المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الوضع السياسي للدولة العباسية  
  
10039   05:32 مساءً   التاريخ: 27-4-2018
المؤلف : خولة محمود محمد علي المدعي
الكتاب أو المصدر : الوعظ الديني في العصر العباسي الاول – دراسة تاريخية
الجزء والصفحة : ص38- 50
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / الدولة العباسية * /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2018 5097
التاريخ: 20-6-2017 1492
التاريخ: 26-4-2018 5340
التاريخ: 2024-11-08 297

بعد النجاح الذي حققه العباسيون في معركة الزاب (1) (سنة 132هـ /749م) توج العباسيون انتصارهم هذا بإعلان أبي العباس أول خليفة عباسي في مسجد الكوفة بعد أن اخذ له البيعة الخاصة من القواد والدعاة والبيعة العامة في مسجد الكوفة الكبير وأكد في خطبته التي ألقاها بالمناسبة منهج الدولة الجديد وطبيعة مشروعيتها وحمل على الامويين وسياستهم ، ووعد الناس بالعمل وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة (2) فقد جاء في خطبته :

(ألم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ، نكص بكم يا اهل الشام آل حرب وآل مروان يتسكعون بكم الظلم ويتهورون بكم مداحض الزلق ، يطؤون بكم حرم الله وحرم رسوله ، ماذا يقول زعماؤكم غداً ؟ يقولون : ربنا هؤلاء أخلونا فاتهم عذاباً ضعفاً من النار اذا يقول الله (لكل ضعف ولكن لا تعلمون) اما امير المؤمنين فقد ائتنق بكم التوبة واغتفر لكم الزلة ، وبسط لكم الاقالة وعاد بفضله على نقصكم وبحمله على جهلكم ، فليفرح روعكم ولتطمئن به داركم ولتعظكم مصارع اوائلكم فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) (3) .

ذكر لنا ابن الطقطقي شأن سياسة الدولة العباسية فقال : (ان هذه الدولة ساست العالم سياسة ممزوجة بالدين والملك فكان اخبارهم وصلحاؤهم يطيعونها تديناً والباقون يطيعونها رهبة او رغبة) (4) .

وتأكيداً لهذا المنهج اعلن العباسيون منذ بدء الدعوة انهم يريدون إحياء السنة والحكم بالعدل وارجاع الناس الى زمن الخلافة الراشدة فارتدى خلفاؤهم بردة الرسول(صلى الله عليه وآله) في المناسبات الدينية والاعياد واحاطوا انفسهم بالفقهاء وحاربوا الزنادقة (5) .

وبعد وفاة الخليفة ابي العباس سنة (136هـ / 753م) خلفه ابو جعفر المنصور الذي وصف بانه المؤسس الحقيقي للدولة العباسية فلقد واجه الكثير من المشاكل واستطاع بجهوده وحكمته ان يحفظ الدولة ويبقيها في الاسرة العباسية (6) .

وهنا تظهر آلية انتقال السلطة وتداولها على اساس الوراثة استمراراً للانحراف عن المنهج الشرعي في هذا الجانب الذي بدأ مع قيام الدولة الاموية ثم استمر بعدها وقد كان هذا النهج محط نقد الفقهاء والعلماء لما فيه من ابتعاد عن الالية الشرعية في تداول السلطة في النظام السياسي الاسلامي ، ان من أخطر ما يترتب على تجنب المنحى الشرعي هذا حصر السلطة في اسرة معينة مما قد ينجم عنه تولي غير الاكفاء للسلطة احياناً وهو حصل كثيراً في المراحل اللاحقة للدولة العباسية في حين يقود إقامة نظام الشورى بمضامينه الحقيقية الى تولي السلطة للأكفاء حقاً ، فلقد عمد الخلفاء العباسيون في سبيل تعزيز مشروعية حكمهم على ابراز نسبهم الهاشمي بأنهم اولاد عم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) العباس بن عبدالمطلب ليضفوا بذلك على حكمهم نوعاً من القداسة والشرعية وبذلك اشترك العباسيون والعلويون في هذه المسالة (7) فقد اكد الخليفة العباسي الاول ابو العباس ذلك بقوله :

(الحمد لله الذي اصطفى الاسلام لنفسه تكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا وايده بنا وجعلنا اهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه والناصرين له والزمنا كلمة التقوى وجعلنا احق بها واهلها وخصنا برحم رسول الله وقرابته وأنشأنا من آبائه) (8) وتلا قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] (9) مهاجماً بذلك العناصر المعارضة التي بدأت تتحرك بعد نجاح الثورة العباسية من اهل الشام ومؤكداً على حق العباسيين الشرعي بقوله : (زعمت الشامية الضلال ان غيرها أحق بالرياسة والسياسة والخلافة) (10) .

