المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الامام يرفض تعيين الولاة
7-8-2016
Mesenchymal Cells
12-1-2017
ما هي النعمة ؟
8-05-2015
الإنفاق سبب النماء لا النقصان
23-10-2014
أبو المغيرة بن حزم
8-2-2018
من آفات اللسان / المراء والمجادلة
8-8-2022


أداة التشبيه  
  
8975   12:03 مساءً   التاريخ: 10-1-2019
المؤلف : د . عبد العزيز عتيق
الكتاب أو المصدر : في البلاغة العربية/علم البيان
الجزء والصفحة : ص78-82
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 13042
التاريخ: 26-03-2015 47182
التاريخ: 2-2-2019 53754
التاريخ: 26-03-2015 17490

وأداة التشبيه كل لفظ يدل على المماثلة والاشتراك ، وهي حرفان وأسماء ، وأفعال ، وكلها تفيد من قرب المشبه من المشبه به في صفته . والحرفان هما :

1- : وهي الأصل لبساطتها ، والأصل فيها أن يليها المشبه به ، كقول الشاعر :

أنا كالماء - إن رضيت - صفاء    وإذا ما سخطت كنت لهيبا

وقول آخر:

 أنت كالليث في الشجاعة والإقدام   والسيف في قراع الخطوب(2)

وقد يليها مفرد لا يتأتى التشبيه به ، وذلك إذا كان المشبه به مركبا ، كقوله تعالى : {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف: 45] إذ ليس المراد تشبيه حال الدنيا بالماء ، ولا بمفرد آخر يُتعامل و يحتمل لتقديره ، بل المراد تشبيه حالها في نضارتها وبهجتها وما يعقبها من الهلاك والفناء ، بحال النبات يكون أخضر وارفا ثم يهيج فتطيّره الرياح كأن لم يكن . ونحو قول لبيد :

وما الناس إلا كالديار وأهلها     بها يوم حلُّوها وبعد بلاقع

فلبيد لم يشبه الناس بالديار ، وإنما شبه وجودهم في الدنيا وسرعة زوالهم وفنائهم بحلول أهل الديار فيها وسرعة نهوضهم عنها وتركها خالية .

 

2- كأن : وتدخل على المشبه أو يليها المشبه ، كقول الشاعر :

   كأن أخلاقك في لطفها   ورقة فيها نسيم الصباح

 وقول آخر :

و كأن الشمس المنيرة دينا           رٌ جلته حدائد الضّراب(3)

ص78

و(( كأن )) حرف مركب عند أغلب علماء اللغة من الكاف و إن .قالوا : والأصل في ((كأن زيدا أسد )) (( إن زيدا كأسد )) ثم قدم حرف التشبيه اهتماما به ، ففتحت همزة ((إن)) لدخول الجار ، وما بعد الكاف جرّ بها .

و ((كأن )) للتشبيه على الاطلاق ، وهذا هو استعمالها الغالب والمتفق عليه من جمهور النحاة ، وزعم جماعة من النحاة أنها لا تكون للتشبيه إلا إذا كان خبرها اسما جامدا ، نح : كأن زيدا أسد . بخلاف كأن زيدا قائم ، أو في الدار ن أو عندك ، أو يقوم ، فانها في ذلك كله للظن والشك . أي بمنزلة ظننت وتوهمت .ومعنى هذا أنه إذا كان خبرها وصفا أو جملة أو شبه جملة فهي فيهن للظن  ، ولا تكون للتشبيه إلا إذا كان الخبر مما يتمثل به . فإن قلت : كأن زيدا قائم ، لا يكون تشبيها لأن الشيء لا يشبه نفسه . ولكن جمهور النحاة على الرأي الأول القائل بأنها للتشبيه على الإطلاق ، وعلى هذا يقولون : إن معنى كأن زيدا قائم ، تشبيه حالته غير قائم بحالته قائما .

 

3- مثل : ومن أدوات التشبيه مثل و ما في معنى مثل كلفظة  ((نحو)) وما يشتق من لفظة مثل وشبه ، يشبه ويشابه ويماثل ويضارع ويحاكي ويضاهي .

 

وقد يذكر فعل ينبئ عن التشبيه كالفعل ((علم)) في قولك :علمت زيدا أسدا ونحوه ، هذا إذا قرب التشبيه بمعنى أن يكون وجه الشبه قريب الا دراك ، فيحقق بأدنى التفات إليه. وذلك لأن العلم معناه التحقق ، وذلك مما يناسب الأمور الظاهرة البعيدة عن الخفاء .

أما إن بعد التشبيه أدنى تبعيد قيل : خلته وحسبته ونحوهما لبعد الوجه عن التحقق ، وخفائه عن الادراك العلمي ، وذلك لأن الحسبان

ص79

ليس فيه الرجحان , ومن شأن البعيد عن الادراك أن يكون ادراكه كذلك دون التحقق المشعر بالظهور وقرب الادراك .

