أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-03-2015
1969
التاريخ: 29-03-2015
2104
التاريخ: 3-03-2015
1403
التاريخ: 29-03-2015
3404
|
هو النحوي المشهور جمال الدين عبد الله بن يوسف بن احمد بن عبد الله بن هشام الانصاري المصري(1)، ولد في القاهرة في ذي القعدة سنة(708هـ )، وتوفي بها سنة (671هـ)، أخذ العلم عن شيوخ عصره امثال الشهاب عبد اللطيف بن المرجل
ص167
المتوفي سنة(744هـ)والتاج التبريزي المتوفي سنة(746هـ)، وشمس الدين بن السراج المتوفي سنة(734هـ) وبدر الدين بن جماعة المتوفي سنة(733هـ) وسمع على ابي حيان الاندلسي ديوان زهير بن ابي سلمى.
واهتم ابن هشام بدراسة العربية فأتقنها وفاق الاقران والشيوخ ،فاشتهر في حياته، واقبل عليه الناس من محبي العلم، وذاع صيته في الاقطار العربية كافة، حتى قال عنه ابن خلدون ( وما زلنا ونحن في المغرب نسمع انه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام انحى من سيبويه).(2)
ويعد ابن هشام من ابرز النحاة لافي عصره فحسب ، وانما في العصور كافة، (اذا كان النحو قد بدأ بالخليل وسيبويه ، واضرابهم من نحاة القرن الثاني، فانه قد انتهى بابن مالك ابي حيان وابن هشام في القرن الثامن).(3)
وقد تنبه معاصرو ابن هشام الى فضله وعلمه، فاطلقوا عليه جملة نعوت تدل على تفرده بالنحو في زمانه، فوصفه معاصره التابع السبكي بـ (نحوي هذا الوقت).(4)
وقال فيه صلاح الدين الصفدي (شيخ النحو) .وقال فيه الراجحي (وكأنما نفخ ابن هشام في النحو من روحه فنشطت دراسته نشاطا واضحا).(5)
منهجه في النحو: اتبع ابن هشام في منهجه النحوي نحاة الموصل الذين اقتفوا اثر ابن جني، فهو ينحو منحى المذهب البغدادي.
قال ابن خلدون: ان ابن هشام على علم جم يشهد بعلو قدره في صناعة النحو، وكان ينحو في طريقته منحاة اهل الموصل الذين اقتفوا اثر ابن جني واتبعوا مصطلح تعليمه، من ذلك بشيء عجيب دال على قوة ملكته، واطلاعه).(6)
ص168
فهو يوازن بين اراء البصريين والكوفيين ومن سار على منوالهم من النحاة ، وكثيرا ما يكون لنفسه رايا جديدا لم يسبق اليه، وبخاصة توجيهاته الاعرابية على نحو ما جاء في كتابه (المغني)(7) وهوز اغلب اختياراته يقف مع البصريين فعلى سبيل المثال لا الحصر اختياره راي سيبويه في ان المبتدأ مرفوع بالابتداء ، وان الخبر مرفوع بالمبتدأ ،وقد لا نبالغ اذا قلنا انه كان يجل سيبويه اجلالا كبيرا، كما يجل جمهور البصريين في كل جانب من كتاباته نراه متحمسا لهم مدافعا عن آرائهم(8)، وليس معنى ذلك ان ابن هشام كان متعصبا لسيبويه ، وجمهور البصريين ، وانما كان يوافقهم في كثير من آرائهم النحوية، ولكن دون ان يوصد الابواب امام بعض اراء الكوفيين والبغداديين حين يراها جديرة بالاتباع.(9)
وعلى نحو ما كان يختار ابن هشام لنفسه من المدرستين الكوفية والبصرية ، كان يختار لنفسه ايضا من المدرستين البغدادية والاندلسية، وقد اختار من اراء ابي علي النحوي استاذ ابن جني ان(حيث) قد تقع مفعولا به كما في قوله تعالى: (الله اعلم حيث يجعل رسالته).(10)
وقد ورد ذكر كثير من النحاة الاندلسيين في مصنفات ابن هشام ، اهمهم : ابن عصفور، وابن مالك، وابو حيان.