وترتب على فكرة الحق هذه جوانب عملية مهمة منها بقاء هذا الحق في اهله مما اسهم كثيراً في تعزيز مبدأ الوراثة، لكن ذلك لا يعني نهاية الصراع على السلطة فاذا كانت المعارضة السياسية قد هدأت نسبياً أيام العباسيين الاّ أن صراعاً كان يحتدم باستمرار داخل البيت الحاكم من اجل الانفراد بالسلطة ولعل الصراع الدامي بين المنصور الذي دعمه عبدالله بن علي عام (136هـ / 753م) وبين الامين والمأمون عام (194هـ – 198هـ / 809م – 813م) يلقي ضوء على ذلك ، ان الايام الواقعة بين موت خليفة وقيام آخر تعد اياماً مضطربة وقلقة لا تهدد البلاط فقط وانما الدولة باسرها (11) ، وهذا التحول في طبيعة الحكم جعله ملكية اكثر منه خلافة وان كان مثل هذا التحول قد بدأ منذ أيام الامويين لكنه ترسخ اكثر في هذه الفترة حتى قال ابن خلدون ان الامر صار ملكاً وانه حمل نفس دلالات الخلافة في الطبيعة والمهام الا أن الوازع الذي كان دينياً اصبح الان يقوم على العصبية والقوة والقسر (12) ، أهم ما رافق عملية التحول هذه ايضاً ترسيخ الطابع الاوتوقراطي الاستبدادي المطلق للحكم (13) ، وان شعاراتهم في اقامة حكم الله على الارض لم تكن سوى غطاء لهذه النزعة الاستبدادية وانهم اخفقوا في التوفيق بين شعاراتهم وتطبيقاتهم السياسية (14) الا ان صورة الاستبداد هذه ما لبثت ان اضمحلت بعد ان اخذ قادة الجند بفرض هيمنتهم على مؤسسة الخلافة في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري حتى ضربوا امثلة سيئة في وحشية التعامل مع الخلفاء ولا سيما الذين يجري عزلهم فيفقدون حتى قيمتهم الرمزية عندها تكون الفرصة سانحة للقيام بكل عمل شنيع ضدهم (15) .

ولتعزيز طابع الاستبداد هذا وجعله مقبولاً من جمهور الناس تم اللجوء الى بعض مظاهر الدين الذي يتميز بهيمنته على النفوس اذ يرى سبنسر ان الدولة مهما كانت علمانية لا بد ان تطبع نفسها بشيء من طابع الدين وان من طبيعة السلطة ان تمتلك ديناً سياسياً (16) ، ثم ان العباسيين جاؤوا الى الحكم بفعل نشاط حركة دينية وشعارات دينية ورأوا في الدين عاملاً لوحدة الدولة المترامية الاطراف التي حكموها (17) .

ومما عزز طابع الاستبداد في السلطة العباسية ايضاً الافتقاد الى مؤسسات دستورية رقابية معترف بها تتمتع بصلاحيات وسلطات خاصة تحول دون الانزلاق الى الاستبداد المطلق، فضلاً عن أن الفقهاء لم يمارسوا دوراً سياسياً فعالاً وواسعاً ومؤثراً بحيث يشكلون قوة ضغط يحسب حسابها وانما كان دورهم في الغالب توجيهاً ارشادياً او نقدياً او تبريرياً في بعض الاحيان وبذلك تكون قد تجمعت عناصر عديدة رسخت مبدأ الاستبداد في السلطة العباسية (18) .

ان طبيعة صلة العباسيين بالسماء دفعت الباحثين الى اطلاق صفة الثيوقراطية او نظرية الحق الالهي على نظام الحكم العباسي (19) ، وساوى عدد في ذلك بين الامويين والعباسيين والعلويين (20) ، في حين أكد آخرون أنّ مما اختص به العباسيون لتمييز انفسهم من الامويين (21) .

ومهما يكن من أمر فان العباسيين اعطوا لأنفسهم الشرعية في الوصول الى الحكم بكونهم الاحق بوراثة الرسول (صلى الله عليه وآله) فجدهم العباس عند وفاته والعم شرعاً بمقام الوالد فيكون بذلك أحق بوراثته وهم بهذا المنطق تعاملوا مع خصومهم وانصارهم على حد سواء ، أما ما يرد من إشارات تفيد بان الخلافة والسلطان باختيار من الله وان ذلك موهبة سماوية وقدر من الله وتقليد منه وانه سبحانه وتعالى هو الذي يولي أمور المسلمين من يشاء وما الى ذلك (22) فكان الهدف منها مداعبة الشعور الديني لجمهور المسلمين ذلك الشعور الميال للتسليم بالقدر وهي في نفس الوقت مغازلة للأتقياء والورعين ليسلموا بوجودهم في السلطة بالاستناد الى ان ذلك كان بقضاء الله وقدره .

فضلاً عن ذلك ان الخلفاء العباسيين لم يجمعوا بين السلطات الدينية والدنيوية لانه لم تبق أي سلطة دينية في الاسلام بعد وفاة الرسول ولما كانت هاتان المسالتان أصل فكرة الثيوقراطية لذا فانه لم يبق من ثيوقراطية الخلفاء العباسيين سوى ما اتخذوه من القاب ونعوت، هذا فضلاً عن انه من التعسف تطبيق مفاهيم او مذاهب نشأت في ظرف مغاير وعصر له ملامحه وشخصياته ومقوماته واحداثه على عصر آخر يختلف عنه تماماً من النواحي كافة (23) .

فمثلاً من ضمن ما أطلقه الخلفاء على أنفسهم هو سلطان الله ففي الخطبة التي القاها المنصور أكد ذلك بقوله: (ايها الناس انما أنا سلطان الله في ارضه اسوسكم بتوفيقه وتسديده وأنا خازنه على فيئه اعمل بمشيئته واقسم بارادته واعطي بأذنه وقد جعلني الله عليكم قفلاً) (24) .