 

التشبيه باعتباره الأداة :

والبلاغيون يقسمون التشبيه باعتبار الأداة إلى مرسل ومؤكد :

1- فالتشبيه المرسل : هو ما ذكرت فيه أداة التشبيه ، نحو :

خلق كالمدام أو كرضا الـ  ـمسك أو كالعبير أو كالملاب

وقول الشاعر :

العمر مثل الضيف أو    كالطيف ليس له إقامة

وقول المتنبي في هجاء إبراهيم بن إسحاق الأعور بن كيغلغ :

وإذا أشار محدثا فكأنه    قرد يقهقه أو عجوز تلطم

 

2- والتشبيه المؤكد :هو ما حذفت منه أداة التشبيه ، وتأكيد التشبيه حاصل من ادعاء أن المشبه عن المشبه به ، وذلك نحو قوله تعالى تصويرا لبعض ما يُرى يوم القيامة : {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88] أي أن الجبال تُرى يوم ينفخ في الصور تمر مر السحاب ، أي تسير في الهواء كسير السحاب الذي تسوقه الرياح .

ومنه شعرا قول المتنبي مادحا :

أين أزمعت أيهذا الهمام    نحن كنبت الربا وأنت كالغمامُ (4)

كل عيش ما لم تطبه كحمام   كل شمس ما لم تكنها ظلام (5)

ص80

 

والتشبيه المؤكد أبلغ من التشبيه المرسل وأوجز ،أما كونه أبلغ فلجعل المشبه مشبها به من غير واسطة أداة فيكون هو إياه ،فإنك إن قلت: زيد أسد كنت قد جعلته أسدا من غير اظهار أداة التشبيه ، و أما كونه أوجز فحذفت أداة التشبيه منه .

ومن التشبيه المؤكد ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه ،نحو قول الشاعر :

والريح تعبث بالغصون وقد جرى   ذهب الاصيل على لجين الماء  فالصورة هنا أن الريح تعبث بغصون الأشجار المخضرة فتميلها يمينا وشمالا وأعلى واسفل، والحال أنه قد جرى((ذهب الأصيل ))

أي الأصيل الذي كالذهب في الصفرة على (( لجين الماء )) ، أي على ماء كاللجين أي كالفضة في الصفاء والبياض .

وقول الشريف الرضي :

أرسى النسيم بواديكم ولا برحت  كحوامل المزن في أجداثكم تضع

و لا يزال جنين النبت تُرضعه    على قبوركم العرّاصةُ الهمِعُ (6)

 

فهو يريد ((بحوامل المزن )) الزن أو السحب التي هي كالحوامل من الحيوان ، بجامع ما في كل من المنفعة ، كما يريد ((بجنين النبت )) النبت الذي كالجنين . فالمشبه به في هذين التشبيهين قد أضيفت إلى المشبه . وهذا تشبيه مؤكد .

وقد يسمى التشبيه المرسل ((مظهرا)) كما يسمى التشبيه المؤكد

ص81

((مضمرا)) . وهذا التشبيه المؤكد أو المضمر ينقسم أقساما ، منها :

1- ما يقع فيه المشبه والمشبه به موقع المبتدأ وخبره المفرد ,نحو : أنت أسد ، وكرمك بحر ، وقولك شعر ، وحديثك شهد . ففي هذه الأمثلة و أشباهها لا يصعب تقدير الأداة .

2- و ما يقع فيه المشبه موقع المبتدأ والمشبه به موقع الخبر المفرد  

المكون من مضاف ومضاف إليه ، نحو :أنت حصن الضعفاء . وهذا القسم بدوره يأتي على نوعين :

أ – إذا كان المضاف إليه معرفة ، كما في المثال السابق ، جاز لنا عند تقدير أداة التشبيه  الإبقاء على المضاف إليه كما هو أو تقديمه على المضاف ، فنقول مثلا : أنت كحصن الضعفاء ، أو أنت للضعفاء كحصن .

ب- وإذا كان المضاف إليه نكرة تعين تقديمه عند تقدير الأداة ، فنقول في مثل : فلان بحر بلاغة ((فلان في البلاغة كبحر)) . ومن ذلك قول البحتري مادحا :

غمامُ سحابٍ ما يغبُّ له حيا    ومِسعَرُ حربٍ ما يضيع له وتر ُ

فإذا شئنا تقدير الأداة هنا قلنا : ((سمائي كالغمام )) ، ولا يقدر إلا هكذا والمبتدأ هنا محذوف وهو الإشارة إلى الممدوح ، وكأن التقدير:  هو غمام سحاب وعند تقدير الأداة يقدم المضاف إليه فيقال : هو سحاب كالغمام ، أو هو في السحاب كالغمام (7) .

ومنه قول أبي تمام :

 أي مرعى عين ووادي نسيب    لحبته الأيام في ملحوب

ص82

 

ومراد أبي تمام أن يصف هذا المكان بأنه حسنا ثم زال عنه حسنه فقال بأن العين كانت تلتذ بالنظر إليه كالتذاذ السائمة بالمرعى ، فإنه كان يشبب به في الأشعار لحسنه وطيبه . و إذا قدرنا الأداة هنا قلنا : كأنه كان للعين مرعى وللنسيب منزلا و مألفا .

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفوق بضم الفاء : فوق السهم ، وهو موضع الوتر .

(2) قراع الخطوب : مصارعة الشدائد والتغلب عليها .

(3) جلته : صقلته .والضراب : الذي يطبع النقود .

(4) أزمعت : وطدت عزمك ، والربا جمع ربوة : الأراضي العالية .

(5) المعنى : كل عيش لم تطبه وتؤنسه هو كالحمام أي الموت ، وكل شمس إذا لم تكن أنت إياها كالظلام .

(6) الأجداث :القبور ، والعراصة : السحابة التي صارت كالسقف ذات رعد وبرق، والهمع :اسم لما يهمع أي يسيل ، والماطر .

(7) المثل السائر لابن الأثير ص153.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.