أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015
34054
التاريخ: 23-03-2015
13710
التاريخ: 22-03-2015
11185
التاريخ: 23-03-2015
12187
|
ان لغة الجاهلية على الاجمال لا تزال مثال البلاغة حتى الآن لبعدها عن مفاسد العجمة، وهي معروفة بخلوها من الحشو وليس فيها من زخارف المدينة كالبديع والجناس ولا المجاز او الكناية الا بقدر الملح من الطعام. اما ما نجده في بعض اشعار الجاهلية من التعقيد، فسببه غرابة بعض الالفاظ على افهامنا وبعد بعض التراكيب عن مألوفنا. ولابد لمن يطالع تلك الأشعار من تفهم الالفاظ والتعود على اساليبها، فاذا فعل ذلك هان عليه فهمها .. فمن يقرأ قول امرئ القيس في قصيدته التي صف بها الفراق وناقته وفرسه فيصل الى قوله:
وإنك لم تقطع لبانة طالب بمثل غدو او رواح مثورب
بأدماء حرجوج كان قتودها على أبق الكشحين ليس بمغرب
يجد غرابة في تركيب الالفاظ ولا يفهم المراد، لكنه متى علم ان الادماء الناقة اشرب سوادها بياضا، والحرجوج الطويلة، والقتود خشب الرحل، وأبلق الكشحين حمار الوحش، والمغرب الابيض الوجه والاسفار وذلك عيب في اصطلاحهم، أدرك مراد الشاعر من البيت الثاني وقس عليه سائر التفسير.
ان البلاغة فطرية في عرب البادية شعرا ونثرا.. وكان العرب في صدر الإسلام يمثلون بأقوال الاعراب المعاصرين لهم لما فيها من البلاغة والايجاز، السهل الممتنع، وقد نقل ابن عبد ربه طائفة حسنة منها في عدة صفحات بباب كلام الاعراب في الجزء الثاني من كتابه (العقد الفريد) فليراجع هناك وفي سائر كتب الأدب. فاذا طالعتها رأيت نفوسا كبيرة وعقولا راجحة لما فيها من الحكمة والموعظة وصدق النظر.
على أنك تجد في كلام الاعرابي جفاء واغرابا وخشونة في اللفظ لتعوده مخاطبة الإبل (1) وليست الخشونة في شعراء الجاهلية على الاجمال .. وانما هي تكثر في اهل الجبال والبادية الوعرة الذين لم يخالطوا اهل الحضارة مطلقا، فيكون ذلك من تأثير البيئة.. فان شعر عدي بن زيد وهو جاهلي أسلس من شعر الفرزدق وجرير وهما اسلاميان، لملازمة عدي الحضارة واستيطانه الريف وبعده عن جلافة البادية وجفاء الاعراب (2).
على ان الشعر تختلف رقته وخشونته باختلاف الغرض منه، فشعر العاشق أرق من شعر الفارس، وشعر الحضارة الطف من شعر البداوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يتيمة الدهر ج3
(2) البيان والتبيين ج2
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|