أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2020
2370
التاريخ: 6-8-2022
1755
التاريخ: 7-5-2021
3929
التاريخ: 10-6-2020
2138
|
صرح اساطين الحكمة : «ان الأشياء المختلفة لا يمكن ان يحصل بينها تشاكل و تآلف تام حتى يحصل بينها الاتحاد و المحبة ، واما الأشياء المتماثلة المتشاكلة فيشتاق بعضها إلى بعض و يسر بعضها ببعض ، و يحصل بينها التآلف والحب والوحدة و الاتحاد».
والتوضيح : ان الجواهر البسيطة لتشاكلها و تماثلها يحن بعضها إلى بعض فيحصل بينها التآلف التام ، والتوحد الحقيقي في الذوات و الحقائق ، بحيث يرتفع عنها التغاير والاختلاف ، إذ التغاير من لوازم المادية.
واما الماديات فلا يمكن ان يحصل بينها هذا التآلف و التوحد ، و لو حصل بينهما تآلف و شوق فانما هو بتلاقي السطوح و النهايات دون الحقائق و الذوات ، و ليس يمكن ان يبلغ مثل هذه الملاقاة إلى درجة الاتحاد و الاتصال فيحصل بينها الانفصال.
فالجوهر البسيط المودع في الإنسان - اعني النفس الناطقة - اذا صفى عن الكدورات الطبيعية وتطهر عن الاخباث الجسمانية ، و تخلى عن حب الشهوات و العلائق الدنيوية ، انجذب بحكم المناسبة إلى عالم القدس ، و حدث فيه شوق تام إلى اشباهه من الجواهر المجردة ، و يرتفع منها إلى ما هو فوق الكل و منبع جميع الخيرات ، فيستغرق في مشاهدة الجمال الحقيقي ، و مطالعة جمال الخير المحض ، و ينمحي في أَنوار تجلياته القاهرة ، ويصل إلى مقام التوحيد الذي هو نهاية المقامات ، فيفيض عليه من أَنواره ما لا عين رأت ، ولا إذن سمعت ، ولا خطر على خاطر، فيحصل له من البهجة و اللذة ما يضمحل عنده كل بهجة و لذة ، والنفس التي بلغت هذا المقام لا يتفاوت حالها كثيرا في حالتي التعليق بالبدن و التجرد عنه ، إذ استعمال القوى البدنية لا يصدها عن ملاحظة الجمال المطلق ، وما يحصل لغيرها من السعادة في الآخرة يحصل لها في هذه النشأة .
نعم ، الشهود التام ، و الابتهاج الصافي عن الشوب ، يتوقف على تجردها الكلي عن البدن فانها وإن لا حظت بنور البصيرة في هذه النشأة جمال الوحدة الصرفة ، إلا أن ملاحظتها لا تخلو عن شوائب الكدرة الناشئة من الطبيعة ، فالصفاء التام يتوقف على التجرد الكلي ، و لذا تشتاق أبدا إلى رفع هذا الحجاب ، و يقول :
جاهد اليوم لكي تمسي بصير و لكي يسحرك الحسن المثير
أفلا تخجل و العمر قصير في مساء العيد كالطفل الغرير
ترقب الصبح بقلب مستطير؟!.
وهذه المحبة نهاية درجات العشق ، و غاية الكمال المتصورة لنوع الإنسان ، و ذروة مقامات الواصلين ، وغاية مراتب الكاملين ، فما بعدها مقام إلا و هو ثمرة من ثمراتها ، كالأنس و الرضا و التوحيد ، و لا قبلها مقام إلا و هو مقدمة من مقدماتها ، كالصبر و الزهد و سائر المقامات ، و هذا العشق هو الذي افرط العرفاء و أرباب الذوق في مدحه ، و بالغوا في الثناء عليه نثرا و نظما.
و صرحوا بأنه غاية الاتحاد و الكمال المطلق ، و لا كمال إلا هو، و لا سعادة الا به .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|