ومن منطلق تعزيز هذه القدسية حاول المنصور ان يروج تاريخ اسرته وصلتها بالرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وما كان من شان الدعوة وبداياتها ووصولها الى الخلافة (25) ، وكان هذا الولاء للأسرة يقلق المنصور الذي أمر ان تنقش الرؤيا التي رآها في حداثته على الواح من الذهب وتعلق في اعناق صبيان بني العباس ، وكثيراً ما جمع افراد الاسرة وسألهم عن تلك الرؤيا وملخصها انه بينما كان يطوف حول الكعبة ومعه اخوه ابو العباس وعمه عبدالله بن علي اذا بصوت ينادي ابا العباس داخل الكعبة فأسرع اليه ودخل الكعبة ولما خرج كان بيده لواء اسود قصير على قناة قصيرة ثم نودي ابو جعفر فنهض ومعه عمه عبدالله الذي حاول ان يدخل قبله فدفعه ودخل ابو جعفر ليجد الرسول (صلى الله عليه وآله) فسلم عليه وعقد له الرسول (صلى الله عليه وآله) لواء طويلاً وطلب منه ان يقاتل الدجال (26) ، ولعل المنصور اراد بهذه الرؤيا ان يدعم دعواه بانه ظل الله في ارضه وانه يسوى الناس بتفويض من الله وليضفي مزيداً من القدسية على نفسه فلا ينازعه احد ولا سيما بعد ظهور الفتن في الدولة (27) ، ولكي يقوي الخليفة العباسي هذه الصفة الدينية صار يرتدي بردة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) عند توليه الخلافة وفي المناسبات الرسمية وصلاة الجمعة وأطلق على الخليفة العباسي لقب (إمام) توكيداً للمعنى الديني اذ لم يكن هذا متداولاً ومعروفاً في عهد الخلفاء الراشدين والامويين (28) .

وفي ضوء ذلك قوى العباسيون سلطتهم ودولتهم وحجج شرعيتهم وجاءت هذه على لسان الخليفة المنصور حيث قال: (الملوك تحتمل كل شيء الا ثلاثاً، افشاء السر، التعرض للحرمة، القدح في الملك) (29) .

فضلاً عن ذلك ان اساليب الخطاب اضفت على الخلفاء صفة عالية جداً من التقديس والتفخيم تراوحت دواعيها بين اضفاء القدسية والتعظيم الى أغراض دنيوية اخرى، ومن العبارات الواردة في أساليب الخطاب هذه ان الخليفة ، الحبل الممدود بين الله وخلقه والمصطفى ومقامه العالي (30) وان الله تعالى جعل الخلفاء نوراً يضيء للرعية ما أظلم عليهم (31) فقد قال ابو العتاهية في الرشيد :

قد دعوناه نائياً فوجدناه *** على نأيه قريباً سميعاً (32)

ففي ذلك اضفاء لبعض صفات الله تعالى على شخص الخليفة : القريب والسميع والاغرب من هذا هو قول الصولي في المتقي (329هـ – 333هـ / 940م – 944م) الذي جسد ذروة ضعف الخلافة في هذه الفترة :

وقــال الــذي سماك متقياً له *** فأنت عماد الدين ليس يزول

أدين بك الاسلام فازداد عزه *** فأنت من الدهر الغشوم تدين (33)

استمرت ولاية العهد وراثية في العصر العباسي الاول كما كانت عليه في العصر الاموي، فقد اخذ الخليفة العباسي يعين ولي عهد ويأخذ في حياته البيعة له من وجوه الناس والاعيان وكبار القواد ويلجأ احياناً الى توليه العهد لأكثر من واحد من ابنائه او اقربائه (34) .

ولهذا السبب فقد واجهت الخلافة العباسية كثيراً من المشاكل حول ولاية العهد وشرعيتها ومسألة نقلها من ولي عهد الى آخر فالخليفة الاول ابو العباس قرر واقتنع بان المرشح للمنصب من بعده اخوه ابو جعفر المنصور الذي يستطيع ضمان الحفاظ على الخلافة في نسل ابيه محمد العباسي لما ابداه ابو جعفر المنصور من الاعمال الكبيرة في خدمة الدولة العباسية لامتلاكه ثقافة واسعة ، اذ كان يحضر الحلقات الادبية والكلامية والمناقشات الدينية والسياسية في البصرة وصاحب عدداً من علماء البصرة مثل عمرو بن عبيد وغيره ، وجعل عيسى بن موسى ولياً للعهد بعد المنصور مبعداً ابنه محمداً عنها لضعف قدرته الادارية والشخصية وصغر سنه (35) مما أثار غضب عمه عبدالله بن علي الذي ادعى بان ابا العباس كان قد وعده بالخلافة اذا تمكن من قتل مروان بن محمد وقد فعل ولكنه لم يعلن ذلك رسمياً او علنياً (36) .

وحين توفي ابو العباس سنة (136هـ / 753م) اعلن الخليفة ابو جعفر المنصور ولي عهده عيسى بن موسى (ت167هـ/783م) والتطور الجديد الذي حدث هو رغبة المنصور في جعل الخلافة في نسله وابعاد ابن اخيه عيسى بن موسى عن ولاية العهد وقد بدأ يعرض هذا الموضوع بعد نجاحه في القضاء على ثورة محمد ذي النفس الزكية إذ لّقب هو (المنصور) وابنه (المهدي) من اجل رفع منزلته لدى العامة وترويج ذلك بين الناس والتمهيد له ليخلفه (37).

