عبد اللّه (المحض) بن الحسن بن الحسن المجتبى (عليه السلام) وأولاد |
8431
09:36 صباحاً
التاريخ: 7-03-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2016
3169
التاريخ: 7-03-2015
3058
التاريخ: 4-4-2016
5366
التاريخ: 7-03-2015
3679
|
سمّي أبو محمد بن الحسن بعبد اللّه (المحض) لكون أبيه الحسن بن الحسن (عليه السلام) و امّه فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)، وكان شبيها برسول اللّه (صلى الله عليه واله) وشيخ بني هاشم و أجمل و اكرم وأسخى الناس مع شجاعة و قوّة قلب و قتله المنصور بالنحو الذي يأتي ذكره.
ولعبد اللّه المحض ستة أولاد ذكور:
الاول: محمد بن عبد اللّه الملقب بالنفس الزكية، المقتول في المدينة سنة (145) للهجرة، و سيأتي خبر مقتله في آخر هذا الفصل، و له أحد عشر ولدا، ستة منهم ذكور، وخمس إناث و هم: عبد اللّه، و عليّ، و الطاهر، و ابراهيم، و الحسن، و يحيى، و فاطمة، و زينب، و أمّ كلثوم، وأمّ سلمة، و أم سلمة أيضا.
وكان عبد اللّه ملقّبا بالأشتر، و قد استشهد بالهند، و أرسلوا رأسه الى المنصور، و توفّي عليّ بن محمد بن عبد اللّه المحض في مجلس المنصور، و وقع الخلاف في الطاهر هل له ولد أم لا؟
ولإبراهيم ابن، يسمى محمد، و بنات و أمهم امرأة من بنات الامام الحسين (عليه السلام)، و ولد لمحمد أولاد لكنّهم انقرضوا.
وأما الحسن فقد لازم الحسين بن عليّ في وقعة فخ، و اصابه في المعركة جرح عظيم، فأرسل العباسيّون إليه الأمان، فلمّا ترك القتال أخذوه و ضربوا عنقه، و سيأتي ذكره، و لم يعقّب.
وأما يحيى فلم يعقّب أيضا، و توفى بالمدينة. و كان لفاطمة محل منيع و تزوّجها ابن عمّها الحسن بن ابراهيم، و تزوج محمد بن السفاح من زينب في الليلة التي استشهد فيها أبوها محمد ثم تزوجها عيسى بن عليّ العباسي، و تزوجها أخيرا ابراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن
المجتبى، كما ذكر ذلك سبط ابن الجوزي في تذكرته.
وعقب محمد ذي النفس الزكية من ابنه عبد اللّه الأشتر.
الثاني: من ولد عبد اللّه المحض إبراهيم، و يقال له قتيل باخمرى، و سيأتي خبر مقتله في آخر هذا الفصل إن شاء اللّه، و له عشرة أولاد و هم:
محمد الاكبر، و الطاهر، و عليّ، و جعفر، و محمد الأصغر، و أحمد الأكبر، و أحمد الأصغر وعبد اللّه، و الحسن، و أبو عبد اللّه.
أما محمد الأكبر المعروف بالقشاش فلم يعقّب، و كذلك الطاهر، و عليّ، و أبو عبد اللّه، و أحمد الأصغر لم يعقّبوا، و توفى عبد اللّه بمصر، و له ابن يسمى محمد الشاعر، و لكن انقرض نسله ولأحمد الأكبر ابنان انقرض نسلهما أيضا، و ولد لجعفر ابن يسمى زيد، و لكنّه انقرض أيضا.
أما محمد الأصغر فأمّه رقية بنت ابراهيم الغمر ابن الحسن المثنى، و كان له سبعة أولاد: ابراهيم، و عبد اللّه، و أمّ عليّ، و زينب، و فاطمة، و رقية، و صفيّة، و ولد لإبراهيم بن محمد الاصغر ولد، و لكن انقرض نسله.
ولم يكن لأحفاد ابراهيم قتيل باخمرى عقب الّا من الحسن و كان وجيها عظيما، و لو أردنا ذكر أحفاده لخرجنا عن وضع الكتاب فليرجع الى كتب الانساب.
