أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2021
2864
التاريخ: 16-5-2021
2036
التاريخ: 23-6-2021
2915
التاريخ: 13-6-2021
1988
|
السيدة أم سلمة بنت أبي أمية زواجها :
هي : هند بنت أبي أمية . واسمه سهيل زاد الراكب بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني مالك بن كنانة . كانت أم سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد . فولدت له سلمة وعمر وزينب ثم توفي عنها . فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( 1 ).
وروى الحاكم عن مصعب بن عبد الله قال : كانت أم سلمة هي أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة . وكانت قبل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد . وهو أول من هاجر إلى أرض الحبشة . وشهد بدرا " وتوفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فولدت لأبي سلمة . سلمة وعمر ودرة وزينب ( 2 ) .
وعن أبي جعفر قال : إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم . دخل على أم سلمة حين توفي أبو سلمة . فذكر ما أعطاه الله وما قسم له وما فضله . فما زال يذكر ذلك ويتحامل على يده . حتى أثر الحصير في يده مما يحدثها ( 3 ).
وروى الحاكم وغيره: لما أنقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فردته. وخطبها عمر فردته (4).
وروى ابن سعد عن أم سلمة قالت : لما خطبني رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قلت : إني في خلال لا ينبغي لي أن أتزوج رسول الله . إني امرأة مسنة . وإني أم أيتام . وإني شديدة الغيرة . قالت . فأرسل إلي رسول الله : أما قولك إني امرأة مسنة فأنا أسن منك . ولا يعاب على المرأة أن تتزوج أسن منها . وأما قولك إني أم أيتام فإن كلهم على الله وعلى رسوله . وأما قولك إني شديدة الغيرة . فإني أدعو الله أن يذهب ذلك عنك . قالت : فتزوجني رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم . فأنتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت . فإذا جرة . فاطلعت فيها فإذا فيها شئ من شعير . وإذا رحى وبرمة وقدر . فنظرت فإذا فيها كعب من إهالة . قالت : فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به . قالت : فكان ذلك طعام رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم . وطعام أهله ليلة عرسه ( 5 ) .
وروي الحاكم عن عمر بن أبي سلمة : إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تزوج أم سلمة . في ليال بقين من شوال سنة أربع . ثم إن أهل المدينة قالوا : دخلت أيم العرب على سيد الإسلام والمسلمين أول العشاء عروسا " ، وقامت من آخر الليل تطحن وير أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ( 6 ) .
مناقبها :
وروي عن سلمان قال : أتى جبريل عليه السلام نبي الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وعنده أم سلمة . فجعل يتحدث ثم قام . فقال نبي الله لأم سلمة : من هذا ؟ أو كما قال . قالت : هذا دحية الكلبي . قالت : والله ما حسبته إلا إياه . حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يخبر خبرنا ( 7 ).
قال صاحب التاج الجامع للأصول : فأم سلمة رأت جبريل يتحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم . فلما سألها من هذا . ما فهمت إلا أنه دحية الكلبي . لأنه كان يأتي في صورته أحيانا " . ففيه فضل أم سلمة لرؤيتها لجبريل ولحضوره في مجلسها ( 8 ) .
وروي عن إياس عن أم الحسين . أنها كانت عند أم سلمة . فأتي مساكين فجعلوا يلحون وفيهم نساء . فقلت : أخرجوا أو أخرجن . فقالت أم سلمة : ما بهذا أمرنا يا جارية . ردي كل واحد وواحدة ولو بتمرة تضعيها في يدها ( 9 ) .
وروى الإمام أحمد عن عطاء بن رباح أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم كان في بيت أم سلمة فأتته فاطمة . فقال أدعي زوجك وابنيك . فجاء علي والحسن والحسين . فدخلوا عليه فجلسوا على دثار . وكان تحته كساء له خيبري . قالت أم سلمة وأنا أصلى في الحجرة . فأنزل الله عز وجل {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] ( 10 ) فأخذ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فضل . الكساء فغشاهم به . ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء . ثم قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي . فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ) قالت أم سلمة : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال لا ( إنك إلى خير إنك إلى خير ) ( 11 ) .