وجاء بعد الخليفة أبي جعفر المنصور ابنه المهدي سنة (158هـ / 774م) الذي شهد عصره أخطر حركة فكرية في العصر العباسي الاول الا وهي الحركة الشعوبية والتي سنتناول دراستها عند طرح الجانب الثقافي والفكري في العصر العباسي الاول. إذ وجد انصارها ودعاتها بين الكتاب والادباء وبعض رجال الدولة والعامة، ويتضح فيها العداء للاسلام واضعاف الدين الاسلامي والنبرة العنصرية والعودة الى احياء التراث القديم للشعوب والتقليل من شأن العرب ودورهم الحضاري والاستهزاء بالمثل والقيم العربية (38) .

ويعد عصر هارون الرشيد سنة (170هـ / 786م – 193هـ / 808م) من أبهى العصور العباسية وسمي (بالعصر الذهبي) حيث كان من افاضل الخلفاء العباسيين وعلمائهم وكرمائهم، كان يحج سنة ويغزو سنة .... وحج ماشياً ولم يحج خليفة ماشياً غيره وكان اذا حج حجّ معه مئة من الفقهاء وابنائهم (39) .

وازدهر النشاط الثقافي في عهده المتمثل في بيت الحكمة وهو مؤسسة للثقافة العلمية تختص بالدرجة الاولى بالطب والفلسفة والمنطق والرياضيات والفلك وتترجم كتب الاوائل في العلوم العقلية مثل مؤلفات اليونان والهنود وغيرهم (40) .

وفي عصر الخليفة المأمون وبالتحديد سنة (218هـ / 833م) ظهر مبدأ الاعتزال وتقريب المتكلمين وظهرت (محنة خلق القرآن) ونوظر الامام احمد بن حنبل وعلماء آخرون واوصى الخليفة أخاه المعتصم بالله باتباع هذه السياسة فلما مات ضرب احمد بن حنبل واضطهد أهل الحديث في عصري المعتصم والواثق (41) .

لا شك ان الخلاف في الافكار ووجهات النظر بين العلماء والخلفاء كان موجوداً منذ بداية العصر العباسي الاول ولكنه كان يمر احياناً هادئاً او مشوباً ببعض التوتر، وحدّة هذا الخلاف اشتدت في عهد المأمون في ما يسمى (بالمحنة) اذ دار الخلاف حول مسألة واحدة في العقيدة هي (هل القرآن مخلوق) أم قديم لكون هذه الفكرة تمس حياة المسلمين عامة وقد اخذت ابعاداً واهدافاً متعددة بل وخطيرة وبعد حوار طويل مع العلماء من المعتزلة اقتنع المأمون بالمسألة (42) .

وقد لا نتفق مع الدكتور زكي نجيب محمود بقوله : (لم يكن في ساحة الفكر عند الاسلاف حوار حر الاّ في القليل النادر وفي مواقف لم تكن بذي خطر كبير على السلطة (43) ، فكتب التاريخ والادب تظهر لنا خلاف ذلك فالحوار مفتوح اذا كان صريحاً وواضحاً حتى لو كان يمس السلطة والسلطان ولكن هذا الحوار كانت له ضوابط وأفق يلتزمها المفكرون ، فمن غير المنطقي أن يسكت الخليفة عمن يهدد الدين وكيان الدولة بالخطر ولهذا نرى تفاوتاً في مواقف الخلفاء من هذه المسألة ، ولكون العلماء هم ورثة الانبياء وحفاظ الشريعة الاسلامية على وجهها الصحيح نراهم لم يتوانوا في تقديم النقد الى الخلفاء والتوجيه في هذا المجال بشكل هادئ احياناً وقاس في احيان اخرى (44) .

بدأت في عهد المأمون (محنة خلق القرآن) واستمرت الى بداية عصر المتوكل على الله سنة (234هـ / 846م) (45) ، فقد راودت مسألة خلق القرآن الخليفة المأمون منذ وقت مبكر ولكنه لم يتخذ موقفه النهائي فيها الا في السنتين الاخيرتين من خلافته وقد افضى الى قاضي قضاته يحيى بن الاكثم بانه يخشى الفقيه يزيد بن هارون (ت206هـ / 820م) وهو من حفاظ الحديث والذي كان واسع العلم بالدين كبير الشأن (46) ولولاه لأظهر أن القرآن مخلوق ، فقال له يحيى بن اكثم : (من هو يزيد حتى يخشاه امير المؤمنين) فأجاب قائلاً : (ويحك اني لأتقيه لان له سلطاناً ولكني اخاف ان اظهرته فيرد علي فيختلف الناس وتكون فتنة وأنا اكره الفتنة) (47) .

ومما ساعد المأمون على تبني فكرة (خلق القرآن) ثقافته وحبه للجدل في مجالات العلم المختلفة لما يمتلكه من عقلية فلسفية وحبه للاعتزال لانه كان اكثر اعتماداً على العقل، ونظر الى عامة الناس على انهم اقل اهتماماً بالعقل بقوله: (ان الجمهور الاعظم والسواد الاكبر من حشو الرعية ممن لا نظر له ولا روية ولا استدلال له بدلالة الله وهدايته والاستضاءة بنور العلم وبرهانه في جميع الاقطار والآفاق) (48) .

