أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
1624
التاريخ: 15-02-2015
1497
التاريخ: 5-10-2014
1359
التاريخ: 13-11-2014
1622
|
كانت الحرب فيما مضى بالرجال ، وتعبئة الجنود والكتائب ، أما اليوم فقد أصبح العلم قوة في كل ميدان ، وحوّل السيف والرمح ، وغيرهما من أدوات الحرب إلى صواريخ موجهة ، وقاذفات القنابل ، وغواصات نووية ، ودبابات برمائية ، وحاملات طائرات ، وغازات سامة ، ومخترعات للتجسس جوا وبرا وبحرا (1) . . إلى ما لا يعلمه إلا اللَّه والراسخون في علم التخريب والتدمير .
ولم يكتف تجار الحروب بتوجيه العلم ، وعبقرية العلماء إلى اختراع آلات الخراب والدمار ، حتى أنشأوا معاهد للتخصص بعمليات التخريب ، وتدبير المؤامرات والانقلابات ، وإيقاظ الفتن والأحقاد ، وإشاعة الفوضى والجرائم ، ووضع الخطط لانتشار الخوف والرعب وانهيار الأعصاب ، والاستخفاف بالأخلاق والقيم ، والايمان بالأساطير والخرافات . . إلى كل ما يمهد لسيطرة القوي على الضعيف ، وعبودية المتخلف للمتقدم .
هذا هو نوع السلاح الذي يحاربنا به عدو الدين والانسانية . . فبأي شيء نتقي شره وعدوانه ؟ . أبالسباب والشتائم ، أو بالندب والبكاء ، أو بالمشاحنات والخلافات ؟
لا شيء - ونحن الآن على ما نحن - الا ان نعرف من هو عدونا ؟ وما هي مقدرته ؟ . ونحذر منه ومن أساليبه وألاعيبه ، ولا نطمئن إليه في شيء ، وأن نتعلم من أخطائنا ، ونتحرر من الخونة ، ونعمل جاهدين يدا واحدة على تقويتنا في شتى الميادين ، وبهذا نستطيع أن نقف في وجه العدو . . وعلى الأقل لا يصل بنا الأمر إلى الحد الذي وصلنا إليه الآن .
لقد سحق شعب فيتنام الأعزل رؤوس الأمريكيين ، على رغم ما يحشدونه من قوى ، وينفقونه من ملايين الدولارات . وقبل فيتنام تحررت كوبا من أمريكا ، وهي أقوى دول العالم على الإطلاق . . والآن تأسر كوريا الشمالية سفينة التجسّس بيبلو ، ولا تستطيع أمريكا أن تبدي حراكا . . والسر - فيما نعتقد - ان هذه الشعوب قد وعت مصالحها ونظمت صفوفها ، وتلافت أخطاءها ، فضربت على أيدي الخونة ، وأبعدتهم عن القيادة ومركز القوة ، وآمنت بحقها ومبادئها ، واستهانت بالحياة في سبيلها . ولا يمكن لقوى العالم مجتمعة أن تقهر شعبا منظما واعيا فيتناميا كان ، أو عربيا ، والفرق في الأوضاع ، لا في الطباع ، وفي الوعي والصلابة فيما يؤمن ويعتقد .
( وإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ) . يشير سبحانه إلى الطابور الخامس الذي يندس في صفوف الطيبين بقصد التخريب والتثبيط عن مقاومة العدو .
وتسأل : ان ( منكم ) خطاب للمؤمنين ، والمنافقون أبعد الناس عن الايمان ، فكيف ساغ جعلهم من المؤمنين ؟ .
الجواب : لأنهم معدودون من المؤمنين في الظاهر ، ويعاملون معاملتهم ، تماما كمن يحمل جنسية بلد ، وهو عميل لمن يستعمره ويستغله ، وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان .
{فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا } [النساء: 72] . هذا القول حكاية لحال المنافق الذي كان يفرح ويغتبط إذا هزم المسلمون في معركة لم يشهدها معهم . . وكل من فرح بسلامته من البلاء الذي أصاب إخوانه في سبيل اللَّه ، والجهاد لإعلاء كلمة الدين فهو منافق .
وتسأل : ان قوله : ( قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ ) اقرار منه بوجود اللَّه ، فكيف ساغ جعله من المنافقين ؟ .
الجواب : انه نافق بإظهار الإسلام والإيمان بمحمد (صلى الله عليه واله) ، وإضمار الكفر بنبوته ، وهذا لا يتنافى مع الإقرار بالخالق ، فما كل من آمن باللَّه آمن بمحمد ( صلى الله عليه واله ) ، وقد أخبر اللَّه ان من الناس من يؤمن به ، وفي الوقت نفسه يؤمن بغيره ، أو بمن يقربه إليه زلفى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء: 73] . بعد أن أخبر سبحانه ان المنافق يفرح بتخلفه عن المسلمين إذا هزموا ونكبوا أخبر انه يندم على ترك الغزو معهم إذا انتصروا وغنموا . . وبديهة ان من هذا شأنه فليس من المسلمين في شيء ، ولو كان مسلما كما يدعي ، ويظهر المودة بينه وبين المسلمين لشعر بأن خيرهم خيره ، وشرهم شره ، واشتهر الحديث عن رسول اللَّه (صلى الله عليه واله ) : ان المسلمين كأعضاء الجسم الواحد ، وكالبنيان يشد بعضه بعضا ، وان من لم يهتم بأمورهم فليس منهم .
_______________________
1- يدور الآن 40 قمراً صناعياً حول الأرض بحجة بحوث الفضاء ، ومهمتها في الواقع التجسس ، ولأمريكا وحدها 30 سفينة للتجسس ، وألفا محطة على الأرض للغاية نفسها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|