المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



ترك أمر الوالدان بالمعروف ونهيهما عن المنكر  
  
1909   09:13 صباحاً   التاريخ: 16-12-2018
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص240-241
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

من الأمور المهمة بل والواجبة أننا إذا وجدنا بعض التقصير عند الآباء أن نتوجه لهم بكل حسن وتهذيب وكلمة طيبة بتوضيح هذا التقصير وحرمته وأثره عليهما , وأن الله تعالى يحب من الوالدين أن يطيعاه لعظيم حقهما عنده .

وقد حذر الله تعالى من التهاون في ذلك وأمرنا أن نحب لأرحامنا ما نحبه لأنفسنا ، فإذا أحببنا الصلاة في المسجد فعلينا حب ذلك لهم ، وإذا أحببنا دخول الجنة فعلينا أن نحب ذلك لهم ونعمل على إدخالهم إليها,{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6] .

وأي خيانة لهذا التكليف يعتبر فشلا ذريعا في بناء الأسرة وفي سعادتها ، وهل يتصور أن العلاقة فيما بين أفراد الأسرة على خير إن سكت الواحد منهم عن مخالفات وتقصيرات الآخر ، إن القيام بالتكليف هو طاعة لله تعالى ، وخدمة لمصلحة الفرد والمجتمع ؟

أليس السكوت عن المفاسد التي يرتكبها البعض خيانة لأمانة المجتمع وسلامته ؟

ولذا جاء التحذير الشرعي من أي تقصير في وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن هذه الأدلة ما يلي :

عن النبي (صلى الله عليه واله) قال : ((لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء)) (1) .

وهذه الوظيفة المقدسة تشمل الآباء والأبناء ، وقد جاء في بعض الاستفتاءات ما يلي :

س : ما هو تكليف الولد تجاه الوالدين ، او الزوجة تجاه زوجها ، إذا كانوا لا يهتمون بدفع الخمس أو الزكاة المتعلقة بأموالهم ؟ وهل يحرم عليهما التصرف في المال الذي لم يدفع منه الخمس أو الزكاة على أساس كونه مالا مختلطا بالحرام ، مضافا الى التأكيدات الواردة بعدم الاستفادة منه ، لان المال الحرام يؤدي الى تلويث الروح ؟

ج : يجب عليهما عند مشاهدة ترك المعروف أو فعل المنكر من الوالدين ، أو من الزوج القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيما لو توفرت لديهما شروط ذلك ، وأما التصرف في أموالهم فلا بأس به إلا إذا حصل لهما اليقين بوجود الخمس أو الزكاة في خصوص ما يتصرفان فيه من أموالهم ، وفي مثل هذ الحالة يجب عليهما الاستئذان من ولي أمر الخمس والزكاة بالنسبة لذلك المقدار .

س : ما هو الأسلوب الذي ينبغي للابن سلوكه تجاه الأبوين اللذين لا يهتمان بتكاليفهما الدينية بسبب عدم اعتقادهما الكامل بها ؟

ج : يجب عليه أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر بلسان لين مع المحافظة على احترامهما كوالدين .

______________

1ـ مشكاة الأنوار ، الشيخ الطبرسي : 105 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.