وما أن وصل المأمون الى بغداد قادماً من خراسان سنة (204هـ / 818م) حتى اباح الجدل الذي كان محرماً في خلافة الرشيد والامين، اذ يذكر أن الرشيد سمع بشراً المريسي يزعم أن القرآن مخلوقٌ وتوعده إذا قبض عليه لقتله فبقى بعيداً عن انظار الخلافة عشرون سنة ولم يظهر الاّ في خلافة المأمون (49).

في سنة (218هـ / 832م) أصدر المأمون أوامره الى قاضيه اسحاق بن ابراهيم في بغداد في امتحان القضاة والمحدثين وقد عدّ المأمون المخالفين لرأيه جهلة بقوله: (فرأى أمير المؤمنين ان اولئك شر الأمة ورؤوس الضلالة المنقوصون من التوحيد خطا والمحسوسون من الايمان نصيباً وأوعية الجهالة واعلام الكذب ….) (50) ، ولهذا أنزل بمخالفيه انواعاً من العقاب مثل قطع الرواتب والسجن والضرب بالسياط وقد جعل نفسه في هذه القضية خصماً

وحكماً (51) .

وبدأت المحنة بامتحان عدد من كبار العلماء وهم عبدالله بن عمرو القواريري (ت 235هـ / 849م) وهو فقيه ومحدث ثقة (52) ، والحسن بن حماد المعروف بـ (سجادة) الحضرمي البغدادي (ت 241هـ / 855م) محدث ثقة (53) ، ويحيى بن عبدالرحمن العمري (54) ، وبشر بن الوليد الكندي (55) ، ومحمد بن نوح العجلي (ت218هـ / 832م) وهو فقيه ومحدث ثقة (56) واحمد بن حنبل ، فلقد اجاب العلماء هؤلاء خوفاً من العقاب واقروا بأن القرآن مخلوق باستثناء احمد بن حنبل ومحمد بن نوح (57) .

وقطعت الدولة رواتب عدد من العلماء وعزلتهم عن القضاء بسبب عدم اقرارهم بأن القرآن مخلوق مثل عفان بن مسلم (ت220هـ / 835م) الذي كان يتقاضى راتباً شهرياً قدره خمسمئة درهم وعندما نوقش في ذلك تلا: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) (58).

وممن عارض بشدة القول بخلق القرآن ولم يغير رأيه الامام احمد بن حنبل ومحمد بن نوح فاشخصا الى الخليفة المأمون وهو في مدينة طرسوس فلما وصلا الى مدينة أذنه (59) ، وصل نبأ وفاة المأمون فرجعا وهما بمدينة عانات (60) توفي الفقيه محمد بن نوح ورجع الامام احمد بن حنبل الى بغداد وسجن فيها ثم حمل الى سامراء بطلب من الخليفة المعتصم بالله (61) ، وقد اوصى المأمون آخاه الخليفة الجديد المعتصم بالله بالسير على نهجه في تبني فكرة المعتزلة والاستمرار في امتحان العلماء في مسألة خلق القرآن ولهذا أمر الخليفة المعتصم بحمل الفقهاء الى سامراء من بغداد والمدن الاخرى (سنة 218هـ / 815م) وهرب عدد من العلماء في خلافة الواثق وبالتحديد في سنة (228هـ / 825م) مثل أبي يوسف بن ابي طيبة واحمد بن صالح الى اليمن والقي القبض على محمد بن سالم الذي حمل الى العراق (62) .

وضرب الامام احمد بن حنبل في عهد الخليفة المعتصم ضرباً اوشك فيه على مفارقة الحياة ولكنه ثبت، وحاول الخليفة اقناعه بالعدول عن رأيه والقول بخلق القرآن والعطف عليه قائلاً: (لأطلقنه بيدي ولأركبن اليه بجندي) (63) وقال : (يا احمد والله اني عليك شفيق – اني لأشفقن عليك كشفقتي على هارون ابني ما تقول ؛ قال : كلام الله) (64) ولم يقل مخلوقاً .

وقد ندم الخليفة على ضربه احمد بن حنبل وأطلق سراحه (65) ولهذا نجد ان احمد بن حنبل جعل الخليفة المعتصم بالله في حل يوم فتح عمورية لما لهذا الفتح من اهمية لخدمة الاسلام والمسلمين (66).

ونلاحظ ان موقف احمد بن حنبل الثابت يمثل موقف اهل السنة والجماعة ولو قال انه مخلوق لتغير الرأي العام الاسلامي، ويكن القول ان ثبات الامام احمد بن حنبل أسهم بشكل كبير في فشل المعتزلة بأظهار فساد آرائهم، وقد عاب الامام احمد على العلماء الذين اجابوا وعدّهم ضعافاً وغضب من موقفهم الضعيف وحزن، وكان يعتقد انهم لو ثبتوا لتوقف أمر المحنة ولترك المأمون ذلك بسبب معارضتهم لأنهم اقطاب المدينة واعلامها (67).

