أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2016
6761
التاريخ: 7-03-2015
5046
التاريخ: 7-03-2015
8368
التاريخ: 7-03-2015
3100
|
انّ موسى الهادي العباسي جعل ولاية المدينة بيد اسحاق بن عيسى بن عليّ، فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز بن عبد اللّه، فحمل على الطالبيين و أساء إليهم و أفرط في التحامل عليهم و طالبهم بان يعرضوا عليه كلّ يوم فكانوا يعرضون عليه في المقصورة.
وأخذ كلّ واحد منهم بكفالة قريبه و صهره، فضمن الحسين بن عليّ و يحيى بن عبد اللّه المحض والحسن بن محمد بن عبد اللّه المحض احضار كلّ من أراده العمري، ففي أوائل الحج قدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا فنزلوا دار ابن افلح بالبقيع و أقاموا بها و لقوا حسين وغيره.
فبلغ ذلك العمري فأنكره وكان قد أخذ قبل ذلك الحسن بن محمد بن عبد اللّه و ابن جندب الهذلي الشاعر ومولى لعمر بن الخطاب و هم مجتمعون فأشاع انّه وجدهم على شراب، فضرب الحسن بن محمد ثمانين سوطا، وعلى رواية ابن أثير مائتي سوط، وضرب ابن جندب خمسة عشر سوطا، و ضرب مولى عمر سبعة اسواط و أمر بأن يدار بهم في المدينة مكشوفي الظهور ليفضحهم.
فلمّا اجتمع هؤلاء النفر من الشيعة في دار ابن افلح شدّد العمري أمر العرض، وولّى عليهم رجلا يعرف بأبي بكر بن عيسى الحائك، فعرضهم يوم الجمعة و لم يأذن لهم بالانصراف حتى الاذان ثم أجازهم أن يذهبوا للصلاة في المسجد فلمّا صلّوا حبسهم في المقصورة الى العصر ثم عرضهم فدعا باسم الحسن بن محمد فلم يحضر.
فقال ليحيى والحسين بن عليّ : لتأتياني به أو لأحبسنّكما، و كثر الجدال بينهما، فشتم يحيى ابن الحائك فأخبر ابن الحائك العمري فدعا بهما فوبخهما و تهددهما، ثم قال لهما بعد كلام جرى بينهم: لا بد من احضار الحسن بن محمد و الّا لأركبنّ الى السويقة فأخربها و أحرقها و اضرب الحسين بن عليّ ألف سوط و أقتل الحسن بن محمد بمجرد أن أراه.
فقام يحيى وأقسم باحضار الحسن في تلك الليلة وانّه لا ينام حتى يجده، فخرجا من عنده فقال الحسين ليحيى : بئس لعمر اللّه ما صنعت حين تخلّفت لتأتينّه به، قال يحيى : أردت أن آتيه الحسن ومعي سيفي حتى نضرب عنق العمري، فقال الحسين : بئسما تصنع لانّ ميعاد خروجنا لم يحن بعد.
ثم توجّه الحسين الى الحسن بن محمد، و شرح له الحكاية و قال له: امض حيث أحببت و أخف نفسك من هذا الفاسق، فقال الحسن: لا و اللّه بل أجيء معك الساعة حتى أضع يدي في يد العمري، فقال له الحسين : نحن لم نرض أن يؤذيك العمري فيخاصمنا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يوم القيامة لكن نقيك بأنفسنا، ثم وجّه الحسين الى الشيعة فجاءه يحيى وسليمان و إدريس وأولاد عبد اللّه المحض و عبد اللّه بن عليّ بن عليّ بن الحسين المعروف بالافطس، و ابراهيم بن اسماعيل الطبا طبا، وعمر بن الحسن ابن اخيه وعبد اللّه بن اسحاق بن ابراهيم الغمر، و عبد اللّه بن الامام جعفر الصادق (عليه السلام).
وارسلوا الى فتيانهم و مواليهم فاجتمع ثلاثة و عشرون نفرا من أولاد علي (عليه السلام) و عشرة من الحاج و نفر من الموالي، فلما صار وقت فريضة الفجر أمر المؤذن أن يقول في الاذان (حيّ على خير العمل) فقالها المؤذن لما رأى السيوف مشهورة.
فسمعها العمري فأحسّ بالشرّ و دهش و صاح : اغلقوا البغلة الباب و أطعموني حبتي ماء، فقالها وخرج من داره و هرب و كان يخرج منه الريح من شدّة الخوف ففرّ و نجى من ثورة العلويين، فتقدم الحسين و صلّى بهم الصبح، ثم دعا الحسن بن محمد و دعا الشهود الذين وضعهم العمري عليهم فقال لهم: هذا الحسن قد أحضرته فأحضروا العمري حتى يراه.
ولم يتخلّف عن الحسين بن عليّ أحد من العلويين سوى الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى و الامام موسى بن جعفر (عليه السلام).
وخطب الحسين بن عليّ بالناس بعد فراغه من صلاة الفجر و حرّضهم على الجهاد و جاء كماد البريدي أو حماد البربري حارس المدينة الى باب جبرئيل فرأى يحيى شاكي السلاح و أراد مقاتلته لكن سبقه يحيى بضربة على رأسه قدّه بها، ثم هجم يحيى على أصحابه ففروا كلهم.
