المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الحارث بن عبد اللّه الأعور الهمداني‏  
  
4576   02:45 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص273-274.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

من اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومحبّيه، وقال القاضي نور اللّه : وفي تاريخ اليافعي انّ الحارث كان صحابي أمير المؤمنين و صحب عبد اللّه بن مسعود و كان فقيها، و حديثه مذكور في السنن الاربعة.

وفي كتاب الميزان للذهبي انّ الحارث من كبار علماء التابعين، و نقل عن ابن حبان انّ الحارث كان غاليا في التشيّع، و نقل عن أبي بكر بن داود (من علماء السنة) انّه قال : كان الحارث الأعور أفقه الناس و أفرض الناس و أحسب الناس، تعلّم الفرائض من عليّ (عليه السلام) و حديث الحارث في السنن الأربعة، و النسائي مع تعنّته في الرجال فقد احتج به و قوّى أمره‏ .

وفي كتاب الشيخ أبي عمرو الكشي انّ الحارث قال : أتيت أمير المؤمنين عليّا (عليه السلام) ذات ليلة فقال : يا أعور ما جاءك؟ قلت : يا أمير المؤمنين جاء بي و اللّه حبّك، فقال : أما انّي سأحدّثك لشكرها، أما انّه لا يموت عبد يحبّني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يحب و لا يموت‏

عبد يبغضني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يكره‏ .

وهذه الرواية جاءت في الديوان المنسوب إليه (عليه السلام) و مطلعها:

يا حار همدان من يمت يرني‏               من مؤمن أو منافق قبلا

يقول المؤلف : اعلم انّ نسب شيخنا البهائي ينتهي الى الحارث المذكور، و كان الشيخ يعبر عن نفسه أحيانا بالحارثي.

والحارث المذكور هو الذي رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الخضر في النخيلة، و هما يأكلان الرطب بطبق من السماء أنزل لهما، فكان الخضر (عليه السلام) يقذف النواة لكن أمير المؤمنين (عليه السلام) يجمعها في يده فقال الحارث : قلت لأمير المؤمنين أن يعطيني النواة فوهبها لي فزرعتها فنبت نخيل زكي الرطب، لم أر مثله قط.

وفي رواية انّ الحارث الأعور أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : يا أمير المؤمنين أحب أن تكرمني بأن تأكل عندي، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): على أن لا تتكلف لي شيئا و دخل، فأتاه الحارث بكسرة، فجعل أمير المؤمنين يأكل، فقال له الحارث: انّ معي دراهم، و اظهرها و اذا هي في كمّه، فان أذنت لي اشتريت لك، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): هذه مما في بيتك (أي لا يسمّى تكلّفا).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.