وقد امتحن المأمون كبار العلماء لان هؤلاء اذا اقروا بذلك فسوف يسحبون العامة الى القول بذلك (68)، ولكن الذي حدث هو خلاف ذلك فالامام احمد بن حنبل اصبح بطلاً في نظر الناس ووقفت العامة الى جانبه فقالوا: (ابو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين، واحمد بن حنبل يوم المحنة) (69) في الثبات على المبادئ وعدم التملق او المداهنة.

ولقد احدث ضرب الامام احمد بن حنبل استياء لدى العامة وتذمروا ولولا اخراجه من السجن في عصر المعتصم لحصل تمرد من قبل انصاره على الخلافة (70) .

وفي عصر الواثق امتحن الناس بخلق القرآن وكتب بذلك الى جميع نواحي البلاد الا تقبل شهادة الاّ ممن قال بأن القرآن مخلوق، وسجن عدد من العلماء ووصل الأمر حداً بعيداً من التطرف طال عملية تبادل الاسرى مع الروم سنة (231هـ / 845م) على نهر اللامس – قرية على شاطئ البحر (بحر الروم) فيه يكون الفداء بين المسلمين والروم يكون الروم في البحر في سفن والمسلمون في البحر يتفادون (71) ، فامتحن الاسرى فمن قال انه مخلوق نودي به ودفع اليه ديناران وثوبان وبلغ عددهم خمسمئة رجل وسبعمئة امرأة (72) .

وشمل الواثق في الامتحان فئة اخرى من العلماء فلقد أمر سنة (231هـ / 845م) أمير البصرة بامتحان الائمة والمؤذنين (73) ومنع الواثق احمد بن حنبل من التحديث طالباً منه الاّ يساكنه في بلد هو فيه وعليه الذهاب حيث شاء فأرض الله واسعة وهذا نوع من النفي السياسي فاختفى احمد بن حنبل بقية حياة الواثق (74) .

ولما تولى المتوكل على الله الخلافة سنة (232هـ / 846م) نهى عن الكلام في القرآن والجدل سنة (234هـ / 848م) واطلق سراح من كانوا في السجون من اهل البلدان وممن أُخذوا في خلافة الواثق وأكساهم وكتب الى البلاد كتباً نهى فيها عن المناظرة والجدل فامسك الناس عن ذلك (75) وأمر شيوخ المحدثين بالتحديث واظهار السنة والجماعة واستقدم العلماء من المدن المختلفة وأجزل عطاياهم (76) ، وبهذا اخذ اهل الحديث مكان المعتزلة في بلاط الخلافة العباسية واصبحوا حملة العقيدة الرسمية في زمن المتوكل (77) .

وخلاصة ما تقدم بعامة فاننا نستطيع القول ان الدولة في العصر العباسي الاول ابتعدت نسبياً عن منهج الحكم الذي شهده عصر النبوة والخلفاء الراشدين المرتكز كلياً على الكتاب والسنة متأثرة بذلك بالطابع الساساني نتيجة لاختلاط المجتمع ودخول العناصر الساسانية في جهاز الدولة وطبعها بطابعها بحيث رسمت للخليفة صفة القدسية وان سلطانه مستمد من الله ثم بالتالي اضفوا على انفسهم هالة من التقديس وعُدّ الخليفة قوة طاغية وجبارة لا ينبغي الوقوف بوجهها ورافق ذلك انتشار مفاهيم تجعل الرعية عبيداً للسيد صاحب السلطة العليا ، واصبح الجور والظلم من مميزات هذا العصر مما دفع الفقهاء والعلماء الى اعطاء المواعظ للخلفاء وتذكيرهم بالله وباليوم الاخر وبانهم مسؤولون امام الله عن الرعية ، وفي هذا الصدد يذكر ابن الجوزي : (وتزداد الحاجة الى هذا النداء يعني (الوعظ) مما تراه من كثرة الفساد الذي انتشر واصبح يجذب الناس جذباً فأنساهم ذكر ربهم وكثر اقتراف المعاصي واستهينت حرمات الله ونسي العباد ان لكل ملك حمى وحمى الله محارمه وان الله يغضب اذا استهينت محارمه وغضب الله عقابه اليم ووخيم) (78) .

وقد ذكر المقريزي ايضاً : (لقد صارت الخلافة بعد الخلفاء الراشدين ملكاً عضوضاً أي فيه عسف وعنف وانتقل الى بني أميه) (79) .

فالأوضاع السياسية السائدة في العصر العباسي الاول كانت من الدوافع الاساسية للوعظ وانتشار الوعاظ وقوتهم في مواجهة الخلفاء بجرأة وشجاعة في كثير من الاحيان .

_____________

(1) وهي المعركة التي وقعت بين الامويين والعباسيين على الزاب الاعلى الذي يقع بين الموصل واربيل ، انظر عبدالله بن شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي ، معجم البالدان (بيروت : 1955) 3/124 .

(2) ابو جعفر محمد بن جرير الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق : محمد ابو الفضل ابراهيم (القاهرة : د/ت) 7/425 ؛ كلود كاهن ، تاريخ الشعوب الاسلامية ، نقله الى العربية : بدر الدين القاسم (بيروت : 1972) 75 .

(3) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، 4/97 .

(4) محمد بن علي بن طباطبا، الفخري في الاداب السلطانية (بيروت: د/ت) 110 وما بعدها.