الثالث: من ولد عبد اللّه المحض أبو الحسن موسى، الملقّب بجون، و لقّبته أمّه به لأنّه ولد أسودا، و كان اديبا، شاعرا، و لما حبس المنصور اباه أمر بإحضار موسى و ضربه الف سوط ثم أمره ان يذهب الى الحجاز كي يأتيه بخبر أخويه محمد و ابراهيم.
فقال موسى: كيف أرى محمدا و ابراهيم و يروني و عيونك و جواسيسك معي؟, فكتب المنصور لحاكم الحجاز بعدم التعرض لموسى، ثم ارسله الى الحجاز، فأخذ موسى طريق الحجاز و هرب الى مكة و بقي هناك الى ان قتل محمد و ابراهيم و جلس المهدي على
كرسيّ الخلافة.
فذهب الى مكة تلك السنة فلمّا كان في الطواف صاح به موسى، و قال: ايّها الامير اعطني الأمان حتى أريك موسى بن عبد اللّه، فقال له المهدي : قد آمنتك بهذا الشرط، فقال: أنا موسى بن عبد اللّه المحض، فقال المهدي: من الّذي يعرفك هنا و يصدّق مقالتك؟.
قال: هذا الحسن بن زيد، و موسى بن جعفر (عليه السلام)، و الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن عليّ بن أبي طالب اسألهم، فسألهم فشهدوا كلّهم بانّه هو موسى الجون بن عبد اللّه، فأعطاه الامان: و بقي موسى الى زمان الرشيد، فدخل عليه يوما فلما دنا من بساطه تزحلق و سقط على الارض، فضحك هارون فقال موسى: انّ هذا الضعف من الصوم لا من الشيب.
و قد ذكر المسعودي في مروج الذهب حكايته مع عبد اللّه بن مصعب الزبيري، في سعاية عبد اللّه عليه و الوشاية به عند الرشيد، و تحليف موسى ايّاه و موت عبد اللّه من ذلك الحلف .
و توفى موسى في سويقة المدينة، و كان لأولاده الرئاسة، و من جملة أحفاده موسى بن عبد اللّه بن موسى الجون، الذي يقال له موسى الثاني، و امّه امامة بنت طلحة الفزاري المكنّى بابي عمرو، الراوي للحديث، و قتل سنة (256).
قال المسعودي: و حمل سعيد الحاجب من المدينة موسى بن عبد اللّه بن موسى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (في ايام المعتز) و كان من النسك و الزهد في نهاية الوصف، و كان معه إدريس بن موسى (ابنه) فلمّا صار سعيد بناحية زبالة من جادة العراق اجتمع خلق من العرب من بني فزارة و غيرهم لأخذ موسى من يده، فسمّه فمات هنالك و خلّصت بنو فزارة ابنه إدريس بن موسى .
وله أولاد كثيرون، و هم امراء بالحجاز، و من أحفاد موسى الجون، صالح بن عبد اللّه بن موسى الجون، و كان له بنت واحدة اسمها دلفاء، و اربعة أولاد، و قبره في بغداد مزار المسلمين.
قال ابن معيّة الحسني النسابة : انّ قبره ببغداد، و هو المشهور بمحمد الفضل صاحب المشهد و قبره يزار وما يقال من انّه قبر محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) فغير صحيح.
وقال مؤلف عمدة الطالب : (كان محمد بن صالح رجلا شجاعا بطلا شاعرا لا يبالي في قتل من بايع مع غاصبي حق أهل البيت) وقد خرج على الحاج ايّام المتوكل وأخذ وحبس بسر من رأى وطال حبسه، و مدح المتوكل بعدّة قصائد وعمل في السجن شعرا كثيرا منه القطعة السائرة و هي:
طرب الفؤاد و عاودت أحزانه و تلعّبت شغفا به أشجانه
و بدا له من بعد ما اندمل الهوى برق تألق موهنا لمعانه
يبدو كحاشية الرداء و دونه صعب الذري متمنع أركارنه
فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق نظرا إليه و رده سجّانه
فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه و الماء ما سمحت به أجفانه
وكانت هذه القطعة سبب خلاصه من السجن، و ذلك انّ ابراهيم ابن المدبر أحد وزراء المتوكّل توصل بأن أمر بعض المغنين أن يغنّي بها في مجلس المتوكل، فلمّا سمعها المتوكل سأل عن قائلها فأخبره ابراهيم الوزير انّها لمحمد بن صالح و تكفل به، فأخرجه المتوكل من السجن و لم يمكنه من الرجوع الى الحجاز فبقى بسر من رأى الى أن مات.
