المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

اقليم السلاسل والاودية في شرق الولايات المتحدة
2024-10-14
The Differential method
28-9-2018
معنى قوله {فِطْرَتَ اللّٰهِ} و {صِبْغَةَ اللّٰهِ}
22-11-2015
كُن نموذجاً جيداً يحتذى به (كريس)
11-6-2020
قانون "بوزانكي" Bosanquet law
12-2-2018
Geometric Isomerism
26-12-2021


فضائل و مكارم أخلاق الامام الحسن (عليه السلام)‏  
  
7137   03:53 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص309-313.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

روى صاحب كتاب كشف الغمّة عن كتاب حلية الاولياء فقال : رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واضعا الحسن على عاتقه و قال: من أحبّني فليحبّه، و روي عن أبي هريرة قال: «ما رأيت الحسن قط الّا فاضت عيناي دموعا، و ذلك انّه أتى يوما يشتدّ حتى قعد في حجر النبي (صلى الله عليه واله) و رسول اللّه يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه و يقول: اللهم انّي أحبه و أحبّ من يحبّه، يقولها ثلاث مرّات» .

و قال ابن شهرآشوب: جاء في اكثر التفاسير انّ النبي (صلى الله عليه واله) كان يعوّذهما بالمعوذتين و لهذا سمّيت المعوذتين‏ .

و روى عن أبي هريرة انّه قال: رأيت النبي (صلى الله عليه واله)يمصّ لعاب الحسن و الحسين كما يمص الرجل التمرة .

و في رواية انّ النبي (صلى الله عليه واله) كان يصلّي فجاء الحسن و الحسين عليهما السّلام فارتدفاه فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا، فلمّا عاد عادا، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه الايمن و هذا على فخذه الأيسر، ثم قال: من أحبّنى فليحب هذين‏ .

و روي أيضا عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال : انّ الحسن و الحسين شنفا  العرش، و انّ الجنّة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء و المساكين، فقال لها اللّه تعالى: أ لا ترضين انّي زيّنت أركانك بالحسن و الحسين ... فماست (الجنّة) كما تميس العروس فرحا .

و روي عن أبي هريرة انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) سمع بكاء الحسن و الحسين و هو على المنبر فقام فزعا (فأسكتهما) ثم قال: أيّها الناس ما الولد الّا فتنة لقد قمت إليهما و ما معي عقلي‏ .

و قد كثرت الروايات في كتب الخاصة و العامة في باب محبّة النبي (صلى الله عليه واله) للحسنين عليهما السّلام كوضعهما على كتفه و الأمر بحبهما و قوله: انّ الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنّة و انّهما ريحانتاه، و سيأتي في باب أحوال الامام الحسين (عليه السلام) أحاديث أخر تناسب المقام.

وجاء في حلية أبي نعيم انّه: كان النبي (صلى الله عليه واله) يصلّي بنا و هو ساجد فيجي‏ء الحسن و هو صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا فلمّا صلّى صلاته قالوا: يا رسول اللّه انّك لتصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد.

فقال: انّ هذا ريحانتي و انّ هذا سيد و عسى اللّه ان يصلح به بين فئتين من المسلمين‏ .

و روى الصدوق عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: حدثني أبي عن أبيه عليهما السّلام انّ الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام كان أعبد الناس في زمانه و أزهدهم و أفضلهم، و كان اذا حجّ حج ماشيا و ربما مشى حافيا، و كان اذا ذكر الموت بكى، و اذا ذكر القبر بكى، و اذا ذكر البعث و النشور بكى، و اذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، و اذا ذكر العرض على اللّه (تعالى ذكره) شهق شهقة يغشى عليه منها.

و كان اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عز و جل، و كان اذا ذكر الجنّة و النار اضطرب اضطراب السليم و يسأل اللّه الجنّة و يعوذ به من النار، و كان (عليه السلام) لا يقرأ من كتاب اللّه‏ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104] الّا قال: «لبيك اللهم لبيك» و لم ير في شي‏ء من أحواله الّا ذاكرا للّه سبحانه، و كان أصدق الناس لهجة و أفصحهم منطقا ... 

و روي في كتاب المناقب لابن شهرآشوب و روضة الواعظين: انّ الحسن بن عليّ (عليه السلام) كان اذا توضّأ ارتعدت مفاصله، و اصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حق على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفر لونه و ترتعد مفاصله‏ .

و كان (عليه السلام) اذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و قال: «الهي ضيفك ببابك، يا محسن قد أتاك المسي‏ء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم».

و روي أيضا عن الصادق (عليه السلام): انّ الحسن بن عليّ عليهما السّلام حجّ خمسا و عشرين حجّة ماشيا، و قاسم اللّه تعالى (ماله) مرتين و في خبر قاسم ربّه ثلاث مرّات.

و من حلمه ما روي عن الكامل للمبرد و غيره أنّ شاميّا رآه راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يردّ، فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلّم عليه و ضحك فقال: أيها الشيخ أظنّك غريبا و لعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، و لو سألتنا أعطيناك، و لو استرشدتنا أرشدناك، و لو استحملتنا أحملناك، و ان كنت جائعا أشبعناك، و ان كنت عريانا كسوناك، و ان كنت محتاجا أغنيناك، و ان كنت طريدا آويناك، و ان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا و كنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان أعود عليك لانّ لنا موضعا رحبا و جاها عريضا و مالا كثيرا.

فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد انّك خليفة اللّه في أرضه، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته، و كنت أنت و أبوك أبغض خلق اللّه إليّ و الآن أنت أحبّ خلق اللّه إليّ، و حوّل رحله إليه و كان ضيفه الى ان ارتحل و صار معتقدا لمحبّتهم‏ .

و روى الشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهر الحلّي انّه: وقف رجل على الحسن بن عليّ عليهما السّلام: فقال: يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه، بل انعاما منه عليك الّا ما أنصفتني من خصمي فانّه غشوم ظلوم، لا يوقّر الشيخ الكبير و لا يرحم الطفل الصغير.

و كان (عليه السلام) متكئا فاستوى جالسا و قال له: من خصمك حتى أنتصف لك منه؟ فقال له:

الفقر، فأطرق رأسه ساعة ثم رفع رأسه الى خادمه و قال له: احضر ما عندك من موجود، فأحضر خمسة آلاف درهم، فقال: ادفعها إليه، ثم قال له: بحقّ هذه الأقسام التي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمك جائرا الّا ما أتيتني منه متظلّما .

و حكي أنّ رجلا جاء الى الامام الحسن (عليه السلام) فشكى حاله و عسره و أنشد:

لم يبق لي شي‏ء يباع بدرهم‏               يكفيك منظر حالتي عن مخبري‏

الّا بقايا ماء وجه صنته‏                    الا يباع و قد وجدتك مشتري‏

الامام (عليه السلام) خازنه و قال له: كم عندك من المال؟ قال: اثنا عشر الف درهم فأمره بدفعها الى الفقير و انّه يستحي منه فقال الخازن: اذا لم يبق شي‏ء عندنا للنفقة فأمره مرّة ثانية باعطائها إليه و حسن الظنّ باللّه، فدفع المال إليه و اعتذر الامام (عليه السلام) منه و قال: انّا لم نوف حقّك لكن بذلنا لك ما كان عندنا ثم أنشد:

عاجلتنا فأتاك وابل برّنا                   طلّا و لو امهلتنا لم تمطر

فخذ القليل و كن كأنّك لم تبع‏               ما صنته و كأننا لم نشتر

و روى العلامة المجلسي عن بعض كتب المناقب المعتبرة، باسناده عن نجيع قال: رأيت الحسن بن عليّ عليهما السّلام يأكل و بين يديه كلب كلما اكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له: يا بن رسول اللّه أ لا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال: دعه انّي لأستحيي من اللّه عز و جل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي و أنا آكل ثم لا أطعمه.

و روي أنّ غلاما له (عليه السلام) جنى جناية توجب العقاب، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي «و الكاظمين الغيظ» قال: كظمت غيظي، قال: «و العافين عن الناس» قال: عفوت عنك، قال: يا مولاي «و اللّه يحبّ المحسنين» قال: أنت حرّ لوجه اللّه و لك ضعف ما كنت أعطيك‏ .

روى ابن شهرآشوب عن محمد بن اسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ما بلغ الحسن، كان يبسط له على باب داره فاذا خرج و جلس انقطع الطريق فما مرّ أحد من خلق اللّه اجلالا له، فاذا علم قام و دخل بيته فمرّ الناس، و لقد رأيته في طريق مكّة ماشيا فما من خلق اللّه أحد رآه الّا نزل و مشى‏ .

و روى ابن شهرآشوب أيضا أشعار عن الحسن (عليه السلام) منها:

قل للمقيم بغير دار اقامة                                 حان الرحيل فودع الأحبابا

انّ الذين لقيتهم و صحبتهم‏                    صاروا جميعا في القبور ترابا

قال العلامة المجلسي في جلاء العيون: روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: كتب الى الحسن بن عليّ (عليه السلام) قوم من اصحابه يعزّونه عن ابنة له، فكتب إليهم: «أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزّوني بفلانة، فعند اللّه أحتسبها تسليما لقضائه، و صبرا على بلائه، فان أوجعتنا المصائب و فجّعتنا النوائب بالأحبّة المألوفة التي كانت بنا حفيّة و الاخوان المحبّين الذين كان يسرّ بهم الناظرون و تقرّبهم العيون، اضحوا قد اخترمتهم الأيّام و نزل بهم الحمام، فخلّفوا الخلوف و أودت بهم الحتوف، فهم صرعى في عساكر الموتى متجاورون في غير محلة التجاور و لا صلاة بينهم و لا تزاور، و لا يتلاقون عن قرب جوارهم، أجسامهم نائية من أهلها خالية من أربابها.

قد أخشعها اخوانها، فلم أر مثل دارها دارا، و لا مثل قرارها قرارا في بيوت موحشة، و حلول مضجعة، قد صارت في تلك الديار الموحشة، و خرجت عن الدار المؤنسة، ففارقتها من غير قلى، فاستودعتها للبلى، و كانت أمة مملوكة سلكت سبيلا مسلوكة، صار إليها الأوّلون و سيصير إليها الآخرون، و السلام‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.