(5) خليفة بن خياط، تاريخ بن خياط، حققه : اكرم ضياء العمري (النجف : 1967) 604 وما بعدها وللمزيد انظر : احمد اسماعيل عبدالله الجبوري علاقة الخلافة العباسية بالعلماء في العصر العباسي الاول ، اطروحة دكتوراه غير منشورة (جامعة الموصل : 1997) 11 .

(6) شاكر مصطفى ، دولة بني العباس (دمشق : 1973) 1/186 وما بعدها .

(7) السابق ، 2/9 وما بعدها .

(8) الطبري ، تاريخ ، 7/425 .

(9) سورة الاحزاب ، الآية 33 .

(10) الطبري ، تاريخ ، 7/425 .

(11) أبوت ، ملكتان في بغداد ، ترجمة : عمر ابو النصر (بيروت : 1969) 91 .

(12) المقدمة (القاهرة : د/ت) 1/208 .

(13) عبدالعزيز الدوري ، دراسات في العصور العباسية المتأخرة (بغداد : 1945) 190 ، صبحي الصالح ، النظم الاسلامية (بيروت : 1978) 269 .

(14)   Schaht , An Introduction to Islamic law , 49 .

(15) الطبري، تاريخ، 9/389 و 458.

(16) بالاندييه ، الانثرو بيولوجيا السياسية (بيروت : 1986) 83 .

(17)  Lewis , Abbassid  , 1/19 .

(18) موفق سالم نوري ، العامة والسلطة في بغداد 145هـ – 324 هـ ، اطروحة دكتوراه (موصل : 1997) 54 وما بعدها .

(19) ابراهيم سلمان الكروي ، المرجع في الحضارة العربية الاسلامية (الكويت : 1987) 37 ؛ فاروق عمر فوزي ، الخلفاء والفقهاء ، مجلة آفاق عربية ، العدد 12 (بغداد : 1980) 31 ؛

G old ziher , muslim studies , 2 / 66 – 67 .

George stewart , is the caliph apope , 190 .

IB rahim Hasan , Jslam , 130 .

(20) محمد عمارة ، المعتزلة واصول الحكم (بغداد : 1984) 233 .

(21) Schacht , An introduction to islamic law , 49 .

(22) احمد بن يحيى بن جابر البلاذري ، انساب الاشراف ، تحقيق : عبدالعزيز الدوري (بيروت : 1978) 3/268 الطبري ، تاريخ ، 8/648 .

(23) مصطفى حلمي ، نظام الخلافة في الفكر الاسلامي (القاهرة : 1957) 10 .

(24) الطبري ، تاريخ ، 8/88 ؛ عماد الدين ابو الفداء اسماعيل عمر بن كثير ، البداية والنهاية (بيروت : 1966) 10/122 ؛ فاروق عمر فوزي ، بحوث في التاريخ العباسي (بغداد : 1977) 226 .

(25) محمد عيسى صالحية ، مؤدبو الخلفاء في العصر العباسي الاول ، المجلة العربية للعلوم الانسانية ، العدد الخامس ، المجلد الثاني 1982 ، 565 .

(26) محمد بن علي بن محمد العمراني ، الانباء في تاريخ الخلفاء ، تحقيق : قاسم السامرائي (ليدن : 1973) ، 62 وما بعدها .

(27) صالحية ، مؤدبو الخلفاء ، 66 .

(28) عبدالسلام رستم ، ابو جعفر المنصور (القاهرة : 1964) 32 ؛ الكروي ، المرجع في الحضارة ، 37 .

(29) الطبري ، تاريخ ، 8/88 ؛ جلال الدين عبدالرحمن بن ابي بكر السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، تحقيق : محمد محيي الدين عبدالحميد (مصر : 1952) 268 .

(30) الطبري ، تاريخ ، 9/170 و 8/268 ؛ احمد بن علي القلقشندي ، صبح الاعشى في صناعة الانشاء ، شرحه وعلق عليه : محمد حسين شمس الدين (بيروت : 1987) 7/31 .

(31) ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم، كتاب الخراج، حققه: احسان عباس (القاهرة: 1985) 5.

(32) ابو الفرج علي بن الحسين الاصفهاني ، الاغاني (بيروت : د/ت) 3/141 .

(33) اخبار الراضي والمتقي ـ تحقيق : هيورت (بيروت : 1979) 189 .

(34) الكروي ، المرجع في الحضارة ، 39 .

(35) الطبري ، تاريخ ، 7/447 وللمزيد حول ولاية العهد ، انظر : مصطفى ، دولة بني العباس ، 2/207 .

(36) نفسه .

(37) السابق ، 8/9 وما بعدها .

(38) احمد بن ابي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي ، تاريخ اليعقوبي (بيروت : 1960) 3/125 وما بعدها ؛ الدوري ، الجذور التاريخية للشعوبية ، 120 ؛ فوزي ، الفكر العربي في مجابهة الشعوبية ، 14 .

(39) ابن الطقطقي ، الفخري في الاداب السلطانية ، 157 .

(40) فوزي ، الخليفة المجاهد هارون الرشيد ، 92 .

(41) الطبري ، تاريخ ، 8/631 وما بعدها .