وأما سبب شفاعة ابراهيم لمحمد فهو كما يقوله محمد بن صالح نفسه : خرجنا على القافلة قافلة الحاج التي جمع عليها، فقتلنا من كان فيها من المقاتلة و غلبنا عليها، فدخل أصحابي القافلة يغنمون ما فيها و وقفت انا على تلّ هناك فكلّمتني امرأة في هودج وقالت : من رئيس هؤلاء القوم؟.
فقلت لها: و ما تريدين منه؟ قالت: انّي قد سمعت انّه رجل من أولاد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولي إليه حاجة، فقلت لها : هو هذا يكلّمك، فقالت : أيها الشريف اعلم انّي ابنة ابراهيم بن المدبر و لي في هذه القافلة من الابل والمال و الأقمشة ما يجلّ وصفه ومعي في هذا الهودج من الجواهر ما لا يحصى قيمة، و أنا أسألك بحقّ جدّك رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وامّك فاطمة (عليها السلام)ان تأخذ جميع ما معي حلالا لك و أضمن لك أيضا مهما شئت من المال اقترضه من التجار بمكة و أسلّمه الى من أردت و لا تمكن أحدا من اصحابك ان يعرض لي و لا يقرب من هودجي هذا.
قال : فلمّا سمعت كلامها ناديت في اصحابي: ألا من أخذ شيئا يردّه، فتركوا ما أخذوا و خرجوا إليّ، فقلت لها: جميع ما معك من المال و الجواهر و جميع ما في هذه القافلة هبة منّي لك.
ثم ذهبت أنا و أصحابي و لم نأخذ من تلك القافلة قليلا و لا كثيرا، قال: فلمّا قبض عليّ و حملت الى سرّ من رأى و حبست دخل عليّ السجّان ذات ليلة فقال بباب السجن نساء يستأذنّ في الدخول عليك.
فقلت في نفسي لعلّهنّ بعض نساء أهلي المقيمين بسرّ من رأىّ، فأذنت لهنّ فدخلن إليّ و تلطّفن بي و حملن معهنّ شيئا من أطيب الطعام و غيره و بذلن للسجّان شيئا من المال و سألنه في التخفيف عنّي و فيهنّ امرأة تفوقهنّ و هي تولّت ذلك.
فسألتها من هي؟ فقالت: أ و ما تعرفني؟ فقلت: لا، فقالت: انا ابنة ابراهيم ابن المدبر التي و هبت لها القافلة.
ثم خرجن و لم تزل المرأة تتفقدوني و تتعهدني في مدّة مقامي في السجن، و كانت هي السبب في توصّل أبيها الى خلاصي ثم لمّا خرج من السجن زوّج ابراهيم ابنته منه .
واعلم انّ مناقب محمد بن صالح كثيرة و عبد اللّه بن محمد أبو الحسن الشهيد من ابنائه، و له عقب كثير بالحجاز و يقال فيهم : الصالحيّون : و ينتهى الى هذه السلسلة آل أبي الضحاك و آل هزيم و هم من بني عبد اللّه بن محمد بن صالح.
الرابع : من أولاد عبد اللّه المحض، يحيى صاحب الديلم، وهو ذو جلالة وافرة وفضائل كثيرة و قد روى كثيرا عن الامام جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، وعن أبان بن تغلب، وغيرهما.
وكان مع الحسين بن عليّ في وقعة فخ، فلما قتل الحسين هرب في الصحاري، حتى وصل الى بلاد الديلم، خوفا من الرشيد، و دعا الناس الى نفسه هناك فبايعه جمع كثير، فعلا أمره حتى خشي الرشيد منه، فكتب الى الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي:
«انّ يحيى بن عبد اللّه قذاه في عيني (و قد سلب النوم عنّي) فأعطه ما شاء و اكفني أمره».
