعرف هذا الأمر حين موته، فيحجبون بينه وبين ما يسوؤه، من أهوال الموقف.
(4) قوله عليه السلام: المستهترون
بفتح التاء وكسرها على صيغة الفاعل أو المفعول، أي: الذين أولعوا به. يقال: استهتر فلان بكذا، أي: أولع به.
(5) قوله عليه اسلام: تزفر
الزفير أوّل نهق الحمار وشبهه، والشهيق من آخره، والزفير من الصدر، والشهيق من الحلق، كذا في الغريبين للهرويّ.
(6) قوله عليه السلام: وعلى الروحانيّين
إنّما المأخوذ والمضبوط في هذا الموضع من الصحيفة المكرّمة بفتح الراء، وفي العبارة لغتان: رَوحانيّ ورُوحانيّ بالضمّ من الرُّوح، والفتح من الرَّوح.
قال ابن الأثير في النهاية: المراد بالروح الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة، ومنه الحديث: «الملائكة الروحانيّون»، ويروى بضمّ الراء وفتحها، كأنّه نسب إلى الروح أو الروح، وهو نسيم الريح، والألف والنون من زيادات النسب (1).
وقال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل: رُوحاني بالرفع من الروح، ورَوحاني بالنصب من الروح، والروح والروح متقاربان، وكأنّ الروح جوهر والروح حالته الخاصّة به. انتهى (2).
وأمّا الأشبه عندي في ذلك، فهو أنّ الروح ـ بالفتح ـ نسبة إلى الروح ـ بالضمّ ـ نسبة الروح إلى الجسد. وبالجملة المراد بالملائكة الروحانيّين الجواهر المجرّدة العقليّة والنفسيّة.
(7) قوله عليه السلام: على أرجائها
الرجا مقصورة ناحية البئر وناحية الموضع، وتثنيته رجوان كعصى وعصوان، وجمعه أرجاء. والرجوان حافّتا البئر وكلّ ناحية رجاء، يقال: رمى به الرجوان، ويراد به أنّه طرح في المهالك، وفي التنزيل الكريم: {وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا} (3) أي: نواحيها وأطرافها.
(8) قوله عليه السلام: حفيفة السحاب
الحفيف دويّ جرس الفرس وجناح الطائر. وفي رواية «س» و «ع» الخفيفة بالخاء المعجمة والفاء ثمّ الياء ثمّ القاف. حفيف الريح بالحاء المهملة وفائين بينهما، أي: دويّ جريها، وخوافق السماء الجهات التي تهب منها الرياح الأربع.
(9) قوله عليه السلام: مثاقيل المياه
المثاقيل جمع المثقال، والمراد بها الأوزان والأقدار.
قال في الصحاح: مثقال الشيء ميزانه من مثله (4).
والمياه: إمّا جمع الماه، فيكون المعنى بها البلاد والبقاع والأقاليم والأصقاع.
وفي الصحاح: ما موضع يذكّر ويؤنّث (5).
وفي القاموس: الماه قصبة البلد، والماهان الدينور ونهاوند، إحداهما ماه الكوفة، والاُخرى ماه البصرة، وماه دينار بلدان، وماهان اسم، وهو إما من هوم أو هيم، فوزنه لعفان أو وهم فلعفان، أو ومه فعفلان، أو نهم فلا عافا، أو من لفظ المهيمن ففاعالا (6)، أو من منه ففالاعا، أن من نمه فعالافا (7).
وفي المغرب: والماه قصية البلد، عن الأزهري قولهم: ضرب هذا الدرهم بماه البصرة أو بماه فارس. قال: وكأنّه معرّب. وماه دينار حصن قديم بين خيبر وبين مدينة. وفي النهاية الأثيريّة: في الحديث الحسن: «كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم يشترون السمن المائي» وهو منسوب إلى مواضيع يسمّى ماه يعمل بها. ومنه قولهم: ماه البصرة وماه الكوفة، وهو إسم للأماكن المضافة إلى كلّ واحدة منهما، فقبلت الهاء في النسب همزة أو ياءً. انتهى كلام النهاية (8).
وإذ كشفنا لك ذلك دريت مغزى ما أورده الصدوق عروة الإسلام أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه (رضوان الله تعالى عليه) في عيون أخبار الرضا عليه السلام: أنّ عبد الله بن مطرف بن ماهان شيخ شيخ البخاري صاحب صحيح العامّة دخل على المأمون يوماً، وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام، فقال له المأمون: ما تقول في أهل البيت؟ فقال عبد الله: ما أقول في طينة عجنت بماء الرسالة، وشجرة غرست بماه (9) هل ينضح منها إلّا مسك الهدى وعنبر التقى؟ فدعى المأمون بحقّه فيها لؤلؤ فحشى فاه (10).
والقاصرون من أهل البصرة حائرون في قوله: بماه الوحي، وحاسبون أنّ الصحيح فيه الهمزة مكان الهاء. ثمّ إنّي في كتاب نبراس الضياء قلت: وهذه إن هي اُخت الحكاية المعروفة للخليل بن أحمد ال أديب النحوي العروضي، إذ قيل له: ما تقول في علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: ما أقول في حقّ امرىء كتمت مناقبه أولياؤه خوفاً وأعداؤه حسداً، ثمّ ظهر من بين ال كتمين ما ملأ الحافقين (11) فأناله السلطان نائلة جليلة، ووصله صلة ثقيلة، مع شدّة عتوّه وتبالغه في عناده فليدرك.