(42) عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي ، الفرق بين الفرق ، تحقيق : محمد محيي الدين عبدالحميد (القاهرة : د/ت) 358 ؛ ابو الفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني ، الملل والنحل ، تحقيق : عبدالعزيز محمد الوكيل (القاهرة : 1968) 43 ؛ ابن الجوزي ، مناقب ، 344 .

(43) تجديد الفكر العربي (القاهرة : 1978) 46 .

(44) ديبور ، تاريخ الفلسفة في الاسلام ، نقله الى العربية : محمد عبدالهادي أبو ريدة (القاهرة : 1938) 24 وما بعدها .

(45) الطبري، تاريخ، 8/631؛ عادل محيي الدين الالوسي، الراي العام في القرن الثالث الهجري (بغداد : 1987) 165 ؛ فاروق عمر فوزي ، الدولة العباسية في عصر القوة (عمان : 2003) 1/227 .

(46) الحافظ ابو بكر احمد بن علي الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد (بيروت : د/ت) 14/337 – 343 ؛ الزركلي ، الاعلام ، 9/247 .

(47) نفسه .

(48) الطبري ، تاريخ ، 8/632 .

(49) ابن الجوزي ، مناقب الامام احمد بن حنبل (بيروت : 1973) 308 .

(50) الطبري ، تاريخ ، 8/633 .

(51) الطبري ، تاريخ ، 8/644 ؛ ابن الجوزي ، مناقب ، 344 .

(52) العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، 7/40 .

(53) العسقلاني ، تقريب ، 1/165 .

(54) لم اقف له على ترجمة .

(55) العسقلاني ، تقريب ، 1/102 .

(56) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، 3/122 .

(57)  تاج الدين ابو نصر عبدالوهاب علي السبكي ، طبقات الشافعية ، تحقيق : محمود ومحمد الطناحي (القاهرة : 1964) 2/37 وما بعدها .

(58) ابو العرب محمد بن احمد بن تميم التميمي ، المحن ، تحقيق : يحيى وهيب الحبوري (بيروت : 1988) 433 ؛ يعقوب بن اسحاق بن السكيت الكندي الولاة والقضاة (بيروت : 1908) 445 .

(59) آذنه : هي بلد من الثغور قرب المصيصة . انظر : الحموي ، معجم البلدان ، 1/132 - 133 .

(60) عانة : هي بلدة مشهورة بين الرقة وهيت وتعد من اعمال الجزيرة . انظر : الحموي ، معجم ، 4/72

(61) ابو الفضل صالح بن احمد بن حنبل ، سيرة الامام احمد بن حنبل ، تحقيق : الدكتور فؤاد عبدالمنعم احمد (اسكندرية : 1981) 51 وما بعدها .

(62) الكندي ، الولاة والقضاة ، 447-453 .

(63) ابن الجوزي ، مناقب ، 344 .

(64) نفسه ؛ زكي مجيب محمود ، تجديد الفكر العربي ، 45 .

(65) ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب ، 2/27 – 39 .

(66) ابن الجوزي ، مناقب ، 344 .

(67) باتون، احمد بن حنبل والمحنة، ترجمة: عبدالعزيز عبدالحق (القاهرة: د/ت) 108 وما بعدها .

(68) السبكي ، طبقات الشافعية ، 2/37 وما بعدها .

(69) ابو سعد عبدالكريم بن محمد بن منصور بن محمد السمعاني، الانساب، تحقيق وتعليق: الشيخ عبدالرحمن بن يحيى العلمي (بيروت: 1980) 4/247؛ ابن الجوزي، مناقب ، 334 .

(70) ابن الجوزي ، مناقب ، 394-398 .

(71) ابو اسحاق ابراهيم بن محمد الاصطخري ، المسالك والممالك ، تحقيق : محمد جابر عبدالعال ومحمد شفيق غربالي (القاهرة : 1961) 50 .

(72) اليعقوبي ، تاريخ ، 2/482 ؛ الدوري ، دراسات ، 35 وما بعدها .

(73) الذهبي، العبر (بيروت: 1985) 1/321؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 340 وما بعدها .

(74) ابن الجوزي ، مناقب ، 348 ؛ الذهبي سير اعلام النبلاء (بيروت : 1981) 1/264 .

(75) اليعقوبي ، تاريخ ، 2/484 ؛ ابو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، مروح الذهب ومعادن الجوهر (بيروت : 1981) 4/86 ؛ جمال الدين ابو المحاسن يوسف بن تغري بردي ، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (القاهرة : 1966) 2/275 .

(76) اليعقوبي ، تاريخ ، 2/484 .

(77) تلمان ناغل ، مسألة اهل السنة في الاسلام البكر ، مجلة الاجتهاد ، العدد 19 لسنة 1993 ، 53 .

(78) المواعظ والمجالس ، تحقيق وتعليق : عاطف صابر شاهين (القاهرة : 1977) 3 .

(79) تقي الدين احمد بن علي المقريزي ، السلوك في معرفة دول الملوك (مصر : 1956) 1/13 وما بعدها ؛ محمد بن عابد الجابري ، الدين والدولة وتطبيق الشريعة (بيروت : 1996) 82 ؛ وللمزيد انظر : عز الدين هشام بن عبدالكريم البدراني ، النظام السياسي بعد هدم دولة الخلافة ، دراسة شرعية (موصل : 2003) 16 وما بعدها.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).