جواري وقهرمانات أبو العباس القادر بالله ( 393-422هـ/ 1002-1030م ) (1) .

هو الخليفة الخامس والعشرون بقائمة السيوطي من الخلفاء العباسيين، وحفيد المقتدر من ولده أسحق، أمه أم ولد أسمها تمني مجهولة الأصول، نظن انها فارسية (وتعرف دمنة أيضاً) (2).

 يختلف عن الخلفاء السابقين في منزلته بوصفه خليفة وفي إجراءاته التي تبناها خلال العقود الأربعة الأ أنه على الرغم من شهرته الدينية وتقواه وورعه وانتمائه الى حلقة أصحاب الحديث من المذهب الحنبلي (3) ، لا يختلف عن غيره من الخلفاء العباسيين من تحدره من أم ولد .

الا ان قصور دار الخلافة على ما تشهد المصادر المعاصرة، لم يعرف فيها نشاطً سوى الستر والديانة ، ولذلك نفي الجواري والقيان والمغنيات جميعهم من بغداد الى سامراء (4) .

 وفي سنة (404هـ/ 1013م) من سنوات خلافته، منع النساء من الخروج الى الطرقات ليلاً ونهاراً (5) ، من اجل ذلك لم تعثر في مصادرنا على اسم لجارية في مدة خلافة القادر بالله على الرغم من طول مدة خلافته الا ان أم ابنه والقائم عبد الله وريثه في الخلافة هي أم ولد من أصول أرمنية تعرف ببدر الدجى ويقال ( قطر الندى ) (6) ، أما الزوجة الرسمية للخليفة القادر بالله هي سكينة بنت بهاء الدولة تزوجها سنة 382هـ وصداقها كان مائة الف دينار(7).

______________

 (1)  القادر بالله : هو احمد بـن اسحق بـن المقتدر بالله ، لقبه القادر بالله ، ولد سنة 336هـ  بويع بالخلافـة سنة 381هـ ، انشد الشعـراء بين يديه ومنهم الشاعر الشريف الرضي  وقال : شرف الخلافة يابني العباس ـ اليوم جدده أبو العباس . كان قد تفقه على يد العلامة أبي بشير الهروي الشافعي ، ولما توفي عن سبع وثمانين سنة ، كان أفقر الخلفاء العباسيين ولم يخلف مالاً ، وفي عهده انقطع الحج عن الحجاز ، توفي سنة 422هـ/ 1030م . ينظر : السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص ص 409  ، 410 . 

(2)  الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ، ج6 ، ص152 ؛ ابن كثير : البداية والنهاية ، ج12  ص39 .

(3)  ابن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج6  ص228 ؛ ابن دحية : النبراس ، ص132 .

(4)  اليعقوبي : البلدان ، ص 247 ؛ الصابي : رسوم دار الخلافة ، ص 191 .

(5)  الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ، ج6 ؛  ص152 ؛ السيوطي : تاريخ الخلفاء ص410 .

(6)  ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة ، ج 6 ، ص 150 ؛ ابن دحية : النبراس ، ص133

(7)  ابن العمراني : الأنباء في تاريخ الخلفاء ، ص198 ؛ ابن كثير : البداية والنهاية ، ج11 ص170 .