فسار إليه الفضل في جيش كثيف، و أرسل إليه بالرفق و التحذير و الترغيب و الترهيب، فرغب يحيى في الامان لقلّة أفراده و عدم تمكنّه من القتال فكتب له الفضل أمانا مؤكدا من قبل الرشيد فأخذ يحيى و جاء به الى الرشيد في سنة (170) للهجرة لأربعة ايام خلت من شهر صفر.
فرحب به الرشيد و أكرمه و اعطاه الخلع و مائتي الف دينار و أموال أخر، فأدّى يحيى بتلك الأموال ديون الحسين بن عليّ شهيد فخ- و كانت ديونه مائتي الف دينار- ثم انّ الرشيد صبر أياما و قلبه مملوء حقدا و حنقا على يحيى، فأحضره يوما و بدأ يعاتبه، فأحضر يحيى أمانه و قال له: لما ذا تريد نقض عهدك؟
فأخذه الرشيد و سلمه الى محمد بن الحسن أبي يوسف القاضي فقرأه و قال: هذا أمان فاسد من جهة كذا و كذا، ثم حكم بقتل يحيى و قال على ذمّتي دمه.
فقال الرشيد لخادمه مسرور: قل لابي البختري ان كان هذا الامان باطلا فخرّقه أنت، فأخذ أبو البختري و خرقه، وهو يرتعد من شدّة الغضب، ففرح هارون بذلك، و امر له بألف ألف و ستمائة ألف درهم، و ولّاه القضاء، و أمر بيحيى فأودع السجن، فمكث اياما ثم أحضره و أحضر القضاة و الشهود ليشهدوا على انّه صحيح لا بأس به و انّ هارون لم يهمّ بقتله.
فالتفت الجميع الى يحيى و تكلموا معه و هو ساكت لا يتكلّم فقال له البعض: ما لك لا تتكلّم؟ فأومأ الى فيه، انّه لا يطيق الكلام، ثم أخرج لسانه فاذا هو اسود كالفحم، فقال الرشيد: هو ذا يوهمكم انّه مسموم ثم أعاده الى السجن حتى مات.
وطبقا لرواية أبي الفرج عن الشهود، انّهم قالوا: خرجنا من عنده (الرشيد) فما وصلنا الى وسط الدار حتى سقط (يحيى) على وجهه لا حراك به .
و اختلفت الأقوال في كيفية شهادته، فقيل انّه قتل بالسمّ، و قيل انّه قتل جوعا، و قيل انّ الرشيد أمر أن يبنى عليه جدار بالجص و الحجر و هو حيّ، و يشير أبو فراس في قصيدته، التي يعدّ فيها مساوي بني العباس، الى استشهاد يحيى فيقول:
يا جاحدا في مساويهم يكتمها غدر الرشيد بيحيى كيف يكتتم؟
ذاق الزبيري غبّ الحنث و انكشفت عن ابن فاطمة الاقوال و التهم.
فيشير في هذين البيتين أيضا الى سعاية عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بيحيى عند الرشيد، و قال انّ يحيى أراد أخذ البيعة له من عندي، فحلّفه يحيى فحلف عبد اللّه ثم اسودّ جسمه و ورم فهلك.
وليحيى أحد عشر ولدا، أربع إناث و سبعة ذكور، و له احفاد كثيرون، وقد قتل الكثير منهم، و من أولاده محمد بن يحيى الذي حبسه بكار الزبيري في المدينة بالأغلال في زمن الرشيد فكان في السجن الى أن توفى.
ومن أحفاده، محمد بن جعفر بن يحيى الذي هرب الى مصر، ثم من هناك الى المغرب، فاجتمع إليه خلق و أطاعوه، فحكم فيهم بالعدل والقسط حتى دسّ إليه السمّ فمات، واعلم انّ عقب يحيى من ابنه محمد.
