قصّتَي صالح وهود تناقضان دعوى محمّد من حيث إنّه لم يُرسل قبله نبيٌّ إلى العرب |
731
07:31 صباحاً
التاريخ: 21-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
935
التاريخ: 29-11-2017
1133
التاريخ: 20-11-2016
569
التاريخ: 20-11-2016
13002
|
[نص الشبهة] : تحت مادّة ( صالح ) يقول ( بول Fr. Buhl ) : ( وممّا يستلفت النظر بالإضافة إلى ذلك أنّ قصّتَي صالح وهود ( انظر هذه المادّة ) تناقضان الدعوة المألوفة ، التي أتى بها محمّد في سوَر العهد المكّي ، من حيث إنّه قال إنّه لم يُرسل من قبله نبيٌّ إلى العرب (سورة القصص ، الآية 46؛ سورة السجدة ، الآية 2 ؛ سورة سبأ ، الآية 43 ؛ سورة يس ، الآية 5) [1] .
[جواب الشبهة] : قول ( بول Fr. Buhl ) : ( إنّ قصّتي صالح وهود تناقضان الدعوة المألوفة التي أتى بها محمّد في سور العهد المكّي من حيث إنّه قال إنّه لم يرسل من قبله نبيّ إلى العرب...) إلى آخره ، تمحّل غريب ، وذلك لما يأتي :
أ ـ إن الآيات [2] التي استدلّ بها بول هذا ، هي : الآية (46) من سورة القصص التي جاء فيها: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} [القصص: 46] ، والآية (2) من سورة السجدة التي جاء فيها : {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} [السجدة: 3] ، والآية (43) من سورة سبأ والتي جاء فيها : {وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ} [سبأ: 44] ، والآية (5) من سورة يس التي جاء فيها : {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} [يس: 6] ، حيثُ إنّ الكاتب قد استدلّ بها على عدم إرسال الرسُل وبعث الأنبياء قبل الرسول محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى العرب ، وبهذا ادّعى اكتشاف تناقض بين هذه الآيات ، والآيات التي أوردَت قصّتَي صالح وهود ، وأنّهما نبيّان أُرسلا إلى عاد وثمود وهما من العرب .
وجواب ذلك واضح لمن يتأمّل في الآيات الأُولى ، حيث إنّها لم تقصد بالقوم ( العرب ) عمومهم مُنذ البدء والى عصر دعوة محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وإنّما كانت تقصد ذلك الجيل الذي يستوعب قوم العرب المعاصرين لنبوّة محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآباءهم القريبين ، وهذا هو الواقع حقّاً ، حيثُ انقطع الوحي الإلهي فترة من الزمن ، ولم يُرسل رسول لهم او يظهر نبيّ بينهم ، فلا تناقض بين الآيات الأولى والثانية .
ب ـ قول ( بول Fr. Buhl ) في دعواه هذه من أنّ عدم إرسال الرسل وبعث الأنبياء للعرب مألوف في سور العهد المكّي ، والواقع خلاف ذلك فهناك آياتٌ مكّيّة تصرّح ببعث الأنبياء وإرسال الرسل إلى العرب وكلّ الأقوام والأُمم ، منها قوله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] ، ومنها الآيات المكّيّة التي تتحدّث عن قصّتَي النبيَّين صالح وهود ( عليهما السلام ) ، منها قوله تعالى : {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الأعراف: 73].
وقوله تعالى : { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61] ، وقوله تعالى : {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ} [هود: 50] ، وقوله تعالى : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [الشعراء: 141 - 144] ، وقوله تعالى : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} [القمر: 23] ، وقوله تعالى : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ } [الحاقة: 4] والمثير للاستغراب أنّ ( بول ) نفسه قال : ( وقد وردت قصّتا هذَين النبيَّين في أقدم السوَر المكّيّة ، مثل سورة النجم الآية (51) وما بعدها ، وسورة البروج الآية (17) وما بعدها، وسورة الفجر الآية (8) ، وسورة الشمس الآية (11) وما بعدها ، كما ترد كثيراً في السور التي تليها) [3] .
ثُمّ أليست هذه الآيات قيوداً صريحة تشير إلى إرسال الرسُل وبعث الأنبياء للعرب لتنفي بذلك العموم المدّعى وتخصّصه بما قلناه أوّلاً من أنّه ينحصر بالمعاصرين والآباء القريبين ؟ فمن الذي وقع في التناقض ؟ هل هو القرآن الكريم ؟ وقد أثبتنا بوضوح عدمه ، أم هو ( بول ) وأضرابه من المستشرقين من الذين تكلفوا العلم وتمحّلوا دعوى المعرفة وما هم إلاّ يجهلون ؟
ــــــــــــــــــــــ
[1] دائرة المعارف الإسلاميّة 14 : 107 .
[2] بعض أرقام الآيات التي جاءت في دائرة المعارف الإسلامية فيها اختلاف بمقدار رقم واحد ـ ناقص ـ عمّا هو في ترقيم الآيات المعروف في القرآن الكريم ، وما كان خلاف ذلك نشير إليه ، فالمفروض ملاحظة ذلك ؛ لأنّنا ننقل النص كما هو في الأصل .
[3] دائرة المعارف الإسلاميّة 14 : 107.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|