(10) قوله عليه السلام: لواعج الأمطار
هي جمع لاعج بل لاعجة، أي: مشتدّاتها القويّة الاشتداد، يقال: لاعجه الأمر إذا اشتدّ عليه. والتعج من لاعج الشوق. ولواعجه ارتمض واحترق وضرب لاعج أي: شديد، يلعج الجلد أي: يحرقه، وكذلك عوالجها جمع عالج، يعني متلاطماتها ومتراكماتها. وفي الحديث: إنّ الدعاء ليلقي البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة (12) يعني الدعاء في صعوده يلقي والبلاء في نزوله فيعتلجان. قال في الفائق، أي: يضطرعان ويتدافعان (13) وفي أساس البلاغة: اعتلج القوم اصطرعوا واقتتلوا، ومن المستعار اعتلجت الأمواج (14) وفي النهاية الأثيريّة: اعتلجت الأمواج إذا التطمت، واعتلجت الأرض إذا طال نباتها، وفي حديث الدعاء: «وما تحويه عوالج جمع عالج وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض الرمال» هي. انتهى (15)
(11) قوله عليه السلام: وملك
اسم المكان، ولا يخفينّ عليك أنّ الميم فيه وفيما هو الأصل فيه غير أصليّة بل زائدة، فالأصل فيه ملاءك، ولذلك يجمع على الملائك والملائكة، نقلت حركة الهمزة إلى اللام، ثمّ حذفت لكثرة الاستعمال فقيل: ملك.
وقال بعضهم: بل أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوك الرسالة، فقلبت الهمزة مكان اللام، ثمّ حذفت في كثرة الاستعمال للتخفيف فقيل: ملك، وجمع على الملائكة. وقد يحذف الهاء فيقال: الملائك.
(12) قوله عليه السلام: ورومان فتّان القبور
رومان بضمّ الراء، اسم ملك من ملائكة القبور، وهو فعلان من الروم، يقال: رامه يرومه روماً، أي: قصده وطلبه، وهو (16) روم له غير نوم عنه وما كان يروم أن يفعل كذا، فرومته أنا أي: جعله يرومه، ورائماً له وقاصداً إيّاه.
وفتّان: إمّا من الفت بمعنى الكسر والدقّ والرضّ، والألف والنون مزيدتان، يقال: ألمّ بي كذا، أو سمعت ما ألمّ بفلان فأوجع قلبي وفتّ كبدي ورضّ عظامي، وإمّا من الفتنة بمعني الامتحان والاختبار، على صيغة فعّال من أبنية المبالغة. والنصب في رواية «س» على المدح، أو بإضمار الفعل لإفادة الإختصاص، أي: أعني.
قال الفيروزآبادي في القاموس: الفتّانان الدرهم والدينار ومنكر ونكير (17).
وقال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث الكسوف: «وإنّكم تقتنون في القبور»، يريد مسائلة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان والاختبار. وفتّان بالكسر على ما في الأصل صفة رومان.
(13) قوله عليه السلام: الزبانية
الزبانية مأخوذ من الزبن وهو الدفع، وهم تسعة عشر ملكاً يدفعون أهل النار إليها، وفي التنزيل الكريم: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} (18).
(14) قوله عليه السلام: أوهمنا
أي: تركنا، وأوهمت الشيء: تركته، وأوهم من الحساب مائة، أي: أسقطها منه، ومنه الحديث: أّنّه صلّى الله عليه وآله صلّى فأوهم في صلاته. أي: أسقط منها شيئاً، ويقال: أوهمت في الكلام والكتاب إذا أسقطت منه شيئاً. قال الجوهري وغيره: أوهمت الشيء أي: تركته كلّه وتخلّعت منه جميعه (19).
(15) قوله عليه السلام: ومن منهم على الخلق
لا يبعد أن يكون مراده صلوات الله وسلامه عليه من «من منهم على الخلق» الملائكة الذين هم من المجرّدات المحضة والمفارقات الصرفة. والمعنى: أنّهم في عالم الأمر مشرفون على عالم الخلق، فإنّ الملائكة حسب ما حقّق عند علماء الشريعة القويمة ضروب متخالفة وأنواع متباينة، منها الجسمانيّات، ومنها المفارقات الصرفة، ومنها المجرّدات المتعلّقة بالجسمانيّات. وقد ذكر (عليه السلام) المجرّدات المتعلّقة بالجسمانيّات من قبل بالتوكيل على الأمطار والجبال وغيرها وبالسكون في الهواء والأرض والماء، فذكر هنا المفارقات الصرفة.
(16) قوله عليه السلام: كلّ نفس معها سائق
نسخة الشهيد: «قائم» في الأصل، وسائق في «س» وهو الموافق للتنزيل الكريم (20).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهاية ابن الأثير: 2 / 271 ـ 272.
2. الملل والنحل: 2 / 6.
3. سورة الحاقّة: 17.
4. الصحاح: 4 / 1647.
5. الصحاح: 6 / 2251.
6. في المصدر: فعافال.
7. القاموس: 4 / 293.
8. نهاية ابن الأثير: 4 / 374 وقال في آخره: وليست اللفظة عربيّة.
9. وفي المصدر: بماء الوحي هل ينفخ ...
10. عيون أخبار الرضا: 2 / 144 باب 40.
11. نبراس الضياء: 31.
12. وفي البحار عن فلاح السائل عن الكاظم عليه السّلام قال: إنّ الدعاء يستقبل البلاء، فيتوافقان إلى يوم القيامة. البحار: 93 / 300.
13. الفائق: 3 / 23.
14. أساس البلاغة: ص 423.
15. نهاية ابن الأثير: 3 / 286 ـ 287.
16. في «ط»: وهم.
17. القاموس: 4 / 255.
18. سورة المدثّر: 30.
19. الصحاح: 5 / 2054.
20. سورة ق: 21.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|