الخامس : من أولاد عبد اللّه المحض، أبو محمد سليمان بن عبد اللّه، و كان عمره (53) سنة، و قتل مع الحسين بن عليّ في وقعة فخ، و له ابنان أحدهما عبد اللّه، و الآخر محمد، و كان نسل سليمان من ابنه محمد هذا، و قد شهد محمد فخا.
قال صاحب عمدة الطالب : هرب محمد بعد قتل ابيه ودخل المغرب وأعقب هناك، ومن أولاده عبد اللّه بن سليمان بن محمد بن سليمان الذي ورد الكوفة وروى الحديث وكان ذا قدر جليل .
وذكر سلسلة أولاد سليمان لا يسعه هذا المختصر.
السادس : من أولاد عبد اللّه المحض، أبو عبد اللّه إدريس بن عبد اللّه، و قد اختلفت الاقوال في كيفية شهادته، و الأصح انّ إدريس كان مع الحسين بن عليّ في فخ، و قاتل جيش العباسيين، و هرب بعد مقتل الحسين و أخيه سليمان مع مولاه راشد- و كان ذا عقل و رأي- الى مصر و فاس و طنجة .
ثم ذهب الى أراضي المغرب، فبايعه أهل المغرب و قوى سلطانه، بحيث اسودّت الدنيا في عين الرشيد لما علم بذلك و ضاقت عليه بما رحبت و خاف من ارسال الجيوش لقتله لعلمه بشجاعته وحشمته.
فاحتال عليه بارسال سليمان بن جرير متكلم الزيدية متنكّرا مع غالية مسمومة كي يسمّه بها، فلمّا دخل سليمان- و كان رجلا اديبا متكلما يحسن الجلوس مع الامراء- على إدريس رحّب به و اكرمه، فبدأ سليمان بتهيئة أسباب قتله و تدبير المهرب الى أن دخل يوما على إدريس في غيبة راشد و غيره، فأعطاه تلك الغالية فتطيب بها و شمّها و خرج سليمان مسرعا من هناك و ركب جواده و هرب.
وبعد قليل أثّر السمّ في إدريس وصرع على الارض، فلمّا جاء راشد ورأى الحال خرج مسرعا خلف سليمان حتى وصل إليه فضربه ضربات متعددة، ثم رجع وقد مضى إدريس الى ربّه، و كان له أم ولد بربريّة قد حملت منه فلمّا مات إدريس جعل أهل المغرب التاج على بطنها و فعلوا هذا بمشورة راشد.
فولدت ابنا بعد أربعة أشهر مضت من موت إدريس، فسمّوه إدريس باسم ابيه، ونسبه بعضهم الى راشد، وقالوا : انّه احتال في ذلك لبقاء الملك له، و ليس الأمر كذلك، لانّ داوود بن القاسم الجعفري أحد كبار العلماء وممن له معرفة كاملة بالنسب حكى انّه كان حاضرا في حادثة إدريس بن عبد اللّه وسمّه و ولادة إدريس بن إدريس، و قال : كنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه، و لا أحسن وجها و لا أكرم نفسا منه.
وروي عن الامام الرضا (عليه السلام) انّه قال: «إدريس بن إدريس بن عبد اللّه من شجعان أهل البيت، و اللّه ما ترك فينا مثله» .
اذا لا يوجد أي شك في صحة نسبه، و قد ذكر في الكتب شرح سلطنته و ذكر أولاده، و قد أقام جمع من أحفاده بمصر، و هم المعروفون بالفاطميين، و قال السيد الشهيد القاضي نور اللّه في مجالسه عند بيان مقتل إدريس بن عبد اللّه: أرسل هارون شخصا اسمه داوود و يعرف بالشماخ الى إدريس فدخل هذا الرجل في جملة رجاله الى ان صار من خواصه بالمكر و الحيلة، فشكا إدريس يوما من وجع رأسه فجاء إليه الشماخ بدواء، و قال انّه يستعمل لوجع السنّ فاستعمله إدريس في السحر فمات منه.
و كانت عنده جارية حامل منه فوضع أركان الدولة التاج على بطنها و لم يكن في الاسلام سلطان وضع التاج عليه و هو في بطن أمّه و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : «عليكم بادريس بن إدريس فانّه نجيب أهل البيت و شجاعهم» .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|