المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06

داود بن حرة
8-8-2017
الاتجاهات النظرية المفسرة لعملية التحضر - الاتجاه الديموغرافي
21/9/2022
خطورةُ معرفة الناسخ عن المنسوخ
12-10-2014
Mammal
22-10-2015
أحوال عدد من رجال الأسانيد / سعد بن طريف الإسكاف.
2023-04-05
H-Fractal
19-9-2021


الأنفة والعفّة  
  
2381   04:47 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص86-87
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 11186
التاريخ: 22-03-2015 9456
التاريخ: 22-03-2015 2574
التاريخ: 23-03-2015 3046

كان العربي في الجاهلية صاحب أنفة وشرف يأبى الضيم ويغار على العرض، اذا قال فعل واذا وعد وفى واذا اضطر الى رهن في أمر عظيم رهن قوسه .. ولا قيمة للقوس بنفسها، ولكنها عندهم شرف الرجل فهو قائم بما رهنها له مهما كلفة(1).

ولم يكن اشد منهم غيرة على العرض، وفي اخبارهم ما لا يحصى من الدفاع عن المرأة وعرضها، وكثيرا ما نشبت الحرب في هذا السبيل. وقد كان سبب الحرب التي قتل فيها زهير بن جذيمة العبسي، ان ابنه شأسا اغتسل بجانب أبيات لبني غني بماء لبني عامر فناداه رجل غنوي ان يستتر فلم يحفل به فرماه بسهم فقتله، وجر ذلك الى حرب قتل بها زهير المذكورة وغيره.

وكانوا يفتخرون بالعفة خلافا لما صارت إليه طبائعهم حين امتزجوا بالموالي من الامم الاجنبية. وتمثيلا للفرق بين الحالين، قابل ما قاله عنترة بما قاله أبو نواس الفارسي، قال عنترة:

وأغض طرفي ان بدت لي جارتي     حتى يواري جارتي مأواها

وقال أبو نواس:

كان الشباب مطية الجهل      ومحسن الضحكات والهزل

والباعثي والناس قد رقدوا     حتى أتيت حليلة البعل

ولذلك قل التهتك في تغزلهم. وبعض القبائل تعد الغزل رذيلة، (2) وتجد ذلك ظاهرا في اشعارهم. فالجاهل متعفف بألفاظه واخلاقه بعيد عن الفحش في القول او السباب الا ما يرى به تمثيل الطبيعة كما تقدم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) العقد الفريد ج3

 (2) الأغاني ج7

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.