ومما اختاره من اراء ابن عصفور ان( لن) قد تأتي للدعاء، اما ابن مالك فهو صاحبه الذي عني بشرح مصنفاته، مثل: التسهيل، والالفية، واوضح المسالك الى الفية ابن مالك، الذي يتابعه في جل آرائه.(11)
ص169
اما ابو حيان فان ابن هشام يكاد لا يوافقه في شيء من آرائه ، واشتهر ابن هشام بكثير مخالفته له، وقد اكثر من الرد عليه، ووصف اقواله بالخطل، وخطأه في مواضع عدة(12)، ولعلنا لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان اهم نحوي مصري تعقبه ابن هشام في آرائه، هو ابن الحاجب، وكثيرا ما يثبت عليه السهو والوهم والتعسف في كتاب (مغني اللبيب) لابن هشام، وكتاب مغني اللبيب هو موسوعة كبرى لعرض اراء النحاة السابقين له في مختلف الاقطار العربية ، وهو ليس عرضا فقط بل مناقشة واسعة لتلك الآراء وتبين الصحيح منها والفاسد، مع كثرة الاستنباطات واشتقاق الآراء الجديدة.(13)
مصنفات ابن هشام:
لابن هشام تصانيف كثيرة اهما: (مغني اللبيب عن كتب الاعاريب) الذي وصفه ابن خلدون بقوله:( وصل الينا بالمغرب لهذه العصور ديوان من مصر منسوب الى جمال الدين بن هشام من علمائها، استوفى فيه احكام الاعراب مجملة ومفصلة، وتكلم على الحروف والمفردات والجمل...وسماه بالمغني في الاعراب).(14)
ولابن هشام منهج في هذا الكتاب يخالف من سبقوه من النحاة اذ لم يؤلفه على ابواب النحو ،م المعروفة، كما فعل في كتاب شذور الذهب ، بل قسم كتابه (المغني) قسمين كبيرين, قسما: افراده للحروف والادوات ، قسما ثانيا: تحدث فيه عن احكام الجملة واقسامها المتنوعة ،واحكام الظرف، الجار والمجرور.
ومن مصنفاته الاخرى: (اوضح المسالك الى الفيه ابن مالك) وهو مطبوع، وشرحه الشيخ خالد الازهري، وسماه(التصريح على التوضيح).
ص170
ولابن هشام بجانب هذين المصنفين كتاب في النحو، سماه(شذور الذهب في معرفة كلام العرب)وكتاب (قطر الندى وبل الصدى)وكتاب(الاعراب عن قواعد الاعراب) وكتاب(شرج الجمل)للزجاجي، وكتاب (الكواكب الدرية في شرح اللمحة البدرية) وغير ذلك كثير من الكتب والرسائل والمباحث النحوية في نختلف صنوف المعرفة.(15)
وحفلت كتب ابن هشام بعناية الباحثين والدارسين فتناولوها بالشرح والتعليق وبخاصة كتاب(مغني اللبيب)وكتاب(اوضح المسالك)، وللسيوطي عدة مؤلفاته تناول فيها كتب ابن هشام منها: (شرح شواهد المغني) و (وفتح القريب) وهو حاشية على مغني اللبيب، و(التوشيح على التوضيح) و(حاشية على شرح شذور الذهب).
توفي ابن هشام ـ رحمه الله ـ ليلة الجمعة ، خامس ذي القعدة سنة(761هـ).(16)
______________________________
(1) شذرات الذهب :60 /191، بغية الوعاة:2 /68، السيوطي النحوي: د. عدنان محمد سليمان: ص40.
(2) بغية الوعاة :2 /69، الدرر الكامنة:2/ 16.
(3) السيوطي النحوي :ص41.
(4) طبقات الشافية للسبكي.
(5) المذاهب النحوية عبده الراجحي:350.
(6) بغية الوعاة :20/68.
(7) المدارس النحوية د., شوقي ضيف: 347.
(8) المدارس النحوية د., شوقي ضيف: 348.
(9) المدارس النحوية د., شوقي ضيف: 349.
(10) مغني اللبيب: 140، المدارس النحوية د., شوقي ضيف: 347.
(11) انظر كتاب المغني تجد اراء كثيرة يوافق فيها اين مالك.
(12) بغية الوعاة: 2ـ 69.
(13) المدارس النحوية د., شوقي ضيف: 354.
(14) العبر وديوان المبتدأ والخبر ، لابن خلدون ص1 /1058.
(15) بغية الوعاة للسيوطي: 2/ 69.
(16) شذرات الذهب: 6/ 192.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|