من معالم الإرشاد : مما روته أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم . يتبين أن أم سلمة كانت حجة بذاتها . نظرا " لما شاهدته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أخبرها به . فلقد شاء الله تعالى أن تنزل آية التطهير في بيت أم سلمة . وأن تشهد أم سلمة أصحاب هذه الآية . وشاء الله تعالى أن ينزل جبريل وغيره من الملائكة عليهم السلام في بيتها . ويخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين بن علي بن أبي طالب . وهو واحد من أهل الكساء الذين نزلت في حقهم آية التطهير .
ولقد روي عن أم سلمة : أحاديث تبين ما يستقبل الناس من الفتن . وكانت هذه الروايات في حقيقة الأمر دعوة من أجل الأخذ بأسباب الحياة الكريمة . ومما روي عن أم سلمة في هذا الباب عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت : أشهد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول : من أحب عليا " فقد أحبني . ومن أحبني فقد أحب الله . ومن أبغض عليا " فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ( 12 ).
وعن ثابت مولى أبي ذر . قال : كنت مع علي بن أبي طالب يوم الجمل . فلما رأيت عائشة دخلني بعض ما يدخل الناس . فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين. فلما فرغ ذهبت إلى المدينة. فأتيت أم سلمة. فقلت: إني والله ما جئت أسال طعاما "ولا شرابا ". ولكني مولى لأبي ذر . فقالت : مرحبا " . فقصصت عليها قصتي. فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس . قالت : أحسنت . سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول ( علي مع القرآن والقرآن مع علي . لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) ( 13 ) .
وروي عن مالك بن جعونه قال : سمعت أم سلمة تقول : علي مع الحق . ومن تبعه فهو على الحق . ومن تركه ترك الحق . عهدا " معهودا " قبل يومه هذا ( 14 ) .
وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم جالسا " ذات يوم في بيتي . فقال : لا يدخل علي أحد . فإنتظرت . فدخل الحسين . فسمعت نشيج ( 15 ) رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يبكي . فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يمسح جبينه وهو يبكي . فقلت : والله ما علمت حين دخل ( 16 ) فقال : إن جبريل كان معنا في البيت . قال أفتحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ( 17 ) .
وعندما فتحت أبواب الفتن لأخذ الناس بأسبابها . قتل الحسين بن علي عليهما السلام .
وروي عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي . فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في المنام . وعلى رأسه ولحيته التراب . فقلت : ما لك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا " ) ( 18 ).
وروى الحاكم عن شهر بن حوشب قال : أتيت أم سلمة أعزيها بقتل الحسين بن علي ( 19 ).
وروي أن أم سلمة قالت عندما بلغها قتل الحسين : قد فعلوها ملأ الله قبورهم - أو بيوتهم عليهم نارا " . ووقعت مغشيا " عليها ( 20 ) . لقد قدر لأم سلمة رضي الله عنها أن تشهد المقدمات والنتائج . وبين المقدمة وبين النتيجة كانت الحجة بالبلاغ فوق رؤوس المسيرة . ولله في عباده شؤون .
وقال صاحب الإصابة : كانت أم سلمة موصوفة بالعقل البالغ والرأي الصائب . وإشارتها على النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها ( 21 ).
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه بعد ما كتب كتاب الصلح يوم الحديبية : أنحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم . فامتنعوا وقالوا : كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة . فإغتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشكا ذلك لأم سلمة فقالت: يا رسول الله أنحر أنت وأحلق. فنحر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وحلق. فنحر القوم ( 22 ).