وحجّ في تلك السنة جمع من العباسيين منهم العباس بن محمد و سليمان بن أبي جعفر الدوانيقي، و جعفر و محمد ابنا سليمان و موسى بن عيسى ابن عمّ الدوانيقي، فخرجوا الى مكة مسلّحين في جيش عظيم، و خرج الحسين بن علي أيضا قاصدا مكة مع اصحابه و أهل بيته و هم ثلاثمائة فالتقوا مع جيش العباسيين في فخ- وادي بمكّة- فعرض العباس على الحسين بن عليّ الامان فأبى و امتنع منه و حرّض الناس و دعاهم الى بيعته.
والتقى الجيشان في يوم التروية، فأمر موسى بن عيسى بالتعبئة، فصار محمد بن سليمان في الميمنة و موسى في الميسرة و سليمان و العباس في القلب، فكان اوّل من بدأهم بالحرب موسى، فهجم عليهم من الميسرة و هجم العلويّون أيضا فاحتال عليهم موسى و فرّ الى جانب الوادي فدخل العلويون الوادي خلفه فهجم عليهم محمد بن سليمان في جيش عظيم و حاصر العلويين في ذلك الوادي.
وحمل عليهم سليمان و طحنهم طحنة واحدة حتى قتل أكثر اصحاب الحسين، و كان يهجم
عليهم يحيى كالليث الهائج و يقتل منهم مقتلة عظيمة و استشهد سليمان بن عبد اللّه المحض، و عبد اللّه بن اسحاق بن ابراهيم الغمر، و اصيب الحسن بن محمد في عينه أثناء المعركة فلم يعتن بها و لم يترك القتال.
فناداه محمد بن سليمان : يا ابن الخال لك الامان لا تهلك نفسك، فقال: و اللّه ما لكم الأمان و لكنّي أقبل منكم، فكسر سيفه و ذهب إليهم فصاح العباس بابنه: قتلك اللّه إن لم تقتله، و شوّقهم موسى بن عيسى على قتله فجاء عبد اللّه، و في رواية ان موسى بن عيسى جاء الى الحسن و ضرب عنقه.
وقال رجل حضر فخ: رأيت الحسين بن عليّ جلس على الارض في شدة الحرب و وارى شيئا تحت التراب ثم رجع الى القتال، فحسبت انّه دفن شيئا ثمينا لم يحبّ ان يقع بيد العباسيين، فذهبت بعد المعركة الى ذلك الموضع فحفرت الارض فاذا انا بقطعة لحم من وجه الحسين دفنها حينما قطعت منه أثناء الحرب.
وكان حماد التركي حاضرا في جيش العباسيين فصاح: يا قوم أروني حسينا فأروه ايّاه فرماه بسهم فقتله رحمه اللّه، فوهب له محمد بن سليمان مائة الف درهم و مائة ثوب.
وانهزم جيش الحسين و جرح بعضهم و أسر، فقطعوا رءوس القتلى، و كانوا اكثر من مائة قتيل، فأرسلها قائد الجيش مع الاسارى الى موسى الهادي، فأمر موسى بضرب اعناقهم، ثم جاءوا برأس الحسين الى موسى فقال: «كأنّكم اتيتموني برأس طاغوت من الطواغيت ألا انّ أقلّ جزاءكم عندي الّا أثيبكم شيئا» و بلغ العمري، و هو بالمدينة، قتل الحسين بن عليّ فعمد الى داره و دور أهله فأحرقها و نهب أموالهم.
وروى أبو الفرج عن ابراهيم القطّان انّه قال: «سمعت الحسين بن عليّ و يحيى بن عبد اللّه يقولان: ما خرجنا حتى شاورنا أهل بيتنا و شاورنا موسى بن جعفر (عليه السلام) فأمرنا بالخروج، و لمّا دنت وفاة محمد بن سليمان العباسي جعلوا يلقونه الشهادة و هو يقول:
الا ليت امّي لم تلدني و لم أكن لقيت حسينا يوم فخ و لا الحسن
وكانت وقعة فخ سنة (169) ه، و رثى الحسين جمع كثير من الشعراء، و سمع على مياه غطفان ليلة قتل الحسين بن عليّ هاتف يهتف و يقول:
الا يال قوم للسواد المصبح و مقتل أولاد النبي ببلدح
لبيك حسينا كلّ كهل و أمرد من الجنّ ان لم يبك من الانس نوّح
فانّي لجنّي و انّ معرّسي لبا لبرقة السوداء من دون زحزح
فسمعها الناس و لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم خبر قتل الحسين فعلموا انّ الجنّ هو الهاتف في رثاء الحسين بن عليّ.
ومن جملة العلويين و الطالبيين الذين كانوا مع الحسين في وقعة فخ: «يحيى و سليمان و إدريس ابناء عبد اللّه المحض، و عليّ بن ابراهيم بن الحسن، و ابراهيم بن اسماعيل طباطبا، و الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن اسحاق بن ابراهيم بن الحسن المثنى، كما ذكرهم أبو الفرج عن المدائني .
وروى المسعودي انّه: قتل الحسين و أكثر من كان معه و أقاموا ثلاثة أيّام لم يواروا حتى أكلتهم السباع و الطير .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|