المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الحسن بن علي ليس رجل دولة ولا يصلح كقائد وكان منغمس بملذاته ضعيف الإرادة لذلك عقد الصلح مع معاوية  
  
533   07:29 صباحاً   التاريخ: 21-1-2019
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 158- 164
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / سيرة و تاريخ /

[جواب الشبهة] : على أساس الروايات الشاذّة والمختلقة الصقوا تهم شنيعة وشُبهاتٌ ظالمة للإمام الحسن ( عليه السلام ) ، حول صلحه مع معاوية بن أبي سفيان ، وقد ردّ عليها علماءُ مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وكثير من المفكّرين الإسلاميّين والمنصفين من أهل العلم والتخصّص ، ومن أبرزهم العلاّمة المحقّق الإمام السيّد ( عبد الحسين شرف الدين الموسوي ) في مقدّمته لكتاب ( صلح الحسن ) للشيخ راضي آل ياسين ، التي جاء فيها : (.. نشَط معاوية في عهد الخليفتين الثاني والثالث ، بإمارته على الشام عشرين سنة ، تمكّن بها في أجهزة الدولة ، وصانع الناس فيها وأطمعهم به فكانت الخاصّة في الشام كلّها مِن أعوانه ، وعظم خطره في الإسلام ، وعُرِف في سائر الأقطار بكونه مِن قُريش ـ أسرة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ـ وأنّه من أصحابه ، حتّى كان ـ في هذا ـ أشهر من كثير من السابقين الأوّلين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، كأبي ذر وعمّار والمقداد وأضرابهم ) .

هكذا نشأت ( الأمويّة ) مرّة أُخرى ، تغالب الهاشميّة باسم الهاشميّة في علنها ، وتكيد لها كيدها في سرّها ، فتندفع مع انطلاق الزمن تخدع العامّة بدهائها ، وتشتري الخاصّة بما تغدقه عليه من أموال الأمّة ، وبما تؤثرهم به من الوظائف التي ما جعلها الله للخوَنة مِن أمثالهم ، وتستغلّ مظاهر الفتح وإحراز الرضا من الخلفاء .

حتّى إذا استتب أمر ( الأمويّة ) بدهاء معاوية ، انسلّت إلى أحكام الدين انسلال الشياطين ، تدسّ فيها دسّها ، وتفسد إفسادها ، راجعة بالحياة إلى جاهليّة تبعث الاستهتار والزندقة ، وفق نهجٍ جاهلي ، وخطّة نفعيّة ، ترجوها ( الأمويّة ) لاستيفاء منافعها ، وتستخرها لحفظ امتيازاتها .

والناس ـ عامّة ـ لا يفطنون لشيء من هذا ، فإنّ القاعدة المعمول بها في الإسلام ـ أعني قولهم : الإسلام يجبّ ما قبله ـ ألقت على فظائع ( الأمويّة ) ستراً حجبها ، ولا سيّما بعد أنْ عفا عنها رسول الله وتألفها ، وبعد أنْ قرّبها الخلفاء منهم ، واصطفوها بالولايات على المسلمين ، وأعطوها من الصلاحيّات ما لم يعطوا غيرها من ولاتهم ، فسارت في الشام سيرتها عشرين عاما {لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79] ولا ينهون .

وهذا ما أطغى معاوية ، وأرهف عزمه على تنفيذ خططه ( الأمويّة ) ، وقد وقف الحسن والحسين من دهائه ومكره إزاء خطرٍ فظيع ، يهدّد الإسلام باسم الإسلام ، ويطغى على نور الحقّ باسم الحق ، فكانا في دفع هذا الخطر أمام أمرين لا ثالث لهما : إمّا المقاومة ، وإمّا المسالمة .

وقد رأيا أنّ المقاومة في دور الحسن تؤدّي لا محالة إلى فناء هذا الصفّ المدافع عن الدين وأهله ، والهادي إلى الله عزّ وجل ، وإلى صراطه المستقيم ، إذ لو غامر الحسن يومئذٍ بنفسه وبالهاشميّن وأوليائهم ، فواجه بهم القوّة التي لا قِبل لهم بها مصمّما على التضحية ، تصميم أخيه يوم ( الطف ) لانكشفت المعركة عن قتلهم جميعاً ، ولأنتصرت ( الأمويّة ) بذلك نصراً تعجز عنه إمكانيّاتها ، ولا تنحسر عن مثله أحلامها وأُمنياتها ، إذ يخلو بعدهم لها الميدان ، تمعن في تَيهها كلّ إمعان ، وبهذا يكون الحسن ـ وحاشاه ـ قد وقع فيما فرّ منه على أقبح الوجوه ، ولا يكون لتضحيته أثر لدى الرأي العام إلاّ التنديد والتفنيد ؛ لأنّ معاوية كان يطلب الصلح ملحّا على الحسن بذلك ، وكان يبذل له من الشروط لله تعالى وللأُمّة كلّ ما يشاء ، يناشده الله في حقن دماء أمّة جدّه .

