أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2015
6890
التاريخ: 24-11-2015
1622
التاريخ: 22-04-2015
1623
التاريخ: 15-02-2015
1641
|
بالرغم من أنّ العالم الغربي مليء بالإِنحرافات الجنسية، وأنّ هذه الأعمال السئية قد باتت متعارفة بحيث سمع أنّ بعض الدول كبريطانيا وطبقاً لقانون صدر بكل وقاحة من المجلس النيابي «البرلمان» فيها يجوز هذا الموضوع «اللواط أو السحاق» ولكن شيوع هذه المنكرات لا يخفف من قبحها ومن مفاسدها الأخلاقية والإِجتماعية والنفسية.
بعض أتباع المذاهب المادّيه الذين تلوّثوا بمثل هذه المنكرات يقولون: نحن لا نجد محذوراً طبيّاً في هذا الامر.
ولكنّهم لم يلتفتوا الى أنّ كل انحراف جنسي له أثره السلبي في روحية الإِنسان وبنائه النفسي يفقده توازنه.
توضيح ذلك، أنّ الإِنسان الطبيعي والسليم يميل إِلى المخالف من جنسه، أي أنّ الرجل يميل إِلى المرأة، والمرأة تميل إِلى الرجل، وهذا الميل ن أشدّ الغرائز المتجذرة فيه، والضامن لبقاء نسله، فأيّ عمل يؤدّي إِلى تحوير هذا الميل الطبيعي عن مساره فسيوجد نوعاً من المرض والإِنحراف النفسي في الإِنسان.
فالرجل الذي يميل إِلى نظيره من جنسه، ليس رجلا كاملا، وقد عُدّ هذا الإِنحراف في كتب الأُمور الجنسية «هموسكو اليسيم» أي الميل الجنسي للمماثل من أهم الإِنحرافات.
والإِستمرار على هذا العمل وإدامته يميت في الفرد الميل الجنسي إِلى المخالف. والشخص الذي يسلّم نفسه لممارسة هذا العمل معه يشعر شيئاً فشيئاً «بإحساسات المرأة» ويورث هذا العمل الطرفين «الفاعل والمفعول» ضعفاً مفرطاً في الجنس حتى أنّه لا يستطيع بعد مدّة على المعاشرة الطبيعية مع جنسه المخالف.
ومع ملاحظة أنّ الإِحساسات الجنسية.
[بالنسبة للرجل والمرأة] لها تأثيرها في أعضاء بدن كل منهما، كما أنّ لها تأثيرها على روحية كلٍّ منهما وأخلاقه. تتّضح أنّ فقدان الإِحساسات الطبيعية إِلى أي درجة سيؤثر على روح الإِنسان وجسمه حتى أنه من الممكن أن يبتلى الأفراد هؤلاء بالضعف الجنسي الذي يؤدّي إِلى عدم القدرة على الإِنجاب والتوليد.
وهؤلاء الأشخاص ـ غالباً ـ ليسوا أصحاء من الناحية النفسيّة، ويحسون في داخلهم أنّهم غرباء عن أنفسهم وغرباء عن مجتمعهم ... ويفقدون بالتدريج القدرة على الإِرادة التي هي أساس لكم نجاح وشرط من شروطه، ويتكرس في روحهم نوع من الإِضطراب والقلق.
وإذا لم يصمموا على إِصلاح أنفسهم فوراً، ولم يستعينوا عند الضرورة والحاجة بالطبيب النفسي أو الطبيب الجسمي فسيغدو هذا العمل عندهم عادة
يصعب تركها، فمن وعلى كلِّ حال، فإنّ أي وقت لترك هذا العمل القبيح لا يعدّ خارجاً عن أوانه، بل لابدّ من التصميم الجاد.
ولا ريب أنّ الحيرة والإِضطراب النفسي قد يجرّ هؤلاء إِلى استعمال المواد المخدرة والمشروبات الكحولية، كما يجرّهم إِلى انحرافات أخلاقية أُخرى، وهذا بنفسه شقاء عظيم.
الطريف أنّنا نقرأ في الرّوايات الإِسلامية عبارة موجزة وذات معنى كبير تشير إِلى هذه المفاسد، ومن هذه الرّوايات ما نقل عن الإِمام الصادق (عليه السلام) أنّ رجلا سأله: لم حرّم الله اللواط؟ فقال سلام الله عليه: «من أجل أنّه لو كان إِيتان الغلام حلالا لإستغنى الرجال عن النساء وكان فيه قطع النسل وتعطيل الفروج وكان في اجازة ذلك فَساد كبير» (1).
وما يجدر ذكره أنّ أحد العقوبات الشرعية لهذا العمل أنّ الإِسلام حرم الزواج من أخت المفعول وأُمّه وبنته على الفاعل، أي إذا تحقق اللواط قبل الزواج فعندئذ يحرم الزواج منهنّ حرمة مؤبدة.
وآخر ما ينبغي التذكير به هنا من المسائل الدقيقة، أن جرّ الأفراد إِلى مثل هذا الإِنحراف الجنسي له أسباب وعلل مختلفة، حتى من ضمنها أحياناً طريقة التعامل والمعاشرة من قبل الوالدين مع أبنائهما، أو الغفلة عنهم وعدم مراقبة من معهم من بني جنسهم، وطريقة معاشرتهم ومنامهم معاً في بيت واحد، كل ذلك له أثره الفاعل في هذا التلوّث والإِنحراف.
نحن نقرأ في أحوال قوم لوط أنّ سبب انحرافهم وتلوثهم بهذا الذنب أنّهم كانوا قوماً بخلاء، ولمّا كانت مدنهم على قارعة الطريق التي تمرّ بها قوافل الشام ولم يكونوا ليرغبوا في استضافة العابرين من المسافرين، كانوا يوحون إِليهم بداية الأمر أنّهم يريدون أن يعتدوا عليهم جنسياً ليفرّ منهم الضيوف والمسافرون ،ولكنّ هذا العمل أصبح بالتدريج مألوفاً عندهم ونما عندهم الإِنحراف الجنسي وبلغ عملهم حدّاً أنّهم تلوّثوا بالآثام من قرنهم إِلى قدمهم (2).
وربّما جرّ المزاح غير المناسب بين الذكور أو بين الإِناث إِلى هذا الإِنحراف، فعلى كل حال، ينبغي ملاحظة هذه المسائل بدقة إِنقاذ المنحرفين والملوّثين بهذا الذنب بسرعة، ويطلب من الله التوفيق في هذا السبيل.
_______________________
1.وسائل الشيعة ,ج14,ص252.
2.بحار الانوار ,ج12,ص147: علل الشرايع ,ج2.ص548,مكتبة الداورى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|