ومما يدل على رجاحة عقلها أيضا " . روي عن عبد الله بن رافع قال : كانت أم سلمة تحدث أنها سمعت النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول على المنبر وهي تمتشط : أيها الناس ، فقالت لماشطتها : لفي رأسي . قالت : فديتك إنما يقول : أيها الناس . قالت أم سلمة : ويحك أو لسنا من الناس . فلفت رأسها وقامت في حجرتها فسمعته يقول : أيها الناس بينما أنا على الحوض جئ بكم زمرا " . فتفرقت بكم الطرق ( 23 ) . فناديتكم : ألا هلموا إلي الطريق ( 24 ) . فناداني مناد من بعدي ( 25 ) فقال : إنهم قد بدلوا بعدك ( 26 ) . فقلت : ألا سحقا " سحقا " ( 27 ) .
وفاتها :
قال ابن حيان : ماتت سنة إحدى وستين بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي ( 28 )
وقال أبو نعيم : ماتت سنة اثنتين وستين وهي آخر أمهات المؤمنين موتا " ( 29 )
وروى الحاكم عن عطاء بن السائب قال : كنا قعودا " مع محارب بن دثاز فقال : حدثني ابن سعيد بن زيد أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد . خشية أن يصلي عليها مروان بن الحكم ( 30 )
وقال أبو عمر : دخل قبرها عمر وسلمة ابنا أبي سلمة ودفنت بالبقيع رحمة الله عليها ( 31 ) .
_______________
( 1 ) رواه الطبراني ( الزوائد 245 / 9 ) .
( 2 ) الحاكم ( المستدرك 16 / 4 ) ، الإستيعاب 454 / 4.
( 3 ) الطبقات الكبرى 91 / 7 .
( 4 ) الحاكم ( المستدرك 17 / 4 ) الطبقات الكبرى 89 / 7 .
( 5 ) الطبقات الكبرى 89 / 7 .
( 6 ) رواه الحاكم ( المستدرك 18 / 4 ) ابن سعد ( الطبقات 92 / 7.
( 7 ) رواه مسلم ( التاج الجامع 383 / 3 ) .
( 8 ) التاج 383 / 3 .
( 9 ) ابن عبد البر ( الإستيعاب 455 / 4 ) .
(10 ) سورة الأحزاب آية 33.
( 11 ) رواه الإمام أحمد ورواه الحاكم وأقره الذهبي ( الفتح الرباني 338 / 18 )
( 12 ) رواه الطبراني وقال الهيثمى إسناده حسن ( الزوائد 132 / 9 ) ( كنز العمال 622 / 11.
( 13 ) رواه الحاكم وأقره الذهبي (المستدرك 124/ 3) والطبراني (كنز العمال 603 / 11) .
( 14 ) رواه الذهبي في ميزان الاعتدال ترجمة مرسى بن قيس (ميزان الإعتدال217/ 4 ) .
( 15 ) نشيج / أي صوت معه توجع وبكاء .
( 16 ) أي إنها تعجبت حين وجدت الحسين .
( 17 ) قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات ( الزوائد 189 / 9 ).
( 18 ) رواه الحاكم ( المستدرك 19 / 4 ) وابن كثير ( البداية 217 / 8 ) .
( 19 ) رواه الحاكم ( المستدرك 19 / 4 ) .
( 20 ) البداية والنهاية 218 / 8 .
( 21 ) الإصابة 459 / 4 .
( 22 ) تفسير الميزان 268 / 18.
( 23 ) أي / بعضهم سلك الطريق إلى الحوض . وبعضهم ضل عنها إلى طريق آخر غير موصل .
( 24 ) أي / أقبلوا .
( 25 ) من بعدي / أي من ورائي .
( 26 ) أي / أحدثوا في الدين ما ليس منه .
( 27 ) رواه أحمد وأسناده جيد ( الفتح الرباني 197 / 1 ) .
( 28 ) الإصابة 460 / 4 .
( 29 ) المصدر السابق 460 / 4 .
( 30 ) رواه الحاكم ( المستدرك 19 / 4 ) .
( 31 ) الإستيعاب 422 / 4.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن مشروع الحزام الأخضر البدء بالمرحلة الثانية لتأهيل واحة الإمام الحسين (عليه السلام)
|
|
|