وقد أعلن طلبه هذا فعلمه المعسكران ، مع أنّ الغلبة كانت في جانبه لو استمرّ القتال ، يعلم ذلك الحسن ومعاوية وجنودهما ، فلو أصرّ الحسن ـ والحال هذه ـ على القتال ، ثمّ كانت العاقبة عليه لعذله العاذلون وقالوا فيه ما يشاؤون .

ولو اعتذر الحسن يومئذٍ بأنّ معاوية لا يفي بشرط ، ولا هو بمأمون على الدين ولا على الأمّة ، لمَا قَبل العامّة يومئذٍ عذره ، إذ كانت مغرورة بمعاوية كما أوضحناه ، ولم تكن الأمويّة يومئذٍ سافرة بعيوبها سفوراً بيّناً بما يؤيّد الحسن أو يخذل معاوية ، لاغترار الناس بمعاوية وبمكانته من أُولي الأمر الأوّلين ، لكنْ انكشف الغطاء ، في دور سيّد الشهداء فكان لتضحيته ( عليه السلام ) من نصرة الحق وأوليائه آثاره الخالدة .

ومن هنا رأى الحسن ( عليه السلام ) أنْ يترك معاوية لطغيانه ، ويمتحنه بما يصبو إليه من الملك ، لكن أخذ عليه في عقد الصلح ، أنْ لا يعدو الكتاب والسنّة في شيء من سيرته وسيرة أعوانه ومقوّية سلطانه ، وأنْ لا يطلب أحداً من الشيعة بذنبٍ أذنبه مع الأموية ، وأنْ يكون لهم من الكرامة وسائر الحقوق ما لغيرهم من المسلمين ، وأنْ ، وأنْ ، وأنْ . إلى غير ذلك من الشروط التي كان الحسن عالماً بأنّ معاوية لا يفي له بشيء منها ، وأنّه سيقوم بنقائضها .

هذا ما أعدّه ( عليه السلام ) لرفع الغطاء عن الوجه ( الأموي ) المموّه ، ولصَهر الطلاء عن مظاهر معاوية الزائفة ، ليبرز حينئذٍ هو وسائر أبطال ( الأمويّة ) كما هُم جاهليّين ، لم تخفق صدورهم بروح الإسلام لحظة ، ثأريّين لم تُنسِهم مواهب الإسلام ومراحمه شيئاً من أحقادِ بدرٍ وأُحد والأحزاب .

وبالجملة فإنّ هذه الخطّة ثورةٌ عاصفة في سلمٍ لم يكن منه بُد ، أملاه ظرفُ الحسن ، إذ التبس فيه الحقّ بالباطل ، وتسنّى للطغيان فيه سيطرةٌ مسلّحةٌ ضارية .

وما كان الحسن ببادئ هذه الخطّة ولا بخاتمها ، بل أخذها فيما أخذه من إرثه ، وتركها مع ما تركه من ميراثه ، فهو كغيره من أئمّة هذا البيت ، يسترشد الرسالة في إقدامه وفي إحجامه ، امتُحن بهذهِ الخطّة فرضَخ لها صابراً محتسباً وخرجَ منها ظافراً طاهراً ، لم تُنجّسه الجاهليّة بأنجاسها ، ولم تُلبسه من مُدلهمّات ثيابها .

أخذ هذه الخطّة من صلح ( الحديبيّة ) فيما أثَر من سياسة جدّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وله فيه أسوةٌ حسنة ، إذ أنكر عليه بعضُ الخاصّة مِن أصحابه كما أنكر على الحسن صُلح ( ساباط ) بعض الخاصّة من أوليائه ، فلم يهن بذلك عزمه ، ولا ضاق به ذرعه .

تهيّأ للحسن بهذا الصلح أنْ يَغرس في طريق معاوية كميناً من نفسه ، يثور عليه من حيث لا يشعر فيُرديه ، وتسنّى له به أْن يلغم نصر الأمويّة ببارود الأمويّة نفسها ، فيجعل نصرها جفاء ، وريحا هباء .

لم يطل الوقت حتّى انفجرت أُولى القنابل المغروسة في شروط الصلح ، انفجرت من نفس معاوية يوم نشوته بنصره ، إذ انضم جيش العراق إلى لوائه في النخيلة ، فقال ـ وقد قام خطيباً فيهم ـ : ( يا أهل العراق ، إنّي والله لم أُقاتلكم لتصلّوا ولا لتصوموا ، ولا لتزكّوا ، ولا لتحجّوا ، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وانتم كارهون .

ألا وأنّ كلّ شيء أعطيته للحسن بن عليّ جعلته تحتَ قدمَيَّ هاتين !) .

فلمّا تمّت له البيعة خطب فذكر عليّاً فنال منه ، ونال من الحسن ، فقام الحسين ليردّ عليه ، فقال له الحسن : ( على رسلك يا أخي ) .

ثمّ قال ( عليه السلام ) فقال : ( أيها الذاكر عليّاً ! أنا الحسنُ وأبي عليّ ، وأنتَ معاوية وأبوك صخر ، وأُمّي فاطمة وأُمّك هند ، وجدّي رسولُ الله وجدّك عتبة ، وجدّتي خديجة وجدّتك فتيلة ، فلعنَ الله أخملنا ذكراً وألأَمَنا حسباً ، وشرّنا قديماً ، وأقدمنا كفراً ونفاقاً !) .

فقالت طوائف من أهل المسجد : ( آمين ) .

ثمً تتابعت سياسة معاوية ، تتفجّر بكلّ ما يُخالف الكتاب والسنة مِن كلّ منكرٍ في الإسلام ، قتلاً للأبرار ، وهتكاً للأعراض ، وسلباً للأموال ، وسجناً للأحرار ، وتشريداً للمصلحين ، وتأييداً للمفسدين الذين جعلهم وزراء دولته ، كابن العاص ، وابن شعبة ، وابن سعيد ، وابن ارطاة ، وابن جندب ، وابن السمط ، وابن الحكَم ، وابن مرجانة ، وابن عقبة ، وابن سميّة الذي نفاه عن أبيه الشرعي عبيد ، وألحقه بالمسافح أبيه أبي سفيان ليجعله بذلك أخاه ، يسلّطه على الشيعة في العراق ، يسومهم سوء العذاب ، يذبّح أبناءهم ، ويستَحيي نساءهم ، ويفرّقهم عباديد ، تحت كلّ كوكب ، ويحرق بيوتهم ، ويصطفي أموالهم ، لا يألو جهداً في ظلمهم بكلّ طريق .

ختم معاوية منكراته هذه بحمل خليعه المهتوك على رقاب المسلمين ، يعيث في دينهم ودنياهم ، فكان من خليعه ما كان يوم الطف ، ويوم الحرّة ، ويوم مكّة إذ نصب عليها العرادات والمجانيق!.

هذه خاتمة أعمال معاوية ، وإنّها لتلائم كلّ الملاءمة فاتحة أعماله القاتمة .

ومهما يكن من أمر ، فالمهم أنّ الحوادث جاءت تفسيرَ خطّة الحسن وتجلوها ، وكان أهمّ ما يرمي إليه سلام الله عليه ، أنْ يرفع اللثام عن هؤلاء الطغاة ، ليحوّل بينهم وبين ما يبيتون لرسالة جدّه من الكيد .

وقد تمّ له كلّ ما أراد ، حتّى برح الخفاء ، وآذن أمر الأمويّة بالجلاء .

وبهذا استتب لصنوه سيّد الشهداء أنْ يثور ثورته التي أوضح الله بها الكتاب ، وجعله فيها عبرة لأولي الألباب .

وقد كانا ( عليهما السلام ) وجهين لرسالة واحدة ، كلّ وجه منهما في موضعه منها ، وفي زمانه من مراحلها ، يكافئ الآخر في النهوض بأعبائها ويوازنه بالتضحية في سبيلها .

فالحسن لم يبخل بنفسه ، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل الله ، وإنّما صان نفسه ، ويجنّدها في جهادٍ صامت ، فلمّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنيّة ، قبل أنْ تكون حسينيّة .

وكانا ( عليهما السلام ) كأنّهما متّفقان على تصميم الخطّة : أنْ يكون للحسن منها دورَ الصابر الحكيم ، وللحسين دور الثائر الكريم ، لتتألّف من الدورين خطّة كاملة ذاتَ غرضٍ واحد .

وقد وقف الناس ـ بعد حادثتَي ساباط والطف ـ يمعنون في الأحداث فيَرَون في هؤلاء الأمويّين عصبةً جاهليّةً منكرة ، بحيث لو مثّلت العصبيّات الجلفة النذلة الظلُوم لم تكن غيرهم ، بل تكون دونهم في الخطر على الإسلام وأهله .

نعم أدرك الرأي العام بفضل الحسن والحسين وحكمة تدبيرهما ، كلّ خافيةٍ من أمر ( الأمويّة ) وأُمور مسدّدي سهمها على نحوٍ واضح .

أدرك ـ فيما يتّصل بالأمويّين ـ أنّ العلاقة بينهم وبين الإسلام إنّما هي علاقة عِداءٍ مُستحكَم ، ضرورة أنّه إذا كان المُلك هو ما تَهدِف إليه الأمويّة ، فقد بلغه معاوية ، وأتاحه له الحسن ، فما بالها تلاحقه بالسمّ وأنواع الظلم والهضم ، وتتقصّى الأحرار الأبرار من أوليائه لتستأصل شأفتهم وتقتلع بذرتهم ؟!..

وإذا كان المُلك وحده هو ما تهدف إليه الأمويّة ، فقد أُزيح الحسين من الطريق ، وتمّ ليزيد ما يُريد ، فما بالها لا تكفّ ولا ترعوي ، وإنّما تُسرف أقسى ما يكون الإسراف والإجحاف في حركةٍ من حركات الإفناء على نمطٍ من الاستهتار ، لا يُعهد في تاريخ الجزّارين والبرابرة !!..)(1) .

ـــــــــــــــــــــــ

(1) لمزيد من التفصيل في أسرار صلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) راجع : آل ياسين ، الإمام الشيخ راضي ـ صلح الحسن ( عليه السلام ) .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.